الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مأساة المقاوم الحزين ؟

حسن مدبولى

2021 / 9 / 12
الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية


ماوقع للاسرى المحررين فى فلسطين ليس الأول من نوعه ، فهناك إجرام معقد ومركب ومتشابك يواجه كل حر أبي على أرضنا المقدسة، وفى غالبية الأحيان تجد قوى المقاومة نفسها أمام معارك مريرة لا علاقة لها بالعدو المباشر ، فمرات عديدة تأتى الضربات من النظم العربية المنبطحة التى تشيطن المقاومين وتعتبرهم ارهابيين وتودع داعميهم فى غياهب السجون؟ أو تقتلهم وتنكل بهم مباشرة كما حدث فى أيلول الأسود(الأردن) و تل الزعتر ( سورية) ،
و مرات أخرى إستنزفت فيها طاقات المقاومين بسبب وساخات ( المواطنين العرب الشرفاء) كما حدث من غدر وخيانة ضد الشهيد البطل يحي عياش ، أو ما تم من مذابح فى صابرا وشاتيلا و بيروت واليرموك ؟
ولم تتوقف الخيانات عند حدود القتل والغدر أو التواطؤ والتخابر مع العدو، بل تطوعت بعض جماعات الهرطقة( التنويرية) العربية، نيابة عن العدو وذيوله ، لبث دعاوى ممنهجة تستهدف شيطنة حماس والقسام والجهاد وكل من يقاوم تحت رايات العقيدة فى عالمنا العربى، بإعتبار أن المعركةمع إسرائيل ومؤيديها معركة ( سياسية لاعنف فيها) ؟

، أما أقذر الطعنات وأشدها ألما وأحقرها غدرا ،فهى تلك التى تأتى من بعض منتسبى السلطة الحاكمة فى رام الله،
فأجهزة السلطة الفلسطينية ومنذ تشكيلها عام 1994 تقوم كما هو معلن بالتعاون والتنسيق الأمني لمساندة جيش الاحتلال الإسرائيلي المجرم ،وتتفانى فى ذلك بشكل لم يتكرر فى أى مكان على وجه الأرض، ولا حتى من حكومة فيتشى الفرنسية التى تعاونت مع الإحتلال النازى لفرنسا ؟
فهذه السلطات (الوطنية الفلسطينية ) لم تتوقف يوما عن كشف أماكن تواجد بعض المقاومين الأبطال وتقديم تفاصيل تلك الأماكن لأجهزة العدو ،ولا عن ملاحقة هؤلاء المناضلين عن طريق أذرعها المحلية للقبض عليهم، بإعتبار أن المقاومة وحمل السلاح ضد المحتل هو عنف وإرهاب غير مسموح به فى أى مكان بالضفة وغزة إن أمكن؟
ووصل الأمر فى العديد من الأحيان إلى قيام بعض المنتمين لتلك السلطة بقتل أبطال المقاومة مباشرة نيابة عن الإحتلال كما تم مع الشهيد نزار بنات بعد إعتقاله؟

والأمر هنا لايتعلق بتوجيهات خاطئة من رئيس للسلطة ،ولا بإنحرافات شخصية من بعض المسئولين فى أجهزته أو أفراد أمنه، ولاحتى من منطلق تعصب فكرى أو عداء أيديولوجى ؟ لكن كل تلك الجرائم هى جرائم عمدية ممنهجة تتم بشكل آلى ضد كل مقاوم للإحتلال أيا كان إنتمائه أو خلفيته السياسية أو الدينية ؟
وهناك العديد من الوقائع المثبتة التى تؤكد على صدق تلك المزاعم المأساوية ،منها مثلا عملية القبض على الأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين الرفيق البطل أحمد سعدات على يد بعض مرتزقة تلك السلطة وايداعه أحد السجون فى اريحا وتسليمه لحراسة امريكية بريطانية فى مايو عام 2002، ثم وفى عام 2006 تم السماح للجنود الإسرائيليين باختطاف السيد أحمد سعدات وأربعة من رفاقه المتهمين بقتل وزير إسرائيلى ، وترحيلهم من سجن أريحا الخاضع للسلطة الى السجون الإسرائيلية ؟
ومن الأمثلة المخزية الأخرى التى تؤكد على الدور القذر الذى تؤديه بعض دوائر تلك السلطة تجاه أى فلسطينى مقاوم بصرف النظر عن توجهاته الفكرية أو إنتمائه السياسى والفصائلى ، هو ما قام به جهاز الأمن الوقائي للسلطة من إعتقال لأفراد خلية (صوريف) التابعة لكتائب الشهيد عز الدين القسام والذين كانوا قد نفذو عملية قتل لحوالى 11 إسرائيليا عام 1997
حيث قام جهاز الأمن الوقائى التابع للسلطة بعد إلقاء القبض على أفراد تلك الخلية بتسليمهم جميعا لقوات الإحتلال على حاجز إسرائيلي، وذلك بخديعة رخيصة تمت تحت ستار نقلهم من سجن الخليل إلى سجن آخر بنابلس؟

