الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


-وما قتلوه وما صلبوه لكن شبه لهم-- بين ألعقيدة الأسلامية والهرطقات المسيحية- الجزء الثالث

نافع شابو

2021 / 9 / 30
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


"وما قتلوه وما صلبوه لكن شبه لهم"- بين ألعقيدة الأسلامية والهرطقات المسيحية-
الجزء الثالث

نافع شابو
ملاحظة هذا البحث هو بالتعاون مع صديقي عادل حناالله
المقدمة
الظروف التي هيِّأت لتأسيس بدايات ألأسلام
لم يكن لمؤسسي العقيدة الأسلامية افكارا فلسفية او لاهوتية ، في بدايات الأسلام، بل كانت افكارا سياسية وتوسعية ، فكانت العقيدة هي وسيلة لبلوغ هذه الأهداف . ولهذا نكتشف اليوم انّ مؤسس العقيدة الأسلامية الأول "محمد" تبنى مجموعة من العقائد والهرطقات والبدع ، المنتشرة في الشرق ، بغض النظرعن صدق هذه العقائد اوزيفها ،التي خرجت من اليهودية والمسيحية، ليحقق محمد حلمه في المُلك والسلطة والمال . ولن يتحقق هذا الحلم الا بتوحيد القبائل والجماعات المختلفة تحت لواء واحد لتكوين جيش يحتل العالم ويهدم الامبراطوريتين المتصارعتين حينئذ. فكل من الإمبراطورية الساسانية والبيزنطينية انهكتهما الحروب المستمرة، وتفشى الطاعون والانقلابات والاطماع الداخلية، والخلافات المذهبية، حتى كانت ثمار حان قطفها.
كان امام نبى الإسلام "محمد "مجموعة كبيرة من الهاربين من اضطهاد هاتين الامبراطوريتين يدينون بعقائد مختلفة، يجمع بينهم الرغبة في الانتقام منهما. بالإضافة الى انَّ الكثير من القبائل العربية المتعدِّدة العقائد كان مهنتها ان تقتات بالهجمات على القوافل للحصول على الغنائم ، مما جعلها قوة حربيا ة متمرَّسة.وكان ذكاء النبى القائد "محمد" ان يوحّد بينها في عقيدة تجمع الجميع تحت قيادته. فليس المهم العقيدة في حد ذاتها بقدرما تساعده على تحقيق هدفه السياسىي واطماعه في السلطة والمال ، وان تكون مقبولة لدى هذه القبائل والطوائف والمذاهب. ولذلك اختار فكر"توفيقى " يقبله الغالبية بغض النظرعن اتفاق الأطراف على عقيدة واحدة . لذا نكتشف اليوم من خلال المخطوطات وما كتبه المؤرخ الأرمني سيبيوس وغيره عن هذا التحالف الذي جمع اليهود والعرب والنصارى وحتى بعض المسيحيين للدخول في هذا التحالف مع نبي العرب ( الأسماعيليين او الهاجريين او السراسين) كما جاء في هذه الأبحاث ، وكما دوّنها ايضا المسلمون في كتب السيرة عن هذه التحالفات بين القبائل العربية تحت مظلة (ألأسلام) والتي كان يقودها محمد في غزواته الكثيرة .
كان اليهود في احتياج لمن يقودهم للأنتصارعلى الأمبراطوريتين ، لبناء هيكل سليمان للصلاة والذبائح وانتظار المسيح المنتظر .وقد وجدوا ظالتهم في "محمد" العربي
الذي تبنّى الكثير من الأفكار ومنها الفكر الغنوصى - كما سوف نرى - فلم يعترف بالوهية المسيح ، لانه لو اعترف بها لما احتاجت الجموع للبحث عن عقيدة أخرى. واخرج صلب المسيح من معناه حتى لا يحمل اليهود دمه عليهم، ولو أدى ذلك لاتباع الأفكار الهرطوقية المنتشرة في ذلك الوقت.

كُل هذا نكتشفه من خلال النصوص القرآنية ومن التراث ألأسلامي ايضا ، فالقرآن جامع بين ألأديان المتناحرة حتى ولو كان دينا وثنيا مع الحفاظ على القومية العربية ، فرجع بالديانات الى اصولهاألأولية اي الى عهد ابراهيم (الدين الحنيف) .
الأسلام الحالي انطلق من هرطقة العرب "ألأسماعيليين " الوثنية التي كانوا فيها يقدّسون الحجر الأسود ولازالوا الى يومنا هذا . وتطور ليصبح ديانة توفيقية تجمع ديانات وهرطقات منتشرة في الشرق ومنها الهرطقة النصرانية ( اليهو- مسيحية ) والغنوصية مثل المانوية والدوسيتية (اي الظاهرية) بالأضافة الى الديانة اليهودية والمسيحية والزرادشتية والصابئة المندائية
وباختصار :الديانة الأسلامية - كالديانةالمانوية قبلها - هي ديانة توفيقية شاملة جامعة بين الكثير من المعتقدات التي كانت منتشرة في الشرق . وهذا يستشفه كلّ من يتعمق في دراسة العقيدة الأسلامية
انتشار البدع والهرطقات قبل واثناء ظهور ألأسلام

