الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


روسيا: أذن من طين وأذن من عجين

نضال نعيسة
كاتب وإعلامي سوري ومقدم برامج سابق خارج سوريا(سوريا ممنوع من العمل)..

(Nedal Naisseh)

2021 / 9 / 9
السياسة والعلاقات الدولية


روسيا: أذن من طين وأذن من عجين
الكاتب: نضال نعيسة
الحوار المتمدن 09/09/2021
Lattakia City 16:22 GMT
تفادياً لازدياد النفوذ، وتضخم الدور الإيراني بالمنطقة وازدياد شعبية الملالي التي يبدو أنها تتنامى بمرور الزمن، على حساب كل الأدوار، بما فيها الدور التركي والأمريكي والروسي والعربي "السعودي"، أوعزت الولايات المتحدة لحلفائها في مصر والأردن بتزويد لبنان بالغاز والطاقة، وذلك عبر خط الغاز العربي المار بسوريا، متخطية بذلك قوانين العقوبات، وعلى رأسها قانون قيصر الشهير، ومنظومة العقوبات والحصار الاقتصادي الذي تفرضه على سوريا.
لقد شعرت الولايات المتحدة، بالحرج الشديد، وبأنها باتت تفقد الكثير من بريقها، ومصداقيتها، في الوقت الذي يتقدم فيه الدور الإيراني، في هذا المجال الذي يبدو في ظاهرة إنسانياً، فيما تقف بقية دول المنطقة، وهي تتفرج على الشعب اللبناني، ومن قبله الشعب السوري، وهو يتضور جوعاً، ويعاني تبعات التحالف مع إيران، نقصاً في الوقود والطاقة، وبقية ضروريات ومستلزمات الحياة، من ماء وكهرباء وغذاء ودواء.
وللحقيقة، والتاريخ، وهذا من باب السرد الدقيق والموضوعي والتأريخ الموثق وليس، بالمطلق، من باب التمجيد والتهليل والإطناب، فقد كانت إيران السبـّاقة، في نجدة، وإنقاذ حليفها السوري، ولأكثر من مرة، من عدة أزمات سابقة خانقة وطاحنة في مجال ندرة الوقود والطاقة عبر تحدي الحصار الأمريكي، وإرسال ناقلات النفط العملاقة المحملة بالنفط الخام، لتصب بالمرافئ السورية، حيث يتم تكريرها، وتسويقها للسوق المتعطش لهذه المواد الحيوية.
وبغض النظر عن الموقف الأمريكي، الذي يبدو إجرائياً، واستعراضياً، بالمحصلة، فالحقيقة، لا يمكن سوى التوقف عنده، وربما ثناؤه، وإطراؤه بغض النظر عن أية اعتبارات أخرى، وربما، كان بالنهاية، كسراً لمواقف سلبية، وانتقامية وثأرية، من لبنان، ومن قوى فاعلة فيه، لا مجال لاستعراضها الآن، لكن الجانب الإنساني طغى على أي اعتبار آخر، وهنا قمة المهنية والاستثمار السياسي الذكي.
ولكن هنا، وضمن هذه التطورات، والسياقات، ماذا عن الروس؟ وأين هم من هذه المواقف الإسعافية، والإنقاذية، والإنسانية لأوثق حلفائهم؟ ولماذا لا "ينتخي" الأصدقاء (وهذا هو التوصيف الرسمي لهم)، ويقومون بإرسال ناقلات النفط والغاز للحليف السوري المفلس المعتر المسكين الذي يعيش اليوم على الصدقات و"الزكاة" والأتاوات والضرائب الباهظة من "جيوب" فقراء السوريين، وهم –أي الروس- البلد رقم واحد بالطاقة على مستوى العالم إنتاجاً وتصديراً للنفط والغاز وكأن الأمر لا يهمهم ولا يعنيهم وغير متأثرين، بالمرة، بحجم المعاناة، والوضع الإنساني المؤلم المهين؟ ولماذا لا يتقدمون بأية مبادرة في هذا الشأن، "تكيد العدا" و"تقلع" عيون الحاسدين والشامتين و"العزال" والمتربصين بالحلف السوري-الروسي، وتسكت كل الأصوات المنتقدة للتلكؤ، والتقصير، و"الشح" و"الكحتنة" الذي اشتهر بها هذا الحليف على مر السنين؟
فعلى ما يبدو فالتدخل الروسي في سوريا هو تدخل استراتيجي وخدمة للمصالح الروسية العليا وأطماعها التاريخية بالمياه الدافئة، وليس لأسباب إنسانية وتنموية بالمرة، فحتى الكهرباء تستجرها من الشبكة الكهربائية السورية وعلى حساب المستهلك السوري، وللعلم فالتغذية الكهربائية لا تنقطع عن القواعد والمرافق العسكرية الروسية وفي مناطق وتجمعات الروس، فيما يغيب التيار لعشرين ساعة وأكثر باليوم، عن معظم السوريين ومدنهم وقراهم التي تغرق بالظلام الدامس.
قد لا نتفاجئ، وربما نسمع مستقبلاً، عن ناقلة نفط من الصومال، وربما من جمهورية إفريقيا الوسطى، وحتى من ميانمار الأفقر بالعالم، تمخر عباب البحار، وتجوب المحيطات، لمساعدة الشعب السوري، فيما يبقى "الأصدقاء" في حالة "طناش"، وسكون تام، وكأن الأمر لا يعنيهم على الإطلاق، وفي وضع "إذن من طين وإذن من عجين، و"سمعان ما هون" و"ما تندهي ما في حدا".
وللتذكير، على مدى أكثر من سبعة عقود من الحلف الصداقة السورية-السوفييتية (الروسية لاحقاً)، (من يتذكر معاهدة الصداقة والتعاون الشهيرة في ثمانينات القرن الفارط التي لم تنجم سوى عن وهم وسراب)، وأصبحت فيه سوريا، بعدها، واحدة من أفقر دول العالم وأضعفها على الإطلاق، ودولة مفلسة مقفرة شبه مفككة، غارقة بمستنفع من الأزمات، وغير معترف بها من المجتمع الدولي، وتئن تحت وطأة عدة احتلالات، وتعاني مجاعة ورزمة أزمات معيشية لا يبدو أن هناك مخرجاً منها في المدى المنظور، فيما الطيران والصواريخ الإسرائيلية المعتدية تنتهك السيادة وتعربد و"تقزدر" بالأجواء السورية و"لا مين شاف ولا مين دري"، وما حدا غريب.
ويا ناطر الدبس من ..... النمس....








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مليار شخص ينتخبون.. معجزة تنظيمية في الهند | المسائية


.. عبد اللهيان: إيران سترد على الفور وبأقصى مستوى إذا تصرفت إسر




.. وزير الخارجية المصري: نرفض تهجير الفلسطينيين من أراضيهم | #ع


.. مدير الاستخبارات الأميركية: أوكرانيا قد تضطر للاستسلام أمام




.. وكالة الأنباء الفلسطينية: مقتل 6 فلسطينيين في مخيم نور شمس ب