الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


جمال عبد الناصر والخلود المُستحّضر لدىّ -- الشعوب العربية المهزومة والفقيرة --

عصام محمد جميل مروة

2021 / 9 / 26
الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية


جمال عبد الناصر "" 15 كانون الأول يناير -1918 - 28 ايلول سبتمبر -1970 " عز العطاء والعنفوان والشباب "52 عاماً " كان الرحيل إشعاراً في التبكير المُستنكر الذي فاجأ الجميع بدون إستثناء .
فيما كان العرب ينظرون الى مكانة وقوة جمال عبد الناصر القادم الى الحكم في مصر بعد الإحتكام الى نظرية التطوير والتقدم في الحكم ، كان مع بعض زُملائهِ في قيادة ما سُمىّ حينها مجموعة الضباط الأحرار ، الذين عملوا في السر معاً وصولاً الى الإنقلاب أو الإنقضاض وإستلام وامساك السلطة من "حاشية الملك فاروق " ، الذي كان مرتمياً الى الثمالة في احضان الدول المستعمرة وخصوصاً المملكة المتحدة بريطانيا العظمى ، حينها كانت مصر محتلة ويقودها عسكر الملك تحت غطاء دولة الاستغلال الأنجليزي ، الذي كان يدبر مهمة جعل مصر وجيشها وشعبها بعيداً عن ما ترسمه بريطانيا وابعادها الترهيبية لزرع الكيان الصهيوني في فلسطين المحتلة . كان مشروع بلفور في امكان تمسك الغرب ودعمهِ الغير محدود في إنشاء الكيان الصهيوني وبكل الاساليب برغم الإمساك لكافة السلطة للملوك وللأمراء وللرؤساء الذين يدورون في فلك الإمبريالية العالمية !؟. حيث كان طموحها اسكات اصوات الثورات الشبابية التي ترفض الذل والإستعمار المقيت !؟. لكن المجموعة الإنقلابية تلك التي رأت في تحركها ووجوبهِ السريع كان يخص ويضمن حصانة الشعب المصري اولاً وتحريرهِ من قبضة الملك والحاشية من فؤاد الى فاروق ، التي كانت رؤيتها غير واسعة من جهة ، وكان الجيش المصري الذي يعاني من الفساد وسوء التنظيم والادارة وصولاً الى صفقات السلاح المفضوح الذي كان عاراً على اصحاب تلك الصفقات المشينة في عبئها المشؤوم على آداء الجيش المصري اثناء حرب الإستنزاف مع ثالوث إستعماري محتل وغاشم فرنسي بريطاني وصهيوني .
إذاً كان موعد " 22- يوليو تموز -1952 " عبارة عن إعلان من خلال رسائل الإعلام المصرية وكانت قيادة الثورة قد حددت مساراتها وأبعاد ونوايا إنقلابها على الملك وزمرتهِ وإدراج ساعة الصفر واحتلال مكاتب الحكم والسلطة وتمكين وتأمين حرية الشعب بعد تسلم الضباط والاحرار مراسم ومرافق المواقع المهمة في الدولة . ومحاصرة الملك ومنعهِ من الإنتقام والإرتداد على مجلس قيادة الثورة التى كانت تضم عدداً لا بأس بهِ من رجالات القوات المسلحة العسكرية المصرية ذات الأصالة الشعبية ، كذلك كانت مجموعة الضباط الاحرار بعد سرية اختيارها وتحديد خطط المسيرة الوطنية الشهيرة حيث أُعلِن عن بيان الثورة بعد تلاوتهِ وتقديم "اللواء محمد نجيب " الذي لعب دوراً مميزاًً ومحاطاً ومدعوماً بكل املاءات مجلس قيادة الثورة . مع العلم ان دور المُشير عبد الحكيم عامر من الذين كذلك حملوا ملفات داخلية وخارجية دقيقة كانت عنايتها تحتاج الى سرية تامة ، ومع الاسف لم يتمكن المشير عبد الحكيم عامر من متابعة مسيرتهِ والإخفاقات الثورية والأفخاخ موجودة مع كل حِراك ثوري متعثر .