الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كان يُمكن ان يكون ل - بيكيت - ان يكون فيلما سياسياً بِامِتياز ... وَلكِن

سمير حنا خمورو
(Samir Khamarou)

2021 / 10 / 4
الادب والفن


كان يُمْكِن لبيكيت ان يكون فيلماً سياسياً بِامْتِياز ...وَلَكِنْ

بيكيت ، سائح أمريكي ، يفضل الابتعاد عن أثينا مع صديقته أبريل بعد ان سمعوا شائعات عن احتجاجات وتظاهرات سياسية قادمة ستعُمّ العاصمة وأستغلال الوقت للتمتع بمشاهد الطبيعية الريفية الجذابة والآثار القديمة المنتشرة في المنطقة الشمالية .

يبدأ الفيلم بلقطة متوسطة قريبة لرجل وامرأة في السرير ومحادثة عاطفية بين حبيبين وقبلات ، ثم في صباح اليوم التالي نشاهدهم يستمتعون بزيارة منطقة أثرية قديمة تقع على مستويات مختلفة، ثم نراهم جالسين في مطعم خَالٍ مِنَ الزبائن، يستمتعون بالوجبات الليونانية الشعبية ، ثم ينتبهوا للتلفزيون وهو يعرض مشاهد للتحضير لتظاهرات واحتجاجات سياسية غداً الجمعة، وتنتبه أبريل إلى ظهور لقطة لفندقهم الذي يقع على الساحة وتقول يمكننا رؤية الأحداث من شرفة غرفتنا ، ولكنهم يقررون عدم العودة، ويفضلون الانتقال إلى منطقة أخرى، وفي المساء نراهما في سيارة على طريق ملتوي ومظلم للذهاب إلى الفندق الذي حجزوا غرفة لقضاء ليلتهم فيه، تتابع الكاميرا السيارة في عدد من لقطات مختلفة الأحجام والزوايا،، لإعطاء المشاهد الإحساس بطول الطريق وهو خَالٍ مِن السيارات ومظلم . نرى أبريل تتثاءب وتنام، ومع الوقت والسكون بيكيت ايضا يشعر بالنعاس، يقاوم لفترة ولكنه يغفو ويترك المقود، تخرج السيارة عن المسار وتتدحرج إلى الأسفل وتصطدم بجدار منزل وتحطمه وتنقلب داخل غرفة . وعندما حاول بيكيت الخروج من حطام السيارة، يتراءى له، بصورة مشوشة، وجود صبياً بشعر أحمر وامرأة شقراء، يطلب المساعدة ولكن المرأة تسحب الوَلَد وتختفي، المصور السينمائي "سايومبو موكديبروم" يصور هذا المشهد وكأنه هلوسة مرتبطة بالصدمة ، لذلك نحن لسنا متأكدين مما إذا كان فعلا قد شَاهد الصبي والمرأة . يتفقَّد حبيبته بعد ان يسحب جسده بصعوبة من حُطام السيارة، ويكتشف ان أبريل على الأرض ورأسها ملوث بالدماء ويسَقَط مغْمي عَلَيْه. أستيقظ في وقت لاحق في غرفة بالمستشفى وذراعه مكسورة. يحاول ترك السرير ليسأل عن أبريل تسرع ممرضة وتعيده، يفهم ان حبيبته قد ماتت بالحادث . وبعد فترة يذهب إلى مركز شرطة محلي ، لتجري معه استجوابا روتيني، يخبره ضابط ملتحي "سيناكس" يتحدث الإنكليزية، ان جثة أبريل في المشرحة، ويسمح له بالاتصال بوالدها ليخبره بما حدث. ويؤكد الضابط له، إنه من حسن حظه أن المنزل مهجور وخالٍ من السكان ، ولكن بيكيت أخبره أن المنزل لم يكن فارغًا ورأى صبيًا بشعر أحمر وامرأة شقراء.
بعد يومين عاد بيكيت إلى مكان الحادث ، يشاهد آثار انحراف السيارة وسقوطها ، ثم يذهب إلى المنزل، حزينا لانه تسبب بموت حبيبته. بحث عن علبة الأقراص المنومة في السيارة ، يجدها ويبدء ببلع الحبوب بنية الاِنتِحار، وفجأة تظهر امرأة شقراء خارج المبنى وتبدأ بإطلاق النار عليه. يترك المنزل هارباً ويختبئ في الأدغال القريبة، تصل سيارة الشرطة وينزل منها نفس الضابط الملتحي الذي استجوبه، يقف إلى جانب المرأة، يناديه "صديقي هذا أنا، هناك سوء فهم، اخرج من مخبئك"يطمئن بيكيت لرويته وعندما يقف رافعا يديه ، تطلق المرأة النار وتصيبه في ذراعه. يهرب بينما يستمر كل من المرأة والضابط بإطلاق النار عليه. يتسلق منطقة صخرية مرتفعة، ويجد نفسه أمام هاوية عميقة ولا مخرج له إلا بالقفز من على منحدر إلى شجرة ويهرب. وفي الطريق وهو يأس ومتعب ومصاب في ذراعه يرى شاحنة قديمة مُحطمة يلجأ إليها وينام.

