الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


نساء أمل-3-

نادية خلوف
(Nadia Khaloof)

2021 / 9 / 24
المجتمع المدني


تقول أمل التي هي ليست أمل التي نعرفها: أؤمن بالحريّة الشخصيّة!
تجيبها أمل ، وهي ليست أمل التي نعرفها: عظيم! هل لك أن تشرخي لنا قليلاً؟
-بالتأكيد. أنا مثلاً اخترت زوجي الثاني لآنّه يحبني ، يفهم على مشاعري ,
-أحسدك . كيف التقيت بزوجك الثاني؟ بعد أن رماني زوجي الأول في مكبّ النفايات لم يأت ثان ، مع أنني أصغر منك بعشر سنوات. هل لك أن تشرحي لي خطة ما كي ألتقي بزوج ، أصبحت الحياة لديّ قاسية ، أحتاج لرجل يرافقني إلى الحانة كي أقدم وصلة رقص.
-الموضوع سهل . لا زالت الخاطبة موجودة ، لكنّها غيّرت لباسها، وشكلها ، أصبحت في أغلب الأحيان رجلاً ، حتى في مهنة الرّقص، و الدّبكة أصبح حضور الرّجل هو الأساس. حياتنا نحن " المميزات " مرهونة بوجود رجل ، نكون نحن النّجوم ، ويكون هو محبّ مأجور ، الموضوع ببساطة يمكن تلخيصه كقصة حب ميغان ، وهاري الشّهيرة ، فهاري الأمير اليوم هو عاشق مأجور .
-لن أسمح لك أن تشوّهي الحبّ ، فميغان كانت سوف تقتل نفسها بسبب عائلة زوجها -مع حفظ اللقب الملكي-لقد أحبت هاري ، وهو أحبّها.
-ربما ، لكن تجربتها مع زوجين ، أو ثلاثة قبله جعلها تعرف أنّ الحبّ هو رقم على بطاقة بنكية ، فقدمت الرّقم وقدم لها اللقب الملكي، لكن ليس كلّهم هاري ، كانت تنوي ربما " أن تصبح الملكة" فسرّحتها الملكة تسريحاً جميلاً، وما حلقة أوبرا التي جمعت من خلالها ملايين الدولارات سوى الوجه المزيّف للحقيقة ، كما جميع وجوهنا المزيّفة .
-ما رأيك بفنانات الموريكس ؟
-هل هذا اسم منتزه؟ ههههه. هؤلاء الفنانات اللواتي يحملن شفاه البطّة ، و يتحدثن عن حياة شخصية مفقودة ، وهنّ جاهزات لبيع الكثير من الأشياء.
-تتهمينهم ، و أنت تشبهينهم؟
-اسمعي يا عزيزتي: لقد قمت بعمليات تجميل كثيرة ، لكنّني لم أطمح إلى شفاه البطة. لجأت إلى عملية تحنيط ، أصبح وجهي كجدار يمكن أن ترسمي ما تشائين عليه. ألا تؤمني بعمليات التّجميل؟
-بالطبّع أؤمن بها ، فهي تساعد على التّصالح مع الذات، لكنّني لا أرى فيما أراه تجميلاً .
-لماذا تبكين؟
-جعلني هذا الحوار أحزن على نفسي . حياتي أقسى من حياة الآخرين . نحن هنا في بلاد الإيمان ، و الرجال توارثوا مفهوم أنّ " الجنس عبادة" ، وهم يقومون بعبادتهم . زوجي الجديد دفعت فيه جني العمر كي لا أخسر عملي ، وهو نذل متطلّب ، لكن يجب أن نمثّل الحبّ ، و هو يعرف دوره في تلك المعادلة . لقد أصبحت في السّتين ، وعليّ أن أتألق ، لا يمكنني ذلك بدون حبيبي.
-ليتني أستطيع!
ليتني أمشي على غير هدى في ظلام الليل ، و ألتقي بوحش يرافقني ، لقد مللت اللعبة . رأيت في حلمي الله يهددني بأن أعود إلى رشدي ، و أجد رجلاً يحصّنني، يقدّم لي الجنس ، كي لا تنفلت رغباتي . قال لي: لا بأس أن تدفع المرأة مهر الزواج أسوة بسيدة النساء خديجة، لكن لا بد أن تكون عبدة لزوجها ، ويقوم هو بالتّعبّد ، " فالجنس عبادة"!
ليتني لا أحسدك على أزواجك ، ولا أعيش حالة رعب لأنّني وحيدة بدون رجل.
ليتني لم أنجب الأطفال أخشى على ابنتي أن ترث خيباتي .
-أما أنا: لست نادمة على شيء . الحياة عبثية، و أنا ضمن هذا الكيان العبثي ، ما مرّ بي قد مرّ، سوف أمرّر الحياة يوماً بيوم.
يا للهول! توقّعت أنّني أحاور امرأة أخرى ، فإذ بي أحاور نفسي . لا بأس. عليّ أن أقضي على هذا الفراغ. كان الحديث بيني، بيني . . .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. اعتقال موظفين بشركة غوغل في أمريكا بسبب احتجاجهم على التعاون


.. الأمم المتحدة تحذر من إبادة قطاع التعليم في غزة




.. كيف يعيش اللاجئون السودانيون في تونس؟


.. اعتقالات في حرم جامعة كولومبيا خلال احتجاج طلابي مؤيد للفلسط




.. ردود فعل غاضبة للفلسطينيين تجاه الفيتو الأمريكي ضد العضوية ا