الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


فلسفة الثورة عند سيد الشهداء الحسين بن علي(ع)

حيدر جواد السهلاني
كاتب وباحث من العراق

2021 / 9 / 10
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


فلسفة الثورة عند سيد الشهداء، الحسين بن علي(ع)
" إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا" (سورة الاحزاب، الآية 33)
" أني تارك فيكم الثقلين كتاب الله وأهل بيتي، ما أن تمسكتم بهما لن تضلوا بعدي أبداً، رسول الله(ص)."
" حسين مني وأنا من حسين، أحب الله من أحب حسينا، حسين سبط من الاسباط، رسول الله(ص)."
المقدمة:
فجر الحسين بن علي(ع) ثورته الكبرى في كربلاء فقدم اصحابه وأهل بيته شهداء دفاعاً عن العقيدة الإسلامية، وقدم روحه الطاهرة ثمناً للقرآن الكريم، وثمناً لكل ما تسمو به الإنسانية من شرف وعزة، فاستشهد مظلوماً عطشاناً غريباً، ولقد اصبحت ثورته المباركة صرخة مدوية تدك عروش الظالمين والطغاة، وتزلزل الدول المنحرفة عن الحق، ويعد الحسين(ع) من أبرز من خلدتهم الإنسانية في جميع مراحل تاريخها، ومن أروع من ظهر على صفحات التاريخ من العظماء والمصلحين الذين ساهموا في بناء الفكر الإنساني، وتكوين الحضارة الاجتماعية، وبلورة القضايا المصيرية لجميع شعوب الأرض، والحسين(ع) من ألمع القادة المصلحين الذين حققوا المعجزة على مسرح الحياة، وقادوا المسيرة الإنسانية نحو أهدافها وآمالها، ودفعوا بها إلى إيجاد مجتمع متوازن تتحقق فيه الفرص المتكافئة، التي ينعم فيها الناس على اختلاف قومياتهم وأديانهم، فكان الحسين(ع) من أكثر المصلحين جهاداً وبذلاً وتضحية. وتعد واقعة الطف في كربلاء من أفجع الأحداث التاريخية على مر الزمان وخاصة المسلمين وأحرار العالم، ولاتزال هذه الفاجعة قائمة في قلوب المسلمين وأحرار العالم، وتثير في نفوسهم الحزن واللوعة، وجاءت هذه الحادثة الخطيرة نتيجة حتمية لتلك الأحداث المفزعة التي أخذت الوعي الإسلامي، وأماتت الشعور بالمسؤولية، وجعلت المسلمين أشباحاً مبهمة وأعصاباً رخوة خالية من الحياة والأحساس، وقد سادت فيهم روح التخاذل والألتزام، ولم تعد فيهم أي روح من روح الإسلام وهديه، وأكبر شاهد على ذلك الحسين(ع) يقتل في وضح النهار ويرفع رأسه على الرمح، وتسبى عائلته، والكثير من المسلمين لا يتكلمون.
سيرة وفكر حياة الحسين(ع):
ولد الإمام الحسين(ع) في العام الثالث، أو الرابع من الهجرة بالمدينة، وبذلك أثمرت دوحة النبوة وشجرة الرسالة بالوليد الثاني، فاستبشرت الملائكة بولادته وأشرقت الارض بنوره، وانطلقت أسارير النبي (ص) ففرح به فرحا عظيما، فاستلمه بيديه الكريمتين وأذن في أذنه اليمنى وأقام في اليسرى، بعدها انطلقت النبرات الحزينة من رسول الله(ص) حتى انفجر بالبكاء وهو يحتضن الحسين ويشمه ويقبله، وعندما سئل عن سبب البكاء قال: " تقتله فئة باغية كافرة من بني أمية لعنهم الله لا أنالهم الله شفاعتي يوم القيامة." وهكذا عرف الحسين(ع) في يوم ميلاده أنه من الشهداء العظماء، وسماه الرسول(ص) حسينا في سابع يوم من ولادته بعد أن أنزل هذا الاسم المبارك من قبل الله على النبي، وهو اسم لم يكن لأحد قبله، وعق عنه كبشا وحلق رأسه وقال لأمه: " احلقي رأسه وتصدقي بوزنه فضة كما فعلت بالحسن." ومن الأمور العجيبة والآيات الباهرة في ولادة الإمام الحسين(ع) أنه لم يكن بين الحمل بالحسين بعد ولادة الحسن إلا ستة أشهر، فقد حملت به الزهراء لمدة ستة أشهر فقط ولم يولد مولود وبقي حيا لستة أشهر إلا عيسى بن مريم والحسين(ع)، وهذا من فعل الله تعالى به ليدلل على عظمته ويلفت انتباه الناس إليه كما جعل من قبله ولادة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب(ع) بمكان مقدس وهي الكعبة المشرفة ليشير إليه منذ أول يوم ولد، ولقد كانت العلاقة بين خاتم الأنبياء وولده الحسين كالعلاقة بينه وبين الحسن، فهي فريدة من نوعها، فإنه على عظمته وشموخه كان يجثو للحسنين فيركبان على ظهره، فهذا فعل سيد الكائنات مع الحسين، إنه يريد أن يدلل على عظمة هذا الوليد وأهمية موقعه في المستقبل، وكان النبي محمد(ص) يحبهما ويأخذهما معه إلى المسجد النبوي في أوقات الصلاة حين يصلي بالناس، فكان إذا سجد وثب الحسن والحسين على ظهره. فإذا أراد أن يرفع رأسه أخذهما بيده فوضعهما وضعا رفيقا، فإذا عاد عادا، حتى إذا صلى صلاته وضع واحداً على فخذ والآخر على الفخذ الأخرى، وكان يركبهما بغلته الشهباء، أحدهما أمامه والآخر خلفه، وكان يقول(ص) "هذان ابناي وابنا ابنتي، اللهم إنك تعلم أني أحبهما فأحبهما." وكان إذا سمع الحسين يبكي قال لأمه: "ألم تعلمي أن بكاءه يؤذيني". توفي النبي محمد(ص) سنة 11 هـ، والحسين(ع) حينها بين السادسة والسابعة من عمره، وتذكر المراجع أن الحسن والحسين كانا بجانب النبي عند وفاته، ولم تلبث عدة شهور حتى توفيت والدته فاطمة الزهراء(ع) وأقام الإمام الحسين مع أبيه ما يقارب سبعا وثلاثين سنة أو أقل، حيث أقام معه في الكوفة واشترك معه في حرب الجمل ضد الناكثين، ثم اشترك معه في حرب صفين ضد الفئة الباغية التي يرأسها معاوية، وكذلك اشترك الحسين مع أبيه المرتضى(ع) في حرب الخوارج، وكان ملازما له في السلم والحرب ينهل منه كل شيء، العلم والتجارب ومنطق الحياة، ولما استشهد أمير المؤمنين علي بن أبي طالب على يد عبد الرحمن بن ملجم ، بويع أبنه الحسن للخلافة وذلك بعد أن اختاره الناس، وكان الحسين معاوناً لأخيه الحسن في بيعته بعد مقتل علي(ع)، وبويع له خليفة للمسلمين في رمضان سنة 40 هـ، ثم حدث الصلح مع معاوية بن أبي سفيان سنة 41 هـ، وأطلق على ذلك العام عام الجماعة، ترك الحسن والحسين الكوفة بعد الصلح مع معاوية ورجعا إلى المدينة المنورة واستقرا بها، ثم توفي معاوية بن أبي سفيان سنة 60 هـ، ، فعاد وبايعه أهل الشام، وكتب يزيد إلى الوليد بن عتبة والي المدينة المنورة: (أن ادع الناس فبايعهم وابدأ بوجوه قريش، وليكن أول من تبدأ به الحسين بن علي، وطلب منه أيضاً أن يأخذ البيعة من عبد الله بن الزبير وعبد الله بن عمر بن الخطاب، فطلبهم الوليد للحضور عنده)، وبعد أن رأى الحسين(ع) كثرة الرسائل التي وصلته وهو بمكة، وجميعها يؤكد الرغبة في حضوره ومبايعته، ويرجع الباحثون بناء على ما سبق أن الحسين(ع) قد فهم من تلك الرسائل المتلاحقة من الكوفة الرغبة الصادقة في نفوسهم، وأنهم قد نبذوا إمامهم، ولم يعترفوا بيزيد، وأنهم سيخرجون أمير الكوفة النعمان بن بشير وأنهم في حاجة