كانت قيادة العسكر قد حددت موقفاً وإختبار إزاحة عامر من منصبهِ ،حينها تم فتح الابواب امام ومقابل الضابط والرئيس جمال عبد الناصر الذي اصبح يستحوذ متربعاً في قلوب وعروش وأفئدة رفاقهِ من مجموعة مجلس قيادة الثورة ، عندها برز وبرع الرئيس في احاديثهِ الخاصة ومن خلال خطاباتهِ التي كانت تنم عن "" دراية ثورية وحرص وطني وقومي منطلقاً من كارزمية مُميزة "" حيث احبهُ الشعب المصري والمؤسسة العسكرية خصوصاً بعد حرب "1956" عندما تم تأميم قناة السويس حيث غدا ركناً اساسياً ، ونال ثقة الشعب العربي وكان ينتظرهُ الناس في الساحات العامة ملتفين حول المذياع للإستماع الى خططهِ النبيلة . كان يدخلُ الى البيوت دون محاذير بعد كل مفصل من خطط ومفاصل وضع سياسة مصر العربية في وجه العدو الصهيوني والمملكة المتحدة بريطانيا العظمى وفرنسا وهجومهم المشترك وحربهم في عدوان عام "1956" .
أعتبرِ العدوان الثلاثي ورقة مهمة عملت قيادة مجلس الثورة في التيقظ من مؤامرات دنيئة واقعة لا محالة .
كان جمال عبد الناصر الثائر والقومي والعروبي والملهم والمهتم في قراءة كافة الملفات المصرية والعربية في نفس الخندق . اهتم مباشرة بعد العدوان الثلاثي في اعوام لاحقة معتبراً الوحدة العربية اساسية في تحديد مكانة الحقوق والواجبات التي تُلقى بظلالها نحو صحوة جماهرية مبدعة .كانت الوحدة المصرية السورية نموذجاً في شق الطريق نحو رص الصفوف العربية في تضامنها التام مع ثورة الجزائر ، ومع دفع حرية اليمن ، وإنغماس الشعب العربي كافة في نطاق نهضة حرب واسعة مقدمة الى تقدم الشعوب العربية ،مع كل الاسف والأزمات ، لكن فكر جمال عبد الناصر ما زال يتربع وينمو من جيل الى جيل برغم مرور 52 عاماً على الغياب والرحيل المبكر .
هناك مواقف مشرفة خاضها الرئيس جمال عبد الناصر في عقد الستينيات من القرن الماضي واهمية دور لعب مصر وتحملها مسئولية لدورها في إرساء التضامن من خلال القضية الفلسطينية ، وازمتها الخانقة حينها خصوصاً بعدما اصبح جمال عبد الناصر يحمل شعار الثورة والاشتراكية مقابل جهابذة النفط والمال التي كانت وخيمة في تقسيمها العالم العربي ما بين دول خليجية غنية ودول تحتاج الى مساعدة لكى تبقى على قيد الحياة .
جمال عبد الناصر ساهم مع قادة عِظام في تأسيس منظمة عدم الإنحياز مع الهند ويوغسلافيا وقادة من افريقيا في وقوفهم ضد ما اعتبروه مجازفة ما بين مطرقة الإمبريالية العالمية تحت مظلة الولايات المتحدة الامريكية وحلفاؤها ،وما بين سياسة الاشتراكية التي ارستها حروب متتالية حيث الاتحاد السوفياتي تم ادراجه كداعم للشعوب ولكن شروطهِ "" الشيوعية والماركسية "" اصبحت محط انظار مستعصية المنال حسب رؤية قادة العالم الثالث . وفي مقدمتهم الزعيم الخالد جمال عبد الناصر الذي حاول في وقت ضيق وقصير جداً رسم جانباً مهما لكى تكون البشرية محررة من الإستعباد السياسي والإستعماري والإحتلالي بفعل قوة السلاح !؟.
