الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الشوفينيّة – الإمبرياليّة ليعاقبة - jacobins - اليوم

شادي الشماوي

2021 / 9 / 26
ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية


الشوفينيّة – الإمبرياليّة ليعاقبة اليوم
تثمين لمقال بوب أفاكيان " اليعاقبة ( Jacobins ) الأمس ، اليعاقبة اليوم : ملخّص مقتضب "
نايى دونيا ، جريدة " الثورة " عدد 718 ، 20 سبتمبر 2021
www.revcom.us
مقال بوب أفاكيان ، " اليعاقبة ( Jacobins ) الأمس ، اليعاقبة اليوم : ملخّص مقتضب " ، مقال جيّد حقّا – حقّا ! و جيّدة جدّا هي بالأخصّ بدايته المكثّفة بشكل بارز – و الصحيحة علميّا – للنظرة و الموقف و البرنامج الأساسيّين لأولئك الذين يسمّون أنفسهم بيعاقبة اليوم في إحالة على اليعاقبة الأصليّين في الثورة الفرنسيّة .
" في نهاية القرن 18 فى فرنسا ، كان اليعاقبة ثوريّين ديمقراطيّين -برجوازيّين جوهريّا تعبيرا عن النظام الرأسمالي الصاعد. و بالرغم من أيّة مزاعم " إشتراكيّة ، فإنّ من يسمّون أنفسهم اليوم باليعاقبة إصلاحيّون ديمقراطيون – برجوازيّون ومناهضين للثورة يعملون على الحفاظ على النظام الرأسمالي – الإمبريالي الذى فات أوانه بكلّ الفظائع المتّصلة بهذا النظام و تلك التي يفرضها . " ( التشديد مضاف )
و بالنسبة ل " يعاقبة اليوم " ( " Jacobins Today " )، يتكثّف هذا بوجه خاص في ما ينشره موقع أنترنت Jacobin ، و المجلّة النظريّة المتّصلة به ، كاتالست – Catalist ، و أعمال ناشرها المؤسّس و محرّرها بهاسكار سنكارا . و هنا ، أودّ بإختصار أن أتابع و أسلّط الضوء على واحدة من تبعات ما وصفه بوب أفاكيان أعلاه : شوفينيّة – إمبرياليّة عميقة و قبيحة تتخلّل برنامجهم و تحكمه .
* في مجمل أعمالهم الأدبيّة ، المشكل يوصف مرارا و تكرارا بالرأسماليّة . و هذا يبدو راديكاليّا – إلاّ أنّه في نهاية المطاف لا إشارة أو وصف للنظام كنظام رأسمالي – إمبريالي ، بسلاسل تزويد تعتمد على المعامل الهشّة و عمل الأطفال و النهب التاريخي و الراهن لموارد جنوب الكوكب ، و على حروب الغزو و الهيمنة .
و هذا ليس بالأمر الهيّن . فهو يمحى واقع حيويّ ، واقع أنّ الرأسماليّة تطوّرت إلى نظام عالمي من الإستغلال الرهيب . و مظهر بارز و محدّد للرأسماليّة – الإمبرياليّة هو عدم التكافؤ و الإنقسام العميق بين البلدان الإمبرياليّة ( الولايات المتّحدة و أوروبا الغربيّة و اليابان و بصورة متصاعدة الآن الصين (1) من جهة ، و الأمم المضطهَدَة من العالم الثالث من الجهة الأخرى ، مع الولايات المتّحدة كقّوة عظمى مهيمنة .
و بحجب هذا الواقع ، يعزّز اليعاقبة الشوفينيّة – الإمبرياليّة وهي نظرة تنطلق من ما يعود بالفائدة على أمريكا و الأمريكيّين (2) في حين أنّ المسألة التي يجب معالجتها هي كيف يمكن وضع أمريكا كأكبر مضطهِد في الألم في مزبلة التاريخ .
* مثال ثاني . في مقال هام حول برنى سندارس و تحرّكاته ، كتب سنكارا :
" بدلا من الحديث عن نضال الأمّة بأكملها اليد في اليد من أجل إعادة تركيز إقتصاد الولايات المتّحدة و تقاسم الإزدهار و بدلا من البحث عن التفاوض حول تسوية أفضل مع قادة رجال الأعمال ، تُعنى حركة ساندارس بإيجاد " ثورة سياسيّة " للحصول على ما هو حقّنا الشرعيّ من لدن " أصحاب الملايين و المليارات " (3).