لإمام يجتمعون عليه، وهذا الإمام هو الحسين بن علي(ع)، وأن الحسين(ع) لم يفكر في الخروج إلى الكوفة إلا عندما جاءته الرسل من الكوفة ليعترفوا له إنه ليس عليهم إمام، وأنهم يدعونه مرحبين به وطائعين له، فلذلك قرر التوقف والتأكد من صحة هذه الرسائل التي وصلته، فقام بإرسال أبن عمه مسلم بن عقيل بن أبي طالب وأمره أن ينظر في أهل الكوفة وأن يستجلي حقيقة الأمر، ويعطيه تفصيلاُ عن الوضع السائد في الكوفة، فإن كان ما يقولون حقاً قدم عليهم، ثم ألتف الناس حول رسول الحسين(ع) مسلم بن عقيل وبعث إلى الحسين بالقدوم، لكن بعد ذلك انقلبوا على عهدهم بفعل نفاق عبدالله بن زياد ويزيد، وحدثت قصة استشهاد الحسين الأليمة، ومعركة الطف الخالدة، ويذكر المؤرخون أن الحسين يوم عاشوراء في ساحة كربلاء، أطلق أعظم خطاب في الحرية ولا أبلغ منه وأروع، خطاباً ليس له مثيل في تاريخ الإسلام فقد صدقه بالشهادة ليكون سيد الشهداء وأبا الشهداء، وسيد الأحرار وأبا الأحرار، فهو القائل يوم عاشوراء " لا والله لا أعطيهم بيدي إعطاء الذليل، ولا أقر إقرار العبيد." وعن رفضه حياة الذل صدح الحسين (ع) قائلاً: " هيهات منا الذلة." وحين وجه خطابه إلى أعدائه، خاطبهم الحسين(ع) قائلاً: "إن لم يكن لكم دين وكنتم لا تخافون المعاد فكونوا أحراراً في دنياكم." بهذا الخطاب العظيم، وبهذه الشهادة المؤثّرة، أصبح الحسين رمزاً يتعلق به أصحاب الضمائر الحرة بين الملل والنحل كافة، يعشقونه ويتأثّرون به، يهتفون بصوته ويرددون شعاراته، ويتذكرون سيرته ويعظّمونها.
أن الإمام الحسين(ع) حرص على نشر علوم الإسلام بين العلماء والفقهاء حتى يقوموا بنشره بين الناس ليعمم العلم والفهم بأحكام الإسلام وعقائده ومقاصده ومفاهيمه إلى عامة الناس فضلاً عن خواصهم، وقد كان الإمام الحسين(ع) لا يدانيه أحد في علمه وفضله بإقرار الصحابة وغيرهم، ففي حديث ابن عمر: " كان الحسن والحسين ابنا رسول الله أنهما كانا يغران العلم غراً." ولذلك كان العلماء يحرصون على حضور مجلس الإمام الحسين(ع) العلمي لأنهم يجدون فيه حلاوة الإيمان، وغزارة العلم، وقوة الدليل والمنطق، ويقول ابن كثير الدمشقي: "عكف الناس بمكة يفدون إليه، ويجلسون حواليه، ويستمعون كلامه، وينتفعون بما يسمعون منه، ويضبطون ما يرون عنه ." ومن مظاهر علم الإمام الحسين أيضاً فصاحته وبلاغته وأدبه، وقد كان الإمام الحسين(ع) أعلم الناس في زمانه، فلا يدانيه أحد في علمه وفضله وكماله، وقد عرف بغزارة العلم، وسعة المعرفة، وسلامة المنطق، وقوة البيان والفصاحة والبلاغة والأدب، وتدل خطبه وأقواله وكلماته على أنه كان من أبلغ البلغاء وأفصح الفصحاء، ويقول الشيخ باقر شريف القرشي، في هذا الصدد "كان مجلسه مجلس علم ووقار." ويقول الأديب اللبناني المعروف عبدالله العلايلي "كان مجلسه مهوى الأفئدة، ومتراوح الأملاك، يشعر الجالس بين يديه أنه ليس في حضرة إنسان من عمل الدنيا، وصنيعة الدنيا، تمتد أسبابها برهبته وجلاله روعته، بل في حضرة كأن الملائكة تروح فيها وتغذو." وكانت شخصية الإمام الحسين(ع) العلمية، وجاذبيته الأخلاقية، وقوته الشخصية، ومقامه الشامخ، يجذب إليها الأفئدة، ويتهافت على مجلسه أهل العلم من الصحابة والتابعين للنهل من نمير علومه ومعارفه، وقد تخرج من المجلس العلمي للإمام الحسين(ع) نخبة متميزة، فقد كان الكثير من أصحاب الإمام من أهل العلم والوعي والبصيرة، وبالإضافة إلى التعليم كان الإمام الحسين(ع) يهتم كثيراً بتربية طلابه وتلامذته وأصحابه، تربية أخلاقية عالية، فقد ربى جيلاً متميزاً من المحدثين والرواة والكتاب والمفسرين، وكان لهؤلاء الفضل الأكبر فيما بعد في نشر علوم ومعارف الإمام الحسين في الأمة، وإيصال فكر وثقافة ونهج أئمة أهل البيت إلى مختلف الحواضر والمدن العلمية الكبرى، وهذا يدل على اهتمام الإمام الحسين(ع) بصناعة نخبة علمية كفؤة وقادرة على نشر العلم والمعرفة بين الناس، وكان للإمام الحسين(ع) دور مهم في بيان أمهات العقائد كالتوحيد والنبوة والإمامة والمعاد والقضاء والقدر، وقد أثرى الإمام الحسين(ع) الثقافة العقائدية، وعمق الإلمام بالمسائل العقائدية والكلامية، وقد أشار الإمام الحسين(ع) إلى عدة مسائل في توحيد الله سبحانه، و يقول الشيخ باقر شريف القرشي "كان الإمام الحسين(ع) من أعلام النهضة الفكرية والعلمية في عصره، وقد ساهم مساهمة إيجابية في نشر العلوم الإسلامية، وإشاعة المعارف والآداب بين الناس." وقد كان الإمام الحسين(ع) في زمانه مرجع المؤمنين ، بالرغم مما عاناه من التضييق والحصار المفروض ضده من قبل حكام بني أمية، إلا أن بعض كبار الصحابة كانوا يرجعون إليه لأخذ أحكام الدين ومسائله منه، واعتنى الإمام الحسين(ع) عناية كبيرة بالقرآن الكريم حفظاً وتلاوة وتفسيراً وتطبيقاً لآياته الشريفة، فالإمام الذي كان يعيش في بيت الوحي، وعاصر جده رسول الله(ص) ووالده أمير المؤمنين(ع) حيث كان الأقرب لرسول الله ، وكان يتلقى القرآن مباشرة منه، ويأخذه منه فهم آياته وتفسيرها من مصدرها الأول من دون واسطة، فكان الأعرف بكتاب الله، والأقدر على تفسير آياته المتشابهة، وبيان أسراره، وقد ورد عن الإمام الحسين(ع) مجموعة من الروايات والأحاديث التي تبين فضل تلاوة القرآن الكريم، والعمل بما فيه، فقد ورد عن الإمام الحسين(ع) عن رسول اللَّه أنه قال(ص): "يا حامل القرآنِ، إن أهل السماوات يذكرونكم عند اللَّه عز و جل، فتحببوا إلَى الله بتوقير كتابه، ليزداد لكم حباً، ويحببكم إلى‏ عباده." ولقد تحلى الأمام الحسين(ع) بفضائل كثيرة منها شرف النسب والشجاعة والكرم والعفو والتواضع والفصاحة والصبر والثبات على المبدأ والورع والعلم والحلم وغيرها من الفضائل والمناقب، و لقد اشترك الإمام الحسين(ع) مع أخيه الإمام الحسن(ع) في الفضائل، فهو: أحد اصحاب الكساء الخمسة الذين نزل فيهم قوله تعالى: " إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا." (الأحزاب، الآية )33 وأحد أهل المودة: " قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى." (الشورى، الآية )23 ، وللحسين(ع) فضائل وخصائص انفرد بها منها: أن الأئمة الأطهار من نسله، أن الدعاء تحت قبته مستجاب، جعل الله الشفاء في تراب قبره الطاهر، أن الله لا يعد أيام زائريه ذهابا وإيابا من عمرهم، من بكى عليه غفر الله (جل جلاله) له، أطلق عليه النبي محمد(ص) لقب سيد شباب أهل الجنة فقال: "الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة."
