الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الاستهداف الدائم لغزة ومقاومتها

نهاد ابو غوش
(Nihad Abughosh)

2021 / 9 / 16
القضية الفلسطينية


"تضييق الخناق على قطاع غزة" هي سياسة رسمية معتمدة من قبل دولة الاحتلال تجاه شعبنا الذي يعاني من حصار بري وبحري وجوي خانق منذ أكثر من 14 عاما، وإذا شئنا الدقة فإن القطاع كما كل الأراضي الفلسطينية المحتلة ما زال يخضع عمليا وواقعيا للاحتلال ولو اختلفت يوميات هذه الاحتلال عن الضفة، كل الأراضي المحتلة تخضع لسياسات الحصار والتضييق التي لم تنته مع قيام السلطة وبدء تطبيق اتفاقيات أوسلو، لكن شكل الحصار وتجلياته اليومية تتباين بين فترة وأخرى، فأحيانا يسمح لعدد محدود من العمال من القطاع بالعمل في الداخل، وفي معظم الوقت يمنع كل سكان القطاع من التحرك، السفر والحركة للخارج مقيدة ومحدودة جدا، الممر الآمن الذي تحدثت عنه لافقاقيات أوسلو وملحقاته غير قائم، وكذلك ما سمي "الوحدة الجغرافية والسياسية" للأراضي الفلسطينية المحتلة، ولذلك علينا ألا ننسى للحظة واحدة أن هدف إسرائيل الاستراتيجي هو تفتيت الكيانية الفلسطينية وتشجيع الانقسام وتحويله لانفصال دائم، وإخراج قطاع غزة نهائيا من معادلة الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، بكل ما ينطوي عليه ذلك من إخراج المقاومة والكتلة السكانية الكبيرة (2 مليون) وحل قضية اللاجئين من خلال مشاريع توطينهم حيث هم موجودون الآن حيث أن نحو 70 في المئة من سكان القطاع لاجئون، وبالتالي يمكين إسرائيل من الاستفراد بالضفة والقدس، وتحويل الشعب الفلسطيني إلى تجمعات سكانية متناثرة بدل أن يكونوا شعبا.
دائما الأمور مهيأة للتصعيد سواء من قبل الاحتلال الذي يستخدم القوة العسكرية والاعتداءات لابتزاز مواقف، وفرض نتائج سياسية أو من قبل الشعب الفلسطيني ومقاومته التي لن تتوقف طالما الاحتلال موجود.
فهل المواقف المتعنتة من قبل الاحتلال يجعل المقاومة امام خيارات صعبة من شأنها ان تقوم بالنهاية الي مواجهة عسكرية؟
خيارات الشعب الفلسطيني هي المقاومة بمختلف أشكالها، والأوضاع الحالية لا يمكن أن تستمر ولا إبر التخدير والتهدئة يمكن ان تكون حلا دائما، لا يمكن لإسرائيل أن تنعم بالهدوء والاستقرار وتدير اقتصادا متقدما ومرفها بينما يفتقد أصحاب الأرض الأصليين لأبسط مقومات الحياة من مياه شرب ووسائل حياة وطاقة وحرية حركة، فضلا عن حق التواصل بين أبناء الشعب الفلسطيني مع بعضهم البعض ومع العالم، أحيانا التدخلات السياسية والمفاوضات المباشرة وغير المباشرة والوعود والتدخلات الدولية تنجح في تسكين الصراع وتهدئة الأمور مؤقتا، لكن السؤال يبقى مشرعا: هل يمكن التعايش مع الاحتلال والتسليم به كقدر ومصير نهائي للشعب الفلسطيني وسقف لطموحاته الوطنية؟ هذا مستحيل في لغة السياسة ولدى كل الشعوب الحية وخاصة لدى الشعب الفلسطيني الذي قدم أغلى التضحيات يستحيل أن يسلم ولذلك فغن خيارات التصعيد والكفاح والمقاومة ستبقى مشرعة. ولكن على فصائل المقاومة دائما أن تراعي مصالح شعبها واستعدادته وظروفه والحاجة دائما قائمة لتوفير أقصى درجات الإجماع والتوافق الوطني حول الخيارات الكفاحية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هل باتت الحرب المفتوحة بين إسرائيل وحزب الله أقرب من أي وقت


.. حزمة المساعدات الأميركية لأوكرانيا وإسرائيل وتايوان..إشعال ل




.. طلاب جامعة كولومبيا الأمريكية المؤيدون لغزة يواصلون الاعتصام


.. حكومة طالبان تعدم أطنانا من المخدرات والكحول في إطار حملة أم




.. الرئيس التنفيذي لـ -تيك توك-: لن نذهب إلى أي مكان وسنواصل ال