الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قضية ونظام

سعاد عزيز
کاتبة مختصة بالشأن الايراني

(Suaad Aziz)

2021 / 9 / 21
مواضيع وابحاث سياسية


مع تولي ابراهيم رئيسي لمقاليد الامور کرئيس جديد لإيران، فإن هناك عدد کبير من المشاکل المستعصية التي تواجه النظام الايراني وتعتبر بمثابة تحديات تحدق به، لکن يمکن القول بأن محاکمة حميد نوري، المسٶول السابق في النظام الايراني بتهمة تورطه في مجزرة عام 1988، أمام محکمة في السويد، تعتبر المشکلة التي تسبب أکثر من صداع بالنسبة لرئيسي خصوصا والنظام عموما، خصوصا وإنه ومنذ أن باشر رئيسي مهام منصبه فإن مجزرة عام 1988، التي راح ضحيتها أکثر من 30 ألف سجين سياسي، تتطور قدما للأمام وتلفت الانظار الدولية إليها بقوة.
قبل 3 عقود وعندما إرتکب النظام الايراني مجزرة عام 1988، بناءا على فتوى دموية للخميني، فإن ماقد قام بتسويقه من مبررات ومسوغات لإقدامه على إرتکاب تلك المجزرأة، هي نفسها التي يقدمها الان مع ملاحظة إن هذه المجزرة قد أصبحت قضية في حد ذاتها والاهم من ذلك إنها قد تطورت کثيرا ولم تعد على الرفوف أو في الظل بل إنها قد طفقت تتخذ أبعادا قانونية بالاضافة الى الاهتمامات الاعلامية والسياسية غير العادية بها، وحتى إن محاکمة حميد نوري، المسٶول السابق في النظام الايراني، أمام محکمة سويدية بتهمة مشارکته في تلك المجزرة بناءا على شکوى مقدمة من قبل أکثر من 100 مدع وشاهد ضده، قد جاءت هي الاخرى لتضيق الخناق أکثر على رئيسي والنظام الايراني معا.
الحجج والاعذار التي دأب النظام الايراني على تسويقها لتبرير تلك المجزرة، أصبحت ممجوجة وغير مستساغة لکثرة إجترارها من جانب الاوساط السياسية والاعلامية والرأي العام العالمي وذلك لأنها لم تتمکن من تقديم ولو دليل ومبرر قانوني وأخلاقي واحد لإضفاء الشرعية على تلك الجريمة، في حين أن مجزرة 1988، کقضية قد تطورت کثيرا من النواحي القانونية والسياسية والاخلاقية، مع ملاحظة إن هناك تطور قانوني إستثنائي لها بحيث يمکن أن يجعل القضية بمثابة کعب اخيل للنظام.
الطريقة والاسلوب الذي تم من خلاله إستقبال فوز وتنصيب رئيسي بمنصب الرئاسة في إيران، ولاسيما على الصعيد الدولي، أثبتت بأن العالم في عام 2021 ليس کما کان في بداية تنفيذ مجزرة 1988، حيث إن الذي يجب ملاحظته إنه عاما بعد عام تحقق المجزرة کقضية قانونية وسياسية وانسانية وأخلاقية خطوات للأمام وهي وبقدر ما تفضح فيه النظام فإنها تفضح أيضا الموقف الدولي غير القانوني وغير الانساني والاخلاقي حيالها ولاسيما بعد ذلك الصمت الدولي المريب بشأنها لأعوام طويلة ومن دون أي مبرر أو مسوغ.
اليوم وبعد ثلاثة عقود من حدوث هذه المجزرة، فإنها ومن دون شك تقف بالمرصاد کقضية قائمة بحد ذاتها بوجه النظام، ومن دون شك فإن على النظام أن يفکر ألف مرة بعد أن بات خبراء القانون الدولي يقومون ببحثها من مختلف الجوانب ويکتشون فيها کلما يدين النظام الايراني ويضعه أمام المسائلة الدولية وإن خبراء دوليون حاذقون نظير جيفري روبرتسون واريك ديفيد واللذان يعتبران من المراجع المهمة بهذا المضمار، لديهما نظرية بخصوص أن مجزرة عام 1988، في إيران هي"إبادة جماعية" وليست "جريمة ضد الانسانية" أو من"جرائم الحرب" وإن الامين العام السابق لمنظمة العفو الدولية يٶيد ذلك من الناحية القانونية، ولاريب من إن"الابادة الجماعية"هي جريمة أعلى من حيث المرتبة الاجرامية من جريمتي"جريمة ضد الانسانية" أو من"جرائم الحرب".








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. شاهد كيف تحولت رحلة فلسطينيين لشمال غزة إلى كابوس


.. قتلوها وهي نائمة.. غضب في العراق بعد مقتل التيكتوكر -فيروز أ




.. دخول أول دفعة من المساعدات الإنسانية إلى خانيونس جنوبي قطاع


.. على وقع التصعيد مع إسرائيل .. طهران تراجع عقيدتها النووية |#




.. هل تتخلى حركة حماس عن سلاحها والتبعية لطهران وتلتحق بمعسكر ا