الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بعيدا عن كيس دراهم الخليفة الشعر يتنبأ

خالد محمد الزنتاني
كاتب

(Khaled M. Zentani)

2021 / 9 / 23
الادب والفن


هذه قصيدة الشاعر السوادني الشاب (محمد عبدالباري) التي أعادت الإعتبار مؤقتا للشعر العربي وأخرجته من بيئة المبالغة والتملق إلى طرح رؤية متبصرة ونبوءة حقيقية لما ستكون عليه الأوضاع في العالم العربي بعد أحداث عام 2011.
القصيدة تحليل دقيق تمتزج فيها الفلسفة بالسياسة نوافقه على كل ماجاء فيها مع تحفظ بسيط عن التفاؤل الذي أبداه في الأبيات الأخيرة حين قال: "سبع عجاف فاضبطوا أنفاسكم من بعدها التاريخ يرجع أخضرا" فأنا بإعتقادي أننا لازلنا لا نمتلك الإرادة الحرة لنكون قادرين على تجاوز المآسي الطاحنة التي ألمت بنا إلا بشروط تاريخية لا يتوفر الآن الحد الأدنى منها ناهيك عن العبور إلى واقع مزدهر تخضر فيه الربوع كما يتمنى الشاعر .. على العموم القصيدة بعنوان - مالم تقله زرقاء اليمامة :


شيء يطل الآن من هذي الذُرى

أحتاج دمعَ الأنبياء لكيْ أَرى

النصُّ للعرَّافِ والتأويلُ لي

يتشاكسانِ هناك قال وفَسّرَا

مَا قُلْت للنجمِ المُعلّقِ دُلّني

مَا نمتُ كي أصطادَ رُؤيا في الكَرَى

شجرٌ من الحدسِ القديمِ هَزَزتُهُ

حتى قَبضتُ الماءَ حين تبخّرا

لا سِرّ .. فانُوسُ النُبوة قال لي

ماذا سيجري حين طالعَ ما جرى

في الموسم الآتي سيأكُلُ آدمٌ

تفاحتين وَذنبهُ لن يُغْفرا

الأرْضُ سَوفَ تشيخُ قبل أوانِها

الموتُ سوف يكونُ فينا أنهُرا

وَسَيعبُرُ الطوفانُ مِن أوطانِنَا

مَنْ يُقنع الطُّوفان ألا يَعْبُرَا

ستقولُ ألْسِنةُ الذّبَابِ قَصيدةً

وسيرتقي ذئبُ الجبالِ المِنْبرا

فَوضى وتنبئ كل من مرّت بهم

سيعود سيفُ القرمطيّ ليثأرا

وسيسقط المعنى على أنقاضِنَا

حَتّى الأمامُ سيستديرُ إِلَى الوَرا

في الموسم الآتي ستشتبكُ الرؤى

ستزيدُ أشجارُ الضّباب تَجَذُرا

وَسَيُنكرُ الأعمَى عَصَاهُ ويَرتَدي

نظّارتينِ من السّرَابِ لِيبصرا

سيرَى القَبيلَةَ وهي تَصلُبُ عبْدَها

فالأزْدُ لا زالت تخافُ الشّنفرَا

سيرى المُؤذّنَ والإمام كِلاهُما

سيقولُ إنّا لاحقَانِ بقيصرا

في الموسمِ الآتِيْ مزادٌ مُعلنٌ

حتّى دَمُ الموتى يُباعُ ويُشتَرَى

ناديتُ يَا يَعْقوب تِلك نُبُوءَتي

الغيمةُ الحُبْلَى هُنَا لن تُمطِرا

قالَ اتّخِذْ هَذَا الظلام خَريطَةً

عندَ الصّباحِ سيحمد القَوم السُّرَى

لا تَبتَئِس فالبئرُ يومٌ واحِدٌ

وغداً تُأمّركَ الرياحُ على القُرَى

إخلعْ سَوادَكَ .. في المدينة نسوةٌ

قَطّعنَ أيديهنّ عنكَ تصبُّرَا

قُمْ .. صَلّ نَافلة الوصولِ تحيّةً

للخارجينَ الآن مِنْ صَمتِ الثّرَى

واكْشِف لِأخوتِكَ الطريقَ لِيَدخُلُوا

مِنْ ألفِ بابٍ إِنْ أَرادُوا خَيْبَرَا

ستَجيءُ سَبعٌ مُرّةٌ .. فالتَخزِنُوا

من حكمةِ الوجعِ المُصَابِر سُكّرَا

سبعٌ عِجافٌ .. فاضبِطُوا أنفَاسَكُم

مِنْ بعدِهَا التّاريخُ يرجِعُ أَخْضَرَا

هِيَ تلكَ قافلةُ البشيرِ تَلُوحُ لي

مُدُّوا خيامَ القلبِ، واشتَعِلُوا قِرَى

أشتمُّ رائِحَةَ القَمِيصِ .. وطالمَا

هطَلَ القَميصُ على العُيُون وبَشّرَا








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كل يوم - لقاء في الفن والثقافة والمجتمع مع الكاتب والمنتج د/


.. الفنان أحمد سلامة: الفنان أشرف عبد الغفور لم يرحل ولكنه باقي




.. إيهاب فهمي: الفنان أشرف عبد الغفور رمز من رموز الفن المصري و


.. كل يوم - د. مدحت العدل يوجه رسالة لـ محمد رمضان.. أين أنت من




.. كل يوم - الناقد الرياضي عصام شلتوت لـ خالد أبو بكر: مجلس إدا