الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


رعاة البقر العرب -اسمها محمد 31-

لمى محمد
كاتبة، طبيبة نفسية أخصائية طب نفسي جسدي-طب نفسي تجميلي، ناشطة حقوق إنسان

(Lama Muhammad)

2021 / 9 / 12
الادب والفن


مازلنا ننادي بحرية الاختيار، لكننا نسمع ونرى كل يوم حكايا الإجبار على الحجاب، الإكراه على النقاب، و فوق ذلك كثير من قصص تحرق القلب في الزواج الإجباري وزواج القاصرات…
يقولون هذه أمور ثانوية في زمن الحروب والجوع.. ولكنني أراها أموراً جوهريّة...
إن نحن قدرنا عل إخراج الدين من قفص المظهر وسجن القشور و الفتاوى..
إن نحن قدرنا على تحويله إلى سلام في سلام..
كم من عقول الشباب المغسولة ستخرج من قوقعة الحلال والحرام إلى فضاء العلم؟
كم من أهداف الشباب المركزة على الجنس وما يدور حوله، ستتحول إلى فضاء الإيمان!

اللباس بحجابه، نقابه أو عريه وتسليعه لأي امرأة يجب أن يرجع من فرض ديني إلى عادة وحرية شخصية…
قد تبدو المهمة سهلة، وربما سخيفة في زمن الحروب، لكنها تملك “ أثر فراشة” لا يستهان به في إطلاق سراح ملايين المغيبين، وإعادة المنطقة بأكملها إلى زمن حضارة سومر و أوغاريت…

صدقوني كما حاربوا في الأمس في بعض الدول قيادة النساء للسيارات، ثم اعتذروا..
سيجبرون قريباً على تقبل حرية الاختيار، و دحر الفكر المتحجر، المتشبث بالتقاليد وتسميتها فرائض.

حكت لي جدتي اليهودية عن واقع الحال في العراق قبل ما يقارب المئة عام.. قالت أن غطاء الرأس كان غريباً في المدن وحامياً من الشمس في القرى…
كنت صغيرة، نحيلة لكن ممتلئة بالأسئلة، كيف لا وقد بدا زمان جدتي كحكاية خيالية…
أخبرتني عن الشهامة، العفو، الغفران.. عن نقاء السريرة والنوم الباكر.. عن نقيق الضفادع في سكون الليالي، وصوت العصافير مع ناي تنور الخبز في القرى..
حكت لي عن مناوشات الأصدقاء ومناورات العاشقين…
قالت أيضاً أن الناس كانوا أبسط:
-كانوا يتواصلون بعيونهم لا هواتفهم…
أخبرتني عن الحدود وكيف رسموها بذكاء..
-كنا نسمي تلك المنطقة بكلها بلاد الشام.. اشتق اسمها من سام النبي ابن نوح.. لذلك قلت لك أن تسمي طفلك سام…
-ماعمرك يا جدتي؟
-من عمر الحدود..
-هل أنت مسلمة؟
-لا أنا يهودية، لكنني لم أكن أقدر على الزواج بجدك إن لم أنطق الشهادتين…
وتدور الأسئلة في رأسي الصغير: ماعلاقة هذا بذاك؟
***********

-هل تعرف ما أسوأ شيء في أن يصبح الوطن بقرة؟
-بقرة؟
-أجل بقرة.. يحلبونها.. لا أحد ينظفها.. ينتظرون منها المزيد.. وفوق هذا يخجلون من رائحتها وحتى وجودها...
-أيوجد أسوأ؟
-أجل أن يتخيل (المسؤولون) أنفسهم رعاة بقر..
-رعاة بقر يا ظالمة..
-رعاة بقر.. لكن في خيالهم فقط، في الحقيقة هم من جعل من الوطن بقرة…
-تبالغين…
-بل.. أصف واقع حال، وكم أخشى من أن الجوع يذبح الأبقار…
-كيف حال ديار؟
-مكسور القلب.. ساعد صديقاً كل حياته، وعندما طلب منه المساعدة نبذه…
-كان يجب عليه أن يعطي ويأخذ لا أن يعطي فقط…
-لا أتفق.. من ينتظر مقابلك لتستمر علاقة ما: تاجر وليس صديق…
-لكنك قلت لي في السابق عن إيمانك العميق بالعلاقات التبادلية، وأيدت هبة في ذلك...
- العلاقات التبادلية لا تعني أن تعطي مقابلاً.. بل أن تعطي بغرض العطاء أو لحاجة الطرف الثاني.. لكن ليس أبداً واجب مفروض تقدمه كما يتبع الشهيق زفيراً…
- لم أفهم…
- أعطيك مثالاً.. ساعدتَ شخصاً في الحصول عل وظيفة، وتريد مقابلاً لذلك.. هذه تجارة..
عندما تعمل خيراً لوجه الخير، يأتيك من جهة أخرى ومكان آخر هذا عدل الحياة، أما عندما تنتظر المقابل فراجع نفسك.. قد تصبح راعي أبقار أيضاً...
ضحك عمّار:
-فكرة فلسفية أحترمها، لكنها تحتاج الكثير من التفكير.. هل اقتنع بها ديار؟
-يفكر أيضاً…

يتبع…


-الرواية تحمل بين صفحاتها الجزء الثالث من رواية عليّ السوري

الجزء الأول: علي السوري-الحب بالأزرق
الجزء الثاني: بغددة_سلالم_القُرَّاص








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. صباح العربية | على الهواء.. الفنان يزن رزق يرسم صورة باستخدا


.. صباح العربية | من العالم العربي إلى هوليوود.. كوميديا عربية




.. -صباح العربية- يلتقي نجوم الفيلم السعودي -شباب البومب- في عر


.. فنان يرسم صورة مذيعة -صباح العربية- بالفراولة




.. كل يوم - الناقد الفني طارق الشناوي يحلل مسلسلات ونجوم رمضان