الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مساهمة دول الجوار في تغيب نظام 14 تموز:( 5- 6)

عقيل الناصري

2021 / 9 / 24
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات


خامسا- والكويت :

من جهة أولى :"... وما يلفت الإنتباه هنا أن الكويت كانت من أكثر التي عملت على إسقاط حكم عبد الكريم قاسم ولأسباب معروفة لا حاجة لنا إلى تكرارها. لكن من المهم أن نشير إلى الدعم الذي قدمته إلى الحركة الكردية في شمال العراق في حزيران 1961 ضد عبد الكريم قاسم ... ".
ومن جهة ثانية : ساهمت الكويت في المفاوضات بين عراق الزعيم قاسم والكويت، التي ترأسها من الجانب العراقي السفير قاسم حسن، وترأس الجانب الكويتي جاسم القاطمي، بشأن مطالبة العراق بالكويت والتي جرت في سويسرا وفينا ؛ ولصرف النظر على تآمرها على العراق وبالتحالف مع بريطانيا.
ومن جهة ثالثة : ساهمت في البث الإذاعي عن مخابئ الشيوعيين، ويذكر زكي خيري إستناداً إلى حنا بطاطو في موسوعته الشهيرة والموضوعية، قائلاً: "... فقد جرى الاعتقال وفق قوائم معدة مسبقاً من قبل المخابرات الأمريكية، حيث كانت إذاعة أمريكية سرية في الكويت موجهة الى العراق توجه الانقلابيين وتجهزهم بأسماء وعناوين الشيوعيين... ". ويضيف ويليام زيمان في رسالته للماجستير بأن الأسماء التي يجب تصفيتها من الشيوعيين وفرت حسب قوائم من قبل السي آي أي، "... بثت أيضاً عبر المركز القيادة الألكتروني من الكويت... ". ويعقب على هذا الرأي محمد حديد، القيادي في الحزب الوطني الديمقراطي"... لقد عُقدت اجتماعات بين حزب البعث والاستخبارات الأمريكية، وأهما في الكويت. اتعرف أن محطة إذاعة سرية تبث إلى العراق كانت تزود يوم 8 شباط (فبراير) رجال الانقلاب بأسماء وعناوين الشيوعيين هناك للتمكن من اعتقالهم وإعدامهم... ". ويعقب وبحسب العاهل الأردني الملك حسين فإنه قد :"... عقدت اجتماعات عديدة بين حزب البعث والاستخبارات الأمريكية ، وعقد أهمها في الكويت. أتعرف أن محطة إذاعة سرية تبث إلى العراق كانت تزود يوم 8 شباط / فبراير رجال الإنقلاب بأسماء وعناوين الشيوعيين هناك للتمكن من إعتقالهم وإعدامهم؟... " ؛
ومن جهة رابعة : الكويت ابقت المجال الجوي لحدوده مع العراق مفتوحاً، في حالة فشل انقلاب 8 شباط في العام 1963. وغيرها من المواقف التي لا تنم عن حسن الجوار، بل تآمر مبطن وعلني ؛
ومن جهة خامسة: ومن جانب آخر أشار وزير مالية حكومة عبد الكريم قاسم الأولى محمد حديد، إلى دور الكويت بسقوط حكومة الزعيم قاسم بالقول : "... إلى أن قضي على عبد الكريم قاسم في انقلاب 8 شباط/ فبراير، وهو الانقلاب الذي ساهمت الكويت فيه بالتعاون مع أطراف عربية وأجنبية. ونتيجة لذلك التآمر اعترفت الحكومة العراقية الجديدة بإستقلال الكويت، لقاء ثمن قيل أن الكويت قدمته إلى المسؤولين في الحكومة العراقية... وبحسب ما ذكره إسماعيل العارف فقد عقدت جلسات تفاوض كانت خاتمتها في أثينا (بين الحكومة العراقية والكويتية – الناصري).
في الوقت الذي كان وفد كويتي آخر يشترك مع المتآمرين في التخطيط لحركة 8 شباط التي أنهت بنجاحها قضية الخلاف مع الكويت. وقد تبين من مجرى الأحداث أن الكويت قصدت من المفاوضات القيام بلعبة دبلوماسية لتفويت الفرصة على عبد الكريم قاسم للقيام بأي إجراء ضدها من جانب وصرف الأنظار من جانب آخر عن التآمر الذي كانت ضالعة فيه... ".
ومن جهة سادسة : "... ومن القضايا الأخرى التي كانت مصدر قلق كبير لبريطانيا، مطالبة العراق بضم الكويت. وفي عام 1961، ارسلت بريطانيا قوات الكويت لحمايتها، كما يفترض، من هجوم عراقي وشيك. لكن الملفات التي رفعت عنها السرية، تكشف أن بريطانيا لفقت التهديد العراقي كي تبرر تدخلاً بريطانياً من أجل تأمين إعتماد زعماء الكويت، الدولة الغنية بالنفط على (الحماية) البريطانية... ".
ومن جهة سابعة : حيث تكالب المال الكويتي إلى الحركة الكردية لأجل أستمرارها لتعقيد الوضع السياسي والاجتصادي( الاجتماعي والاقتصادي)، ومع جلب السلاح وتخطيط مع الأمريكان وإسرائيل ودسائس البريطانيين وأعوانهم سواء في داخل العراق أو خارجه، وتدخلات عبد الناصر وحياكته المؤمرات وإذاعة صوت العرب .. ومن كل دول الجوار بخاصة إيران البهلوية.
