الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


في المسألة القومية

عبدالله عطية شناوة
كاتب صحفي وإذاعي

2021 / 9 / 24
القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير


شهدت العاصمة الكاتالونية برشلونه، اليوم، تظاهرة كبيرة، رجال ونساء، من مختلف الأعمار، يتوقدون حماسا وغضبا على أعتقال السلطات الأيطالية لرئيس الأقليم المعزول بوتشيمون والذي عزل لمطالبته باستقلال كاتولونيا عن إسبانيا. الأعلام الكاتالونية تظلل المتضاهرين الذين يهتفون بحماس لكاتالونيا المستقلة.

ليس لمن يتابع المظاهرة إلا أن يتعاطف مع المتظاهرين في ما يرونه حقا لأقليمهم في التطور المستقل عن أسبانيا، حتى وأن كان ثمة أقلية كاتالونية تفتقد لمثل حماسهم ولا ترى ضرورة للأنفصال، بل ترى أن بقاء الأقليم في الأطار الإسباني، أضمن لتطوره. فمبدأ حق تقرير المصير للشعوب كبيرها وصغيرها حق مقدس.

ولكن هل لنا أن نسأل: لماذا وجد هذا الحق أساسا؟
فالأجابة على هذا السؤال، ربما تساعدنا في التأكد من صحة موقفنا المتعاطف مع حماسة الكاتالونيين لللإستقلال.

لا ريب أن أساس هذا الحق هو السعي ألى إنصاف الشعوب التي أرغمت على الألتحاق بكيانات سياسية لم تخترها، وإنما ضمت اليها عبر عمليات غزو وأحتلال، ولأنها تعاني من تمييز أو أضطهاد أو تنكيل من الشركاء الآخرين في تلك الكيانات، أو أن بقائها في الكيانات المذكورة يعيق تقدمها، في هذا المجال أو ذالك من مجالات التظور.

لا ريب أن شعب كاتالونيا تطلع في ثلاثينات القرن الماضي إلى إقامة نظام جمهوري ذو توجهات إشتراكية، وأقام بالفعل هياكل مثل هذا النظام، وأستبسل في الدفاع عنه بوجه قوات الجنرال الديكتاتور فرانكو، التي أكتسحت كاتالونيا وباقي الأقاليم التي تشكل إسبانيا الحالية.
أكثر من ثمانين عاما مرت على الصراعات التي تمخضت عن إسبانيا الحالية بكل ما رافقها من ممارسات دموية، وخلال العقود الثمانية المنصرمة تبدل وجه الحياة وتبدلت أشكال العلاقات في الحيز السياسي ـ الأقتصادي ـ الاجتماعي المسمى حاليا المملكة الإسبانية. ففي سبعينات القرن الماضي أنتقل فرانكو إلى ذمة التأريخ وتطورت بعد رحيلة مسيرة سياسية، سادتها المساواة الدستورية والحقوقية، ولم يعد ثمة أقليم يعامل معاملة خاصة سلبا أو إيجابا، بفضل المنظومة الديمقراطية التي تطورت على مدى زمني يقارب النصف قرن. وتتوفر المنظومة الحقوقية ـ الدستورية على آليات معالجة حالات التمييز إن كان بعض منها مازال موجودا.
في مثل هذه الحالات لا تستند ـ كما أرى ـ دعوات الإستقلال، الى حق تقرير المصير، قدر إستنادها الى نوازع التعصب القومي، وهي نوازع تتعارض مع حركة التقدم، وإزالة الحواجز والحدود بين البشر على أساس إثني أو ديني.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. شولتز: المساعدات الأميركية لا تعفي الدول الأوروبية من الاستم


.. رغم التهديدات.. حراك طلابي متصاعد في جامعات أمريكية رفضا للح




.. لدفاعه عن إسرائيل.. ناشطة مؤيدة لفلسطين توبّخ عمدة نيويورك ع


.. فايز الدويري: كتيبة بيت حانون مازالت قادرة على القتال شمال ق




.. التصعيد الإقليمي.. شبح حرب يوليو 2006 | #التاسعة