الثورة:
تعد ثورة كربلاء من أهم الظواهر الاجتماعية، ولها أبعاد مختلفة كسائر الظواهر الاجتماعية، إذ تنطوي على فلسفة شمولية، وبالتأكيد فإن تجاهل هذه الشمولية والتركيز على بعد واحد، يعد أكبر عائق يحول دون فهم فلسفة تلك الثورة، هذا إلى جانب أن الاقتصار على الشمولية وملاحظة مختلف جوانبها لا يكشف تمام الحقيقة، بل الأهم من ذلك هو إعطاء السهم المناسب لكل حسب استحقاقه، إن هذه السطور القليلة تلخص لنا فلسفة الحركة الحسينية الكامنة وراء مسيرته من المدينة المنورة إلى كربلاء، فالوعد الحسيني يمثل لنا الأمل الدائم في ضرورة الخلاص من كل أنواع الانحراف الذي يصيب الضمير الإنساني القابل للتمظهر بمظهر الإيمان والعدل والنقاء، ولذلك فإننا نقول إن خروج الإمام الحسين(ع) مع أهل بيته طلباً للإصلاح في أمة جده(ص)، وهذا لا يعني أن الفساد قد دخل قلب الرسالة الإسلامية، بل الشيء الذي فسد هو الإنسان الطاغية الذي أراد أن يفسد كل ما حوله بقدر الفساد الذي يعيشه هو شخصياً بداخله، وقد كان خروج الحسين إذاً أمر يتصل بالدعوة والعقيدة أكثر مما يتصل بالسياسة والحرب، ولقد أراد الحسين أن يصلح كثيراً من مسائل العقيدة بعد أن اختلت الموازين أثناء خلافة معاوية، ذلك أن معاوية لم يكن يدعم ملكه بالقوة فحسب، ولكن بأيديولوجية تمس العقيدة في الصميم، فلقد كان يعلن في الناس أن الخلافة بينه وبين علي قد احتكما فيها إلى الله، وقضى الله له على علي، وكذلك حين أراد أن يطلب البيعة لابنه يزيد من أهل الحجاز أعلن أن اختيار يزيد للخلافة كان قضاء من القضاء، وليس للعباد خيرة في أمرهم، وهكذا كاد يستقر في أذهان المسلمين أنّ كل ما يأمر به الخليفة حتى لو كانت طاعة الله في خلافه قضاء من الله قد قدر على العباد، وعلى أية حال، فقد كشف الحسين(ع) النقاب عن فلسفة خروجه في كلماته، والبعد الذي أكد عليه من بين سائر الأبعاد هو أداء التكليف الإلهي والواجب الديني، وقد صرح بذلك عند جوابه لعبد الله بن جعفر، حيث قال: "وأمرت بأمر وأنا ماض له." وعندما صادف عسكر الحر بن يزيد في مسيره من مكة إلى الكوفة وحمله على تغيير وجهة سيره، خاطب أصحابه وأصحاب الحر ، فحمد الله وأثنى عليه، ثم قال: "أيها الناس، إن رسول الله(ص) قال: " من رأى سلطاناً جائراً، مستحلاً لحرم الله، ناكثاً لعهد الله، مخالفاً لسنة رسول الله، يعمل في عباد الله بالإثم والعدوان، فلم يغير عليه بفعل ولا قول، كان حقاً على الله أن يدخله مدخله، ألا وإن هؤلاء قد لزموا طاعة الشيطان، وتركوا طاعة الرحمن، وأظهروا الفساد، وعطّلوا الحدود، واستأثروا بالفيء، وأحلوا حرام الله، وحرموا حلاله." ثم قال الحسين (ع) : " إن الدنيا قد تغيرت وتنكرت وأدبر معروفها، ، فلم يبق منها إلا صبابة كصبابة الإناء، وخسيس عيش كالمرعى الوبيل، ألا ترون أن الحق لا يعمل به، وأن الباطل لا يتناهى عنه، ليرغب المؤمن في لقاء الله محقاً، فإني لا أرى الموت إلا سعادة، و الحياة مع الظالمين إلا برماً." وأن أول ما ينبغي الوقوف عنده أن الحسين عليه السلام لم يخرج أشراً ولا بطراً، وإنما خرج للإصلاح في أمة جده، فيقول الإمام (ع) " إني لم أخرج أشراً ولا بطراً ولا مفسداً ولا ظالماً، وإنما خرجت لطلب الإصلاح في أمة جدي محمد(ص)، أريد أن آمر بالمعروف وأنهى عن المنكر وأسير بسيرة جدي محمد، وسيرة أبي علي بن أبي طالب، فمن قبلني بقبول الحق فالله أولى بالحق، ومن رد علي هذا صبرت حتى يقضي الله بيني وبين القوم بالحق ويحكم بيني وبينهم وهو خير الحاكمين." و إن الحسين لا يسمى خارجاً على الخلافة، لأنه لم يعطِ البيعة ليزيد ليخرج عليه، وأن الحسين عليه السلام لم يخرج طمعاً في الإمارة أو طلباً للحكم، والحق أن التقلبات المختلفة التي حصلت بعد وفاة الرسول(ص) والانحراف التدريجي الذي ابتلي به الإسلام قد طغى على عقيدة الناس، حتى بلغ الضلال والانحراف ذروته في عهد يزيد بن معاوية عام (60هـ)، دون أن يدرك في مثل تلك الظروف، فلو سكت الإمام الحسين(ع) ولم يقم بثورته لتعمقت فجوات الانحراف وتوسعت، ولحل الإسلام الأُموي وإلى الأبد محل الإسلام المحمدي، وانتفى أي شك في أصالة وإسلامية أقوال وأفعال الحكام الأُمويين، ولبقي الناس ينظرون إلى الأُمويين وخصوصاً يزيد بأنه المرآة التي تعكس القيم الإسلامية والأحكام الدينية، وأن من يحتج عليهم مخالف للشرع.