الإستنهاض الشعبي مجدداً والتتوّق الى دور جمال عبد الناصر يحتاج الى وقفة شعبية كاملة حول مشروع الحلم الذي كان يراه ويفسرهُ تِباعاً في محاولاتهِ القصيرة عن الوحدة والتضامن والعزيمة والصبر لكى تتخلص الشعوب من نير العبودية .
كانت النكسة الكبرى في حياة جمال عبد الناصر ايام حرب " 1967" التي اعادت الى الأذهان حاجة الشعوب الى التضامن إنطلاقاً من مفهوم القوة والصراع الوجودي !؟. وهذا ما رأيناه بعدما إحتلت اسرائيل اراضي فلسطينية جديدة ، ومناطق اردنية، و مرتفعات جبل الشيخ السورية ، وجانب مهم من جنوب لبنان في مزارع كفر شوبا وجبال شبعا ، ومناطق واسعة في سيناء المصرية ، تركت اثراً مدوياً لهول النكسة في فكر جمال عبد الناصر مما حذا بهِ الى إعلان"" إستقالتهِ و تنحيه الشهير وعودتهِ جندياً الى صفوف الجماهير الفقيرة المنتشرة "" ، في العالم العربي . فعلاً يوم ذاك كان بداية موت جمال عبد الناصر وإن تأخر اجلهِ وموعدهِ الى تاريخ يوم " 28 ايلول سبتمبر -1970" حيث خرجت الأمة بأكملها من نهر النيل، ومصبهِ ودول حوضه ، الى المحيط العربي ، وخليجه ، يرثون رجلا ً قلّ نظيرهُ ووجوده . ولكم نحتاج الى امثاله وابعاد انسانيته المميزة والتاريخ شاهدا ً على ما نراه من رواسب لما تركهُ في الإرث القومي ، والثوري ، والعربي العظيم، في أمة تفتقدُ الى اب روحي لها بعد مرور اثنين وخمسين عاماً على فقدانه لكن جمال عبد الناصر خالداً لا يموت .
الناصرية والاشتراكية والعلمنة تبلورت جميعها لاحقاً بعد رحيل الزعيم الذي لعِبّ مع اطراف تجمعات الأصولية والدينية التي إتخذت منحاً آخراً قبل وبعد تسلم الحكم . كانت احزاب الاخوان المسلمين لديهم رؤية غريبة وقاتمة ،وهذا ما شاهدناه مروراً مع الزمن ولاحقا عندما ذهب خليفة عبد الناصر، الرئيس محمد انور السادات الى القدس لمحاورة قادة العدو منذ عام " 1977" وصولاً الى إعدامهِ رمياً بالرصاص اثناء احياء عرض عسكري بمناسبة حرب رمضان الشهيرة ونصرها المبتور " 6- اكتوبر تشرين الاول عام -1973 " . سقط السادات شهيداً عام 1981 بعد ما تم تغييب خطط الخالد الذي مرَ على التاريخ المصري حزيناً في رحلة جداً قصيرة . جمال عبد الناصر والخلود المُشِع باقٍ وِساماً وقِلادةً الى الأزلِ .

عصام محمد جميل مروة ..
اوسلو في - 26 - ايلول سبتمبر- 2021- ..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - المهمه
على سالم ( 2021 / 9 / 26 - 23:54 )
من الواضح انكم مطبلاتيه ومهللاتيه للقائد الملهم والزعيم الاوحد ورب مصر المصون , عبد الناصر القاصر عقليا وعصابه الضباط الاحرار اللصوص القتله البلطجيه الاشرار دمروا مصر لخمسمائه عام قادمه , لن تنجحوا ابدا فى تزييف الوعى وخداع الناس , سوف تفشلوا اكيد

اخر الافلام

.. ماهر الأحدب: عمليات التجميل لم تكن معروفة وكانت حكرا على الم


.. ما هي غايات الدولة في تعديل مدونة الاسرة بالمغرب؟




.. شرطة نيويورك تعتقل متظاهرين يطالبون بوقف إطلاق النار في غزة


.. الشرطة الأرمينية تطرد المتظاهرين وسياراتهم من الطريق بعد حصا




.. كلمة مشعان البراق عضو المكتب السياسي للحركة التقدمية الكويتي