في صباح اليوم التالي ، أيقظ صيادون بيكيت وهو غارق في النوم، ويأخذوه إلى قريتهم، يستضيفه اكبرهم سناً في بيته، ويخبره بما حدث له، ولا يعرف لماذا هو مطارد ويريدون قتله، يصعد الاثنان إلى الطابق الثاني لمعالجة جراحه. وفجأة سمعوا طرقاً عنيفاً على الباب، يصاب بيكيت بالهلع، يطلب الصياد منه ان يبقى ساكناً رَيْثَما يَرى مَن في الباب، ينزل الصياد، وما ان فتح الباب حتى هجموا عليه وأشبعوه ضرباً، ولكن بيكيت كان قد شاهد مطارديه، الضابط الملتحي والمرأة الشقراء، قفز من النافذة وهرب بعيداً مرة أخرى. يصادف اثنين من النحالين، رجل وزوجته ورغم عائق اللغة فهموا ماذا يريد، أقرضوه هاتفاً لكي يتصل بالسفارة الأمريكية في أثينا ، والتي تبعد حوالي 5 ساعات بالسيارة، ولكن إجابتهم كانت سلبية وأخبروه أنه يتعذر عليهم مساعدته الآن، ويمكنهم القدوم لنقله في اليوم التالي. لا مجال للانتظار وهو ملاحق وكانت إجابته لهم؛ أنه سيجد طريقة للوصول إليهم. يستفسر من النحالين عن اقرب محطة قطار ، يشيرون له بأيديهم، يسير نحو الهدف ، يلتقي في الطريق بمجموعة من الطلاب والطالبات في رحلة ميدانية، الذين أوصلوه بسيارتهم المدرسية إلى اقرب نقطة لمحطة القطار. ولسوء حظه عندما صعد إلى العربة لم يرَ ان الضابط الملتحي هو الآخر في نفس عربة القطار . يتقدم الضابط ويجلس بجوار بيكيت ويخبره أن النحالين قالوا أنك ستكون في القطار. يعتقله ويضع في معصميه القيود، فجأة يضغط بيكيت على فرامل إيقاف القطار عند الطواريء، وفي الصراع الذي اعقب ذلك، يسحب الضابط مسدسه ولكن بيكيت يتمكن من لوي يديه وتوجيه فوهتة نحو الأسفل ويصاب الضابط برصاصة في قدمه، ويهرب بيكيت مرة أخرى ويتوجه إلى شوارع المدينة ويحاول التخفي بالقرب من الجدران حتى لا يثير أنتباه المارة وفي يديه الأصفاد ، يشاهد ملصقات عديدة على الجدران للصبي الذي سبق وان شاهده في حادث اصطدام السيارة، وهناك شابتين لينا وإيليني، تعملان على لصقها، يركض وَراءَهُما ويسألهما من يكون هذا الولد، يقولون له إنه "ديموس كاراس" ، أبن أخ لزعيم سياسي يساري ، اختطفته منظمة يمينية متطرفة.
بدأ يفهم لماذا هو مطارد ويحاولون اغتياله، يخبرهم انه رأى الصبي مع امرأة شقراء في الجبل، ويطلب منهما نقله إلى إثينا، وينتبه لوجود المراة الشقراء والشرطة في الجهة المقابلة يسألون المارة هل شاهدوا رجلا أسود مقيد. تنظر لينا باتجاه المراة، وبعد تردد يخفون بيكيت في صندوق سيارتهم، وبعد ان صارت المدينة خلفهم ، يطلبون منه الانتقال إلى المقعد الخلفي، وفي الطريق تقول إيليني عن المراة انها تعرفها وتشبه الفاشيست كانت تحمل مسدساً، انها تنتمي لمنظمة "سترابس" من اليمين المتطرف، الذين وضعوا جهاز الشرطة في جيوبهم، يفعلون ما يريدون دون مساءلة أو عقاب. تقوم لينا بإخراج آلة قطع الحديد من حقيبتها لتقطع القيود من يدي بيكيت وتعالج جروحه، وتشرح له انهم ذاهبون إلى أثينا للمشاركة في تظاهرة اليوم لمساندة كاراس، الزعيم السياسي الذي يعمل على بناء ائتلاف من قوى اليسار ضد إجراءات التقشف التي فرضها الاتحاد الأوروبي على اليونان التي تعاني من الديون ، وأزمة الهجرة، لقد أثارت مواقفه التقدمية اِسْتِياء الأحزاب والمنظمات اليمينية المتطرفة في البلاد. ولن يتم إلغاء تلك الإجراءات إلا بانتخابه. انهم يعملون على إخافته ليسحب ترشيحه. وعلى الجسر المؤدي إلى العاصمة لاحظت إيليني وجود حاجز تفتيش للشرط. يضطر بيكيت إلى ترك السيارة ويقفز من فوق سياج ليصل إلى الشارع، وبعد بحث يجد محطة مترو الأنفاق، يسأل بائع التذاكر، عن السفارة الأميركية، اجابه انزل في محطة "اومونونيا" يشتري تذكرة ويركب المترو خائفا وقلقاً، وعند وصوله إلى المحطة المعنية ينزل، ويتجنب الجانب الذي يقف فيه شرطة مدججة بالسلاح وأثناء محاولته الخروج من الطرف الثاني يجد على السلالم رجلاً يفتعل شد شريط حذائه، وفجأة يستل الرجل سكينًا، وطعنه في كتفه، بعد معركة قصيرة يدفعه ويطرحه أرضاً. ويعود إلى ممرّ المحطة صارخا أنقذوني انه يريد ان يقتلني ويخاطر بالهبوط على خطوط السكة، ويلقى مساعدة سريعة من الناس في الجانب المقابل ويرفعوه نحوهم . يرافقه شابين إلى مدخل السفارة، يقدم للحرس جواز سفره.

