الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


نساء أمل -5-

نادية خلوف
(Nadia Khaloof)

2021 / 9 / 28
المجتمع المدني


اليوم فقط عرفت معنى قضية العرب الأولى، القضيّة السّورية، قضية الأقليات ، قضية الدّفاع عن الله، عن النبي ، وقضايا أخرى لا تحضرني ، لكن أكثر ما يحضرني قضية فلسطين وسورية ، كوني فقدت أبي من أجل تحرير القدس، فقدت أخي من أجل فلسطين ، فقدت أولادي من أجل القضية السّورية .
لا أهتمّ إن كان هناك مؤامرة دولية ، أو عربية ، أكثر ما يهمّ أنني بائسة لم يعد يهمني موضوع القدس ، أو الطّاغية. لا . لن أنتقم من أحد ، لأنني لا أعرف ممّن أنتقم ، أحياناً أفكر أن الجميع مجرم بحقي.
البارحة رأيت على صفحات الفيس بوك أصدقاء ابني يتخرّجون من الجامعات الأمريكية، و هم وآباؤهم في رحلة سياحية إلى القدس ، هم يدخلون بجنسيتهم الغربية ، البارحة أيضاً سمعتهم يخطبون : " الجوع ، ولا الركوع" ويصفقون لبعضهم ، يرسلون الشّبان للموت ، ويساومون على ثمن دمائهم . كان الخطيب الذي أطلق الشّعار يبدو بصحة جيدة ، ينبعث النور من وجهه ، وكأنّه استحمّ بالحليب . يبدو أن تغذيته سوبر .
عندما كنت في زيارة أمّي التي تعيش في غزة منذ زمن طويل ، حيث كانت فتح وحماس يقتلون بعضهم البعض من أجل تحرير القدس . كنت قبلها قد رأيت تنفيذ الحكم على أطفال فلسطينيين بتهمة التخابر مع العدوّ، كانت أعمارهم بين الخامسة عشر ، و السابعة عشر، عندما أطلقوا عليهم النّار سقطوا أرضاً ، رأيتهم يبلعطون كالديدان، ثم أتوا بامرأة تدوس في بطن أحدهم قالوا أنها أمّه . قد تستغربون لو قلت لكم أنني لم أتعاطف مع الأطفال يومها، وتعاطفت مع الأم " الحقيرة" لأنها مناضلة، يعود المنظر إلى ذهني اليوم، أسأل: ماذا يملك هؤلاء الأطفال من معلومات؟ كم كانت تلك الأمّ متوحشة؟
ابنة أخي فجرّت نفسها على الحدود اللبنانية الإسرائيلية بعد أن اختفت لمدة شهر كانوا يعلمونها كيف تحرّر القدس ، أرسلوها للتحرير ، سموها بطلة . هي فجرت نفسها فقط، يقولون أنها أرهبت العدو!
لن أقول أكثر ففي قلبي حزن
لن أبحث عن العدو . . عرفته
لا أعرف أين جثث أبنائي
أعدكم : لن أحرّر القدس
لن أقتل الدّكتاتور ،
لن أدافع عن محمد ،
عن شرع الله
أعدكم: أن أزور القدس حافية القدمين
و أن أقيم في مكة أربعين يوماً
ليس من أجل التّحرير ، أو الحج ،
بل لألعن العربان
قضيتي : أن أثأر لأبنائي ، لأبي ، لأخي بلعن خير أمة أخرجت للناس
في الحقيقة لن أستطيع إقناع البعض في عدم الدّفاع عن القضيّة . أية قضية، فمن يرسلنا للدفاع عن القضية هو من سوف يقتلنا، ونحن نحب الحياة . لكنهم يحملون السلاح مقابل السجائر و الحشيش ، يصفون النساء الشابات بالمتمدنات ، لكنهن يبقين دون حب و زواج .
أعدكم أنني لن أحرّر القدس
وصيتي لكم أبنائي الرّوحيين أن تكفوا عن النضال من أجل القضايا.
أنتم أبنائي الروحيين لأنني مت يوم مات أولادي ، أحدثكم من السماء. هل تسمعون؟

أمل الفلسطينية السورية








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. اعتقال طلاب مؤيدين لفلسطين تظاهروا في جامعة جنوب كاليفورنيا


.. -الأونروا- بالتعاون مع -اليونسيف- تعلن إيصال مساعدات إلى مخي




.. عنف خلال اعتقال الشرطة الأميركية لطلاب الجامعة في تكساس


.. تأييدًا لغزة.. طلاب وأساتذة يتظاهرون في جامعة سيدني




.. برنامج الأغذية العالمي يحذر من خطر حدوث مجاعة شاملة في غزة