الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
حرب .. كسر العظم
فخر الدين فياض
كاتب وصحفي سوري
(Fayad Fakheraldeen)
2006 / 8 / 20
الارهاب, الحرب والسلام
وأخيراً.. وضعت الحرب أوزارها!!
الحرب التي رفض الكثيرون تصديق نهايتها.. فهي حرب كسر العظم.. وحرب الوجود أو عدمه..
حرب رفضت بكل معاييرها فكرة اللا غالب واللا مغلوب!!..
حرب بدأت بأسر جنديين إسرائيليين.. ولم تنته في أروقة مجلس الأمن والأمم المتحدة، بعد أن عاثت قذائفها خراباً في المدن اللبنانية والإسرائيلية على حد سواء.. وتحسبت دول الجوار من الامتداد الإقليمي لنيرانها.
ومع ذلك وضعت هذه الحرب أوزارها بعد ثلاثة وثلاثين يوماً من القتل والدمار.. وانجلى غبارها عن أشلاء مئات الأطفال والنساء والعجزة!..
وظلت صرخة القتيل تدوي عالياً في فضاءات الشرق الأوسط.. وتخترق شعائر النصر والهزيمة.. هنا وهناك.
لبنان من أقصاه إلى أقصاه عاش إرهاصات هذه الحرب ساعة تلو ساعة.. وإسرائيل بكامل كيانها دخلت في دوامة عنف وقلق وتساؤلات لم تعتد عليها وكأنها في كابوس دموي آت من غياهب (سبي بابل)..
لقد كانت حرباً بين مجتمعين أكثر من أن تكون حرباً بين جيش منظم وميليشيا تحاول تغيير قواعد اللعبة السياسية في المنطقة .. وأنظمتها.
والفارق أن إسرائيل حين كانت تدمر أبنية بيروت كان حزب الله يدمر مدرعاتها ودباباتها.. وحين كانت إسرائيل تقتل المدنيين العزل كان حزب الله يقتل الجنود الآتين من أجل الغزو... والقتل.
اللبنانيون أثبتوا صلابة جبهتهم الداخلية إبان الحرب، واعتبروا حزب الله يدافع عن كامل التراب اللبناني.. واختلافهم بعد الحرب لا يغيّر من المعادلة الوطنية شيئاً..
كذلك الإسرائيليون أثبتوا صلابة طموحاتهم وأهدافهم المشتركة ـ قيادة وشعباً.. لقد كان القضاء على حزب الله غاية اجتمعت عليها معظم الأحزاب والتيارات الإسرائيلية.. واختلافهم بعد الحرب والمطالبة بمحاكمة المقصرين في المؤسسة العسكرية أيضاً لا يغير من المعادلة الإسرائيلية شيئاً..
لقد كانت حرب كسر العظم ولا جدال!!..
ولم تنته دون مهزوم.. ومنتصر.. شأنها شأن معظم الحروب الحقيقية.
في هذه الحرب كسر عظم النظام العربي الرسمي على اختلاف مسمياته وألوانه.. وأثبت حزب الله أن حروبنا طيلة نصف قرن لم تكن أكثر من حروب تكتيكية أشبه بلعبة تخوضها الأنظمة في سبيل بقائها.. عن طريق تغيير المزاج الشعبي الداخلي.. وتلوينه ببعض القلق وبعض الشعارات وبعض القتل المختلف النكهة عن القتل اليومي الذي اعتادت عليه شعوب لا تختلف عن القطعان.. إلا باللغة!!..
لقد كسرت هذه الحرب عظم هذا النظام السميك وأزالت عنه براقعه وألوانه المختلفة..
وفي هذه الحرب كسر عظم المؤسسة العسكرية الإسرائيلية التي طالما تغنّت بتفوقها التاريخي وأنه الجيش الوحيد في المنطقة الذي يستطيع فعل أي شيء.. في أي زمان أو مكان يختاره.. دون أي رادع له!..
لقد أثبت حزب الله في حربه أن قهر المؤسسة العسكرية الإسرائيلية ليس مستحيلاً.. وأن تفوقها وتفردها في المنطقة كان نتيجة طبيعية لتخاذل واستسلام قيادات وشعوب المنطقة في آن..
فضلاً عن كسر عظم الداخل الإسرائيلي الذي عاش آمناً ومستقراً في أشد لحظات حروبنا حلكة.. لقد قلب حزب الله كل معادلات الأمن الإسرائيلي بحيث عاش هذا الكيان طيلة شهر مضى وهو يبحث في أجندته الجغرافية والتاريخية عن ملجأ لا يحميه من صواريخ حزب الله الآن فقط.. وإنما من صواريخ حزب أي شعب عربي آخر تقرر قيادته خوض حرب حقيقية مع إسرائيل!!
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. رويترز عن مصادر أمنية: 36 قتيلا بقصف إسرائيلي على حلب بينهم
.. شعارات الحملات الانتخابية..جدل الإنجازات وسخاء الوعود
.. المرصد: الغارات الإسرائيلية على حلب استهدفت مستودعات أسلحة ت
.. مسؤولون أميركيون: أضعفنا قدرات الحوثيين لكن الحرب ضدهم لم تن
.. كيف نراقب الوزن في شهر رمضان؟ |#رمضان_اليوم