كذلك فى عام 2016م اعتقلت السلطة ستة شبان فلسطينيين بتهمة (التخطيط) لعمليات فدائية مسلحة ضد الاحتلال في الضفة، وعلى وقع الضغوط الشعبية وإضراب المعتقلين الستة عن الطعام أفرجت عنهم السلطات الفلسطينية ، لتقوم قوات الاحتلال فورا لاعتقالهم بعد قتل أحدهم وهو الشاب باسل الأعرج ؟

كذلك كان التواطؤ المشين ضد الشهيد الشاب عمر أبوليلى منفذ عملية سلفيت البطولية عام 2019خير مثال على تلك الممارسات المخزية،فعمر أبو ليلى كان قد قام بعمليتي طعن وإطلاق نار على مفترق "أرائيل"، حيث نجح فى قتل الجندي غال كيدان والإستيلاء على سلاحه ، وكذلك قام بالقضاء على الحاخام احيهاد إيتنغر، كما نجح فى أصابة جندي آخر بجروح خطيرة،ونجح الشهيد عمر (ذو التسعة عشر عاما) فى الهروب إلى قرية عبوين برام الله الخاضعة للسلطة الفلسطينية ، لكن سرعان ما وصلت معلومات( ذهبية) لجهاز الشاباك الاسرائيلى تحدد مكان تواجد الشهيد عمر أبوليلى ، فقام جنود الاحتلال وجنود من وحدة يمام الخاصة "الإسرائيلية" وعناصر الشاباك "الإسرائيلي" بإقتحام القرية و حاصروا المنزل الموجود فيه أبو ليلى وقاموا بتصفيته وسط مشاركة (صامتة) وتواطؤ واضح من القوى الامنية الفلسطينية ؟

وإمتدت الوقاحة السلطوية حتى وصلت لحد تلويث سمعة زوجة مناضل وطنى بعد القبض عليه وهو الأسير البطل منتصر الشلبى الذى نفذ عملية فدائية عند حاجز زعترة فى مايو 2021 فأصاب ثلاثة جنود اسرائيليين بجراح خطيرة و استطاع الفرار دون إلقاء القبض عليه من قبل قوات جيش الاحتلال ؟ لكن عقب دخوله للضفة لاحقته القوات الإسرائيلية حتى تم القبض عليه ، وقد أكدت زوجة ذلك المناضل أن ضباطا يتبعون جهاز المخابرات الفلسطيني، وبعضهم من سكان البلدة، حضروا إلى منزلها، وحققوا مع العائلة، وإستمروا فى حصارهم وإستجوابهم لكافة أفراد العائلة حتى إقتحمت قوات الاحتلال الإسرائيلي المنزل وقامت باعتقال نجلها أحمد منتصر الشلبى،ملمحة إلى وجود دور مشبوه للأمن الفلسطينى فى إعتقال زوجها عقب ذلك ؟وبدلا من إحتواء السيدة المكلومة فى زوجها وولدها ،
تم الرد عليها بترويج شائعة خبيثة ، مفادها أن السيدة زوجة المجاهد منتصر الشلبى هى التى قامت بالتواطؤ مع العدو للإيقاع بزوجها لضمان عدم قتله ؟
إن القلب حزين مكلوم !!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. سيارة تحاول دهس أحد المتظاهرين الإسرائيليين في تل أبيب


.. Read the Socialist issue 1271 - TUSC sixth biggest party in




.. إحباط كبير جداً من جانب اليمين المتطرف في -إسرائيل-، والجمهو


.. الشرطة تعتقل متظاهرين مؤيدين للفلسطينيين في جامعة كولومبيا




.. يرني ساندرز يدعو مناصريه لإعادة انتخاب الرئيس الأميركي لولاي