" ما هو حقّنا الشرعي " ؟ حقّا ! في رأي سنكارا ، المشكل يتمثّل في كيف " شرعيّا " نتقاسم غنائم طفيليّة الولايات المتّحدة من غزواتها و هيمنتها و إستغلالها الفاحش لجنوب الكوكب ، بدلا من إستيلاء " أصحاب الملايين المليارات " على تلك الغنائم ، و ليس كيف نضع نهاية لهذا الإضطهاد الطفيلي كجزء من تحرير الإنسانيّة . و هذا يذكّرنا بكلمات أغنية لبوب ديلان عنوانها " الطريق الضيّق " : لقد نهبنا و سلبنا على الشواطئ البعيدة -- لماذا ليست حصّتى من ذلك مساوية لحصّتكم؟
و أكّد سنكارا بشكل مقتضب على نظرته للمجتمع المثالي : "... هي أفضل نموذج [ الديمقراطيّة الإشتراكيّة في السويد في سبعينات القرن العشرين و ثمانيناته " (4) حقّا ؟ لقد إلتحقت السويد ب " مائدة الطعام " الإمبرياليّة كشريك أصغر مستفيدة من ما يقع نهبه . و يريد سنكارا أن يرفع مستويات طفيليّة الولايات المتّحدة إلى أبعاد الديمقراطية الإشتراكية السويديّة (5).
و يختم بوب أفاكيان مقاله ، " اليعاقبة ( Jacobins ) الأمس ، اليعاقبة اليوم : ملخّص مقتضب " بالنظرة الثاقبة التالية ، أنّه بغضّ النظر عن أيّة مزاعم " إشتراكيّة " ، اليعاقبة اليوم :
" إنّهم لا يبحثون عن إنجاز قطيعة جذريّة مع كافة علاقات الملكيّة التقليديّة و الأفكار التقليديّة التي دعا إليها " بيان الحزب الشيوعي " . إنّهم لا يمثّلون قطيعة جوهريّة مع ما يمثّله و يقدّسه دستور الولايات المتّحدة و مع كلّ الإستغلال و الإضطهاد و الدمار الفظيعين التي أسّس لها و سمح بها تاريخيّا وصولا إلى يومنا هذا ، في هذه البلاد و عبر العالم ". ( التشديد مضاف )
و النظرة و البرنامج الشوفينيّين – الإمبرياليّين لليعاقبة تمظهر و إفراز واضحين لهذا .
------------------------------------
الهوامش :
1- الإشتراكية الحقيقيّة وقع الإنقلاب عليها في الصين و أعيد تركيز الرأسماليّة هناك سنة 1976 ، عقب وفاة ماو تسى تونغ . و منذ ثمانينات القرن العشرين ، إستثمرت الإمبرياليّة الغربيّة في المعامل الهشّة بالصين التي كانت موقع الإستغلال إلى أقصى الحدود للعمل و تصنيع السلع من الأحذية الرياضيّة إلى هواتف الآيفون . و مع نموّ مراكمة رأس المال في إطار الإمبرياليّة العالميّة ، تتطلّع الصين إلى أن تصبح قوّة إمبرياليّة عالميّة ، في نزاع متنامى مع الولايات المتّحدة .
2- و بينما يقدّم اليعاقبة مروحة عريضة من الضيوف المساهمين ، ما يُنشر منسجم مع و يشجّع النظرة العامة للناشرين و برنامجهم . و حتّى بينما هناك بعض الفضح لنتائج فظائع كإرتفاع حرارة الكوكب و الحروب الإمبرياليّة للولايات المتّحدة ضد شعوب العالم ، عندما يتعلّق الأمر بالحلول أو بما العمل ، تنطلق نظرتهم من الناس في الولايات المتّحدة و ما يعود عليهم بالفائدة و مصالحهم و ليس من مصالح افنسانيّة و تحريرها . و على سبيل المثال :
بشأن ارتفاع حرارة الكوكب ، عقب و بالرغم من القيام بعرض لإنعكاساته العالميّة ، يشدّد كايت آرونو على :
" الإتّفاق الأخضر الجديد ... يُطبخ في حلقة إفتراضيّة فيها يجب على سياسة المناخ أن تكسب ... أغلبيّات ديمقراطيّة و طريقة القيام بذلك هي توضيح أنّ السياسة المناخيّة ستجعل حياتك أفضل . " ( التشديد مضاف ؛ من مال " ليس بوسع الرأسماليّة أن تعالج الأزمة المناخيّة ، حوار صحفي مع كايت آرونوف ، 25 أوت 2021 ، jacobinmag.com ؛ تمّ التنزيل من الأنترنت في 19 سبتمبر 2021).
و هذا نداء موجّه بشكل سافر إلى الوضع الاقتصادي – الاجتماعي في البلد الإمبريالي الأم ذي الإمتيازات ... و لا أهمّية للوضع الرهيب و الوجودي الذى يواجهه مليارات البشر ، لا سيما في العالم الثالث .
و بشأن حروب الولايات المتّحدة ، يستخلص جازون برونلى ، عقب و رغم تفصيل " فظائع هذه الحروب في الشرق الأوسط و أفغانستان :