إن هذه الثورة هي من أكثر الثورات التي خلدتها المجتمعات في العالم، ومن أكثر الثورات التي توافرت فيها العاطفة والمأساة، ولعلها المدخل الرئيس الذي دل إلى الظلم، الذي أبقانا نحيي شعلة كربلاء، ونور الاستشهاد الذي أمتد على مر العصور ومفاصل التاريخ ،وأشار الى أنه ما أصاب الامام الحسين(ع)، تعلم الكون كيف تكون الحرية، والكرامة، والصدق والايمان والاباء والقيادة والقدوة، والشجاعة، والمدرسة الانسانية والاخلاقية، والدفاع عن الحق والحقوق، وعزة النفس، ومحبة الله والاسلام حتى لو كان الثمن دماً، وتضحية بالأبناء والاصحاب والثابت أن هذه الريحانة التي ضمها الرسول الى صدره، وأعطاها من عبقه، جعلت الكثير من غير المسلمين يستشعرون أهمية وعظمة الحسين، وفي هذا السياق ينبغي أن نفهم حركة الحسين (ع) سعياً في الإصلاح، وإصراراً على صيانة حق الأمة في اختيار من يحكمها، ورفضاً لما سيجره منكر البيعة بالإكراه من سوء وأذى وتشويه، وهذا يعني أن الحسين(ع) هو شهيد الرسالة وقتيل العبرة، وقد أحيا بقتله دين جده وجدد حيوية الإسلام الذي يريد للإنسان أن يكون حراً أمام كل شيء إلا من العبودية لله وحده، ونستطيع أن نتبين التزام الإمام الحسين(ع) بمفهوم الإنسانية ومراهنته عليه حتى اللحظة الأخيرة قبيل بداية المعركة، فقد وقف الإمام الحسين(ع) ورمق جيش عمر بن سعد بعين باكية، فسألته أخته زينب(ع): أتبكي يا أخي؟ فقال: "والله ما على نفسي بكيت، بل على دخول هذه الجموع إلى النار." نعم، لقد بكى الحسين لدخول أعدائه النار، لأنه هو الآن معيار الكفر والإيمان، فهو يدعوهم إلى الجنة، وهم يدعون أنفسهم إلى النار، وهذا أيضاً أحد الوجوه الفلسفية لنداء الإمام الحسين(ع) في كربلاء قبل استشهاده، ذلك الاستشهاد الذي كان عظيماً بحجم الرسالة الإسلامية، وهكذا فإن حركة الحسين في خطّ الرسالة، حركة إنسانية تتجاوز الجغرافيا وتكسر حواجز التاريخ، إنها حركة التمرد على الظلم والطغيان أينما كان، ولذلك فقد قال الأديب المسيحي (أنطون بارا) في كتابه (الحسين في الفكر المسيحي) عن هذه الحركة، " أعظم شهادة لأعظم شهيد في سبيل القيم الإنسانية الصافية، الخالية من أي غرض ، وكأبرز شاهد على صدق رسالة محمد(ص) ، وكل رسالات الأنبياء التي سبقتها." وبما أن أحد وجوه الحركة الحسينية هي أنها ثورة الإيمان من أجل الإنسان، فالشيء الملفت الذي يخدم هذه الفكرة، هو طبيعة الأشخاص المرافقين للإمام الحسين في مسيرته، فنرى معه(ع) الطفل والشيخ والشاب، والمرأة والطفلة، كما ونرى معه أيضاً العربي وغير العربي، ونرى معه الأبيض والأسمر والأسود، ولقد اجتمعت كل مراحل العمر وكل الألوان وكل الطبقات الاجتماعية في جيش الإمام الحسين الذي بلغ عدده سبعين ونيف فقط مقابل الآلاف في جيش يزيد، حتى لكأن الله(جل جلاله) أن يجعل من جيش الحسين رمزاً للإنسان بعمره ولونه وقوميته، ليقول له بعد ذلك إن الإسلام فوق كل هذه الحواجز، وما ثورة الحسين إلا من أجل إزالة هذه الحواجز والحدود، فللصغير دور، وللكبير دور، وللرجل دوره أيضاً، وللمرأة دورها الذي لا يقل شأناً عن بقية الأدوار أبداً، وهذا يعني أن هناك تكاملاً في الأدوار والمهمات من أجل الحفاظ على دين النبي المصطفى(ص)، وعندما وقف (جون) وهو عبد أسود اللون، أمام الإمام الحسين(ع) يستأذنه في القتال، لم يقل له الإمام الحسين: اذهب فلا حاجة لنا بك، ولا بلونك الأسود ، بل أعطاه الإمام الحسين الإذن بالقتال، فلما قتل وقف الإمام الحسين(ع) ونظر إليه وقال: " اللهم بيض وجهه وطيب ريحه واحشره مع محمد(ص) وعرف بينه وبين آل محمد(ص)." فكان من يمر بالمعركة يشم منه رائحة طيبة أذكى من المسك وهكذا، فإن لون الإنسان يسقط أمام الحركة الحسينية مثلما تسقط جنسيته ولغته وجنسه وعمره لأن الجميع وحدوا دماءهم من أجل وحدة هدفهم الذي رسمه لهم الإمام الحسين، ألا وهو إبقاء (الله الأكبر أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمداً رسول الله) حية بكل أبعادها في قلوب المؤمنين لتسمعها الأجيال القادمة وهي تشق عنان السماء إلى أن يرث الله الأرض وما عليها، وبهذا أن ثورة الإمام الحسين(ع) عملت على تكوين الحس الاجتماعي، وخلق الشخصية الاجتماعية ، فقد انطلقت الأمة كالمارد، بعد تخديرها وهي تنادي بحقوقها وتعمل جاهدة على اسقاط الحكم الأموي الذي جهد على أذلالها واستعبادها، وهي تقدم القرابين تلو القرابين في ثورات متلاحقة، حتى أطاحت بذلك الحكم، وبذلك سجلت ثورة الإمام مشعل النور والفكر في الأرض وسجلت شرفاً للإسلام والإنسانية، وأعطت الدروس المشرقة عن العقيدة التي لا تضعف، والإيمان الذي لا يقهر، وتبقى مصدر عز وشرف للمسلمين والأحرار على مر الزمان، وقد كان أهم أهداف فلسفة عاشوراء هو إجراء فريضة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وإقامة نظام الحق و إحياء الدين عبر إجراء الأحكام الإلهية، ودحر خط الشيطان والسياسات المنبثقة منه، وتحقيق الإصلاح فلقد تفشى الفساد في النظام الأُموي، مما جعل الإمام ينادي أثر ذلك بالإصلاح الذي يعد ركيزة أساسية في فلسفة ثورته.