في بدايات تشكُّل العقيدة الأسلامية ، انتشرت الكتابات الغنوصية ، او ما عرف بالأناجيل المنحولة(الأبوكريفا) ، وهي تُعبّر عن افكارمن نسج الخيال البعيدة عن المعطيات التاريخية للكنيسة الرسمية ، وتحمل افكار غنوصية التي كانت منتشرة في الشرق ، وهى اناجيل مزيفة تحمل أسماء رسل السيد المسيح حتى يسهل خدعة المسيحيين بها ، املا في ان يتبنوا أفكارهم.
من يدرس تاريخ الكنيسة سيكتشف انَّ اشخاص انتحلوا شخصيات "المسيح " او رسل المسيح ونسبوا انَّ ما كتبوه يعود الى هؤلاء الرسل ونسبوا لهم ما لم يقولوه .
اطلقت الكنيسة الرسمية على تلك الكتابات "ابو كريفا " او الكتابات "المنحولة" سواء كانت كتابات عادية او اناجيل منحولة غير معترف بها قانونيا ولاتمت الى الحقيقة باي ادلة والتي جاء في بعض من هذه الكتب ان المسيح لم يصلب بل كان هناك بديل او" شبيه له" ، او كان المسيح ليس له جسد بل له "ظل" الجسد واختلفوا ايضا ، كالمسلمين ، في شخص البديل او الشبيه.
فلا نستغرب في كون "محمد" رسول المسلمين ، واحدا من هؤلاء الأشخاص الذين انتحلوا النبوة او ادعوا ان لهم رسالة سماوية او انهم استندوا الى كتب سابقة دون اي صفة قانونية بل كتبوا كتب مزيفة ناقصة ومحرّفة ، ولا زال المسلمون يستندون الى هذه الكتب دون تمحيصها او البحث عن اصولها . ومن هذه الكتب التي يقدسونها هو كتاب "القرآن"
الذي يحتوي على الكثير من الأساطير و الخرافات المنقولة من هذه الكتب، وفي نظر المسيحيين يعتبر القرآن كتاب جامع لهذه الأناجيل المنحولة (المزيفة) التي انتشرت خاصة في القرون الأولى للمسيحية ، وقد استمد القران بعض ألآيات من هذه الأناجيل ومن كتب الهرطقات التي خرجت من المسيحية واليهودية والتي لاتعترف بها المسيحية الرسمية ، لكونها تطعن في العقيدة المسيحية الحقيقية التي جاءت في الأناجيل الأربعة القانونية ، وعلى سبيل المثال لا الحصر ، قصة طفولة المسيح عيسى ومعجزة خلقه من الطين طيرا وهو طفلا (والذي نقل من انجيل توما المنحول )وكذلك قصة صلب المسيح والشبيه الذي اخذ صورة المسيح وصلب بديلا له "شُبّه لهم "، التي نقلها رسول المسلمين من الهرطقات الغنوصية والدوسيتية والذي لم يحدد من هو هذا الشبيه ومتى صلب واين ولماذا وكيف ، كلها ستكون موضع تساؤلات ، نطالب بها العلماء المسلمين للأجابة عليها .
الهرطقات والبدع الخارجة عن المسيحية وتأثيراتها على العقيدة ألأسلامية
1 - سنستشهد بادلة تأثُّر العقيدة الأسلامية بعقائد الهرطقات والبدع المسيحية ، في عقيدة صلب المسيح ، من خلال النصوص القرآنية . وكذلك تأثّر المفسرين المسلمين بما جاء في هذه الكتب التي خرجت عن المسيحية ومنها الغنوصية والدوسيتية (الظاهرية)، في حقيقة صلب المسيح وحقيقة "شُبّه لهم"

2 - وايضا سنستشهد بادلة من خلال علم اللغات و المخطوطات والمنقوشات والعملات النقدية التي تعود للفترات التاريخية قبل ألأسلام وبدايات ألأسلام وحتى بعد الأسلام عن حقيقة صلب المسيح.
اولا : الهرطقة او البدعة الغنوصية
الغنوصية :هي في الأساس ، مذهب تأليفي أو توفيقي يُراد به تذويب جميع التيارات الفلسفية والدينية لمزجها فيه ، سواء كانت وثنية او مسيحية . وهذا المذهب ، الذي يسعى الى انقاذ الأنسان وخلاصه بوساطة المعرفة ، محصورٌ بقلّةٍ من البشر يُدعَون "المسارّين " ، او" المدرّبين " او" المطّلعين " ، من دون سواهم على أسرار هذه المعرفة . (في الأسلام يسمونه العرفانيين) . وهو أيضا يُشبه الى حدِّ بعيد ، "ديانات ألأسرار الخفيّة " التي نجدها عند اليونانيين والشرقيين .
والغنوصية بصفتها مذهب فلسفي ودينيّ في آن واحد ، فقد اخذت كلّ ما تعلّمه الديانات الفارسية والمصرية والهلينيّة(اليونانية ) ، خصوصا ما علّمته ثنائية زرادشت ، التي كانت تنادي بوجود صراع دائم بين قوى النور والظلام ، وقوى الخير والشر . كانت تؤمن بالوسطاء بين الله والعالم واخذت من جميع الفلسفات والمعتقدات الوثنيّة ..انقسمت جميع الفرق الغنوصية بعضها على بعض . فمنها من قال إنّ الله ، الخير الكلي والخالق ، لم يخلق العالم المادي الشرير ، بل هذا العالم المادي الشرير هو من صنع صانع عن الله ومنفصل عنه كما يقول افلاطون . كذلك أمن غالبية أتباع الغنوصية ان يسوع هو مجرّد إنسان ، وأنّ الله أرسل إبنه المسيح كي يحلَّ فيه بصفة موقَّتة عند إعتماده من يوحنا . لكن هذا المسيح غادر جسد يسوع عند صلبه ، مستندين في قول ذلك الى صرخة يسوع على الصليب : "إلهي ....إلهي ... لماذا تركتني؟"(1).

