الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الاهواز: الوقوف مع العمال والكادحين والدفاع عن مطالبهم وحقوقهم واجب ومسؤولية

امير حويزي

2021 / 9 / 22
الحركة العمالية والنقابية


الوقوف مع العمال والكادحين والدفاع عن مطالبهم وحقوقهم واجب ومسؤولية

الاهواز - ايران - لعبت الحركات العمالية والنقابية فی ایران و خاصة فی اقلیم الاهواز دورا محوريا إبان ثورة بَهمن عام 1357 (فبراير/شباط 1979). فقد شاركت الطبقة العاملة، وفي مقدمتها عمال شركة النفط، وسائر الطبقات الكادحة الاخرى، بقوة في الاضرابات العامة والاحتجاجات الشعبية التي شلّت عمل حكومة الشاه وأدت في النهاية الى سقوط النظام.

ان الطبقة العاملة، حالها كحال الشعوب الايرانية وكافة الجماهير الكادحة، سخّرت كل طاقاتها وامكانياتها خدمة لمصالح الثورة وقدّمت التضحيات الجسام من اجل تحقيق اهدافها ومطالبها المتمثلة في الحرية والعدالة الاجتماعية. لكن سرعان ما خاب أملها بعد نجاح الثورة وقيام نظام الجمهورية الاسلامية، إذ لم يُلبّ النظام الجديد اي من المطالب الجماهيرية والعمالية التي قامت من اجلها الثورة. ليس هذا فحسب بل تعرض الكثير من اعضائها الى القمع والمطاردات والتصفيات الجسدية وتم زج اعداد كبيرة منهم في السجون واعدم الكثيرون.

الان وبعد مرور عقود طويلة على قيام نظام الجمهورية الاسلامية، لازال العمال والكادحون في اقليم الاهواز - اللذين يشكل العرب والشرائح الفقيرة للاقوام الاخرى السواد الاعظم منهم - وفي عموم البلاد يعانون من الفقر والحرمان ويعيشون ظروفا اقتصادية ومعيشية صعبة واصبحت اوضاعهم اسوأ بكثير من ذي قبل، بل حتى انهم فقدوا ما كان لديهم من مزايا وحقوق متواضعة كانوا كسبوها و يتمتعون بها في عهد النظام السابق.

لازال العمال يتعرضون للاستغلال الطبقي من قبل الرأسماليين وارباب العمل الذين اصبحوا اكثر جشعا وسطوة تحت نظام الجمهورية الاسلامية. فقد باتت مصالح النظام والطبقة الرأسمالية مرتبطة ببعضها البعض ارتباطا وثيقا، إذ ان المؤسسات الاقتصادية والصناعية الكبرى التي هي جزء من رأسمالية الدولة والتي يديرها ويمتكلها الحرس الثوري، لها مصالح مشتركة مع الطبقة الرأسمالية واصحاب الامتيازات والبرجوازية الطفيلية.

في ظل الازمة السياسية والاقتصادية التي تعيشها البلاد والتي اشتدت في السنوات الاخيرة جراء العقوبات المفروضة بسبب البرنامج النووي وسوء الادارة والفساد وإهدار ثروات البلاد على مشاريع النظام السياسية في الخارج، تفاقمت الاوضاع المعيشية للمواطنين وكانت الطبقة العاملة وفئات الشعب الفقيرة من بين الاكثر تضررا. وهذا ساعد في تهيئة الظروف الموضوعية لتفجر الاحتجاجات التي شهدناها في السنوات الاخيرة وكان آخرها انتفاضة العطش في تموز الماضي باقليم الاهواز والتي شاركت فيها كافة قطاعات الشعب وفي مقدمتها الطبقات العاملة والفقيرة. وهذا ما يؤكد انه ليس من الممكن فصل الحركة العمالية عن الحركات الاحتجاجية في البلاد.

