الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عن علمانية المعارضة السورية

مازن كم الماز

2021 / 10 / 3
الثورات والانتفاضات الجماهيرية


استيقظ عدد من المعارضين السوريين مؤخرا و عادوا للحديث عن علمانية سورية ، علمانية خاصة بهم أو بنا ، خاصة بسورياهم الجديدة ، علمانية بخصوصية سورية ، أكيد أن آذاننا معتادة على قصة هذه الخصوصية ، بالنسبة للأنظمة العربية لسنا جاهزين للحرية بعد و لن نكون ، بالنسبة للإسلاميين لا وجود لحرية فردية و لن تكون ، و بالنسبة لمدعي العلمانية المعارضين فنحن أيضًا لسنا جاهزين لهذه الحرية الفردية و عيش يا كديش ، أجسادنا و عقولنا ليست لنا و لن تكون ، ولدنا و نستمر بالوجود كقطيع واحد ذا هوية واحدة ، بوصفة أخلاقية و عقلية و قيمية واحدة … أما الحريات الفردية ، المتطرفة ، بما فيها حرية التفكير و التعبير و الحب الحر و النقد و السخرية ، فإنها محظورة و مدانة أو في أفضل الأقوال : "مؤجلة" حتى تنضج الظروف" و حتى ذلك الزمان سيستخدم مدعو العلمانية الإسلام تمامًا كما يستخدمه الإسلاميون : كحقيقة مطلقة يمنع انتقادها و التفكير خارجها أو ضدها … لكن الدين يختلف تمامًا عن الأفكار أو الايديولوجيات الأخرى ، إن وجود الله عز و جل لا يحتمل إلا احتمالين لا ثالث لهما : إما أن الله موجود و بالتالي لا داعي لا لعلمانية و لا لمدنية أو أية أفكار بشرية أيًا تكن ، أو أنه غير موجود و في هذه الحالة لا أهمية لأي تفصيل آخر ، سواءً لعدد من يؤمنون بهذه الخرافة أو لقدمها أو حداثتها الخ ، و في هذه الحالة يكون استخدام هذا الكائن الخرافي لمخاطبة "الجماهير" و إخضاعها هو مجرد خداع لهذه "الجماهير" المؤمنة … في الحقيقة من الرائع أن هذه العلمانية المفصلة على مقاس المعارضة السورية و نظامها المنتظر أبعد ما تكون عن العلمانية ، أنها لا تعارض أية أوهام أو خرافات بل تكرس قداستها و تجرم نقدها تمامًا كما فعل طغاة لا حصر لهم ليس آخرهم الأسد الابن و الأب … تقول الفرضية السائدة في المعارضة السورية أن العلمانية المتطرفة أو الجذرية هي إما علمانية النظام الاستبدادي أو علمانية تخفي موقف طائفي و عميل للغرب أو موقف طوباوي و انعزالي و معادي للجماهير و "حريتها" بالمحصلة ترفض المعارضة السورية بكل أطيافها هذه العلمانية الجذرية و هذه أكبر خدمة تقدمها لهذه الجماهير و للعلمانية نفسها : إنها بذلك ، و لله الحمد ، تعفي العلمانية الجذرية من أية مسؤولية عن فشل هذه المعارضة المتكرر و سقوطها الأخلاقي و الإنساني ، هذا إلى جانب سقوط الإسلاميين و هزيمتهم و انحطاطهم يجب أن ينسب لإله محمد و هلاوس الرجل و إضافات تلامذته … لنترك المزاح جانبًا و لنتحدث بجدية قليلًا ، لا يمكن لأية فكرة ، لأي نظام ، أن يحرر البشر ، هذه كذبة يستخدمها من في السلطة و معارضيهم السلطويين لإقناع الناس أن كل ما يجب عليهم فعله أن يوصلوهم إلى السلطة و يمنحوهم صلاحيات مطلقة و يستسلموا لهذه السلطة … حتى العلمانية الجذرية ، و التي لا يمكن إلا أن تكون جذرية ، و التي تفترض تحرر البشر من الخرافات و الأوهام ، لا تكفي لتحرير عقول البشر ، إذا لم يعتقد البشر بهذه الحرية و يقاتلوا في سبيلها فلن يحظوا بها و لن يمنحهم إياها أي نظام أو فكرة أيًا تكن … تبقى المشكلة مع المعارضة السورية بطائفتيها الإسلامية و تلك التي تدعي "العلمانية" أنهم مصممون و يفعلون كل ما يمكنهم لمنع السوريين من ذلك …








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. طقوس العالم بالاحتفال بيوم الأرض.. رقص وحملات شعبية وعروض أز


.. يوم الأرض بين الاحتفال بالإنجازات ومخاوف تغير المناخ




.. في يوم الأرض.. ما المخاطر التي يشكلها الذكاء الاصطناعي على ا


.. الجزائر: هل ستنضمّ جبهة البوليساريو للتكتل المغاربي الجديد؟




.. تصريح الرفيقين جمال براجع وعبد الله الحريف حول المهرجان الخط