اسباب الثورة:
1ـ لم يكن يزيد حائزاً على الشروط الأساسية للخلافة، كالعدالة والفقاهة المعتبرة وأقر أهل السنة بهذا المعنى، وطبقاً للوثائق التاريخية والحديثية والفقهية فإن يزيد لم يكن فاسقاً فحسب، بل كان كافراً، ولم يملك أدنى معرفة بالتعاليم الإسلامية اللازمة وغير اللازمة للخلافة، من هنا فأغلب علماء أهل السنة أفتوا بجواز لعنه وكفره، واقترافه موبقات عظيمة، فلا يجوز نقل الحديث عنه.
2 ـ انتقال الحكم من معاوية إلى يزيد خلافاً للسيرة الرائجة عند أهل السنة، في وقت أبدى معظم الناس كراهتهم له، ذلك أن بيعة يزيد تمت بتهديد وخداع، وقد ذهب معظم أئمة المذاهب الإسلامية إلى أن البيعة المأخوذة عن مكر وخداع لا قيمة قانونية لها، كما لا تترتب عليها آثار شرعية، هذا إلى جانب أن تنبؤات النبي(ص) بشأن بني أُمية بوجه عام، ويزيد وأعوانه بوجه خاص، ومكانة الحسين بن علي(ع) ومنزلته لدى رسول الله(ص)وضرورة نصرته، لا يبقى معها أي شك في سلب شرعية خلافة يزيد وضرورة الإطاحة به من منظار الشرع والمجتمع.
3_ اصرار يزيد على أخذ البيعة من الإمام بالقوة، فبعث بكتاب إلى عامله في المدينة الوليد بن عتبة أبن أبي سفيان، أن يأخذ البيعة من الإمام وعبدالله بن عمر وعبدالله بن الزبير، بأخذ البيعة أخذاً شديداً ليست فيه رخصة حتى يبايعوا يزيد.
4_ لم يقدم الإمام على الثورة إلا بعد أن انغلقت أمامه جميع الوسائل وانقطع كل أمل له في إصلاح الأمة، وإنقاذها من السلوك في المنعطفات، فأيقن أنه لا طريق للإصلاح إلا بالتضحية فهي وحدها التي تغير بها الحياة وترتفع راية الحق عالية في الأرض.
5_ المسؤولية الاجتماعية، فبحكم الإمام وحكم مركزه الاجتماعي، مسؤولاً أمام الأمة عما منيت به من ظلم واضطهاد من قبل الأمويين.
6_ إقامة الحجة عليه، توافد على الإمام الرسائل والوفود، من قبل مدينة الكوفة، فكانت رسائل أهلها تحمل الإمام مسؤولية أمام الله(جل جلاله)، إن لم يستجب لدعواتهم وإنقاذهم من عسف الأمويين وبغيهم، ومن الطبيعي أنه لو لم يستجب لهم، لكان مسؤولاً أمام الله(جل جلاله)، وأمام الأمة في جميع مراحل التاريخ، وتكون الحجة قائمة عليه.
7_ حماية الإسلام، ومن الاسباب المهمة في ثورة الإمام هو حماية الإسلام من خطر الحكم الأموي الذي جهد على محو سطوره وقلع جذوره وإقباع قيمه.
8_ صيانة الخلافة، من الاسباب التي ثار من أجلها الإمام تطهير الخلافة الإسلامية من أرجاس الأمويين، فلم تعد الخلافة في عهدهم كما يريد الإسلام وسيلة لتحقيق العدل الاجتماعي بين الناس، والقضاء على جميع اسباب التخلف والفساد في الأرض، فلقد أهتم الإسلام اهتماماً بالغاً بشأن الخلافة باعتبارها القاعدة الصلبة لأشاعه الحق والعدل بين الناس.
9_ تحرير إرادة الأمة، لم تملك الأمة في عهد الأمويين إرادتها وخيارها، فقد عمل الحكم الأموي على تخدير المسلمين وشل تفكيرهم، لذلك هب الأمام إلى ساحات القتال، ليطعم المسلمين روح العزة والكرامة، فكان استشهاده نقطة تحول في تاريخ المسلمين وحياتهم، فانقلبوا رأساً على عقب، وتسلحوا بقوة العزم والتصميم، وتحرروا من جميع السلبيات التي كانت ملحة بها، وانقلبت مفاهيم الخوف والخنوع التي كانت جاثمة عليهم إلى مبادئ للثورة والنضال، فهبوا متضامنين في ثورات مكثفة، وكان شعارها (يالثارات الحسين)، فكان هذا الشعار هو الصرخة المدوية التي دكت عروش الأمويين وأزالت سلطانها.
10_ تحرير اقتصاد المرأة، في عهد الأمويين إنهار الاقتصاد الذي هو شريان الحياة الاجتماعية والفردية، فقد عمد الأمويين بشكل سافر إلى نهب الخزينة المركزية، وسائر ثمرات الفتوح والغنائم، فحازوا على الثراء، وتكدست في بيوتهم الأموال الطائلة التي حاروا في صرفها وتكونت من جراء هذا الفعل طبقتين طبقة الأغنياء وطبقة معدمة فقيرة جداً.
11_ المظالم الاجتماعية، بعهد الحكم الأموي افتقد الأمن في جميع أنحاء البلاد، وساد الخوف والإرهاب على جميع المواطنين، واحتقار الأمة، فقد كان الخط السياسي الذي انتهجته الحكومة الأموية، هو إذلال الأمة والاستهانة بها.
12_ محو ذكر أهل البيت(ع)، حاول الأمويين استئصال مناقب ومآثر أهل البيت(ع)، فاستعملت السلطة الأموية الأخبار الكاذبة بحق أهل البيت(ع)، واستعمال أجهزة التربية والتعليم، لتربية الأجيال على بغض أهل البيت(ع)، ومعاقبة من يذكر مناقبهم بأقصى العقوبات، وسب أهل البيت(ع) على المنابر وفي خطب الجمعة.
13_ تدمير القيم الإسلامية، عمد الأمويين إلى تدمير القيم الإسلامية، فلم يعد لها أي ظل على واقع الحياة، وقد أشاع الأمويين الفرقة والاختلاف بين المسلمين، فأحيوا العصبيات القبلية، وشجعوا الهجاء بين الأسر والقبائل العربية، حتى لا تقوم وحدة بين المسلمين، وهدم الأمويين المساواة العادلة التي أعلنها الإسلام، فقدموا العرب على الموالي، وأشاعوا جواً من التوتر والتكتل السياسي بين المسلمين، ولم يعد مفهوم الحرية ماثلاً على مسرح الحياة طيلة الحكم الأموي، فقد كانت السلطة تحاسب الشعب حساباً منكراً وعسيراً، على كل بادرة لا تتفق مع رغباتها، حتى لم يعد في مقدور أي أحد أن يطالب بحقوقه، أو يتكلم بأية مصلحة للناس، فقد اصبحت لغة السيف هي السائدة في ذلك العصر.
14_ انهيار المجتمع، في عهد الأمويين تم حرمان المجتمع من التربية الروحية، وإمعان الحكم الأموي في إفساد المجتمع وتضليله وتعذيبه بكل ما هو بعيد عن واقع الإسلام وهديه.
15_ الدفاع عن حقوق أهل البيت(ع)، فقد آمن الإمام (ع) بأنهم أحق بالخلافة، وأيضاً تطبيق سنة رسول الله(ص).