ومن هذه البدع والهرطقات:

ا – المانوية تعليم ديني ، وحركة دينية تعود الى القرن الثالث ب م . أعتبرت المانوية في الماضي على كونها هرطقة من الهرطقات ، بل شيعة مسيحية . ولكنها في الواقع ديانة بكلِّ معنى الكلمة ، ديانة من النمط الغنوصيّ ، ديانة ذات نمط باطنيّ تتيح لتبّاعها البلوغ بواسطة المعرفة الى الله والى الخلاص ، ديانة ثنائيّة حيث الله يعارض المادة ، والنور الظلمة
يقول "موسيهم" المؤرخ عن المانوية:
"إدعى ماني النبوة بعد ان أطلع على ألأديان الموجودة وسمى نفسه "البارقليط" الذي قال عنه المسيح أنّه سيرسله بعد صعوده الى السماء كي يرشد التلاميذ الى الحق. وعن عقيدة صلب المسيح يقول ماني :

"ظهر المسيح بين اليهود لابسا صورة وظل جسد إنساني ، لا جسدا حقيقيا ، وأعلن لهم الواسطة الوحيدة لخلاص النفوس من أجسادها وبرهن عن لاهوته بعجائبه ، وأنَّ إله الظلمة أغوى اليهود ليصلبوه ، ولما لم يكن له جسد لم تؤثر عليه ألآلام ولكن اليهود حسبوه(ظنّوا) صُلبَ . فرجع المسيح الى الشمس مسكنه ألأول بعد أن ترك تلاميذه لتعليم الناس ديانته ووعدهم بإرسال أعظم يفصح عن حقائق أسمى وهو البارقليط الذي يعنى ماني بأنَّه هو".(2)
لازال هناك علماء من المسلمين يعتقدون ان المسيح ارسل البارقليط الذي هو "محمد" رسول الله الذي بشّر به عيسى -كما كان يقول ماني- . وهؤلاء العلماء المسلمين متاثرين بالمانوية بل من الممكن انهم من خلفية مانوية وخاصة اذا عرفنا ان المانوية انتشرت في العراق وايران ومعظم مفسري العلماء المسلمين ، في العهد العباسي كانوا عجم(فرس) وهم الذين ارسوا العقيدة الأسلامية التي نعرفها اليوم كما دلت الأبحاث الحديثة على ذلك .
التشابه بين المانوية والأسلام تشابه عجيب .
فقد ادعى محمد ايضا النبوة بعد ان اطَّلع على ألأديان اليهودية
والمسيحية وبعض الهرطقات بالأضافة الى الزرادشتية والصابئية ، وهذا واضح في كتاب القرآن.
قارن مدى التشابه بين المانوية والأسلام بانكار صلب المسيح واعتقاد ماني ومحمد بان اليهود
صلبوا ظلّ المسيح حسب قولهم "ماقتلوه وما صلبوه لكن شُبّه لهم "
حسب الترجمة السريانية "شُبّه لهم " تعني "خُيِّل لهم ". ثُمّ انّ الله رفعه الى السماء
هكذا تاثرت العقيدة ألأسلامية بالمانوية ومن هذه التاثيرات انَّ المسيح لم يُعذّب ولم يصلب .
2 - انجيل يهوذا الغنوصي (المنحول)
هناك أناجيل منحولة (غير قانونية ) تنتمي الى الغنوصية ، التي يعتقد اصحابها ان كُلِّ ما هو جسداني بالنسبة لهم هو شر ويرفضون كُلّ ماهو مادي . من هنا فكرة تسليم يهوذا للمسيح ليتحرر من الجسد . يهوذا في الأناجيل القانونية هو من احد تلاميذ الأثنى عشر للمسيح ، ولكن بنظر الغنوصية هو انسان عارف. تم تأليف هذا ألأنجيل المنحول في القرن الثاني بواسطة مسيحيين غنوصيين بدلاً من يهوذا التاريخي .
جاء في هذا الأنجيل المزيف
أنّ يسوع قال ليهوذا
You will exceed all of them. For you will sacrifice the man that clothes me.
وترجمته: "أنك (يا يهوذا ) سوف تتفوق عليهم جميعًا (الآباء الرسل) لأنك سوف تضحى بالإنسان الذي ألبسه(اي المسيح الأنسان) ".
هذا طبعًا كلام فيه سخف ولا يليق. فنحن المسيحيين لا نقول أن المسيح يلبس إنسانًا لكننا نقول إن الكلمة تجسد وأن لاهوته اتحد بناسوته. وتعبير "الإنسان الذي ألبسه" هو تعبير غير سليم.
البعض يقولون إنه إنجيل حقيقي... هذا الإنجيل لا ينكر أن يسوع صلب. فهو ليس ضد فكرة صلب يسوع، لأن يسوع يقول ليهوذا سوف "تضحي بالإنسان الذي ألبسه" أي تقدم ذبيحة هي هذا الإنسان.(3).
إن إنجيل يهوذا يصور يسوع المسيح على أنه قادرعلى ترك جسده كما يشاء واتخاذ أشكال أخرى ، يظهر يسوع وهو يترك جسده ويسافر إلى العالم الخالد ويعود إلى جسده