في السفارة، تقوم ممرضة بمعالجة جروحه، ولف ذراعه بحمالة حول رقبته، يرفع رأسه ويرى صورة أوباما وبعد أنتظار ، يأتي موظف يبدو انه المسؤول الأمني (أف بي أي) ويقدم نفسه، انا "ستيفن تاينان" لقد أخبروني ما فعلوا بكَ ، وأبدى تعاطفاً معه، وأخبره أن جثة أبريل قد تم إرسالها إلى السفارة ، يسطحبه إلى المشرحة ليلقي نظرة أخيرة على حبيبته قبل شحنها إلى اميركا . وبعد استراحة قصيرة يأخذه تاينان إلى مكتبه، ويقول له تعال نتناقش لنوضح القصة ونعرف ما نعمل ؟ يحكي بيكيت ما حصل له، وكيف حاول ضابط ملتحي أسمه سيناكس وامرأة شقراء قتله وعن المنظمة اليمينية التي اختطفت الصبي ديموس ابن اخ الزعيم السياسي وعن الناشطتين اليساريتين لينا وإيليني، المناصرتين لكاراس وهنا يسأله تاينان إن كان يعتقد انهما يستطيعون الذهاب إلى الشرطة والتحدث للصحافة ، وأين يجدهما، وعندما يسأل بيكيت لماذا ؟ يقول أحتاج لشهدتهما، ويتذكر بكيت انهما تحدثتا عن مكتب يقع بالقرب من رسم كبير ليديّن تصلي على جدار بناية، وينفي الموظف ان تكون منظمة (سترابس) تطارده، أو على علاقة بخطف الصبي، والناشطين اليساريين لا يملكون رؤية كاملة للوضع! ولطمأنة بيكيت يخبره ان لديه علاقات واسعة مع الشرطة ، ويعرض اصطحابه إلى ضابط متعاون ونزيه من معارفه، وأنه سيذهب بسيارة مظللة وضد الرصاص وليست تابعة للسلك الدبلوماسي. يقود تاينان السيارة لفترة من الزمن عبر شوارع كثيرة وعندما يصادف مجموعة من المتظاهرين الشباب الذين يحملون أعلاما حمراء ولافتات لا يستطيع احتمال هتافاتهم ويتصرف معهم بنرفزة وعنف.
لاحظ بيكيت ان تاينان قاد السيارة خارج المدينة إلى طرق فرعية خالية من المارة، وفجأة استدار إلى ساحة ترابية وتوقف وأخرج من جيبه صاعق كهربائي وجهه إلى صدر بيكيت محاولا السيطرة عليه ، يحاول بيكيت ابعاد الصاعق عنه ، وتوجيهه نحو الموظف ، وخلال المعركة بينهما يفقد تاينان السيطرة وتصطدم السيارة بحافلة كبيرة واقفة ويفقد الوعي ، يترك بيكيت السيارة بسرعة وهو يعرج ويهرب، وبعد مسيرة في شوارع أثنيا ذات طبيعة مختلفة ترتفع وتنخفض في مناطق عديدة ، يحاول ان يأخذ (موتوسايكل) من فتاة ويقول لها انه بحاجة إليه ولكنها تمنعه، يدخل إلى مقهى أنترنت بحثاً عن عنوان الذي تجتمع فيه الناشطتين، وفي بحثه عن المكان يحاول تجنب الشرطة المنتشرة في الشوارع . يلتقي بحشود تتوجه إلى ساحة التظاهرة، يجد رسم اليدين على جدار عمارة . ونرى عدد من الشباب والشابات في المكتب ومن بينهم لينا وإيليني يعدون اللافتات والشعارات والمناشير وصور كاراس ، يدخل بيكيت ويقفل الباب، تتفاجأ الشابتين بوجوده ويقول لهم انه جاء يحذرهم وعليهم ترك المكان حالاً لأن سفارة بلده متعاونة مع المنظمات اليمينية، احدى الشابتين تقول انهم لن يجرؤا على مهاجمتنا والصحافة الأجنبية حاضرة، ولكن سرعان ما تصل الشرطة مع تاينان وتهاجمهم، ينجح بيكيت الخروج من الباب الخلفي ويشق طريقه داخل الحشود التي تسير إلى ساحة "سنتغما" حيث يتجمع المتظاهرين حول منصة، لكي يستمعوا لخطاب الزعيم اليساري كاراس ، يتبعه ويطارده رجل أمن السفارة، وفجأة نسمع أصوات إطلاق نار كثيف تتراكض الجماهير في كل إتجاه ، ووسط الفوضى، ركض بيكيت ولجأ إلى قبو مركز تجاري مغلق حيث حاصره تاينان مسلحا بمسدس وأثناء تركيب كاتم الصوت يقول لا عداء شخصي لي معك ولكن ، ويوجه فوهة المسدس نحو بيكيت، يرن هاتفه المحمول، ويقول "يجب ان أرد، انه الخط الأحمر"، وبعد ان أستمع لمكالمة قصيرة يخبره ان كل شيء إنتهى، ان ديموس كاراس