الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
سعاد الشهيبي .. ترسم المرأة الثائرة بكل كيانها.
سمير مجيد البياتي
2021 / 10 / 2الادب والفن
لكل فنان أو فنانة طابعه الخاص، وأفكاره التي يبوح من خلالها على فماشته أو لوحته، ويخط خطوطه ، ويلونها بفرشاته مكملاً عمله مستندا على فكرة تدور في خلده ، بعد إن تأخذ من وقته اياما وأياما من الجهد والمثابرة كي يعرضها امام المشاهدين .
إن الفنانة سعاد الشهيبي لها تقنية جديدة في خلق لوحاتها التي ابتكرتها وهي السير فوق الألوان الفاتحة والغامقة، إنها ترسم بكل كيانها: بيديها وقدميها، إنها تسحق الألوان بقدميها، وهي تتقدم وتسير وتسجل انطباعها المباشر. انها لا تقف بل يمتزج اللون بنبض خطاها، أما ألوانها الرقيقة فهي تلامسها بانسيابية. وتستمتع بالحركة وكأنها ترقص فوق القماشة، ركحها الأبيض، لتخلط كل الألوان في لوحة تخرج من الجسد وتترجم شطحات الروح. وكذلك تمسك يداها بالألوان مباشرة، وكأنها تمسك فرشاة بكل اصبع وهي تغطسها بعلب الألوان كالريش، أنها تنظر إلى قدميها لترى ما رسمت خطاها، وهي ترسم بروح الطفولة وبكل حرية ومتعه الأطفال حين يمرحون ويلهون بما يحبون، إنها تستلهم من عفوية الاطفال وترسم في بساطة كالأطفال، وترسم مفرداتها بكل بساطة ولكنها تلك البساطة التي تحمل عمق التجربة وتميز الفنانة وطهارة الروح.
أن تلك الالوان المنثورة هنا وهناك إنما هي تتماهى مع روحها الشفافة، وحركات قدميها وهي تسير في عالمها المحدد ، -القماشة- اللوحة.
ألوانها كثيفة، في حالة انسجام مع روح الفنانة وهي تؤدي رقصتها فيتحول فضاء اللوحة الصغير إلى فضاء واسع رافض للحدود ممتزج بالخيال.
وتصور الفنانة سعاد الشهيبي المرأة كما يجب أن تكون فالنساء في لوحاتها هن الشامخات، المتحديات ، والسائرات بكل ثبات وقوة وهن ذات اصالة عربية بشعورهن الطويلة وقوامهن الرشيق.
ولا تركز في رسمهن على رسم تفاصيل الايادي والأقدام وعلى التفاصيل الصغيرة ، إنما ترسمهن ككيان وقوام وصلابة كأنهن نخلات باسقات، ثابتات يرمزن إلى العطاء الدائم للحياة.
ورغم تنوع المواضيع، هناك امرأة متفردة، ترفع يديها كقوس مكونة دائرة علوية وكأنه احتواء للحياة، مشكلة حركة راقصة، مكونة ذلك التكامل والاتحاد المنشود وهي تخلق لنا الفرح والسعادة.
في اغلب اعمالها هناك حركة تفاعل بين شخوصها باستمرار. ولا تجعل لوحاتها صامتة، إنها لا تحب الجمود أو السكون، إن كل لوحة تحكي وتقص لنا حكاية ونحن نتبع نبض شخوصها. وتسكب ألوانها سكبًا، وكأنها تسكب روحها في ألوان الحياة. وتعتمد الرسامة على التضاد اللوني، ما بين الألوان الحارة والألوان الباردة ، ما بين اللون الازرق والأحمر كي تخلق التوازن التام .
وفي بعض اللوحات هناك اختزال لعدد الالوان كي لا تشتت فكرة اللوحة وروحها.
وفي لوحات أخرى تبتعد الرسامة عن فن اللحظة وتسبر أغوار النفس وتدخل في عالم الفكرة فتقدم أطروحاتها الفنية فنراها ترسم بتقنية عالية كما نرى اعتناءها بإخراج اللوحة وبتحديد واضح و أكثر تعبيرية، هذا ما تجسده في إحدى لوحاتها (شموخ) فرغم اختزال الالوان ترسم تلك المرأة التي تذكرنا بمنحوتة الأم لجواد سليم ، تلك الأم عراقية، وهذه الام او الحبيبة التي ترسمها الشهيبي تونسية بشعرها وقوام جسدها الذي يتلاشى في جو وفضاء اللوحةوقد طغى اللون الأزرق والأبيض وتوجت باللون الذهبي والأسود الخفيف،
سعاد الشهيبي ترسم لنا نساء متحديات وفاعلات في المجتمع والحياة التونسية.
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. بيع -الباب الطافي- الذي حدد نهاية فيلم تيتانيك بسعر خيالي
.. الفنان #محمد_عطية ضيف #قبل_وبعد Podcast مع الاعلامي دومينيك
.. الفنان عبد الرحمان معمري من فرقة Raïm ضيف مونت كارلو الدولية
.. تعرّفوا إلى قصة “الخلاف بين أصابع اليد الواحدة” المُعبرة مع
.. ما القيمة التاريخية والثقافية التي يتميز بها جبل أحد؟