الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الصين وامريكا مَن سيهزم مَن؟

داود السلمان

2021 / 10 / 6
مواضيع وابحاث سياسية


المتابع الجيّد للعلاقات الصينية الامريكية، والتي هي تتأرجح كأراجيح العيد لدى الاطفال، المتابع يعي وبدقة متناهية، بأنَّ الطرفين احدهما يتحاين الآخر للانقضاض على خصمه في أول فرصة سانحة له.
فأمريكا هي القوة العظمة المهيمنة على العالم، كما هي ترى، ويؤيدها الواقع، بعد أن انتصرت على الاتحاد السوفيتي سابقا، وقبلها قد وضعت المانيا واليابان في جيبها، فلا يحركان ساكنا، فضلا عن جُل دول الشرق الاوسط المغلوب على أمره. فلم يبق الا كوريا الشمالية والصين، واذا استثنينا كوريا فأن الصين هي الخضم العنيد لأمريكا، وهي اكبر دولة صناعية وكذلك عسكرية في المنطقة، ذلك لما تتمتع به من امكانيات كبيرة في هذا الاطار، فترى إنها هي الاوُلى بقيادة العالم، إن صح التعبير، وامريكا تحسب لها الف حساب، وبحساب الاقتصاديين فأن الصين هي صاحبة الاقتصاد الناهض في العالم ولا يمكن لأمريكا أن تقف ازائها في هذا الجانب، فأمريكا لا تغض البصر عن ذلك.
والحقيقة أنَّ الصين تتمتع بذكاء، وهي ليس كأمريكا التي تتدخل عسكريًا هنا وهناك، وقد فشلت في العراق وافغانستان وغيرهما من الدول، حيث فشلت فشلا ذريعًا، والصين من جانبها تراقب عن كثب ما تفعله امريكا، وتترصد اخطاؤها وترى كيف أن اقتصادها قد انهار في اكثر من مرة؛ بينما اقتصاد الصين ما زال قوي متين.
كما أنَّ امريكا لا تريد أن تناطح الصين، والصين تشتغل على نار هادئة في طهي وجباتها الدسمة، والتي تُعبّر عنها باقتصادها المتين؛ بمعنى أن الصين ليست كأمريكا في استخدام قوتها العضلية من خلال تدخلاتها في العديد من الدول العربية والعالمية؛ بل أنَّ الصين تستخدم عقلها الاقتصادي.
الخبر الذي هز العالم يوم أمس هو أن الصين استطاعت أن تهكر: الواتساب و التلجرام والفيسبوك حتى خسرت الشركات واصحاب الاسهم ملايين الدولارات، واوعزت ذلك الى طفل يبلغ من العمر الثالثة عشرة عاما (بحسب الخبر الذي تناولته بعض وسائل الإعلام)، في رسالة واضحة للإدارة الامريكية أنَّ الصين بإمكانها أن تتغلب على الولايات المتحدة الامريكية، لا عسكريًا بل اقتصاديًا، وكلنا على دراية بأن الاقتصاد هو السلاح الاكثر فتكاً والذي يهزم العدو، لأن قوة الاقتصاد تفوق قوة السلاح بحساب علماء الاقتصاد.
ثم لا ننسى أن الادارة الامريكية لاتزال تتهم الصين بأنها هي من افتعل فايروس كورونا (كوفيد 12) كحرب بايدلوجية، الا أنَّ الصين لم تسيطر على الفايروس، فكانت النتيجة ما هي معروفة.
ويبقى السؤال: يا ترى هل أن الصين بما فعلته يوم أمس هي حملة من حملاتها الاقتصادية ضد خصمها امريكا، أم ماذا؟. وبرأيي هي لعبة اقتصادية سيفوز بها من هو الاكثر ذكاءًا.





التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي


التعليقات

1 - الصين وامريكا مَن سيهزم مَن؟
عبد الفادي ( 2021 / 10 / 6 - 05:39 )
احسنت اخ داود بهذه المقارنة بين الصين وأمريكا ، وكما تفضلت ان الصين تشتغل على نار هادئة وأنَّها تستخدم عقلها الاقتصادي لهذا نلاحظ ان زمام الأمور مع الصين قد فلتت من يد امريكا لأن الصين تستطيع الآن فرض ارادتها على المجتمع الدولي لكنها تتعمد بعدم اظهار قوتها لتفاجئ العالم عند الضرورة . طبعا امريكا تعرف وتراقب الوضع مع الصين جيدا وهي الأخرى تعمل بصمت لكي تفكك الصين بأقل الخسائر وقد تجد طريقة اخرى غير الطريقة التي تفكك بها الأتحاد السوفيتي ولكن مع الصين الوضع صعب لأن معظم المهاجرين الصينيين الذين هاجروا بكثافة الى امريكا وحصلوا على التجنس هم بمثابة الطابور الخامس للصين وكل المعلومات تنقل عن طريقهم الى المخابرات الصينية ولهذا فإن امريكا ستفشل بالمواجهة مع الصين إلا في حالة حدوث تخلخل ذاتي في النظام السياسي الصيني نفسة ، تحياتي

اخر الافلام

.. من هي نعمت شفيق؟ ولماذا اتهمت بتأجيج الأوضاع في الجامعات الأ

.. لماذا تحارب الدول التطبيق الأكثر فرفشة وشبابًا؟ | ببساطة مع




.. سهرات ومعارض ثقافية.. المدينة القديمة في طرابلس الليبية تعود

.. لبنان وإسرائيل.. نقطة اللاعودة؟ | #الظهيرة




.. الجيش الإسرائيلي يعلن استهداف بنى تحتية لحزب الله جنوبي لبنا