قد أغتيل للتو. ويلتقط بيكيت عصا حديدية ويضرب تاينان بقوة وعندما يسقط أرضاً، يقف فوقه ويوجه طرف العصا على عنقه، ويحول الموظف ان يضلله ويخبره أن كاراس كان مدينًا سرًا لنقابة الجريمة المنظمة ، وهي التي اختطفت أبن أخيه بعد ذلك انتقاماً منه ، وعملت على ألقاء اللوم على أعدائه السياسيين ، وخوفا من أن تكون عرفتَ الحقيقة من وراء إختطاف الصبي ديموس ، فقاموا بملاحقتك. وعلى الرغم من أن تاينان أكد لبيكيت أنه مع وفاة السياسي كاراس أصبح الآن حرًا ، وسيساعده في العودة إلى اميركا ولكنه لا يصدق أكاذيبه لتشويه سمعة السياسي اليساري المغدور، وهذا يعني أيضًا أن المخابرات الاميركية كان لها دور في كل ما حدث وعندما لم يتراجع عمه عن مواقفه السياسية تمت تصفيته، ويسأل بيكيت وماذا عن الصبي؟ يقول تاينان، من المؤكد انه قتل أيضا، وعندها يوجه له بيكيت ضربات عديدة قاتلة ، يلتقط المسدس يعود بيكيت إلى الشارع ويجد الشباب في غضب عارم، يخلع حجارة الشوارع ويكسرها ويحطم واجهات المحلات وزجاج السيارات الواقفة في الشوارع ومعارك بين الشرطة والمتظاهرين . يلتقي مع لينا لكنه يلمح المرأة الشقراء التي أختطفت "ديموس" تدخل إلى مرآب كبير للسيارات . يتبعها حتى الطابق الأخير، تلتقي بالضابط الملتحي سيناكس، ويقومان بإخفاء الصبي في صندوق سيارتهم ويستقلونها، يركض نحوهم ويحطم زجاج النافذة ويطلق الرصاص على يد الضابط عندما حاول سحب مسدسه وتترك المراة السيارة وتطلق عليه النار وتصيب في صدره ولكنه يتمكن منها ويقتلها، وأثناء ذلك يقود الضابط السيارة ويهبط الطوابق للخروج من المرآب ، يلاحقه بيكيت بصعوبة ، ولكن السيارة تبتعد ويشعر انه لن يستطيع اللحاق بها وإنقاذ الصبي ، ولا يجد طريقة لإيقافها إلا ان يتسلق جدار وينتظر خروجها، يتخذ بيكيت قرارا صعباً بالقفز من الأعلى على سطح السيارة وهي تخرج من بوابة المرآب وقبل ان يتمكن الضابط سيناكس من الهرب يمسك به ويضربه حتى يفقد الوعي، وينبه لينا والمتجمعين حوله إلى الصندوق ، يتم اخراج الولد وهو في حالة يرثى لها ويقوم بعض المارة بإعطائه قنينة ماء . في المشهد الأخير نرى بيكيت جالسا على الأرض متّكأ بظهره إلى السيارة، ينظر إلى راحة يده ولاحظ قلبًا رسمته حبيبته على يده، تقترب الكاميرا ببطء من وجهه ويهمس "كان يجب ان اموت".
كان يمكن ان يكون فيلم بيكيت فيلما سياسيا بإمتياز، ولكن كاتب السيناريو والمخرج لا يلامسان واقع وكفاح الشعب ونضال الاحزاب التقدمية في اليونان من أجل التغير الا من الخارج، ولا يكشف الفيلم أبدًا أي شيء آخر عن هذه الأطراف المتصارعة، ويبقى المشاهدين بعيدا، وغير قادرين على الاندماج بشكل كامل في الصراع السياسي الأهم في رأيي في هذا الفيلم. الشخصية الرئيسية احادية الأبعاد، كما اننا لا نعرف الكثير عن أبريل ولا عن حياة بيكيت قبل ان يأتي في أجازة لقضاء عطلة معها، ويقع السيناريو في عدد من الثغرات، منها اتخاذه من رؤية بيكيت للمرأة والطفل عنصرا رئيسيا لبقية الأحداث، ورغم ان السرد لا يقدم لنا بطلا خارقاً وإنما مجرد رجل عادي، ومع ذلك نرى بيكيت يخرج منتصرا رغم إصابته مرارا وتكرارا بإطلاقات نارية وجروح وكسور، والضرب والسقوط من ارتفاعات عالية، مع اننا نعرف أن من يريد قتله أناس محترفين في مجال الجريمة. ومن اكثر المشاهد سخافة ولا يقبلها العقل. المشهد الأخير عندما يقفز بيكيت من طوابق عالية ليهبط على سيارة متحركة تخرج من مرآب للسيارات. المخرج الإيطالي أراد اخراج فيلم سياسي بأسلوب أفلام المطاردة والتشويق الاميركية ؟!