16_ الأمر بالمعروف، ومن الاسباب التي ثار من أجلها الإمام(ع)، هي الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، فبظل الحكم الأموي غاب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
17_ إماته البدع، عمل الحكم الأموي إلى نشر البدع بين المسلمين، وقد أشار الإمام(ع) إلى ذلك في رسالته التي بعثها لأهل البصرة يقول(ع) " فإن السنة قد أميتت والبدعة قد أحييت."
18_ العهد النبوي، ادرك الإمام(ع) أنه لا يمكن بأية حال تجديد رسالة النبوة وتخليد مبادئ الإسلام، إلا بالتضحية ويكون الدرع الواقي لصيانة الإسلام.
19_ العزة والكرامة، ومن أوثق الاسباب التي ثار من أجلها الإمام(ع)، هو العزة والكرامة وقد قالها في معركة الطف" هيهات منا الذلة."
20_ غدر الأمويين، ايقن الإمام أن الأمويين لا يتركونه ولا تكف أيديهم عن الغدر والفتك به حتى لو سالمهم وبايعهم، فالأمويين معروفين بالخيانة والغدر ونقض العهود، فقد صالح الإمام الحسن(ع) معاوية ومع ذلك فقد غدر معاوية به فدس إليه السم وقتله(ع).
أقوال في الحسين(ع) والثورة:
آية الله العظمى السيد علي السيستاني(1930_؟)، " كل منا يتحمل مسؤولية الحفاظ على هذه الثورة الحسينية المباركة من خلال اصلاح نفسه وأهله وأسرته، ومن خلال قيامه بتوعية المجتمع الذي حوله بأهمية هذه الحركة وعظمة هذا المشروع الحسيني العظيم."
السيد الشهيد محمد صادق الصدر(1943_1999)، أن ثورة الحسين(ع)، هو ذلك العمل الجبار، الذي ضروري أن يكون لنا قدوة حسنة تقتدي بها الأجيال وتستنير بها النفوس المؤمنة وتستمد منها قوة الإيمان.
الأمام الخميني(1902_1989)، أن ثورة الحسين(ع) علمتنا ما ينبغي فعله في مواجهة الظلم والجور والحكومات الجائرة.
محمد إقبال(1877_1938)، الثورة الحسينية هي ذراع الحق الممتد دائماً لمواجهة الباطل على مر التاريخ، وهي لا تحد بمكان أو زمان خاص، وإنما هي رمز للنزاع بين العشق الإلهي، والشيطان، وهي استمرار لصراع هابيل وقابيل، وإبراهيم ونمرود، وموسى وفرعون، والنبي وأبي سفيان، والحسين لا يختص بالمسلمين، بل لأهل الحق قاطبة الذين تعلموا منه درس الحرية، ويصف ثورته بأنها أعظم رمز لإنارة الحق والحرية ، وأنها استمرار لخطّ الأنبياء ضد الطواغيت والجبابرة على طول التاريخ، كما اعتبر يزيد مظهراً من مظاهر الكفر والشرك والظلام، ووارث الكفار والجبابرة، كشداد ونمرود وفرعون وأبي جهل.
طه حسين(1889_1973)، والذي اعتقد أن حكم يزيد كان حكماً غير شرعي، ومناقضاً للدين وقال عن الحسين(ع) "أبلى الحسين وبنو أبيه وبنو عمومته ومن كان معه من أنصاره القليلين أعظم البلاء." ثم وصف محنة قتلهم بقوله: " كانت محنة أي محنة للطالبيين عامة وأبناء فاطمة خاصة، ثم كانت محنة أي محنة للإسلام نفسه."
العلامة الشيخ محمد مهدي الآصفي(1939_2015)، ثورة الحسين مدرسة مفتوحة للجميع، وكل منا يجد في ثورة الإمام الحسين ما يطلبه من العزة والكرامة والقوة والموقف الكريم والعزيز وإباء الضيم ورفض الذلة والظلم.
السيد محمد حسين فضل الله(1935_2010)، إن الحسين (ع) يمثّل خطاً ومنهجاً وتجسيداً حياً للقيم الإسلامية والإنسانية في العزة والكرامة والمحافظة على استقامة المسيرة التي جعلها الله أمانة في أعناقنا.
الشيخ محمد إسحاق الفياض(1930_؟)، وجد الإمام الحسين (ع) أن صخرة الانحراف والفساد الأموي لا يمكن اجتيازها إلا بالاستشهاد وإراقة تلك الدماء الزكية قرباناً لدين الحق ورسالة السماء.
لياقت علي خان رئيس الوزراء الباكستاني الأسبق(1895_1951)، أن يوم عاشوراء معنى كبير في نفوس المسلمين في أرجاء العالم، إذ وقعت في هذا اليوم أكبر وقائع الإسلام حزناً وتراجيدية، وكانت شهادة الإمام الحسين بكل ما فيها من الحزن، رمزاً للنصر النهائي للروح الحقيقية الإسلامية، و مثل لامع وصامد لنا جميعاً، ويجب أن يكون هذا درس يعلمنا أن لا ننحرف عن طريق الحق والعدالة مهما كانت الأخطار والصعاب.
عباس محمود العقاد(1889_1964)، ، ثورة الحسين واحدة من الثورات الفريدة في التاريخ لم يظهر نظير لها حتى الآن في مجال الدعوات الدينية أو الثورات السياسية، فلم تدم الدولة الأموية بعدها حتى بقدر عمر الإنسان الطبيعي، ولم يمضِ من تاريخ ثورة الحسين حتى سقوطها أكثر من ستين سنة ونيف، وأن حياة الحسين صفحة، لا تماثلها صفحة. أما رأي العقاد بالثورة، فيعتقد إن خروج الحسين من مكة إلى العراق حركة لا يسهل الحكم عليها بمقياس الحوادث اليومية، لأنها حركة من أندر حركات التاريخ في باب الدعوة الدينية أو الدعوة السياسية، لا تتكرر كل يوم، ولا يقوم بها كل رجل، فهي حركة لا يأتي بها إلا رجال خلقوا لأمثالها، فلا تخطر لغيرهم على بال، لأنها تعلو على حكم الواقع القريب، وهي حركة فذّة يقدم عليها رجال أفذاذ.
عبدالرحمن الشرقاوي(1920_1987)، الحسين شهيد طريق الدين والحرية، ولا يجب أن يفتخر الشيعة وحدهم باسم الحسين، بل أن يفتخر جميع أحرار العالم بهذا الاسم الشريف.
جيفارا(1928_1967)، على جميع الثوار في العالم الاقتداء بتلك الثورة العارمة التي قادها الزعيم الصلب الحسين العظيم والسير على نهجها لدحر زعماء الشر والإطاحة برؤوسهم العفنة.
المستشرق الألماني ماربين، قدم الحسين للعالم درسا في التضحية والفداء من خلال التضحية بأعز الناس لديه ومن خلال إثبات مظلوميته وأحقيته، وأدخل الإسلام والمسلمين إلى سجل التاريخ ورفع صيتهما، إذ لقد أثبت هذا الجندي الباسل في العالم الإسلامي لجميع البشر أن الظلم والجور لا دوام له، وأن صرح الظلم مهما بدا راسخاً وهائلاً في الظاهر إلا أنه لا يعدو أن يكون أمام الحق والحقيقة الا كريشة في مهب الريح.
