الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تحرر أسرى جلبوع يعزز خيار المقاومة (3)

نهاد ابو غوش
(Nihad Abughosh)

2021 / 9 / 14
أوراق كتبت في وعن السجن


نهاد أبو غوش
ريح مساندة لأشرعة المقاومة
ويرى الباحث في مركز أبحاث الأمن القومي كوبي ميخائيل، وهو مسؤول سابق عن الملف الفلسطيني في وزارة التخطيط الاستراتيجي الإسرائيلية، أن عملية أسرى جلبوع سوف تضاف الى التاريخ الوطني الفلسطيني باعتبارها قصة نجاح أخرى في الكفاح العنيد ضد المحتل، مشيرا إلى أن عملية تحرير الأسرى لأنفسهم نجحت في ما لم تنجح به أحداث كثيرة خلال السنوات الأخيرة، ووصف الحادثة بأنها زيت في عظام -مفاصل- المقاومة الفلسطينية المفككة، حيث بثت الحياة من جديد في أشرعة المقاومة.
ويقرّ ميخائيل بأن الأسرى يحظون باحترام كبير في الشارع الفلسطيني كما لدى القيادة الفلسطينية، وأنهم يحتلون مكانة مرموقة في مركز الإجماع الوطني الفلسطيني، وهو ينطلق من هذه الحقيقة في تفسير إصرار الرئيس أبو مازن ومعه القيادة الفلسطينية كلها على الاستمرار في دفع المخصصات الشهرية للأسرى وعائلاتهم، ويبدو انه يستعير فكرة المبعوث الأميركي هادي عمرو عن "غابة الحطب الجاف" في تصويره للأوضاع في المناطق التي تديرها السلطة الفلسطينية، ويرى أن حادثة هروب السجناء قد تشعل النار في ما أسماه حقل الأشواك بما يهدد قدرة السلطة وحماس على احتوائها، لكنه يخلص إلى أن ذلك لن يكون في صالح الفلسطينيين، وقد يعيدهم جيلا كاملا إلى الوراء.
ويتفق عاموس هرئيل في "هآرتس" مع ميخائيل في أن فرار الأسرى الستة سيضخ رياحا جديدة في أشرعة التنظيمات "الإرهابية"، كما أن ذلك سيعزز الاتجاهات المتطرفة في الشارع الفلسطيني وخاصة حركة الجهاد الإسلامي، ويكرر هرئيل في مقاله بتاريخ 10/9/2012 فكرة "عود الثقاب" الذي يمكن أن يشعل المنطقة وخاصة إذا قتل أي من الأسرى الستة خلال اشتباك أو عملية أمنية إسرائيلية.
يعيد الكاتب التركيز على الخطر الأمني الذي يمثله الأسرى الهاربون، مشيرا إلى أن الواقعة كشفت عن إخفاقات "تقشعر لها الأبدان" من جانب مصلحة السجون، والتي تخفي خلفها "أخطاراً أمنية معينة"، ويربط هذه الأخطار باستذكار حادثة هروب ستة أسرى من قطاع غزة في أيار من العام 1987 ، وكان لهم دور مهم في إشعال أحداث الانتفاضة الأولى بعد أن نفذوا سلسلة من العمليات العسكرية "الدموية" التي أدت إلى مقتل عدد من الإسرائيليين. يلفت هرئيل إلى بدء تقاذف التهم والمسؤوليات بين المستويات السياسية والأمنية مشددا على أن الهروب يقع تحت مسؤولية وزير الأمن الداخلي عومر بارليف ورئيس الوزراء نفتالي بينيت، لكنه يعزو جزءا من الإخفاقات إلى " الدمار المنهجي والمتعمد" الذي ألحقته سياسات حكومات الليكود بأجهزة الدولة وبشكل خاص في جهاز الشرطة ومصلحة السجون، من خلال تدخلات مركز الليكود في إجراء تعيينات لم تضف شيئا لمصلحة السجون وكفاءتها.
"مخرّبون".. ليس إلا
لا يتردد الكاتب أمير ترجمان في مقاله في "يديعوت أحرونوت" بتاريخ 10/9/2021 في وصف الأسرى الستة بأنهم "مخربون خطيرون" وهو يردد ما قاله كثير من المعلقين الإسرائيليين في أن الخطر الأكبر هو في حيازة هؤلاء الأسرى لقطع سلاح، واحتمال تنفيذهم عمليات ضد الإسرائيليين، ولا يستخدم الكاتب في مقاله الطويل أية كلمة محايدة لوصف هؤلاء الأسرى من قبيل "سجناء، أو هاربين، أو فلسطينيين" فلا يصفهم إلا بأنهم "مخربون" كما لا يبذل أي جهد لمعرفة سبب اعتقالهم ومكوثهم عشرات السنوات في السجون الإسرائيلية، ولكنه يفرد مئات الكلمات للإسهاب في وصف عوامل الإخفاق في مبنى سجن جلبوع وتحصيناته ووسائل المراقبة بالإضافة إلى العوامل الإدارية والاستخبارية وخلل التواصل بين الجهات الأمنية المختلفة، والتساهل الذي أبدته إدارات السجون في التعامل مع هؤلاء "المخربين الخطيرين".
وبشكل أكثر حدة، يهاجم يوآف ليمور الأسرى و"التسهيلات" الممنوحة لهم كما يهاجم مصلحة السجون التي "لديها مواضع خلل على نحو مخجل" ويقول في مقاله في صحيفة "يسرائيل هيوم" بتاريخ 10/9 أن ما جرى "مخجل ورهيب" ويدل على تعفن عميق في مصلحة السجون، ويدعي أن من يسيطر في السجون هم السجناء وليس الدولة ما يستدعي تدخلا عاجلا بإنهاء ذلك، ويقترح، إلى جانب مطاردة "المخربين الهاربين" سحب امتيازات الأسرى، مشبها ما يحظى به السجناء بأنه "حكم ذاتي" وأن السجون اصبحت مثل المنتجعات حيث أن الأسرى يصنعون طعامهم بأنفسهم ويستخدمون الهواتف الخلوية لتنسيق العمليات.
حديث التسهيلات والامتيازات تدحضه الدراسات المتخصصة، ففي دراسة تعود للعام 2016 ترى الباحثة طالي حروتي سوبر في بحث نشره موقع "ذي ماركر" بتاريخ 14 تموز 2016، أن نظام السجون في إسرائيل هو من أكثر الأنظمة شدة وصرامة في العالم، وهي تجري مقارنات مع عدد من الدول الأوروبية يتبين منها أن نسبة عدد السجناء الأمنيين والجنائيين في إسرائيل إلى عدد السكان (256 لكل مائة ألف) تصل إلى أربعة اضعاف دولة مثل السويد وأكثر من ثلاثة اضعاف هولندا، لكن النسب في جنوب أوروبا تقترب قليلا من إسرائيل التي لا يتفوق عليها في هذا الشأن في أوروبا سوى روسيا.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إيرانيون يتظاهرون في طهران ضد إسرائيل


.. اعتقال موظفين بشركة غوغل في أمريكا بسبب احتجاجهم على التعاون




.. الأمم المتحدة تحذر من إبادة قطاع التعليم في غزة


.. كيف يعيش اللاجئون السودانيون في تونس؟




.. اعتقالات في حرم جامعة كولومبيا خلال احتجاج طلابي مؤيد للفلسط