الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ذكرى الهجوم الإرهابي الإسلامي على أمريكا

كوسلا ابشن

2021 / 9 / 11
مواضيع وابحاث سياسية


إحتفى اليوم الشعب الأمريكي بذكرى إستهداف آلاف المدنيين الأبرياء ضحايا الهجوم الإرهابي الإسلامي على برجي مركز التجارة العالمي في نيويورك, و مبنى البنتاغون في واشنطن. كما حلقت الطائرة الرابعة باتجاه العاصمة الأمريكية لكنها تحطمت بالقرب من شانكسفيل بولاية بنسلفانيا, هذه العملية الإرهابية البشيعة, التي غيرت الكثير من القواعد السياسة الدولية, فأصبح إنتهاك حقوق الانسان عمل قانوني لمجرد الإشتباه في أي شخص بأن له علاقة بالإرهاب و بالجماعات الإرهابية, ليتعرض الى الإعتقال و الإستنطاق والتعذيب و الترحيل الى سجن غوانتانامو السئ الصيت, الخارج عن سيادة القانون, لما يتلقاه السجناء من معاملة اللاإنسانية.
إستفادت الإمبريالية الأمريكية من الهجوم الارهابي العربي الاسلامي,( رغم الغموض و الشكوك التي تحوم حول معرفة المخابرات الامريكية عن الإعداد للعملية الارهابية, وخصوصا أن محمد عطا و رفاقه المقيمين بهامبورغ أنذاك, إتصلوا بالقاعدة سنة 1999, وإلتحقوا بمعسكر تدريب في أفغانستان, وأثناء وجودهم هناك خططت قيادة القاعدة لغزوة نيويورك. وفي سنة 2000, إنتقل محمد عطا و رفاقه الى أمريكا لحضور دروس في تعلم الطيران, بالإضافة الى الشكوك حول طبيعة انهيار أبراج مركز التجارة العالمي), هذه المعطيات أكيد أنها لم تكن من دون علم المخابرات الدولية وخصوصا المخابرات الأمريكية, إلا أنه كما يتضح أن أمريكا كانت على الاستعداد بالتضحية بالشعب من أجل الإستفادة من العملية وإيجاد مبرر مقنع للعالم, لإعادة مشروعها الاستعماري المباح للإبادة الجماعية و نهب و إستغلال خيرات الشعوب, وإعادة رسم الخريطة الإقتصادية للعالم و تقسيم ثرواتها.
11 سبتمبر, وحد الكثير من الإعلاميين في العالم والكثير من الشعوب والحكومات للتنديد بالعملية الارهابية الاسلامية, و خلق الهجوم الإرهابي تعاطف عالمي مع الأمريكان لم تحلم به أمريكا من قبل. إلا بعض العرب و المسلمون من شكلوا الإستثناء في إظهار علانية فرحتهم بالعملية الإرهابية الجبانة التي راح ضحيتها أبرياء من مختلف الأعراق والأديان.
العملية الإرهابية مدت أمريكا بقوة القانون الدولي لحشد تحالف دولي لمهاجمة أفغانستان والإطاحة بحكم طالبان الإسلامي الإستبدادي و القضاء على الكثير من أعضاء القاعدة وإعتقال المئات منهم, رحلوا الى سجن غوانتانامو. بإحتلال أفغانستان و جهت أمريكا شركاءها الى إحتلال العراق والإطاحة بالدكتاتور الدموي صدام حسين و تغيير النظام البعثي العرقي الطائفي. ونجحت أمريكا إلى حد ما في إضعاف القاعدة ماديا بمنع عليها بعض قنوات التمويل, بمنع الأبناك بالتعامل مع الشركات والأفراد المشتبه فيهم بالتعاون مع القاعدة وتمويلها, وبهذا حظرت الأبناك في الكثير من الدول حسابات الشركات والأفراد المشتبه فيهم بالتعامل مع الجماعات الإرهابية.
لقد عني الشعب الأفغاني من الإرهاب الأمركي والإرهاب المضاد الطالباني لعشرين سنة. وإنسحبت أمريكا من أفغانستان وتركتها خراب في أيدي طالبان تمارس قواعدها و نظمها الاسلامية التخلفية والإستبدادية.
