الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ليبيا وسنوات التمرغ في الوحل

خالد محمد الزنتاني
كاتب

(Khaled M. Zentani)

2021 / 9 / 25
مواضيع وابحاث سياسية


سنوات التمرغ في الوحل ..

تقول الفكرة القديمة أن شعوب الشرق كانت دائما عبيد للحاكم ولهذا أرسل (أرسطو) إلى تلميذه (الإسكندر الأكبر) رسالة ينصحه فيها بمعاملة اليونانيين معاملة القادة وأن يعامل الشرقيين معاملة العبيد!
هيجل قال عن الصينيين : "لديهم عن أنفسهم أسوء الأفكار لأنهم يعتقدون أنهم لم يخلقوا إلا لجر عربة الإمبراطور" !
هيجل ألماني ومن السهل القول أنه متحامل على الصينيين لكن الواقع يتوفر على صور كثيرة تدعم كلامه ..
غالبية الأنظمة الأسيوية تحكمها نزعة سلطوية عقائدية واضحة لكن ميل غالبية النظم الغربية إلى الحرية والتعددية والتسامح حقيقة لا جدال فيها

في روسيا أحزاب وبرلمان ودستور لكن من سيحكم الكرملن معروف سلفا لأجهزة البلد القوية المتأهبة خلف الستار. مازال الروس يعيشون حالة هلع كلما تذكروا دوامة العنف القصيرة التي سقطوا فيها بعد إنهيار سياجهم الحديدي يومها قرروا أن العودة للنظام الأبوي القديم مقدم على وجبة الديمقراطية الدسمة التي قدمها الغرب ولم يستسيغوا لها طعم وغالبا ما تسببت لهم في تشنج وعسر هضم شديد.

في الصين تمت إعادة صياغة نظام إقتصادي شبه متحرر مع الإحتفاظ بنكهة شيوعية تحافظ على الشعب داخل أسوار المزرعة.
في كوريا الشمالية الأخبار الراشحة من هناك تكشف عن سيطرة حكم أسطورية تتحكم في الزر المسؤول عن دموع الحزن والفرح بإعلام أقنع الناس بعد أن منع عنهم كل مايبقيهم على إتصال مع الجنس البشري أن حاكمهم ما هو إلى صورة متطابقة عن الآله الذي تصارع أجداده مع الوحوش في قاع البحر وإنتصر عليهم وأنقذ الكوريين (قصة يسردها الإعلام الكوري في ذكرى ميلاد جد الرئيس وليست مبالغة).

هل نحن ننتمي للشرق أم للغرب؟
بالتأكيد نحن صورة عن هذا الشرق العنيد، صورة مشوشة لس لها أبعاد
نريد ديمقراطية تبقينا في الحكم طول العمر ولا نعترف إلا بإنتخابات ننتصر فيها .. نقبل التكليف فورا ثم نصف قرار الإعفاء بعبارات التبخيس مع أنه صادر عن نفس الجهة ومعمد بنفس الأختام!
قاسمنا المشترك مع أهل الشرق هو الظلم والتجهيل .. هم موضوعين في آلة تجميد عقائدية حتى إشعار آخر ونحن مُجهلين بقدسية التفسيرات القديمة وميراث يأبى خع الحذاء من رأسه ولو كره الكارهون!
من يومين صدر في ليبيا قرار بحل الحكومة المؤقتة
قال رئيس البرلمان لرئيس الحكومة أنت مفصول!
فرد عليه الآخر بإقامة الصلاة في ساحة عامة!
ولك أن تتخيل كيف سيكون التهييج وإلى أين يتجه ومتى سينتهي.
كان هناك من يقول لماذا لم تمنحوا الإسلاميين في مصر فرصة أطول للحكم والرد عليهم الآن أصبح جاهزا وبالأدلة .. أنظر ماذا حدث في المغرب عشر سنوات في الحكم والنتيجة 10 أصفار والمرتبة التاسعة.
آخر تحديث للإسلاميين أنهم قوم لا يحكمون ولا يتركون من يحكم!
لديهم القدرة على التحشيد والوصول إلى السلطة بعدها تتوقف عقارب الساعة عن الدوران ويتجمد الزمن وتصبح كل محاولة لدفعهم إلى الحركة هي في نظرهم إنقلاب على الشرعية التي تبدو أنها تمثل لديهم الهدف الأخير والغاية لكن كل الشواهد في المئة سنة الأخيرة تقول عن نتائج حكم رجال الدين - للأسف لم ينجح أحد!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الأرمن في لبنان يحافظون على تراثهم وتاريخهم ولغتهم


.. انزعاج أميركي من -مقابر جماعية- في غزة..




.. أوكرانيا تستقبل أول دفعة من المساعدات العسكرية الأميركية


.. انتقادات واسعة ضد رئيسة جامعة كولومبيا نعمت شفيق لاستدعائها




.. -أحارب بريشتي-.. جدارية على ركام مبنى مدمر في غزة