الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الوصول

نادية خلوف
(Nadia Khaloof)

2021 / 9 / 26
مواضيع وابحاث سياسية


أعود إلى نفسي لأسألني عن الوصول . الوصول إلى الهدف ، و أستعيد كلمات الشعراء :" سجّل أنا عربي، أولاد القحبة لا أستثني منكم أحداً ، السيرة الذاتية لسياف عربي، مسرحية غربة التي لا يعرف عنها أحد سوى السوريين" لماذا كنت أتغنى بكلماتهم؟ ربما لأنّني كنت مغفلة سياسياً ، فقد كانوا جميعاً يبحثون عن النجومية و الشهرة و المال، و أنا أتصيّد كلماتهم كي أرددها كالببغاء .
كنت في كندا عندما دعا البيت الفلسطيني مارسيل خليفة للغناء ، وكانت ابنتي من بين الحضور حيث دعتهم مديرة العمل الفلسطينية، وكان معها زميلتها لبنانية ، كانت تقول لها : صفقي عندما يصفقون ، وفيما بعد قالت لها نحن في لبنان لا نعتبر مارسيل علماني ، ولا مسيحي . إنّه شيعي . لم تكن ابنتي معجبة بمارسيل ولا بلفاحته الثورية، ولا تصابيه ، لكنني كنت أغني معه يوماً منتصب القامة أمشي ، اليوم فقط عرفت أنّها كانت دعوة للموت! . . .
لا شكّ أن الموهبة كانت موجودة عند أكثر تلك النّخب، لكنّهم يعرفون كيف يوظفونها ، فلم يفكر مظفر أن القحبة التي شتم خصومه بها هي أمّ و أنثى، وليست في سدّة الحكم ، فسقط نسوياً .
أتابع قراءة النسويات ، من أبرزهن اليوم الكاتبة الموهوبة فاطمة ناعوت ، و التي تبدأ كتاباتها بشكل يدهشك لتخوض في صلب الموضوع فيكون إما مديحاً لحاكم مصر، أو الإمارات ، أو غيره ، وتستغل في ذلك تعاطفها مع الأقباط الذين أصبحوا يتبنون أفكارها في معظمهم ، فالكاتبة ترغب في الوصول إلى هدفها، وهو هدف مشروع ربما ، أما الكاتب النسوية الثانية فهي ابنة نوال السعداوي ، هي لا تمدح بشكل مباشر ، بل تعبّر عن حبّها لمصر ، وتمسكها بها بطريقة مبالغ فيها، لكنني لا أنكر أنني أتمتع بالقراءة للسيدتين .
أسألني : هل كان الدكتاتور وحده هو الذي يحكم؟
لقد دعمته النخب دكتاتوريته من أجل الوصول . هي مسؤولة أيضاً ، هذا هو جوابي .
أسألني أيضاً : هل يعفي مظفر النّواب أن يكون سجيناً سياسياً في العراق من المسؤولية حين يتم تغطية أعماله من قبل النّظام على سبيل المثال؟
ألم يؤلّف محمود درويش شعراً على طريقة القرآن لمديح صدام ؟
أليس جميع مقدمي البرامج و المذيعين يقدمون سيرتهم الذاتية للأمن بطريقة ، أو بأخرى؟
أعتقد أننا نتعاطف مع السجين السياسي، لكننا لا نغفر له تعاونه مع الدكتاتور .
في سورية الأسد كان هناك طبقة الواصلين ، وليسوا جميعاً بعثيين ، فبعضهم لا يحتاج إلى بطاقة حزبية ، يكفيه مفتاح معجب به ، أو مدلل من قبله .
اليوم كشف الغطاء. جميعهم يشيد بجميعهم، ويشيد بعمله من خلالهم.
اليوم يستعرضون أنفسهم كثوريين، يقولون : نقبل ، أو لا نقبل، وكأن الرأي الفصل لهم.
اليوم يزكون بعضهم البعض ، فقد حكمونا عندما وصلوا، ويرغبون باستمرار الحكم .
هؤلاء هم ماضي سورية السيء، وسوف تبقى أسماءهم في تاريخها، لكن لا شكّ أن في سورية وجه آخر . وجه الشباب الذي يرغب في الوصول إلى تحقيق العدالة الاجتماعية، لكن ليس بيده الأدوات ، لأن هؤلاء المتقاعدون من خزينة النّظام لا يفسحون لهم المجال. . .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - اللهم نعم
بارباروسا آكيم ( 2021 / 9 / 26 - 12:27 )
نعم سيدتي كلهم دعاة موت و وصوليون

اتذكر الشاعر محمد مهدي الجواهري في قصيدته جمرة الشهداء

خلفت غاشية الخنوع ورائي .. و أتيت أقبس جمرة الشهداء

و لكنه قضى عمره بعيداً عن الشهادة على موائد الملوك
و مات شيخاً شبعان الايام
و لم يبقي مسؤول لم ( يتلوك ) له
من نظام الأسد الى ملك المغرب

كل من يدعوا الناس للموت
هو كائن وصولي

و لذلك على العرب تغيير ثقافتهم التي تدعو للموت
و أن يبدؤا بتقديس الحياة
و أن يعرفوا أن الحياة جميلة و تستحق العيش
استمتعوا بأيامكم فكل يوم يمضي فهو لايعود

مع المحبة و التقدير


2 - تحية لك بارباروسا
نادية خلوف ( 2021 / 9 / 28 - 12:20 )
نعم. الحياة جميلة ، وثمينة، علينا أن نعيش، ونتعلم فن العيش

اخر الافلام

.. رئاسيات موريتانيا: ما هي حظوظ الرئيس في الفوز بولاية ثانية؟


.. ليبيا: خطوة إلى الوراء بعد اجتماع تونس الثلاثي المغاربي؟




.. تونس: ما دواعي قرار منع تغطية قضية أمن الدولة؟


.. بيرام الداه اعبيد: ترشّح الغزواني لرئاسيات موريتانيا -ترشّح




.. بعد هدوء استمر لأيام.. الحوثيون يعودون لاستهداف خطوط الملاحة