الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الاندماج

مصطفى الهود

2021 / 9 / 20
المجتمع المدني


الاندماج.....

هذا المصطلح العلمي المعروف لدى أغلب المهتمين بالشؤون العلمية والفنية يرددونه دائما وكنا في مرحلة الدراسة المتوسطة ندرس في مادة الكيمياء تحضير العناصر عن طريق دمجها مع بعضها البعض لكي يولد عنصر جديد ومثال عن ذلك جلب عنصر الأوكسجين مع عنصر الهيدروجين ومزجهما مع بعض فيخرج لنا عنصر الماءh2o وأيضا يوجد لدينا في مجال السينما والتلفزيون عملية دمج في كثير من الأمور الفنية فعلى سبيل المثال عندما ندمج الصوت مع الصورة تتكون اللقطة الفنية السينمائية المكتملة فتصبح الصورة ناطقة تعطينا لقطة واضحة المعالم والمعنى، والغاية الحقيقة من الاندماج هو إكمال الشيء وجعله متكاملا واضح الغاية التي وضعت له تلك الغايات أو الرسائل التي نريد أن نرسلها الى المجتمعات الأخرى المحيطة بنا، أما الموضوع الأهم والغاية من كتابة هذه المقالة وبهذا العنوان الذي يبدو غير مهم ومعروف من الوهلة الأولى هي كيف أصبح المجتمع يجيد دمج المكونات البشرية بطريقة فوضوية مقصودة أو غير مقصودة عن طريق استبدال الناجح بالفاشل الهدام لكل قيم المجتمع السليم المتحضر وجعلهم نماذجَ مركونةً على الهامش وكيفية تحويل الموظف الحكومي الذي يمتلك الروح الوطنية والفعلية لتغيير الوضع المجتمعي الى وضع مثالي يكمن أن يخدم شريحة كبيرة من المواطنين الباحثون عن حقوقهم وسط هذه الفوضى الكبيرة، والاندماج في كل بلدان العالم الغاية منه كيفية تأهيل المواطن أو الإنسان الفاشل ليكون إنسانا ناجحا يستطيع أن يخدم المجتمع بل حتى يتم دعمه ماديا ومعنويا من خلال عرضه على وسائل الإعلام ليكون فخورا بنفس وكيف يتحول من حال الى حالٍ أفضل مما كان عليه، وأنا لا أبالغ حين أقول إن مجتمعاتنا وبالتحديد العراقية وبالذات بعد عام 2003 هذا التاريخ الأسود من تواريخ العراقيين حين أزالوا سحابة مظلمة عن سماء بلدي ليستبدلوها بسحب سودٍ لا يمكن أن يمر من خلالها ليل أو نهار، فالحكومات السابقة كانت تبعد الناجح إذا لم يكن مواليا اليها وإلى النظام وأما اليوم فكل شيء أصبح مختلفا إذ لم تقتصر علميات الاستقصاء والتهميش من قبل الحكومة أو الانتماءات الطائفية والحزبية فقط بل أصبح كل مواطن أو موظف أو حتى إنسانا بسيطا يوضع في أي مكان من المسؤولية مؤهلا للمحاربة على هذا المنصب الذي كلفه به عن طريق إبعاد كل الشخوص المتحمسة للنجاح ولخدمة الوطن فيتم إقصاؤه حتى لا يكون منافسا له بأي شكل الأشكال، ويعود السبب الحقيقي وراء هذه الظاهرة هي أغلب الذين يتبوؤون مناصب من مسؤول شعبة فما فوق غير مؤهل إلى تلك المهمة فمن الطبيعي حين يتم جلب أي موظف أو أي عنصر فعال تقوم العناصر الخاملة أو المسؤول الخامل بأبعاده وتضعيف قدراته حتى يمل ويتفرغ فقط هذا الباحث عن تطوير العمل ونجاح المشروع الوطني الى شرب الشاي وانتظار متى ينتهي العمل، ولا يوجد منافس لهذا المكلف بتلك المسؤولية، وهذه الظاهرة أصبحت واقع حال وفعال فكل من يبحث عن المسؤولية عن طريقة الحيل والمؤامرات الدفينة ومحارب أصحاب النجاح ، وأنا أعتقد في هذه الفوضى إنه لا مجال الى الناجح في هذا البلاد بل المفروض أن يبحث عن بلد آخر يستقطب المبدعين والباحثين عن فرصة حقيقية يظهرون بها مهاراتهم وقدرتهم، ويدعو هذا البلد الى مقدرات الفاشلين عسى أن تأتي من وراء الحدود من يزيحهم مثلما أزاح الذي من قبلهم اللهم آمين....
لذلك يجب أن نراعي عملية الاندماج وأنا أنصح الآباء الذي لديهم أطفال بعمر الورد أن يربوهم على الاندماج الصحيح وأن يختاروا لهم عناصر فعالة حتى يكونوا معهم ويشاركونهم نجاحاتهم إنها أمنية ياريت لو تتحقق....








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الأمم المتحدة تدعو بريطانيا لمراجعة قرار ترحيل المهاجرين إلى


.. هل واشنطن جادة بشأن حل الدولتين بعد رفضها عضوية فلسطين بالأم




.. وزير الخارجية الأيرلندي: 100% من الفلسطينيين بغزة يواجهون شب


.. ثورات في الجامعات الأمريكية.. اعتقالات وإغلاقات وسط تصاعد ال




.. French authorities must respect and protect the right to fre