"... المسألة الأخيرة لبيدن و العاملين معه هي : إلى جانب من أنتم ؟ و قد تعهّد الرئيس بسلوك " سياسة خارجيّة للطبقة الوسطى " . إن لم يضع هو و من أعلى مستشاريه نهاية للحروب بالوكالة و للضربات الجوّية للطائرات بلا طيّار في غرب آسيا ، سيقومون بتأبيد سياسة خارجيّة تخدم الأغنياء جدّا جدّا بينما يتمّ توجيه ضربات إلى بعض أكثر بلدان العالم تفقيرا . " ( التشديد مضاف ، من مقال " حروب الظلّ و شركات الحرب " ، " كتالست " ، مجلّد 4 عدد 4 ، شتاء 2021، لجيزون برونلى ، jacobinmag.com ؛ تمّ التنزيل في 19 سبمبر 2021 ).
الحزب الديمقراطي لبيدن آلة حرب كبرى تتحكّم في حوالي 750 قاعدة عسكريّة في زهاء 80 بلدا ،و الجيش الأمريكي الإبادي يستخدم وفق الحاجة الإستراجيجيا للإبقاء على الولايات المتّحدة في القمّة و في نزاع مع القوى الإمبرياليّة الخرى و ليس فحسب مجرّد سياسة خارجيّة نغل . و مع قلب هذا الوضع شوفينيّا رأسا على عقب ، طرح سؤال " إلى جانب من تقفون " ؟ ليس بين " الطبقة الوسطى للولايات المتّحدة " و " الأغنياء جدّا جدّا " و إنّما بين الإمبرياليّة الأمريكيّة و مليارات البشر الذين تضطهدهم حول الكوكب بما في ذلك داخل الولايات المتّحدة .
3- " ممارسة السلطة " لبهاسكار سنكارا ، 25 فيفري 2019 ، jacobinmag.com ، تمّ تنزيل المقال في 19 سبتمبر 2021.
4- " الطريق الديمقراطي الإشتراكي إلى الإشتراكيّة ، حوار صحفي مع بهاسكار سنكارا " ، 3 جوان 2019، " يوميّة أوروبا الآن " ، europenowjournal.com ، تمّ تنزيل المقال في 19 سبتمبر 2021 ؛ بينما هناك كيل للمديح للديمقراطيّة الإشتراكيّة السويديّة و " رفاه دولتها الكبير " ، و " سياستها الصناعيّة المنسجمة " التي حوّلت السويد إلى بلد ثريّ يتميّز بالأجور العالية " ، لا إشارة إلى السير الإمبريالي الغربي عموما الذى يسّر حصول ذلك و الذى في إطاره جرى تحقيق ذلك .
5- الديمقراطيّة الإشتراكيّة برنامج يدعو إلى " تغييرات صلب النظام الرأسمالي يتمّ بلوغها بالعمل من خلال السيرورة السياسيّة القائمة ... و عندما يصبح ذلك نوعا ما ملموسا أكثر تركّز على أشياء من مثل الأداءات المتنامية للأغنياء جدّا جدّا و للشركات لتمويل برامج الحكومة و الرعاية الصحّية للجميع ، و التعليم في المعاهد و إيجاد طاقة متجدّدة " و للمزيد بهذا الصدد ، بصدد لماذا لماذا الديمقراطيّة الإشتراكيّة في بلد إمبريالي في نهاية المطاف و جوهريّا " موالية للإمبرياليّة " و حدود برنى سندارس ، أنظروا مقال بوب أفاكيان " دافيد بروكس – مدّعى غير كبير جدّا – و الإختلافات العميقة بين ترامب ، سندارس و الإشتراكية الفعليّة " و رابطه على الأنترنت هو :
https://revcom.us/a/637/bob-avakian_david-brooks-the-not-so-great-pretender-en.html
[ و هذا المقال الأخير لبوب أفاكيان متوفّر باللغة العربيّة على صفحات موقع الحوار المتمدّن ، ترجمة شادي الشماوي .]

-------------------------------------------------------------








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الشرطة تعتقل متظاهرين مؤيدين للفلسطينيين في جامعة كولومبيا


.. يرني ساندرز يدعو مناصريه لإعادة انتخاب الرئيس الأميركي لولاي




.. تصريح الأمين العام عقب الاجتماع السابع للجنة المركزية لحزب ا


.. يونس سراج ضيف برنامج -شباب في الواجهة- - حلقة 16 أبريل 2024




.. Support For Zionism - To Your Left: Palestine | الدعم غير ال