ومن جهة ثامنة : "... ويبدو لي أنه لم يكن جاداً في تنفيذ طلبه بإنضمام الكويت إلى العراق، إذ لم يصدر لنا الأوامر للعمل أو التهيؤ لتنفيذ أي عمل بهذا الخصوص، حتى بعد أعلانه ذلك الأمر، ولا صحة لما تم ترويجه (التيار القومي والاسلامي- الناصري) بأن الزعيم قد أصدر أمراً للواء حميد الحصونة قائد الفرقة الأولى بإحتلال الكويت، لكن الأخير تلكأ في تنفيذ الأوامر ... ". وهذا كذبة يتحدث القاصي والداني.. وبصورة الخاصة حميد الحصونة.
ويقول الدكتور طارق العقيلي "... فقد ايدت الكويت النظام الجديد لأنها كانت تنتظر أي نظام بديل لحكم عبد الكريم قاسم. وما يلفت الانتباه هنا، أنَّ الكويت كانت من أكثر الدول التي عملت على إسقاط حكم عبد الكريم قاسم ولأسباب معروفة لا حاجة لنا في تكرارها. لكن من المهم أن نشير إلى الدعم الذي قدمته الكويت إلى الحركات الكردية في شمال العراق في حزيران 1961 ضد عبد الكريم قاسم (هذه ما تقوله الوثائق البريطانية وبدعم بريطاني – الناصري) ومن ثم قدمت دعما لحزب البعث في آب على خلفية اتفاقات سرية جرت بين الكويت وقادة من حزب البعث تم بموجبها تقديم المساعدات المالية لدعم نشاط الحزب داخل العراق على أمل أن تحل الأزمة الكويتية العراقية في حالة تسلم الحزب مقاليد السلطة في العراق والاعتراف بالكويت دولة مستقلة. ومن ذلك تمَّكن حزب البعث من مواصلة إصدار صحيفته السرية المعروفة بـ (الاشتراكي)... ".
ويسترسل د. طارق العقيلي، باستناد إلى الوثائق البريطانية، ويقول"... في تلك الفترة اهتمت السفارة البريطانية ببغداد بمسألة تمويل حزب البعث لإدامة نشاطه وتحركه، وحسب معلومات أن الحزب كان يعاني من شحة الموارد المالية التي تعيق تحركه على نحو فاعل وسريع، فتعهد السفير البريطاني ببذل جهوده لتذليل هذه العقبة، على حد تعبيره. وبتوجيه من بريطانيا، دعمت الحكومة الكويتية ، وربما من تجار الكويتيين قومين مناوئين لسياسة عبد الكريم قاسم، وبتمويل حزب البعث مالياً لإصدار صحفيته السرية ( الاشتراكي) التي كانت توزع بأعداد كبيرة وصلت إلى حد عجزت فيه الأجهزة الأمنية على وقف انتشارها (لعلل هم يستنسخون طباعتها- الناصري)، ولعل تورط بعض قادة تلك الأجهزة في الصالح البريطانية، ووتهاونهم إزاء نشاط البعث، كان وراء انتشار الصحيفة إذلم تكن الشدة والحماسة رائد قيادات تلك السلطات الأمنية والمراتب الدنيا الخاضعة لسلطتها، عند ملاحقة البعثيين والقوميين تحظى بإهتمامهما الأمني، فقد شعور هؤلاء متجاوبا مع مبادئ حزب البعث التي لم تثر شيئا من مشاعر الاستنكار والتخوف كتلك التي أثارتها تصرفات الشيوعيين في ربيع العام 1959. وتركت مناطق معينة في بغداد كالأعظمية وفي المدن خلافاً للعاصمة كالرمادي لسيطرة البعث تثبت اقدامها دون تعرض، وكان يندران تتدخل الشرطة في مسالة السيطرة عليها حتى في الاشتباكات الدموية الناجمة عن محاولات البعثيين المستمرة في النفوذ إلى المناطق التي ما زالت تحت سيطرة الشيوعيين... ".
ويعقب دكتور طارق العقيلي قائلاً : "... كانت ولازالت لحد الآن السياسية الكويت الخارجية تلعب دوراً مشبوها في تقلبات ومتغيرات الأوضاع السياسية الداخلية العراقية من خلال شراء موقف بعض القوى والشخصيات السياسية العراقية الفعالة لدعم المصالح العليا للكويت على حساب مصالح العراق وإستقراره. فقد مولت الكويت مالياً حزب البعث قبل انقلابه في 8 شباط، لإستنئاف إصدار صحيفته السرية المعطلة (الاشتراكي) بعد ان عجز الحزب عن تموليها،إذ ساهم صدور الصحيفية وتوزيعها على نطاق واسع إلى حد أن عجزت فيه الأجهزة الأمنية من السيطرة على أنتشارها،( بسبب التواطئ- الناصري) وزعزعت الوضع السياسي الداخلي للعراق. لقد هيأ الدعم الكويتي للبعثيين نسبيا اسباب احتمالات نجاح الانقلاب. ومن الطبيعي جداً ان تعد الكويت دعمها للبعثيين ديناًمشروطاً لقاء ثمن على حكومة البعث القادمة ان ترد الجميل المتمثل بالأعتراف بالكويت دولة مستقلة وإسقاط تكرر دعوات مطالب العراق بضمها إلى اراضيه. وللك بدت الحمومة الكويتية بدعم بريطاني متعجلة في استرداد مستحقها دينها، فقد بدأ حراكها الدبولماسي والسياسي السري أكثر من وقت مضى ، فعالا وحيويا، واكثر تفاؤلا في إيجاد حل لأزمتها مع النظام العراقي الجديد. وحسب معلومات الوثائق البريطانية ان طالب شبيب بوصفه من مخططي الانقلاب ومن قادة تنفيذه، كان أحد القادرة البعثيين الذين أجروا اتصالات سرية عدة من الكويتيين منذ عام 1962 وبحضورة شخصيات بريطانية كان لها في تقريب وجهات نظر الطرفين... ".