بيكيت، Beckett فيلم من اخراج الإيطالي فرديناندو سيتو فيلومارينو، سيناريو كيفن رايس عن قصة كتبها المخرج ، تصوير التايلندي سايومبو موكديبروم، مونتاج الايطالي والتر فاسانو، موسيقى للياباني ريويشي ساكاموتو، تمثيل جون ديفيد واشنطن* بدور بيكيت، السويدية اليسيا فيكاندر بدور أبريل ، الممثل الاميركي بويد هولبروك بدور تاينان، ممثلة من لوكسمبورغ، فيكي كريبس بدور لينا، ناشطة سياسية يونانية. ماريا فوتي بدور إيليني ناشطة سياسية ، بانوس كورونيس بدور سيناكس ضابط الشرطة الملتحي. لينا كيتسوبولو بدور المراة الشقراء ، يوركوس بيرباسوبولوس بدور الصبي ديموس كاراس، إيزابيلا ماركارا بدور ممرضة في القرية . تم عرض بيكيت لأول مرة في مهرجان لوكارنو السينمائي الرابع والسبعين في 4 آب / أغسطس 2021 ، وتم عرضه رقميًا في 13 آب على منصة نيتفليكس .

*الابن الأكبر للممثل والمخرج دينزل واشنطن، شاهدناه في فيلم تينيت، وفيلم ومالكولم وماري، وهذا هو رابع دور بطولة رئيسي له .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ربنا يرحمك يا أرابيسك .. لقطات خاصة للفنان صلاح السعدنى قبل


.. آخر ظهور للفنان الراحل صلاح السعدني.. شوف قال إيه عن جيل الف




.. الحلقة السابعة لبرنامج على ضفاف المعرفة - لقاء مع الشاعر حسي


.. الفنان أحمد عبد العزيز ينعى صلاح السعدنى .. ويعتذر عن انفعال




.. االموت يغيب الفنان المصري الكبير صلاح السعدني عن عمر ناهز 81