الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الفن التشكيلي

مصطفى الهود

2021 / 9 / 22
الادب والفن


كل الفنون التي توثق الجمال هي أعمال كبيرة، وكل الفنون التي تؤرشف التاريخ إن كان على شكل لوحة فنية زيتية أو نحت عن طريق استعمال الطين أو الصخر أو الخشب وغيرها من المواد الأولية ، لها دلالات واضحة على روح الجمال التي تسكن داخل هذا العمل الفني، فالبعض يصنع لنا نصبا جماله يسري عبر التاريخ الى أبعد نقطة في هذا العالم ويترك لنا إرثا عن الأمم التي سبقتنا والتي ستسبقنا، ودائما يفضل ذكر الجمال على القبح فليس من الطبيعي أن نقتني عملا منحوتا مثل أعمال روما على عمل قبيح لا ينتمي الى أي حقبة تاريخية ولا يوجد فيه سوى القبح المظلم، وهذه المنحوتات والألواح هي مثلت مرحلة معينة من هذا العالم إن كان تاريخيا أو جعفرافيا وكانت الغاية من تلك المنحوتات إبراز الحضارة الى تلك الحضارات القديمة فعندما نشاهد نصب (أبو الهول) في محافظة الجيزة في دولة مصر الشقيقة والذي هو عبارة عن جسم لحيوان الأسد ويحمل رأس إنسان يعطينا دلالة واضحة من غير شك عن عنصر القوة الى تلك الحضارة فهذا التمثيل يمثل قوة حيوان الأسد الذي يطلق عليه ملك الغابة وذلك لقوته الكبيرة والى يومنا هذا إذا أردنا ان نمدح انسان قوي نقول له أنت كالأسد، وفي حضارة بابل العظيمة أول شيء تشاهده هو نصب الأسد الذي يفترس الأعداء الذين يحاولون الاعتداء على وطنه، إذا هذه المنحوتات وضعت للدلالة أو رسالة ترسلها تلك الحضارات وفي مجال الأرشفة وجد الكثير من الباحثون في الكهوف الرسومات التي مثلت مرحلة معينة من التاريخ وحضارة تلك المنطقة ولولا تلك المنحوتات لما عرفونا تاريخ تلك الحقبة الزمانية والمكانية لتلك الحضارة، وبعدها وجدت منحوتات والتي مثلت مرحلة جديدة من التاريخ الديني لجميع الأديان وليس الإسلام المقصود فقط ولكن كوننا مسلمون نعرف تلك المرحلة وهي الأصنام التي كانت موجودة في الكعبة المشرفة أعظم الله شأنها وأخذت هذه المنحوتات طابعا آخر وهي العبادة والتي كانت مقتصرة كما أسلفنا عن توثيق الحضارات وهذه التماثيل أخذت طابع التقديس والمقدس وهي أعلى درجة من الجهل يصل اليها الإنسان، وكل الشخصيات التي جعلت على شكل تمثال لم تكن سوى شخصيات خيالية لا وجود لها في التاريخ وإن كانت بعض الديانات جعلت من مصلحيهم ووعاظهم تماثيل لكي يتذكروهم بهم وليس لعبادتهم وبعد مدة من الزمن عبدوهم مثلما نعبد الله سبحانه وتعالى وأما اليوم أخذت هذه المنحوتات طابع الدراسة وجعلوا لمن يدرس هذا الفن شهادة جامعية باسم الفنون التشكيلية وأيضا مثلوا من خلال هذه الاعمال التاريخ والحاضر وأيضا رموز الغاية منها بحث التحضر والتمدن وجعلوه فنا مستقلا عن الفنون الأخرى له مريدون ومحبون ومبدعون أسماؤهم كتبت في سجل الإبداع والعالم وهناك العشرات من هذه النصب تملئ الساحات العامة ومداخل الكليات دليل عن الفن وعمقه التاريخي، وادعو كل المسؤولين عن تلك الكليات ترغيب المبدعين من خلال فتح قنوات لهم للعمل بحرية ودعمهم ماديا ومعنويا ليزينوا مدينتنا بتلك المنحوتات التي ترمز الى الجمال قبل كل شيء....








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كل يوم - لقاء في الفن والثقافة والمجتمع مع الكاتب والمنتج د/


.. الفنان أحمد سلامة: الفنان أشرف عبد الغفور لم يرحل ولكنه باقي




.. إيهاب فهمي: الفنان أشرف عبد الغفور رمز من رموز الفن المصري و


.. كل يوم - د. مدحت العدل يوجه رسالة لـ محمد رمضان.. أين أنت من




.. كل يوم - الناقد الرياضي عصام شلتوت لـ خالد أبو بكر: مجلس إدا