وهذا ما قد اخذه بعض مفسّروا القرآن من هذا الأنجيل المنحول كما جاء في الآية :"وما قتلوه وما صلبوه ولكن شبه لهم ". (سورة النساء 157). اي قد تعني العبارة "شُبه لهم" انّ اليهود اعتقدوا بصلب المسيح ولكنهم في الحقيقة صلبوا الأنسان الذي لبسه المسيح.
اليس هذا الكلام من اساطير الأولين لايمكن الا ان يكون تزييف لحقيقة شخص المسيح كما نعرفها في الكتاب المقدس ؟.
ثانيا : الدوسيتية :
الدوسيتية : أو تسمّى احيانا "الظاهرية" من كلمة يونانية بمعنى "يبدو" .
dokein تشتق كلمة الدوسيتية من الفعل اليوناني
الذي يعني "ظهر " لذلك سُمِّيت أيضا هذه البدعة بالمظهراتيّة ، أو المظهرانيّة أو المظهرية . مهما تكن التسمية ، فالدوسيتيّون يقولون إنَّ المسيح ، في حياته ألأرضية ، لم يكن له جسد حقيقي ، ولكن مظهر جسد كأنَّه شبح . ولقد بنوا تعليمهم هذا على أساس ثنويّ – روحاني (مصطلح يوناني) لحل مسألة تجسُّد الله ، التي أعتبروها غير لائقة بالأُلوهيّة ، وأعتبروا ألم ابن الله فضيحة. ففي نظرهم أنَّ ابن الله لم يتّخذ ، في يسوع المسيح ، جسدا حقيقيا ، ولم يكن له الاّ شُبه جسد : وُلِدَ وتألَّمَ ومات فقط مظهريَّا أو ظاهريّا . ولقد قالوا بكُلِّ ذلك ، رافضين فكرة التجسُّد التي أعتبروها غير لائقة بالله ، ومقتنعين أنَّ الله لا يمكن أن يتألّم بهذه الطريقة المخزية ، ولا أن يموت الأله . كذلك أنكروا حقيقة القيامة والصعود.(4)
هذا المذهب الذي انكر ناسوت المسيح والذي يعتبر أنّ يسوع لم يكن له إلاّ مظهر الجسد ، وأنَّ المسيح لم يُصلب ، بل سمعان القيرواني هو الذي صُلب بدلا منه .
فالمادة التي حقّرها الغنوصيون دفعتهم الى رفض فكرة التجسّد ، معتبرين أنّ تجسّد المسيح هو مجرد وهم ، لا بل هو من الخيال .
"وجدت في الغنوصية تناقضات بين من يعتبر يسوع المسيح هو انسان عادي لايحمل الصفة الألهية "وبين من يعتقد انّ المسيح هو اله كامل يظهر( المظهرية) على شكل انسان ولكن بلا جسد ، والدوسيتية هي من أتباع المعتقد ألأخير
جاء في عقيدة باسيليدس عن المسيح
"ظهر على ألأرض كإنسان ... وصنع معجزات . وهو لم يمت بل أجبر سمعان القيرواني على حمل صليبه والقى شبهه عليه واعتقدوا انه يسوع فصلب بخطأ وجهل . وإتخذ هو – أي المسيح – شكل سمعان القيرواني ووقف جانبا يضحك عليه . ولأنه قّوّة غير مادي وعقل ألآب... فقد غيّر هيئته كما أراد ..
تأثير الغنوصية والدوسيتية على العقيدة ألأسلامية
نعم تعاليم القرآن تتبنى فكرة الصلب من تعاليم باسيليديس , قال إيريناوس (أحد علماء المسيحيين القدماء) إن باسيليديس (أحد زعماء أصحاب البدع في الأزمنة القديمة) كان يعلّم أتباعه أن المسيح «لم يتألم، وأن شخصاً اسمه سمعان من قيروان التزم أن يحمل صليبه لأجله، وأن هذا الرجل هو الذي صُلب جهلاً وخطأً، فإن المسيح غيَّر شكل هذا الرجل ليتوهَّموا أنه هو عيسى نفسه». فمن هنا يظهر أن محمداً اتخذ هذا المذهب عن أتباع باسيليديس.
يدّعي بعض مفسري علماء المسلمين لسورة النساء 4 : 157و158 أن اليهود قالوا «إنا قتلنا المسيح عيسى ابن مريم رسول الله، وما قتلوه وما صلبوه ولكن شُبِّه لهم.".
محمداً لم يدرِ أن إنكار باسيليديس الزائف لصلب المسيح هو بدعة مبنية على ضلالة من ضلالاته، لأن هذه البدعة مبنية على أن المسيح إتخذ شكلا خياليا وهميا فقال هذا المبتدع إن المسيح لم يتَّخذ طبيعة بشرية حقيقية، ولكنه اتخذ شِبه جسد لا وجود له حقيقة، وإنه كان لا يمكن أن يولد أو يتألم أو يُصلب، ولكنه خدع الناس وأغراهم على التصديق بأنه تألم وصُلب .كما جاء في القرآن(ومكر الله والله خير الماكرين). ولكن هذا المذهب الضال هو ضد تعاليم الإنجيل.(5)

وثيقة يوحنا الدمشقي المسمات "الهرطقات"
منصور بن سرجون التغلبي، والمعروف بيوحنا الدمشقي، ولد في سنة 676م وتوفي في سنة 749 م، اي انه ولد بعد وفاة الرسول محمد بحوالي 44 عاما. القديس يوحنا الدمشقي يعتبر أحد أعظم آباء الكنيسة وكتاباته تحمل درجه عالية من التقدير والشرف في الكنيسة ،عاش في زمن الخليفة عبدالملك بن مروان.يعتبر الاب يوحنا من اهم الاباء المسيحيين الذين كتبوا عن بدايات الاسلام برؤية مسيحية .

