الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


وباء الشخصية النرجسية حزبي أيضاً

قصي الشياح

2021 / 9 / 14
كتابات ساخرة


(تحوطني النرجسية من جميع الإتجاهات, خصوصاً إذا ما تفكرت في حالة البلد تلاحقني أيضاً)
أجد نفسي مفتشاً في مقتنيات جيل الخمسينات، عن الأم الفلاحة أو البرجوازية التي تجد نفسها ذات قيمة من مصدر واحد فقط، إهتمامها بطفلها، هذا الإهتمام بشكله النسبي يصبح عامل محفز للشخصية النرجسية.
يسعى إلى تضخيم هالته ولكنه لا يستطيع أن يقوم بذلك وحده، عليه يندمج مع مجموعة تتفق معه على أفكاره، وبدون المجموعة لديه الحاجة لممارسة القوة الذهنية التي تغسل عقول الصغار وتتملق عقول الكبار، لديه الحقيقة ويسعى للتبشير بها، لديه فكرة عن الجمال والعدل والقوة. كيف على العدل يجب أن يكون، كيف على الجمال يجب أن يكون ...إلخ ولا شيء نسبي بالنسبة إليه. يعتاش على طاقات الأخرين والواقع مسخر لحاجاته. يعلم كل ما تريد قوله ويستمع لك دون أن يصغي إليك فقط ليحتضنك على الهشاشة التي يتصور أنها لديك ليبدأ بتلاوة نبوئته. كل ما يقوم به من خير هو من أجل فخره بنفسه، كل ما يقوم به من شر هو عدل، إذا كان هو الملك، عليك أن تكون قائد الأوركيسترا ولديه كل الفضل لأنه جعلك كذلك.
بالطبع تختلف درجات النرجسية من شخص لأخر ولكنها عندما تظهر النرجسية كمجموعة تكاد تكون كارثية على الشخصية لأنها في المجموعة تجد دائرة أمان تحميها من أي صدمات ممكن أن تخفف من غطرستها.
(هذا الشاب الذي شب وسعى ليجد جسماً ينتمي إليه منذ مكوثه العاصمة، ربما وجده في القوميين العرب، حزب البعث، القوميين السوريين، الشيوعية، وصولاً إلى التحديثات المتطرفة الأجد.)
الإجتماعات الحديثة العهد سرية، وتكون هذه السرية طريقة لتضخيم الوهم، بأن ما يحصل هو تراكم مصيري للبلد. يقعون في عملية تكرار الأفكار وتكريرها ليصلوا إلى نشوة المتصوف والواقع ينقسم إلى صح وخطأ والتطرف يختبأ تحت عباءة الدعوة.
إلى الآن لا يمكنك أن تضع رجلاً واحدة دون تعرفة حزبية. جيل الخمسينات وما قد أورثه من ممارسة سياسية قد بدع وابتدع فقاعات إلى الآن تملأ هواء بيروت بالسموم. أكثر من ثلاثين عاماً ولا يزالون متشبثين بأفكارهم الميتة التي أصبحت كالزومبي تأكل من لحم الحي وتسبب عدوى.
من نرجسية فردانية إلى نرجسية جماعية يمشون في شارع سلسة من المطاعم ذات الوجبات السريعة التي تسعى من خلالها إلى إسكات معدتك الصارخة ولجمها كلجم الطفل بلهاية.
هذه النرجسية التي تسعى من خلال ( الأنا ) لفرض الثقة بالنفس على النفس بقوة مفرطة نتيجةً لفقدانها من قيمة ( الذات ) . هذه النرجسية التي تحب الشبيه لها كحب السيد للتابع له وتخافه لمعرفته بأسرارها. هذه النرجسية التي لا تسمع ولكنها تتظاهر بذلك حتى تتكلم كنبي يدعو للإصلاح، هذه النرجسية التي تغالي بكآبتها الوهمية لتسجن الحاضنة في المنزل.
هذه الأفراد التي وشمت نفسها بالعمل السياسي وأظهرته بكل صورة سلفي، تعلن نصابها النرجسي كمجموعة وكدور قيادي.
أضحك عندما يقولون أن الثورة عليها أن تبرز قيادات، لأنك يا عزيزي ستجد متسلقين القيادات من الشخصيات النرجسية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. اللحظات الأخيرة قبل وفاة الفنان صلاح السعدني من أمام منزله..


.. وفاة الفنان المصري القدير صلاح السعدني عن 81 عاما




.. سماع دوي انفجارات في أصفهان وتبريز.. ما الرواية الإيرانية؟


.. عاجل.. وفاة الفنان الكبير صلاح السعدنى عن عمر يناهز 81 عاما




.. وداعا العمدة.. رحيل الفنان القدير صلاح السعدنى