الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


طالبان من كهوف تورابورا إلى قصور كابول ....

سلامة الصادق الفرابي

2021 / 9 / 11
السياسة والعلاقات الدولية


تعتبر الحرب الأمريكية على نظام حركة طالبان من أطول الحروب التي شهدتها الولايات المتحدة الأمريكية بعد الحرب الفيتنامية سنة 1975 ، إذا إستمرت قرابة 20سنة من (أكتوبر 2001-أوت 2021)....تمكنت الولايات المتحدة الأمريكية من إسقاط نظام حركة طالبان شهورا قليلة بعد إجتياحها لأفغانسان ،ما أدى بعناصر حركة طالبان اللجوء إلى كهوف و جبال قندهار و تورابورا لنتظيم صفوفوهم من أجل إعادة قتال الولايات المتحدة .....
عندما أعلن جورج والكر بوش الإبن الحرب على أفغانستان كان يريد تحقيق الأهداف التالية المعلنة في وسائل الإعلام و تتمثل في :
1-القضاء على حركة طالبان و كل تنظيمات الإرهالية الموجودة في أفغانستان على غرار تنظيم القاعدة و زعيمها أسامة بلادن و التي إعتبرته تحديد صريح لأمنها القومي.
2- تأسيس دولة عصرية في أفغانستان تكون مواليىة لأمريكا تسودها المبادئ الديمقراطية و الأفكار لليبيرالي الأمريكية (حرية ، ديمقراطية مساواة).
3- إقامة قاعدة عسكرية لمواجهة أي تهديدات محتملة من روسيا و إيران .
بينما الأهداف الحقيقية من وراء هذا التدخل العسكري ،و هي تعتبر أهداف جيوإستراتيجية مرتبط بالأمن القومي الأمريكي و تتمثل في الأساس :
1- حماية خطوط أنابيب نقل نفط من آسيا الوسطى مرورا على الأرضي الأفغانية وصولا إلى الخليج العربي و من هناك إلى أمريكا
2- ضمان إمدادات النفط وعدم توقفها من أجل إنعاش الإقتصاد الأمريكي .

بعد إنتهاء ولاية جورج بوش الأب (2000-2008) ، جاء خليفته بارك أوباما و الذي كان من بين خطاباته التي ألقاها عند دخوله البيت الأبيض أنه قال : " ستنهي الولايات المتحدة تواجدها العسكري في أفغانستان و على القواة الأفغانية ضمان أمنهم بأنفسهم ..." هذا الكلام يشير إلى أن الولايات المتحدة الأمريكية قامت بعملية تقييم تواجدها في أفغانستان و وجدت نفسها قد خسرت حوالي تريليون دولار تكلفة الحرب و أكثر من 88 مليار دولار تكلفة تجهيز الجيش الأفغاني و تدريب جنوده ، مع تسجيل 3000 قتيل في صفوف جنود القوات الأمريكية حسب إحصائيات الرسمية للبتناغون ، و انتقاد دافعي الضرائب من جدوى هذه الحرب ، كل هذه المعطيات و غيرها دفعت بارك أوباما من تنظيم سلسلة مفاوضات سلام مع حركة طالبان و سلطة السياسية في أفغانستان و كانت أولى هذه اللقاءات في باكستان في سنة 2014 ، بعدها بسنة واحدة أي 2015 أعلن باراك أوباما عن رفع حركة طالبان من قائمة الحركات الإرهابية .
تطور مسار إتفاق السلام بين حركة طالبان و السلطة الأفغانية بوساطة أمريكية في عهد دونالد ترامب سنة 2018 في العاصمة القطرية الدوحة ، حيث تم في سنة 2020 التوصل إلى إتفاق بين حركة طالبان و الولايات المتحدة بتقسيم سلطة بين حركة طالبان و السلطة السياسية الحاكمة في البلاد ، مع ضرورة إلتزام حركة طالبان بعدم إستخدام أي أعمال عدائية ضد المصالح الأمريكية، و إعطاء رزنامة زمنية لمغادرة القوات الأجنبية بالتدرج من أفغانستان .....
غيرأن مع مجيئ جو بايدن أخلط جميع الأوراق ، و أكيد على ضرورة مغادرة و إنسحاب جميع القوات الأمريكية دفعة واحدة في أفغانستان (على عكس ما هو موجود في العرق) ، على أن يكون بداية إنسحاب الجيش الأمريكي في شهر ماي إلى غابة شهر سبتمبر ،و كانت و كالة مخابرات الدفاع قد أعطت توقعاتها بأن حركة طالبان لا تستطيع دخول عاصمة كابول إلا بعد 6 أشهر باعتبار أن القوات الأفغانية أكثر عدة و عتاد حسبهم ،إلا إنهم تفاجئو بالزحف السريع لحركة طالبان التي سيطرة على أغلب أقاليم أفغانستان حتى دخلت كابول في ظرف ثلاثة أيام دون قتال أو مواجهة من جيش الأفغاني!!! برغم تعداد حركة طالبان حوالي 75 ألف مقاتل في حين جيش الأفغاني يسجل بتعداد 300 ألف جندي!!!!