جاء في كتابه "الهرطقات "في فصل "الهرطقة المائة" عن الهرطقة "ألأسماعيلية "(ألأسلام):
هناك ايضا عقيدة الأسماعيليين التي لاتزال تسيطر في ايامنا وتستميل الشعوب ، ويبقي الناس
في خطأ، وهو اصل ضدّ المسيح ، او المسيح الدجال ، اول المسيح الكذاب
Anticrist

إنّها تتخذ اصلها من اسماعيل بن ابراهيم وهاجر ، ولهذا السبب يدعونهم "الهاجريين" او "ألأسماعيليين" ، كما يدعونهم ايضا "ساريين" اي الذين جرّدهم سارة [من الميراث] .
يضيف الدمشقي فيقول :
هؤلاء الأسماعيليين كانوا وثنيين جدا ، حتى زمن هرقل ( 610 -641 9 ). وكانوا يعبدون نجمة الصباح والزهرة (افرودايت) وهي التي يدعونها بلغتهم "كُبارا" او "كبير " او "عظيم "
منذ ذلك الوقت وحتى الآن (زمن الدمشقي 676-749م ) ظهر بينهم نبي مزيّف(منتحل) يُدعى (ماميد) اي "مُحمد " بالعربية ، والذي انشأ هرطقته الخاصة ، بعد أن تعرّف بالصدفة ، على العهدين القديم والجديد، وبعد أن تحاور ، كما يبدو، مع راهب آريوسي ، وبعد ان احرز لنفسه حظوة لدى الشعب عبر تظاهره بالتقوى ، كان يُلمّح بأن كتابا آتيا من السماء قد أوحي به اليه من الله . وفي انشائه لبعض المعتقدات المثيرة للضحك في كتابه القرآن الذي كان معتبرا على أنّه تجميع لقصص كتابية نُقلت وفُهمت بشكل سيء.

وقد التقى "محمد" باناس من اليهود ومن المسيحيين ، وهؤلاء كانوا نساطرة او اريوسيين اي هراطقة على كلّ حال. وقد اقتبس عن اليهود فكرة ألأله الواحد، وعن ألآريوسيين أنّ الكلمة والروح مخلوقان ، امّا النساطرة فأخذ عنهم فكرة عبادة ألأنسان ، هذه الهرطقة التي تقوم على إنكار الوهية المسيح
يقول "محمد" عن صلب المسيح :
"أن اليهود ، الذين تصرّفوا بشكل غير قانوني(خالفوا الشريعة ) ، أرادوا صلب المسيح ، والقوا القبض عليه ، وصلبوا خياله او ظلّه [الظل] ، لكن المسيح لم يصلب ولم يمت ، لأن الله، من محبته له، أخذه إليه في السماء(كما جاء في سورة النساء 157-158)،
وَقَوْلِهِمْ إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ اللَّهِ وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَٰكِن شُبِّهَ لَهُمْ ۚ وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُوا فِيهِ لَفِي شَكٍّ مِّنْهُ ۚ مَا لَهُم بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلَّا اتِّبَاعَ الظَّنِّ ۚ وَمَا قَتَلُوهُ يَقِينًا (157) بَل رَّفَعَهُ اللَّهُ إِلَيْهِ ۚ وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا (158).(6)
من خلال ما جاء في كتاب يوحنا الدمشقي الذي عاصر الأمويين نتوصل الى النتائج التالية:
1 - نستنتج ان يوحنا الدمشقي ، وهو من اقدم المؤرخين الذين كتبوا عن هرطقة "الأسماعيليين" ولم يُسمّيها "عقيدة ألأسلام"،بل سمأها "الهرطقة " وبدل مسلم يضع مكانها ساريّ (نسبة الى سارة) فكلاهما إسلام ومسلم لم ينقلهما الكتاب البيزنطينيين الى اليونانية الا في حقبة لاحقة ، اي في عهد العباسيين .

2 - ذكر نبي مزيف يدعى "محمد" ووصفه ضد المسيح.
وهذا ما جاء وصفه ايضا في مخطوطة "تعاليم يعقوب" - الذي عاش في زمن محمد حوالي سنة 634م - حيث يقول:
(7)‘"إنه(اي محمد ) نبي مزيّف، فلا يأتي الأنبياء مدججين بالسيف "