ان الهوة بين الطبقات الفقيرة والغنية في المجتمع في اتساع متزايد. يعيش اكثر من 50% من السكان تحت خط الفقر، وفق الاحصاءات الحكومية الرسمية. كما ان معدل البطالة بلغ درجات قياسية. بموازاة هذا تتسع رقعة اضرابات العمال وكذلك الموظفين والعاملين في قطاع الخدمات العامة وسائر الشرائح من ذوي الدخل المحدود في الاقليم وباقي انحاء ايران. فقد شملت الاضرابات عمال مشاريع شركات النفط والغاز، والبتروكيماويات في منطقة عسلوية ومدينة معشور (ماهشهر) وكذلك صناعة الصلب والحديد، وعمال قصب السكر في هفت تبه (سبع تلال)، وامتدت لتشمل سائقي مصلحة نقل الركاب العامة في طهران والمعلمين مدعومين من نقاباتهم. وتفيد الانباء باستمرار واتساع اضراب عمال البلديات في الاهواز ومدن اخرى للمطالبة بدفع اجورهم المتاخرة، ما ادى الى توقف الخدمات وتكدس النفايات في الشوارع، والذي ترك بدوره آثارا بيئية سلبية خطيرة على صحة المواطنين.

لازالت الحكومة ترفض تلبية المطالب الاساسية للعمال المضربين المتمثلة في دفع الرواتب المستحقة و تحسين ظروف العمل وزيادة الاجور وتوفير التامين الصحي وغيرها من المطالب العادلة، ولم تتخذ اي خطوات جدية وعملية لمعالجة الازمة. وهناك تقارير تفيد ان دفع اجور العمال ورواتب الموظفين متاخرة لمدد تتراوح ما بين ثلاثة وستة شهور ويمتد بعضها احيانا الى فترة زمنية تصل الى العام! ما يؤثر بشكل مباشر وسلبي على الوضع المعيشي لأسر العمال وعلى رعاية وتعليم اطفالهم وصحتهم العقلية والجسدية ويزيد بالتالي من الفقر في المجتمع.

وبدلا من التجاوب مع هذه المطالب تمارس السلطات القمع ضد النشطاء من العمال والنقابيين، وتتعامل في حالات كثيرة مع المضربين بقسوة وعنف، إذ تم اعتقال العديد منهم واصدرت احكام بالسجن بحقهم. كما طالت الملاحقات والاعتقالات النشطاء المدافعين عن حقوق العمال مثل السيدة سبيده قليان والسيد مازيار سيد نجاد اللذين يقبعان حاليا في السجن بسبب دفاعهما عن اضراب عمال شركة قصب السكر في مدينة هفت تبه و مصنع انتاج الصلب والحديد في الاهواز. ولم ینج المحامون ايضا من القمع والاعتقال. فقد أصدرت محكمة مؤخرا حكما بالسجن لمدة عام بحق المحامية فرزانه زيلابي المدافعة عن عمال شركة قصب السكر في هفت تبه، بتهمة "القيام بانشطة دعائية" ضد النظام.

ان نضال الطبقة العاملة في اقليم الاهواز غير منفصل عن نضال سائر قطاعات الشعب وباقي الشعوب الايرانية ومجمل الحركة العمالية في ايران. ان تحقيق مطالب العمال واهدافهم وضمان حقوقهم في الحرية والعيش الكريم رهن بتضامن وتكاتف كافة الطبقات العاملة والكادحة والعاملين والموظفين وسائر فئات الشعب المحرومة في الاهواز واقاليم القوميات وكل انحاء البلاد. وكما اثبتت الاحداث الاخيرة فان قوة وتأثير اي تحرك واحتجاج جماهيري لن يتحقق الا بوحدة نضال وتماسك جميع مكونات المجتمع بكل اطيافه وانتماءاته القومية والعرقية وخلفياته الطبقية. وعلى جميع المثقفين الثوريين والنشطاء السياسيين ونشطاء حقوق الانسان والمجتمع المدني تقديم كافة اشكال الدعم الاعلامي والسياسي والثقافي للعمال والنقابيين في اضراباتهم واحتجاجاتهم السلمية من اجل حقوقهم العادلة، من منطلق واجباتهم ومسؤولياتهم الاخلاقية و التاريخية والوطنية.

مجموعة من نشطاء عرب الاهواز التقدميين (عاتِق)
17 سبتمبر/ايلول 2021
المصادف 26/6/ 1400 شمسي








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. صدامات بين طلبة والشرطة الإيطالية احتجاجا على اتفاقيات تعاون


.. التوحد مش وصمة عاملوا ولادنا بشكل طبيعى وتفهموا حالتهم .. رس




.. الشرطة الأميركية تحتجز عددا من الموظفين بشركة -غوغل- بعد تظا


.. اعتصام موظفين بشركة -غوغل- احتجاجا على دعمها لإسرائيل




.. مظاهرات للأطباء في كينيا بعد إضراب دخل أسبوعه الخامس