لم تجلب أمريكا الحرية والدمقراطية التي وعدت بها شعوب مستعمراتها, بقدر ما جلبت للمنطقة الدمار والإرهاب المضاد ( ظهور جماعات إرهابية جديدة ), لإن هدف أمريكا ليس دمقرطة الدول, وإنما نهب خيراتها. صحيح أن أمريكا أطاحت بالحكم الإستبدادي العنصري الطائفي في العراق وحررت الشعب من الخوف والإستبداد, إلا أنها لم تتدخل في العراق حبا في حرية الشعب العراقي أو غيره, وإنما لصالح مصالحها الإقتصادية والسياسية, و في مقدمتها نهب المخزون النفطي العراقي, وترسيخ أقدام شركاتها الإستثمارية و من دون نسيان تحميل الشعب فتورة الحرب و تركته لفوضى الطوائف الإسلامية ( السنة والشعية), وتركت معه منطقة الخليج الفارسي, غارق في الحروب الطائفية و الصراعات الإقليمية و إنتهاك حقوق الشعوب في الوجود والحياة الكريمة.
11 سبتمبر المشؤوم غير من قوانين و نظم الدول الغربية, آثر على الحريات العامة, قدم صلاحيات كبيرة لأجهزة المخبارات في التجسس و المراقبة والتحري عن الأجانب وأماكن تجمعاتهم و تجاوزات الشرطة ضد الاجانب, اوروبا لم تبقى كما كانت عليها قبل 11 سبتمبر و لم تعود الى العهود السابقة بسبب الهجمات الإرهابية الاسلامية المتكررة و المهددة لإستقرار أوروبا و حرية شعوبها.
لقد أصبح الارهاب الإسلامي بلاء على العالم المسالم عامة و بلاء على المهاجرين في الغرب, وخاصة القادمين من الدول "الاسلامية",فقد إرتفعت شعبية اليمين المطرف, و ارتفع معدل الهجمات على الأشخاص من الدول "الاسلامية", ولم ينجوا من هذه الإعتداءات حتى غير المسلمين مثل الهنود وخصوصا السيخ أصحاب العمائم المتشابهين بالمسلمين.
الجريمة الكبرى ل 11 سبتمبر أنه أتاح للأنظمة الدكتاتورية الإستفادة من ورقة الإرهاب لإنتهاك حقوق الانسان ( إصدار قوانين محاربة الإرهاب), لكن ليس ضد الارهاب وإنما لمحاربة المعارضة السياسية, وقمع الأصوات الحرة, ومنع حرية التعبير والرأي والإستبداد بالشعب. العملية الإرهابية رسخت المؤامرة السياسية الإسلامية- الأمريكية ضد التغيير الإجتماعي والإقتصادي والسياسي, ضد التنمية والدمقراطية , مؤامرة تبادل المصالح الأمريكية - الإسلامية في تناقض مع ما تدعي به أمريكا من حقوق الشعوب في التنمية والدمقراطية و حرية الإعتقاد والرأي والتعبير. و تبادل المصالح تعني الحفاظ على المنطقة كما هي عليه من الإستبداد الى الفقر والتخلف.
11 سبتمبر خدم السياسة الإسلامية لأمريكا في أستقطاب الحركات الإسلامية الى سياستها العدوانية الإستغلالية, وهذا ما تجلى في إحتواء إنتفاضات شعوب شمال إفريقيا و الشرق الأوسط وتنصيب الحركات الإسلامية في حكم ودعمها سياسيا وإعلاميا لتكون بديل للقوى التقليدية, إلا أنها فشلت في إحتواء الحركات الارهابية وتنفيذ السياسة الإسلامية لأمريكا في المنطقة, فأمريكا من أوصلت الإخونجية الى الحكم في بمصر و تونس و المورك, إلا أنها غضت الطرف عنهم بعد فشلهم, لكن من دون مقاطعة دائمة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الجناح العسكري لحركة حماس يواصل التصعيد ضد الأردن


.. وزير الدفاع الروسي يتوعد بضرب إمدادات الأسلحة الغربية في أوك




.. انتشال جثث 35 شهيدا من المقبرة الجماعية بمستشفى ناصر في خان


.. أثناء زيارته لـ-غازي عنتاب-.. استقبال رئيس ألمانيا بأعلام فل




.. تفاصيل مبادرة بالجنوب السوري لتطبيق القرار رقم 2254