3 – يذكر يوحنا الدمشقي ان العرب حتى في ايام محمد كانوا وثنيين يعبدون نجمة الصبح والزهرة اي افروديت، إلهه وثنية لليونانين وهي ربة الحب والجمال والنشوة الجنسي ومن المحتمل ان قول المسلمين " اللهُ اكبر" كانت بالأصل " اللهُ وكبار (خبار) (عظيم)" اي اشارة الى الحجر ألأسود الذي هو راس افروديت كما يقول الدمشقي ، وكما اثبتت الدراسات الحديثة .
وهنا نسال ما هي الدلالة الأصلية لعبارة الله أكبر؟
هل يقصد يوحنا الدمشقي ان الأسماعيليين يعبدون الله وأكبر اي الله والحجرالأسود الذي هوراس افروديت "خابار" عظيم" "كبير"؟ لأنّ قول المسلمين " الله أكبر" عبارة تفضيلية غير مكتملة .لأنّ السؤال الذي يُطرح هو: الله اكبر مِن مَن ؟. سؤال يجب البحث في ألأجابة عليه لانّه شهادة شخص عاش في زمن الأمويين ِ وليس في زمن العباسيين الذين كتبوا بعد مئات السنين من انتشار الأسلام.
4 – يذكر الدمشقي انّ اليهود ارادوا صلب المسيح ، بدون ان يتبعوا الشريعة (القانون)، اي خالفوا الشريعة الألهية [ قد يكون بسبب عدم وجود شهود ، بل أتوا اليهود بشهود زور] .
السؤال المطروح لماذا لم يوضح القرآن تفاصيل محاكمة المسيح كما جاءت في الأناجيل لكي يفهم المسلم ماذا جرى في حادثة صلب المسيح . في الحقيقة محمد كان جاهلا وبعيدا جدا عن معرفته بالأناجيل القانونية بل استند الى كتب الهرطقات والبدع التي كانت لدى بحيرى الراهب وورقة بن نوفل المنبوذين من الكنيسة الرسمية .ومن هذه الأناجيل هو "الأنجيل العبراني " المنحول وكان لدى البدعة المانوية والغنوصية .
5– يذكر يوحنا الدمشقي ان محمد هذا يدّعي ان المسيح لم يُصلب ولم يمت ، لأنّ الله ، من محبته له أخذه (رفعه ) في السماء
هنا يطرح سؤال آخر- نرجو الأجابة عليه من قبل علماء المسلمين -: اذا كان الله يحب المسيح ويرفعه اليه ويقوم بهذه المسرحية ، لماذا اذن لم يرفع رسوله محمد اليه قبل ان يموت وهو حبيب االله كما جاء في الكتب الأسلامية ؟