حركة طالبان أعلنت أنها تريد أن تكون عضو في المنتظم الدولي و أن تحوز على إعتراف الدول و فتح صفحة جديدة مع الفرقاء في أفغانستان ، لذلك سوف تسعى الدول ذات الجوار الجغرافي لأفغانستان و أخص بالذكر هنا : روسيا ،الصين و إيران أن تحاول إرساء علاقات دبلوماسية و إقتصادية مع حركة طالبان خاصة أن الولايات المتحدة ثمنت ضمنيا على التصرف التي الإلتزمت به حركة طالبان عند دخولها إلى كابول و عدم تعرضها للدبلوماسيين الأمريكيين ( كان هناك قلق و مخاوف في أوساط السياسيين الأمريكيين من عودة سيناريو إختطاف الموظفين الدبلوماسيين في السفارة الأمريكية في كابول مثلما حدث في طهران سنة 1979).

كان لسقوط كابول بين أيدي طالبان تداعيات كبيرة ليس فقط على الولايات المتحدة (داخليا). بل أيضا على المستوى الإقليمي الشرق الأوسطي ، فقرار جو بايدن بالإنسحاب الكلي من أفغانستان لقي معارضة كبيرة من قبل البتناغون ، و اعتبره فشل ذريع في إدارة أزمة أفغانستان كما أن هذا سيؤثر في التجديد النصفي لحزب الديمقراطي في إنتخابات الكونغرس.... بينما شرق أوسطيا أثرت هذه الأزمة في مخاوف الدول الخليجية من تراجع النفوذ الأمريكي في المنطقة و باتالي حماية مصالح حلفائها ،و عدم ثقة تلك الدول في مدى جدية الولايات المتحدة في الإستمرار في قيادة. النظام الدولي ..
و لكن في نهاية كلامنا هذا وجب علينا طرح سؤال وهو : هل سنشهد تحالف متعدد الأبعاد بين روسيا و الصين و باكستان و إيران و أفغانستان لمواجهة النفوذ الأمريكي في آسيا الوسطى و الشرق الأوسط ؟ ( ملاحظة فقط أفغانستان لديها أكبر إحتباطي لمعدن الليثيوم في العالم الذي يدخل في صناعة السيارات الكهربائية و البطاريات الكهربائية و يقدر إحتياطه بتريليون دولار ).








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مراسلنا: دمار كبير في موقع عسكري تابع لفصائل مسلحة في منطقة


.. إيران تقلل من شأن الهجوم الذي تعرضت له وتتجاهل الإشارة لمسؤو




.. أصوات انفجارات في محافظة بابل العراقية وسط تقارير عن هجوم بط


.. جيش الاحتلال يعلن إصابة 4 جنود خلال اشتباكات مع مقاومين في ط




.. بيان للحشد الشعبي العراقي: انفجار بمقر للحشد في قاعدة كالسو