الكاتبة الإنكليزية فريا ستارك(1893_1993)، ليس من الممكن لمن يزور هذه المدن المقدسة أن يستفيد كثيراً من زيارته ما لم يقف على شيء من هذه القصة لأن مأساة الحسين تتغلغل في كل شيء حتى تصل إلى الأسس وهي من القصص القليلة التي لا استطيع قراءتها قط من دون أن ينتابني البكاء.
المفكر المسيحي انطوان بارا، غدا حب الحسين الثائر واجباً علينا كبشر، وغدا حب الحسين الشهيد جزءاً من نفثات ضمائرنا، فقد جاءت صيحته (ع) نبراساً لبني الإنسان في كل عصر ومصر، ولو كان الحسين منا لنشرنا له في كل أرض راية، ولأقمنا له في كل أرض منبر ولدعونا الناس الى المسيحية باسم الحسين.
جورج جرداق(1933_2014)، بينما جند يزيد الناس لقتل الحسين وإراقة الدماء، كانوا يقولون، كم تدفع لنا من المال؟ أما أنصار الحسين فكانوا يقولون لو أننا نقتل سبعين مرة، فإننا على استعداد لأن نقاتل بين يديك ونقتل مرة أُخرى أيضاً.
المستشرق الألماني، يوليوس فلهاوزن(1844_1918)، بالرغم من القضاء على ثورة الحسين عسكرياً فإن لاستشهاده معنى كبيراً في مثاليته، وأثراً فعالاً في استدرار عطف كثير من المسلمين على آل البيت (ع).
توماس ماساريك(1850_1937)، على الرغم من أن القساوسة لدينا يؤثرون على مشاعر الناس عبر ذكر مصائب المسيح، إلا أنك لا تجد لدى أتباع المسيح ذلك الحماس والانفعال الذي تجده لدى أتباع الحسين ،ويبدو أن سبب ذلك يعود إلى أن مصائب المسيح إزاء مصائب الحسين لا تمثل إلا قشـة أمام طود عظيم.
المستشرق الإنجليزي السير برسي سايكوس(1867_1945)، حقاً إن الشجاعة والبطولة التي أبدتها هذه الفئة القليلة، على درجة بحيث دفعت كل من سمعها إلى إطرائها والثناء عليها لا إرادياً، هذه الفئة الشجاعة الشريفة جعلت لنفسها صيتاً عالياً وخالداً لا زوال له إلى الأبد.
توماس كارليل(1795_1881)، أسمى درس نتعلمه من مأساة كربلاء هو أن الحسين وأنصاره كان لهم إيمان راسخ بالله، وقد أثبتوا بعملهم أن التفوق العددي لا أهمية له حين المواجهة بين الحق والباطل والذي أثار دهشتي هو انتصار الحسين رغم قلة الفئة التي كانت معه.
فردريك جيمس(1808_1864)، نداء الإمام الحسين وأي بطل شهيد آخر هو أن في هذا العالم مبادئ ثابتة في العدالة والرحمة والمودة لا تغيير لها، ويؤكد لنا أنه كلما ظهر شخص للدفاع عن هذه الصفات ودعا الناس إلى التمسك بها، كتب لهذه القيم الثبات والديمومة.
جورج برناد شو(1856_1950)، ما من رجل متنور إلا وعليه الوقوف وقفة أجلال واحترام لذلك الزعيم الفذ حفيد الاسلام، الذي وقف تلك الوقفة الشامخة أمام حفنة من الاقزام الذين روعوا واضطهدوا أبناء شعوبهم.
جوته(1749_1832)، أن مأساة الحسين(ع) هي مأساة للضمير الإنساني كله، وأن الحسين(ع) جسد الضمير الانساني بدفاعه عن القيم والمثل الانسانية الرفيعة.
ابراهام لينكون(1809_1965)، القرآن الكريم ونبي الاسلام والامام الحسين ثالوث مقدس، و يجب النظر إليهم نظرة تقديس، لأن فيهم الكثير من المثل العليا واحترام حقوق الانسان.
المستشرق الامريكي غوستاف غرونبيام، أن واقعة كربلاء ذات أهمية كونية، فلقد أثرت الصورة المحزنة لمقتل الحسين، الرجل النبيل الشجاع في المسلمين، تأثيراً لم تبلغه أية شخصية مسلمة أخرى.
ما وتسي تونغ(1893_1976)، ابدى اعجابه بالنهضة الحسينية قائلا:" عندكم تجربة ثورية وانسانية فذة قائدها الحسين وتأتون ألينا لتأخذوا التجارب."
الباحث الانكليزي جون أشر يرى في واقعة كربلاء مأساة قائلا: "ان مأساة الحسين بن علي تنطوي على أسمى معاني الاستشهاد في سبيل العدل الاجتماعي.
غاندي(1869_1948)، لقد طالعت بدقة حياة الإمام الحسين، شهيد الإسلام الكبير، ودققت النظر في صفحات كربلاء واتضح لي أن الهند إذا أرادت إحراز النصر، فلا بد لها من اقتفاء سيرة الحسين، وأن الإمام الحسين مدرسة الحياة الكريمة ورمز المسلم القرآني وقدوة الأخلاق الإنسانية وقيمها ومقياس الحق، ويقول أيضاً " تعلمت من الحسين أن أكون مظلوما فأنتصر."
مؤسس دولة باكستان محمد علي جناح(1876_1948)، لا يوجد في العالم أي نموذج للشجاعة أفضل من تلك التي أبداها الحسين من حيث التضحية والمغامرة، وفي عقيدتي أن على‌ جميع المسلمين أن يقتدوا بهذا الشهيد الذي ضحى‌ بنفسه في أرض العراق.
تشارلز ديكنز(1812_1870)، إن كان الحسين قد حارب من أجل أهداف دنيوية، فإنني لا أدرك لماذا اصطحب معه النساء والصبية والأطفال؟ إذن فالعقل يحكم أنه ضحى فقط لأجل الإسلام.
إدوارد براون(1862_1926)، وهل ثمة قلب لا يغشاه الحزن والألم حين يسمع حديثاً عن كربلاء؟ وحتى غير المسلمين لا يسعهم إنكار طهارة الروح التي وقعت هذه المعركة في ظلها.
لويس بويد، من طبيعة الإنسان أنه يحب الجرأة والشجاعة والإقدام وعلو الروح والهمة والشهامة، وهذا ما يدفع الحرية والعدالة عدم الاستسلام أمام قوى الظلم والفساد، وهنا تكمن مروءة وعظمة الحسين، وأنه لمن دواعي سروري أن أكون ممـن يثني من كل أعماقه على هذه التضحية الكبرى.
واشنطن ايروينغ، المؤرخ الأمريكي الشهير(1783_1859)، كان بميسور الحسين النجاة بنفسه عبر الاستسلام لإرادة يزيد، إلاّ أن رسالة القائد الذي كان سبباً لانبثاق الثورات في الإسلام لم تكن تسمح له الاعتراف بيزيد خليفة، بل وطّن نفسه لتحمل كل الضغوط والمآسي لأجل إنقاذ الإسلام من مخالب بني أُمية، وبقيت روح الحسين خالدة.
موريس دوكابري(1920_1998)، يقال في مجالس العزاء أن الحسين ضحى بنفسه لصيانة شرف وأعراض الناس، ولحفظ حرمة الإسلام، ولم يرضخ لتسلط ونزوات يزيد، إذن تعالوا نتخذه لنا قدوة، لنتخلص من نير الاستعمار، وأن نفضل الموت الكريم على الحياة الذليلة.
