الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


إمريكا تصنع الديمقراطية بالعراق؟

انور الموسوي
مهندس كاتب وصحفي

(Anwar H.noori)

2021 / 9 / 20
مواضيع وابحاث سياسية


إمريكا تصنع الديمقراطية في العراق؟.

السياق التأريخي لمجمل الظروف السابقة لبلد مثل العراق، يعطينا انطباعات سيئة، رسخت في عقولنا عصور من الانقلابات والفوضى، والاحتلال.
كان العراق بلدًا محتلًا…وهذا ينتج عنه صيرورة حتمية لضعف القرار الوطني، والسياسي وانعدام مؤهلات الرفاه والتطور والتقدم.
وكان العراق ديكتاتورياً وهذا ما ينتج عنه انهزامات نفسية وعلاقة عكسية بين المجتمع نفسه وبين المجتمع والسلطة.
مجمل الظروف المركبة خلقت للعراق بيئة غير مستقرة، حتى بعد عام 2003 وما تلاها.
فجائت فكرة الديمقراطية والحكم بالشراكة، على أعتاب أنقاض رهيبة من البؤس والخوف والتصحر.
لكن:- هل نجحت التجربة السياسية " الديمقراطية " بعد عام 2003؟
الإجابة كلا.
كانت ايما سكاي المستشارة الامريكية للحاكم المدني #بول_بريمير تقول :- (( كان لدي الكثير مما يمكن ان اتذكره عن ايام عملي في العراق، لكن ليس من بينها المساهمة في بناء الديمقراطيّة))
بمعنى :- ان قوات الاحتلال الامريكي وتحالفها، لم يسهم في صناعة ديمقراطية وما يترتب على الديمقراطية مبانٍ كبيرة وطريق طويل من النضال.
فجائت النتيجة مخيبة للآمال، وغير مريحة وانعكس ذلك تماماً على سوء الأوضاع ومزيداً من التراجع.
تأتي هنا وضيفة الشعوب، هي من يجب عليها ان تؤسس للديمقراطية، ان الجماهير العاقلة المتفتحة قادرة تماماً على صناعة تجربة وطنية تحت فهم صحيح للشراكة والتأصيل الديمقراطي.
وهذه هي لَبنة بناء الدولة.
لكن السؤال الأهم اي نوعٍ من الديمقراطية نحن نتكلم عنه ونريد صناعته؟.
إن الديمقراطية متعددة ومتباينة ليس كما نضنها فردوسية في حال صناعتها بالمقلوب! كالديمقراطية الفرنسية في عهد الجمهورية الرابعة والديمقراطية الامريكية في عهد #المكارثية، والديمقراطية الايطالية في عهد استئثار الديمقراطيين المسيحيين بالسلطة،وديمقراطية روسيا….
صناعة الوعي الديمقراطي يختلف تماماً عن الحديث حول مشكلات الديمقراطية نفسها.
فالحديث عن مشكلات الديمقراطية، حديث يختلف تماماً عن اشكالياتها.
الفكر الناتج من الشعبوية الجماهيرية العربية يؤبلس الديمقراطية تماماً،يخلق نضامًا فصاميًا بينها وبين السلطة، يؤسس إلى:- حالة فصل بين نظام الجماهير السائدة، ونظام الحكم، لايمكن ان تنضج الديمقراطية في ضمير شعبٍ ما إلا لو صارت نظامًا اجتماعياً سائدًا،قبل ان تصبح نظام حكم.
وتلك وضيفة الشعوب ، اي وظيفة النخبة في صناعة طبقات متحضرة تؤسس لفهم ديمقراطي أجتماعي يسود، ليخلق توأمة اعتيادية لنظام الحكم.
وبتلك المعادلة تتحقق أهداف الديمقراطية بشكلها الصحيح.
اما كيفية صناعتها ووفقًا لأي معايير، فهذا حديثٌ منفصل، ربما نخصص له مقالة في القادم ان شاء الله.
فلا إمريكا ولا اي دولة أخرى في المنطقة لها فضلٌ علينا في تطوير أهدافنا ودقة وعينا، وصناعتنا لواقعٍ متحضر يتسم بالسلام والتطور والانفتاح على الآخر وفقًا لسياسة ديمقراطية فعالة وناضجة.
نحن فقط الفضل يعود لنا كشعوب واعية في صناعة مستقبل بلادنا وتطوير وسائل الإنتاج والآليات السياسية في صناعة دولة.

انور الموسوي








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. توترات متصاعدة في جامعات أمريكية مرموقة | الأخبار


.. !الرئيس الألماني يزور تركيا حاملا 60 كيلوغرام من الشاورما




.. مئات الإسرائيليين ينتقدون سياسة نتنياهو ويطالبون بتحرير الره


.. ماذا تتضمن حزمة دعم أوكرانيا التي يصوت عليها مجلس الشيوخ الأ




.. اتهام أميركي لحماس بالسعي لحرب إقليمية ونتنياهو يعلن تكثيف ا