الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كوابيس سورية

نادية خلوف
(Nadia Khaloof)

2021 / 10 / 3
مواضيع وابحاث سياسية


أحاول أن أكتب عن مكنونات قلبي ، ولا يساعدني القلم ، أتخيّل نفسي أمام محكمة ، متهمّة بتدمير الوطن!
أفتّش عن محام يدافع عنّي ، لا يتجرّأ أحد على استلام قضيتي!
قال لي أحد المحامين : " سواء استلم قضيتك محام ، أم لم يستلمها ، فالحكم هو الخيانة العظمى . لا تتعبي نفسك ! إن كنت تعتقدين أن في سورية قضاء ، أو محاماة فأنت مخطئة . " كان هذا في حلمي . أستيقظت و أنا أتمتم " حمداً لله أنه منام".
هل هو منام؟
ومن دمّر هذا المكان الذي يدعى الوطن ؟
يبدو أنه حلم متسلسل . تمرّ أمامي أسماء " الثورجيين " بعضهم كان من رفاقي الشيوعيين ، وبعضهم أبناء من كانوا من مخابرات عبد الناصر، بعضهم من أنصار صدام ، بعضهم ممثل، شاعر ، إعلامي يدعي الشرف .
أحضّر دفاعي أمام المحكمة :
سيدي القاضي
لم أكن مشاركة في تهديم الوطن. فقط كنت مغفلة . أرى الجميع يطير بجناحين إلى الأعلى ، أنظر له بعين الحسد ، أنا في مكانك راوح. لا سلطة، ولا نفوذ ، ولا شعر، ولا فن . غفلة مطبقة .
يأتي صوت القاضي غاضباً :" القانون لا يحمي المغفلين."
متى وضعتم القانون سيادتكم ؟
ويستمر الحلم
" محكومة باليأس "
سوف أسهر حتى الصباح كي لا أرى أحلاماً كوابيس .
ذهبت إلى الميديا ، و على الفيس بوك رأيت نعوة لرجل الأمن الذي داهم منزلنا على أيام عبد الناصر ، وصفوه بالعظيم ، أحد البعثيين الذين وقفوا في طريق وظائفنا وصفوه بالمناضل . صحيح أنه سجن من قبل حافظ الأسد، لكنه لم يناضل ، فقط عوقب كي يزيحوه عن الطريق . ، كان حافظ الأسد مغرماً بتعذيب البشر.
رأيت ليلة أمس في حلمي أنني أعمل في بيت دعارة ، استدعى سيد الوطن حارسة بيت الدعارة ، أصبحت مستشارته الشخصية . سألت المهتمة بشؤون النساء في الدّار : كيف جرى هذا؟
قالت لي : كانت السيدة" قحبة شريفة ."
لكنه حلم كابوس كباقي أيامي .
لماذا تتحوّل أحلامي إلى كوابيس ؟
ما أسخف الفيسبوك !
سوف أقرأ المقالات ، أشاهد الفيديوهات المهتمة بشأن الوطن . والمحللين السياسيين . أود أن أسألكم من أين يكسب هؤلاء الناس عيشهم اليوم ؟ بعضهم كان وزيراً ، أو سفيراً ، أو إعلامياً ،أو ضابطاً ، وجميعهم شاركوا الأسد ، لكن الإنسان يتغير، و الكثير من السوريين تغيّروا فبعضهم يلبس طالباني، بعضهم يلبس عثماني ، بعضهم يلطم إيراني ، و البعض يغزل أمريكي ، يضع على منصته لقاء كلامي مع سيناتور مثلاً يكون فارغ أشغال ، يثرثرون حول أشياء لا نعرفها، يضعون صورة اللقاء .
المحلل الضابط السابق الأستاذ همروج يقول :قلت لكم . أي أننا لا نفهم !
الصعلوك الطويل حمروش يتحدّث عن نجاحه الإعلامي!
السيد دندنون إعلامي متقاعد يقول أنه كان على الدوام ضد الأسد -ربما بينه وبينه- وعلينا االشّق على قلبه .
أما عن مدح ميركل ، فقد ألّف السوريون القصائد ، وكتبوا موسوعات في المديح المبتذل . يعتقدون أنهم لا زالوا يعيشون في سورية ويمدحون الحاكم ، ابن عن الحاكم ، كلبه . تفننوا في المديح . هل كان عليهم أن يشتموها ؟ بالطبع لا. فما قاله حزبها عنها يكفي ولا ضرورة للإطالة ، فمعرفة أين تعيش لا يهم سوري لا يعرف كيف يعيش .
في الحقيقة لم أستمر كثيراً في المتابعة فعندما رأيت صفحة الثائر الشاعر الذي كان محاطاً بثلة من القتلة ، وكان مدمناً على الخمر، ومسيئاً لزوجته و أولاده وكتب بضع كلمات فيها بعض الشتائم .لم أحتمل الوضع . أنا مريضة سرطان ، و الغثيان جزء من حياتي ، لكن في هذه المرة كان غثياناً يشبه الوباء . أغلقت الكمبيوتر ، فتحت على تلفزيون السويد، كان هناك برنامج كوميدي اسمه أخبار السويد يتحدث فيه المقدم عن السياسيين بطريقة النكتة . لم أضحك طبعاً لأنّ النكتة السويدية لا توخزني ، لكن الجميع كان يضحك . أحتاج لنكتة كالمسلة توخز جسدي وتوقظه، لم أضحك . بل بكيت . أين احتمي من الليل ؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مقتل شخص وجرح آخرين جراء قصف استهدف موقعا لقوات الحشد الشعبي


.. فايز الدويري: الهجوم رسالة إسرائيلية أنها تستطيع الوصول إلى




.. عبوة ناسفة تباغت آلية للاحتلال في مخيم نور شمس


.. صحيفة لوموند: نتيجة التصويت بمجلس الأمن تعكس حجم الدعم لإقام




.. جزر المالديف تمنع دخول الإسرائيليين احتجاجًا على العدوان على