إدوارد جيبون، المؤرخ الإنجليزي(1737_1794)، على الرغم من مرور مدة مديدة على واقعة كربلاء، ومع أننا لا يجمعنا مع صاحب الواقعة وطن واحد، ومع ذلك فإن المشاق والمآسي التي وقعت على الحسين تثير مشاعر القارئ وإن كان من أقسى الناس قلباً، ويستشعر في ذاته نوعاً من التعاطف والانجذاب إلى هذه الشخصية.
رينولد نيكلسون، المستشرق المعروف(1868_1945)، كان بنوا أُمية طغاة مستبدين، تجاهلوا أحكام الإسلام واستهانوا بالمسلمين، ولو درسنا التاريخ لوجدنا أن الدين قام ضد الطغيان والتسلط، وأن الدولة الدينية قد واجهت النظم الإمبراطورية، وعلى هذا فالتاريخ يقضي بالإنصاف في أن دم الحسين في رقبة بني أُمية.
بيرسي سايكس، المستشرق الإنجليزي(1867_1945)، حقاً أن الشجاعة والبطولة التي أبدتها هذه الفئة القليلة، كانت على درجة بحيث دفعت كل من سمعها إلى إطرائها والثناء عليها لا إرادياً، هذه الفئة الشجاعة الشريفة جعلت لنفسها صيتاً عالياً وخالداً لا زوال له إلى الأبد.
تاملاس توندون، الهندوسي، والرئيس السابق للمؤتمر الوطني الهندي، هذه التضحيات الكبرى من قبيل شهادة الحسين رفعت مستوى الفكر البشري، وخليق بهذه الذكرى أن تبقى إلى الأبد، وتذكر على الدوام.
عبد الحميد جودة السحار، الأديب المصري(1913_1974)، لم يكن بوسع الحسين أن يبايع ليزيد ويرضخ لحكمه، لأن مثل هذا العمل يعني تسويغ الفسق والفجور وتعزيز أركان الظلم والطغيان وإعانة الحكومة الباطلة، لم يكن الحسين راضياً على هذه الأعمال حتى وأن سبي أهله وعياله وقتل هو وأنصاره.
علي الطنطاوي(1909_1999)، العالم والفيلسوف، الملحمة الحسينية تبعث في الأحرار شوقاً للتضحية في سبيل الله، وتجعل استقبال الموت أفضل الأماني، حتى تجعلهم يتسابقون إلى منحر الشهادة.
جبران خليل جبران(1883_1931)، لم أجد إنساناً كالحسين سجل مجد البشرية بدمائه.
محمد زغلول باشا(1858_1927)، لقد أدى الحسين بعمله هذا، واجبه الديني والسياسي، وأمثال مجالس العزاء تربي لدى الناس روح المروءة، وتبعث في أنفسهم قوة الإرادة في سبيل الحق والحقيقة.
كارل بروكلمان(1868_1956)، الحق أن ميتة الشهداء التي ماتها الحسين بن علي قد عجلت في التطور الديني لحزب علي، وجعلت من ضريح الحسين في كربلاء أقدس محجة.
أحمد محمود صبحي، وأن كان الحسين بن علي قد هزم على الصعيد السياسي أو العسكري، إلا أن التاريخ لم يشهد قط هزيمة انتهت لصالح المهزومين مثل دم الحسين، فدم الحسين تبعته ثورة أبن الزبير، وخروج المختار، وغير ذلك من الثورات الأخرى إلى أن سقطت الدولة الأموية، وتحول صوت المطالبة بدم الحسين إلى نداء هز تلك العروش والحكومات.
العبيدي، مفتي الموصل(1922_1963)، فاجعة كربلاء في تاريخ البشرية نادرة كما أن صانعوها ندرة، فقد رأى الحسين بن علي من واجبه التمسك بسنة الدفاع عن حق المظلوم ومصالح العامة استناداً إلى حكم الله في القرآن، وما جاء على لسان الرسول الكريم، ولم يتوان عن الإقدام عليه، فضحى بنفسه في ذلك المسلخ العظيم، وصار عند ربه سيد الشهداء، وصار في تاريخ الأيام قائداً للمصلحين.
الآثاري الإنكليزي وليم لوفتس(1821_1858)، أخذ الحسين على عاتقه مصير الروح الإسلامية، وقتل في سبيل العدل بكربلاء، و قدم الحسين أبلغ شهادة في تاريخ الإنسانية، وارتفع بمأساته إلى مستوى البطولة الفذة.
المستشرق الفرنسي لويس ماسينيون(1883_1962)، على مقربة من مدينة كربلاء حاصر هراطقة يزيد بن معاوية وجنده، الحسين بن علي ومنعوا عنه الماء ثم اجهزوا عليه، انها أفجع مآسي الإسلام ، وأصبح منذ ذلك اليوم مبكى القوم وموطن الذكرى المؤلمة كما غدت تربته مقدسة.
جمال الدين الافغاني(1838_1897)، الإسلام محمدي الحدوث وحسيني البقاء.
محمد عبده(1849_1905)، يرى عدم شرعية حكومة يزيد ،وكان يعتقد أن يزيد لم يكن خليفة للمسلمين، بل إن جهاده واجب شرعي، وتكليف ديني يقع على عاتق المسلمين كافة، ومن هذا الباب خروج الإمام الحسين سبط الرسول على إمام الجور والبغي الذي ولي أمر المسلمين بالقوة والمكر، يزيد بن معاوية له من الكرامة.
الهوامش:
1_ ينظر باقر شريف القرشي: حياة الأمام الحسين بن علي(ع)( دراسة وتحليل)، تحقيق مهدي باقر القرشي، قسم الشؤون الفكرية والثقافية في العتبة الحسينية المقدسة، ج1، ج2، ج3، 2008، كربلاء_ العراق.
2_ينظر عبدالله احمد اليوسف: سيرة الأمام الحسين(ع) (دراسة وتحليل)، ج1، قسم الشؤون الفكرية والثقافية في العتبة الحسينية المقدسة، 2018، كربلاء_ العراق.
3_ينظر عباس محمود العقاد: أبو الشهداء الحسين بن علي، تحقيق محمد جاسم الساعدي، المجمع العالمي للتقريب بين المذاهب، طهران
4_ينظر عبدالله البحراني الاصفهاني: الأمام الحسين(ع)، تحقيق ونشر مدرسة الأمام المهدي(عج)،الحوزة العلمية في مدينة قم.
5_ينظر محمد هادي: الأمام الحسين سيرة ومقتل، دار القارئ، 2002، بيروت.
6_ينظر السيد الشهيد محمد الصدر (قدس سره): أضواء على ثورة الحسين(ع)، هيئة تراث الشهيد الصدر(قدس سره)، 2010، النجف، العراق.
7_ينظر حامد محمد الخليفة: ريحان المصطفى(ص) الحسين بن علي(ع)، دار القطوف، 2008، عمان.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. نداءات لتدخل دولي لحماية الفلسطينيين بالسجون الإسرائيلية | #


.. غارات إسرائيلية استهدفت بلدة إيعات في البقاع شرقي لبنان




.. عقوبات أوروبية منتظرة على إيران بعد الهجوم على إسرائيل.. وال


.. شاهد| لحظة الإفراج عن أسرى فلسطينيين من سجون الاحتلال الإسرا




.. مسؤول أمريكي: الإسرائيليون يبحثون جميع الخيارات بما فيها الر