6 – يذكر الدمشقي ان اليهود القوا القبض على ظل المسيح وصلبوه!!
وهذاالأعتقاد يتطابق مع المذاهب الغنوصية والدوسيتية (الظاهرية ) التي ذكرناها اعلاه ،
حيث كان محمد النبي "المزيف " على اطلاع بالهرطقات والبدع الخارجة عن المسيحية الرسمية وخاصة تعاليم آريوس وقد يكون هو نفسه"بحيرى الراهب" واسمه الحقيقي"سرجيوس " الذي تعلّم "محمد" على يديه - كما اشار الى ذلك يوحنا الدمشقي في كتابه- واخذ محمد الكثير من معتقداته من هذا الراهب الذي يظهر انه كان يعتنق احد الهرطقات الغنوصية واليهو- نصرانية
فذهب الى بصرى الشام وهناك التقى به محمد كما تخبرنا كتب التراث الأسلامي ، وهناك ايضا "دحيا الكلبي" الذي كان يمثل الملاك جبريل الذي انزل الوحي على محمد و الذي تذكره كتب التراث الأسلامي بالأضافة الى ورقة بن نوفل ابن عم خديجة زوجة الرسول وزيد بن ثابت
وعبدالله بن مسعود وكعب الأحبار وجميعهم كانوا من خلفية يهو- نصرانية .
ودليلنا ألأهم على تأثر محمد بهذه البدع والديانات المنتشرة في العراق والشام والجزيرة العربية( وهي الغنوصية والدوسيتية والنصرانية والأبيونية والمانوية والآريوسية اضافة الى اليهودية والمسيحية والصابئة والزرادشتية) هو كتاب القرآن والسنة النبوية والتراث ألأسلامي.
7 - أنّ الذي صلب ،كما يقول "محمد" هو ظلُّ (خيال )السيد المسيح، وليس انسان اخر يشبهه
كما يدعّي المفسرون المسلمون. هذا يؤكد لنا أنّ العقيدة الأسلامية مرّت بتطورات من البدعة "ألأسماعيلية "الى ألديانة التي سمّيت "ألأسلام" في عهد العباسيين . وهذا التطور ادى الى تشويه وتشويش على عقيدة "محمد " التي كانت تنتمي الى احدى البدع او الهرطقات المسيحية .
جاء ايضا في كتاب يوحنا الدمشقي"الهرطقات":
انّهم (الأسماعيليين او السراسين ) يتّهموننا(نحن المسيحيين) باننا مشركين(او وثنيين حسب بعض الترجمات) لأننا نسجد أمام الصليب ، وهو ما يبغضونه. يضيف الدمشقي فيرد : ونحن نقول لهم :
"كيف إذن تحكّون انفسكم على حجر في الكعبة وتُقبِّلون الحجربقبلات مولعة ؟
ويضيف الدمشقي فيقول :
هذا الحجر هو رأس افروديت ، الذين اعتادوا على عبادته ويسمّونه "خابار"بلغتهم الأم وهو ما يعني "عظيم " !!!! او كبير(8)
"يقول الفيلسوف والمؤرخ وعالم الرياضيات وناقد اجتماعي البريطاني برتراند آرثر ويليام راسل (1872).. له كتاب بعنوان "تاريخ الفلسفة الغربية " جاء في ص325 من الكتاب مايلي:
"استمرت الغنوصية والمانوية في ألأزدهار حتى اعتنقت الحكومة (الرومانية الوثنية) المسيحية وإنّ إحدى عقائد إحدى الفرق الغنوصية قد تبنأها محمد !!!!!
هذه الفرقة التي انتشرت في القرن الثالث والرابع الميلادي تعتقد ان يسوع المسيح لم يكن سوى مجرد بشر... ومحمد ، الذي اعترف بيسوع (عيسى ) كنبي وليس كإله ، كان يميل بشدة للأعتقاد أنّه لاينبغي لحياة ألأنبياء أن تنتهي نهاية بشعة [علما ان محمد في المراجع الأسلامية مات مسموما ]
ويضيف قائلا : ولأن محمد اعتنق راي الدوسيتيين ، وهم من الفرق الغنوصية ، كانوا يروا أنّ الذي رآه اليهود والرومان معلقا على الصليب كان مجرد طيف
. وهذا الطيف هو الذي كانوا يعذّبونه بلا جدوى . وهكذا فإن بعض العقائد Phantom
الغنوصية قد دخلت الى العقيدة ألأسلامية !!!!!(9)
أعترافات عالمين مسلمين عن حقيقة "شبه لهم " في سورة النساء 157
جاء في كتاب العّلامة "المسلم" عبدالله يوسف علي :" معنى القرآن المقدس "
The Meaning Of Zhe Holy Quran
عن سورة النساء 157 ص663 رقم الحاشية 196
يقول : "لاجدوى من مناقشة مواضع الشك الكثيرة والأفتراضات التي دارت بين الفرق المسيحية الأولى وبين علماء الأسلام . إنّ الكنائس المسيحية التقليدية (الرسمية ) تعتبر أنّ من أهم عقائدها:أنّ حياة المسيح انتهت على الصليب وانه مات ودفن ، وأنه قام في اليوم الثالث بجسده وبجراحه التي لم تلمس ، وانه مشى وتكلم واكل مع تلاميذه وانه بعد ذلك رُفع بجسده الى السماء. هذا ضروري للعقيدة اللاهوتية التي تقول بذبيحة الدم والتكفير النيابي عن الخطايا ، وهذا ما رفضه ألأسلام.
.
ويضيف فيقول : لكن بعض الفرق المسيحية الأولى لم تعتقد ان المسيح قتل على الصليب . فإنّ الباسيليديين (أتباع باسيليدس ) ، إعتقدوا أنّ شخصا آخر استُبدل بدلا من المسيح
والدوستيون زعموا ان المسيح لم يكن له أبدا جسدا ماديا حقيقيا طبيعيا ، وإنما له جسدا وهمية ظاهريا ، وأنّ صلبه كان في الظاهر ولم يكن حقيقيا(10).
يعلّق الأخ وحيد في برنامجه "الدليل " في قناة الحياة ويقول:
هكذا عرف العلامة عبدالله يوسف العقيدة المسيحية كما هي في المراجع المسيحية
وهكذا يهمل جزئية"شُبّه لهم":
هكذا نسف العلامة عبدالله يوسف فكرة "شبه لهم" تماما في انها تنتمي من قريب او من بعيد للمسيحية. حيث قالها بكل صراحة في حاشية القرآن انها ليست من المسيحية بل من بدعة مسيحية .
ماذا يعني ذلك ؟ الجواب ان محمد و المسلمون يأخذون اعتقادهم في عدم صلب المسيح وقولهم "شبه لهم" من البدع والهرطقات . بل انّ القرآن في مسالة الصلب بني على هذه الخرافات للهرطقات التي خرجت من المسيحية الرسمية . هذه البدعة الدوسيتية الباسيليدية التي انتقلت الى العقيدة الأسلامية.(انتهى ألأقتباس).
يقول معروف الرصافي في كتابه " الشخصية المحمدية "او "حل اللغز المقدّس":