الهوامش:
-تاريخ الوزارات العراقية في العهد الجمهوري،ج. 2، ص.316، مصدر سابق.
2- د. طارق مجيد العقيلي، بريطانية ولعبة السلطة في العراق، ص.111، مصدر سابق.
3- راجع للمزيد، نجم محمود ( إبراهيم علاوي) المقايضة برلين – بغداد، منشورات الغد، لندن 1991 ؛ حسن العلوي، اسوار الطين، عقدة الكويت وأيديولجية الضم، الكنوز الادبية، بيروت 1995.
4 - زكي خيري وسعاد خيري، دراسات في تاريخ الحزب الشيوعي العراقي، ص.381، عام 1984، دار النشر بلا.
5- ويليام زيمان، التدخل السري، ص.91، مصدر سابق.
6- حنا بطاطو، الكتاب الثالث، ص. 300، مصدر سابق.
7 - مستل من حنا بطاطو، الجزء الثاث، ص. 300، مصدر سابق.
8 - محمد حديد، مذكراتي الصراع من أجل الديمقراطي في العراق، ص. 443، مصدر سابق
9 - مستل من موقع الحزب الشيوعي العراقي، نشر في 6/ تشرين الأول/ اكتوبر 2011 .
10- محسن الرفيعي، أنا والزعيم، ص. 95، مصدر سابق.
11 - المصدر السابق ص. 87
12- د. سنان الزيدي، سياسية الولايات المتحدة تجاه العراق في عهد عبد الكريم ، مصدر سابق.
13-تاريخ الوزارات العراقية في العهد الجمهوري،ج. 2، ص.316، مصدر سابق.
14 -د. طارق مجيد العقيلي، بريطانية ولعبة السلطة في العراق، ص.111، مصدر سابق.
15 - راجع للمزيد، نجم محمود ( إبراهيم علاوي) المقايضة برلين – بغداد، منشورات الغد، لندن 1991 16حسن العلوي، اسوار الطين، عقدة الكويت وأيديولجية الضم، الكنوز الادبية، بيروت 1995.
17- زكي خيري وسعاد خيري، دراسات في تاريخ الحزب الشيوعي العراقي، ص.381، عام 1984، دار النشر بلا.
18 - ويليام زيمان، التدخل السري، ص.91، مصدر سابق.
19 - حنا بطاطو، الكتاب الثالث، ص. 300، مصدر سابق.
20- مستل من حنا بطاطو، الجزء الثاث، ص. 300، مصدر سابق.
21- محمد حديد، مذكراتي الصراع من أجل الديمقراطي في العراق، ص. 443، مصدر سابق
23- مستل من موقع الحزب الشيوعي العراقي، نشر في 6/ تشرين الأول/ اكتوبر 2011 .
24- محسن الرفيعي، أنا والزعيم، ص. 95، مصدر سابق.
25- المصدر السابق ص. 87
26- طارق العقيلي،بريطانيا ولعبة السلطة،ص. 111، مصدر سابق.
27- المصدر السابق، ص.120 ؛ اوريل دان، العراق في عهد قاسم، ترجمة جرجيس فتح الله، دار نبز، استكهولم، 1989. ص455-456.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. نتنياهو: حماس تمارس إبادة جماعية ورفضت جميع المقترحات المتعل


.. الدكتور مصطفى البرغوثي: ما حدث في غزة كشف عورة النظام العالم




.. الزعيم كيم يشرف على مناورة تحاكي -هجوماً نووياً مضاداً-


.. إيطاليا تعتزم توظيف عمال مهاجرين من كوت ديفوار وإثيوبيا ولبن




.. مشاهد جديدة وثقتها كاميرات المراقبة للحظة وقوع زلزال تايوان