الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حلول مٶقتة وهروب من أصل المشکلة

سعاد عزيز
کاتبة مختصة بالشأن الايراني

(Suaad Aziz)

2021 / 9 / 18
مواضيع وابحاث سياسية


طوال ثلاثة عقود من التحاور والتواصل والتفاوض الدولي مع نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية، هناك ثمة ملاحظة مهمة جدا لابد من الانتباه إليها جيدا وأخذها بنظر الاعتبار، وهي إن المخاوف الدولية من سعي هذا النظام من أجل إنتاج وصناعة الاسلحة الذرية لازالت على حالها ولم يتم تبديدها، والانکى من ذلك إن المجتمع الدولي حتى وهو يتفق مع هذا النظام فإنه يضع يده على قلبه وتظل مخاوفه على حالها، ولعل تجربة الاتفاق النووي لعام 2015، نموذج ومثال حي على ذلك.
الزيارة التي قام بها مدير عام الوكالة الدولية للطاقة الذرية رافاييل غروسي، الى طهران، والتي قيل بأنها بحسب مانقلته وکالات الانباء ووسائل الاعلام قد حققت"اتفاقا أو حلا مؤقتا" مع السلطات الإيرانية، يمکن وصفه بحل أقل من الخجول لمعضلة العالم مع هذا النظام الذي يصر على المراوغة والمناورة ويمارس الکذب والتمويه علنا، مع إن التصور الذي کان سائدا إنه وبعد المواقف الدولية المتشددة الاخيرة وبعد تقرير الوكالة الشديد اللهجة تجاه المساعي المشبوهة لطهران، فإنه کان من المتوقع أن يکون غروسي قد نقل رسالة أخرى لطهران وأن ينتزع تنازل من طهران وليس الاتفاق على الاستمرار في لعبة القط والفأر!
المسٶولون الغربيون ولاسيما الامريکيون منهم ودأبهم على التشديد على"صبرهم الذي لن يستمر للأبد" تارة و"صبرهم الذي بدأ ينفذ"، لايبدو إنه جدي بما فيه الکفاية کما کان الامر مع نظامي حکم صدام حسين ومعمر القذافي، وهذا الکيل بمکيالين هو کيل مشبوه وغير مقبول على الاطلاق ولاسيما إذا ماطرحنا سٶالا على الغرب عموما وواشنطن خصوصا؛ بخصوص أيهما کان الاکثر خطورة وتهديدا على السلام والامن الدوليين وأکثر جدية في السعي من أجل صناعة أسلحة الدمار الشامل، النظام الايراني أم نظامي صدام والقذافي؟! وقطعا فإن الاجابة معروفة وواضحة وضوح الشمس في عز النهار، لکن مالذي ينتظره الغرب من محادثاته الماراثونية المثيرة للسخرية مع نظام يصفه الامريکان بأنفسهم بأنه مرکز التطرف والارهاب العالمي وصدر الکثير من العقوبات بحقه بسبب من ذلك سواءا في واشنطن أم من جانب الاوربيين!
الحقيقة التي يمکن القول بأن الغرب واثق منها هو إن النظام الايراني وهو يجري محادثاته معهم في فيينا، فإنه ليس صادق في نواياه وحتى إنه غير مستعد للتخلي عن مساعيه السرية وإن الاستمرار في التعامل والتفاوض معه بنفس الطرق المتبعة وعدم تغييرها يمکن إعتباره بأنه مجرد مساع من أجل حلول مٶقتة وهروب فاضح من أصل المشکلة!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. استهداف فلسطينيين أثناء تجمعهم حول نقطة للإنترنت في غزة


.. طلبة في تونس يرفعون شعارات مناصرة لفلسطين خلال امتحان البكال




.. الخارجية القطرية: هناك إساءة في استخدام الوساطة وتوظيفها لتح


.. مجلس الحرب الإسرائيلي يناقش خياري إيران ورفح.. أيهما العاجل




.. سيارة كهربائية تهاجر من بكين إلى واشنطن.. لماذا يخشاها ترمب