"مصيبة فاجعة من المصائب التي اوجدتها الهمجية البشرية ،فايقاعه من قبل عتاة متمردين على شخصية مقدسة ممتازة بالبنوة لله ينافي الصلب بحسب الظاهر قدسيتها ويحط من قدرة منزلتها الرفيعة المقدسة ، وعليه فاولى الناس بنفي الصلب عن المسيح هم اتباعه النصارى المؤمنون به المقدسون له كل التقديس ، ولكنا مع ذلك نرى النصارى قائلين بصلب المسيح ، فيجب ان تكون العبرة في صحة وقوعه لقولهم لا لقول غيرهم من الناس ، إذ لايمكن في عرف الناس وعادتهم ان يقول اتباع المسيح بصلبه وهو غير واقع . نعم يجوز أن يكذب اليهود في ادعائهم صلبه لأنهم أعداؤه المنكرون لقدسيته فلا يستبعد منهم القول بصلبه وإن كان غير واقع ، وليس كذلك النصارى ، فإن العادة تقضي بأن ينفوا الصلب عنه وإن كان واقعا!!!!
إنّ نفي الصلب عن المسيح عند العلماء المسلمين بحجة ، اعني حجة المشابهة "شبه لهم" ، لايجوز أن يستند مدعيه الاّ الى العيان والمشاهدة (شهود عيان) ، فيجوز لمن شهد الصلب وحضره أن يقول بانَّ الذي صلب هو المسيح بل هو رجل آخر يشبهه فظنَّ اليهود أنه المسيح فقتلوه وصلبوه. والمفهوم من كلام المفسرين أنَّ اليهود الذين صلبوا المسيح - على أن من المؤرخين من ذهب الى ان الذي صَلب المسيح هو الحاكم الروماني الذي كان عاملا لدولة الرومان في القدس - بأعتباره خارجا على الدولة يطلب الملك لنفسه ، فعلى صحة هذا القول تكون حجة المشابه في نفي الصلب عن المسيح حجة ضعيفة واهية إذ يستبعد من الحاكم السياسي الروماني أن تشتبه عليه الخارجي الذي يريد صلبه فيصلب غيره من الناس مكانه مهما كان مشابها في صورته وخلقته .. وسواء كان من صلبه اليهود ام الحاكم الروماني لابد ان يكون قد شهد صلبه جمهور من الناس ، وعليه فمن المستبعد ان لا يوجد في هذا الجمهور من يعرف المسيح حق المعرفة فيقول لمن صلبوا شبيهه يا هؤلاء إنكم مخطئون فإنَّ هذا الذي تريدون صلبه ليس هو المسيح.
ويستنتج معروف الرصافي عن السبب الحقيقي لنفي محمد صلب المسيح فيقول :
والذي نراه أنَّ محمد كان يظنُّ صلب المسيح منافيا لمنزلته الرفيعة المقدّسة ، وأنَّ الصلب مما يشين كرامته ، وكان هو شديد الحرص على دخول الناس في ألأسلام يتحين له الفرص ويبتكر له الوسائل ، فأراد ان يستميل اليه النصارى بأن يعظم المسيح كل التعظيم ويجعله أعظم و اعلى من أن يصلب فنفى عنه الصلب وقال برفعه الى السماء ، ظنّا منه أنّه بذلك يستميل النصارى الى الأسلام ، وفاته أنّه بنفي الصلب قد هدم دينهم من أساسه وأنَّ مثل هذا القول يعد في عقيدتهم كفرا بعظمة المسيح .[ لأن المسيحيين يعتبرون الصليب رمز التضحية وفداء المسيح نفسه من اجل خلاص البشرية]
وكذلك انتهج محمد هذا النهج لأستمالة بني اسرائيل وتآلفهم ، فأكثر من ذكرهم في القرآن وأركبهم في غير سروجهم وفضّلهم على العالمين وجعلهم أعز خلق الله على الله ، وعظّم انبياءهم تعظيما لايستحقونه ولم يروا مثله في توراتهم ...وذكر لسليمان من الملك ما لايقبله العقل ولا اصل له في التاريخ ، وشحن القرآن بقصصهم واقاويلهم ومعجزاتهم وخرافاتهم حتى لاتكاد تجد سورة خالية من ذكرهم ، كل ذلك لأستمالة شرذمة منهم كانوا في دار هجرته ، أمّأ هم فقد وقفوا له حجر عثرة في طريق دعوته ، ولم يزل قبل اشتداد قوته في المدينة طورا يطريهم ويعليهم ، وطورا في مهواة من الزجر والذم يرديهم حتى يئس منهم وقد قويت شوكته فأصلت عليهم سيفه وأستاصلهم بالقتل والجلاء.(انتهى الأقتباص )
تعليقا على ما قاله الرصافي:
اولا نعم الأبحاث الحديثة تؤكد ان محمد اقام تحالف بين ابناء ابراهيم ،أي بين العرب واليهود والنصارى كما جاء في تاريخ المؤرخ الأرمني سيبيوس من اجل محاربة الروم البيزنطينيين وتحرير ارض فلسطين والقدس . وقد اطلق عليه اليهود صفة "الفاروق" والتي معناها في السريانية "المُخلّص" . ولكن خاب امل اليهود فبع تحرير فلسطين والقدس وبناء الهيكل وانتظار قدوم المسيح . لم ياتي المسيح فأنقلب المسلمون على اليهود كما جاء في الأبحاث الحديثة حتى ان القرآن وصفهم باولاد القردة والخنازير (11).
تابعونا في الجزء الرابع
------------------------------------------------------------------------------------------------
المصادر
(1)
راجع كتاب الكنيسة الكاثوليكية والبدع (المسيحييون المتهودون – الغنوصية- الدوسيتية)
(2)
راجع مقال للكاتب كما في الموقع التالي
https://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=621795
(3)
كتاب سلسلة محاضرات تبسيط الإيمان - الأنبا بيشوي مطران دمياط
238- فقرات من إنجيل يهوذا المزيف
(4)
البدع والهرطقات المسيحية الموجودة بالقرآن
https://www.coptichistory.org/new_page_2998.htm
(5)
https://www.coptichistory.org/new_page_2998.htm
(6)
https://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=396886
القديس يوحنا الدمشقي - االهرطقة المئة_- [christianlib.com].pdf
(7)
راجع
عقيدة يعقوب
https://raseef22.net/article/179657-
(8)
https://www.comprendreislam.com/blog/ar/allawakobar
(9)
https://www.youtube.com/watch?v=9d7tpOO7HA0&t=1274s
(10)
https://www.youtube.com/watch?v=9d7tpOO7HA0&t=1274s
(11)
راجع كتاب " الشخصية المحمدية " للشاعر العراقي المشهور "معروف الرصافي"








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي