الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حزب روسيا ومعارك المرحلة المقبلة

كريم المظفر

2021 / 9 / 28
مواضيع وابحاث سياسية


اعتراف لجنة الانتخابات المركزية الروسية بالانتخابات البرلمانية على نهايتها بشكل صحيح ، بعد ان بلغت نسبة المشاركة النهائية فيها نسبة 52 بالمائة، والتي جرت في البلاد للفترة من 71-19 سبتمبر الجاري، بمشاركة 14 حزبا سياسيا واجتماعيا، ولأول مرة منذ عام 1999، سيضم مجلس الدوما خمسة أحزاب بدلا من أربعة.
وحصول حزب "روسيا الموحدة" الحاكم ، والداعم للرئيس الروسي فلاديمير بوتين على 324 تفويضًا ، والحزب الشيوعي للاتحاد الروسي - 57 ، و حزب "روسيا العادلة - من أجل الحقيقة" - 27 ، والحزب الليبرالي الديمقراطي LDPR – على 21 ، وحزب الناس الجدد على "13" ، و" المنصة المدنية ، ورودينا وحزب النمو"، وحصل كل - واحد لكل منهما على مقعد واحد ، وخمسة مقاعد أخرى في مجلس الدوما سيشغلها مرشحون ذاتيًا مرشحين ، وكذلك اعلان بطلان 40605 بطاقة اقتراع في 157 مركز اقتراع في 43 منطقة ، وفي 13 مركز اقتراع ، تم إلغاء نتائج التصويت خلال انتخابات مجلس الدوما بالكامل ، اسدل الستار عن معركة انتخابية طويلة ، شهدتها البلاد رغم الظروف الصحية والوقائية التي اتخذتها الدولة لإنجاح هذه التجربة الكبيرة بحسب تعبير رئيسة اللجنة المركزية للانتخابات في روسيا ، إيلا بامفيلوفا.
كما ان حصول حزب روسيا الموحدة على ( 324 ) من مقاعد البرلمان المكونة من ( 450 ) ، منحته الأغلبية الدستورية داخل البرلمان المقبل في دروته الثامنة ، والتي تعكس المستوى العالي من ثقة المواطنين في القوة السياسية الرائدة ، وأهمية ذلك دفعت الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ، للقاء الخمسة الأوائل في قائمة "روسيا الموحدة" في هذه الانتخابات ، لوضع النقاط على المسائل المهمة التي سيركز عليها الحزب خلال أعمال الدورة القادة للبرلمان ، وتحقيق الوعود الانتخابية التي قطعها الحزب على نفسه لتنفيذها ، ورسم خطط اللجان الحزبية ورؤسائها الذين سيشرفون على مختلف مجالات الحياة في البلاد.
الإجتماع ، أنهى اللغط الذي تناول مستقبل وزير الدفاع سيرغي شايغو ، وزميله وزير الخارجية سيرغي لافروف ، الذي أكد الكريملين بقائهما في مناصبهما ، ولكن ستضاف لهما مسؤوليات جديدة ، وعلى سبيل المثال ، سيرأس وزير الدفاع ، إضافة الى منصبه لجنة تنمية شرق سيبيريا ، الذي سبق وان طالب بهذه المهمة ولمرات عديدة وعلناً من الرئيس بوتين ، وبدوره ، سيرأس وزير الخارجية أيضا لجنة التعاون الدولي ودعم المواطنين في الخارج ، ووفقًا للرئيس بوتين ، فانه لا يزال هناك الكثير الذي يتعين القيام به ، بما في ذلك ما يتعلق بمسألة "تحسين سياسة الهجرة وجذب الناس من ثقافة قريبة منا من البلاد".
كما ذهبت لجان الحزب أيضًا إلى أعضاء آخرين من الخمسة الأوائل، وبالتالي، ستكون أمينة المظالم لحقوق الطفل آنا كوزنتسوفا مسؤولة عن حماية الأمومة والطفولة ودعم الأسرة ، وستكون مسؤولة أيضًا عن دعم الأمومة في مجلس الدوما ، في حين ستكون إيلينا شميليفا ، الرئيس المشارك للمقر الرئيسي للجبهة الشعبية لعموم روسيا ، مسئولة عن التعليم والعلوم ، ورئيس الأطباء في مستشفى Kommunarka ، دينيس بروتسينكو ، سيكون مسئولا عن الرعاية الصحية ، وهكذا ، أكد الرئيس بوتين وبشكل غير مباشر المعلومات التي تفيد بأن آنا كوزنتسوفا ستصبح العضو الوحيد من بين "الخمسة" الذين سينتقلون للعمل في مجلس النواب بالبرلمان ، وأوضح نائب أمين المجلس العام لروسيا الموحدة سيرغي بيرمينوف ، من جانبه إن الخمسة سيرأسون اللجان ، التي ستخضع أنشطتها للمنطق العام لتنفيذ برنامج الحزب ، وتطوير الأراضي والصناعات في البلاد.
وتواجه روسيا الموحدة الآن مهمة تحقيق وعودها الانتخابية ، وجميع نقاط برنامج الشعب الذي تم تبنيه عشية يوم الانتخابات الواحدة، وسيلعب قادة القائمة الفيدرالية، الذين سيرأسون اللجان الخاصة، من خلال روسيا الموحدة، دورًا مهمًا في حل المهام الموكلة ، وشدد الرئيس الروسي على ذلك بالقول "الأهم من ذلك ، يثق الناس بمن يصوتون لهم" ، لذلك فانه بعد الانتخابات ، من وجهة نظر قيادة الحزب ، قد يتم تجديد فصيل روسيا الموحدة في دوما الدولة بنسبة تقارب 50٪. ويرى أن ذلك يشهد على رغبة الحزب في التطوير الداخلي والتجديد ، الامر الذي أشار اليه بوتين ، إلى أن روسيا الموحدة تضم في قوائمها شخصيات سياسية ذات خبرة وشبابًا جدًا.
وينظر قادة الحزب الحاكم بتفاؤل كبير عن وجود الشخصيات الخمسة الأولى في الحزب، الذين ترأسوا القائمة في انتخابات الدوما، باعتبارهم أشخاص موثوقون للغاية ومشرعون ومهنيون للغاية، ويقول فياتشيسلاف تيمشينكو ، عضو هيئة رئاسة المجلس العام لروسيا الموحدة ، إن إنشاء هيئات جديدة تحت قيادتها ، بالطبع ، سوف يمنح المصداقية ليس فقط لحزب روسيا الموحدة ، ولكن أيضًا لمجتمع السياسي بأكمله.
الرئيس الروسي يرى انه من السابق لأوانه الصراخ " مرحى " للمعارك ، ولم يُهزم العدو بعد ، وهنا المقصود بالمعارك ضد الفقر الذي يطال نسبة كبيرة من المواطنين ، والمشاكل التي لم يتم حلها في نظام الرعاية الصحية ، والتعليم ، وتطوير البنية التحتية - ، لذلك فان هناك الكثير من العمل الذي يجب على الحزب تنفيذه خلال المرحلة المقبلة ، باعتباره الهدف الأساس للحزب ، والهدف الرئيسي هو تحسين مستوى ونوعية الحياة لمواطنين الروس ، كما ان هذه القضايا الاجتماعية من وجهة فاليري ريازانسكي ، النائب الأول لرئيس لجنة مجلس الاتحاد حول السياسة الاجتماعية ، تحتاج أهمية كبيرة من الحكومة والبرلمانيين ، على الرغم من أن مجموعة حلول الدعم الاجتماعي ، على سبيل المثال ، للعائلات التي لديها أطفال ، واسعة بما يكفي بالفعل ، وعلى وجه الخصوص ، حسب قوله ، ان الحديث يدور عن قروض الرهن العقاري التفضيلية المقدمة للروس ، ومع ذلك ، لا تزال هناك العديد من المشكلات التي تتطلب حلولًا سريعة.
ويشدد المراقبون الروس على إن العمل المنسق بشكل جيد بين المشرعين والحكومة مهم أيضًا من وجهة نظر حقيقة أن دور البرلمان قد ازداد منذ تعديلات الدستور في العام الماضي، وحصول مجلس الدوما على وجه الخصوص، على حق الموافقة على ترشيح رئيس الوزراء الذي يقترحه الرئيس، بالإضافة إلى ذلك، يوافق النواب الآن على الوزراء الاتحاديين ونواب رئيس الوزراء، وأوضح المحلل السياسي ديمتري فيتيسوف ، أن مجلس الدوما مؤسسة مستقلة ، لذلك يجب على الحكومة والشركات الكبرى التفكير في هذا الأمر.
سلسلة اللقاءات التي عقدها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بعد اعلان النتائج النهائية للانتخابات البرلمانية ، سواء مع قادة الحزب الفائز ، أو الحكومة أو مجلس الامن القومي، تعكس أهمية المرحلة المقبلة ، وضرورة تحسين إجراءات نظام التخطيط الاستراتيجي في الاتحاد الروسي ، ، وتطويره على أساس نوعي جديد ، ومن أجل زيادة الكفاءة ، من الضروري تحسين عدد الوثائق المعتمدة ، في المقام الأول على المستويين الإقليمي والبلدي ، ومن بين الأولويات الرئيسية ، أولاً وقبل كل شيء ، الحفاظ على شعب روسيا ، وتعزيز الصحة وتحسين نوعية حياة المواطنين ، وحماية القيم الروحية والأخلاقية التقليدية ، والتنمية الاقتصادية المستدامة ، والعناية بالبيئة ، وكذلك التشديد بحسب رأي الرئيس بوتين على الحماية الموثوقة للاتحاد الروسي من التهديدات الداخلية والخارجية ، وضمان سيادة الدولة ، والتي لا تقل أهمية عن بقية الأمور المهمة ، والتحدي الثاني هو ضمان الاتساق بين التخطيط الاستراتيجي والميزنة ، ولا يجب أن تكون عمليتان مختلفتان - إحداهما لا علاقة لها بالأخرى ، وقال بوتين " نحن بحاجة إلى تركيز الموارد في المجالات الرئيسية " واعتماد عدد كبير من البرامج والخطط طويلة الأجل ويجري تنفيذها على كل من المستويات الفيدرالية والإقليمية والبلدية.
القيادة الروسية تعي اليوم أهمية المرحلة المقبلة في اتجاهيها الداخلي والخارجي، ويعرب الرئيس الروسي عن ثقته من أنه من الضروري زيادة مستوى المعلومات والدعم التحليلي للتخطيط الاستراتيجي والمراقبة والتحكم بشكل أكثر فعالية ، وضرورة التعامل معها ، بالإضافة إلى ذلك ، هناك حاجة إلى آليات لتعديل الخطط والبرامج المعتمدة بسرعة في حال حدوث تغيير حاد في الوضع في العالم وظهور تهديدات جديدة ، مثل جائحة فيروس كورونا.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. انفجارات أصفهان.. قلق وغموض وتساؤلات | المسائية


.. تركيا تحذر من خطر نشوب -نزاع دائم- وأردوغان يرفض تحميل المسؤ




.. ctإسرائيل لطهران .. لدينا القدرة على ضرب العمق الإيراني |#غر


.. المفاوضات بين حماس وإسرائيل بشأن تبادل المحتجزين أمام طريق م




.. خيبة أمل فلسطينية من الفيتو الأميركي على مشروع عضويتها | #مر