الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


نهاية الدولة المزورة 2

خليل قانصوه
طبيب متقاعد

(Khalil Kansou)

2021 / 10 / 6
مواضيع وابحاث سياسية


واظبت السلطة الحاكمة في لبنان ، مند نهاية سنوات 1980 و حتى الآن ، أي في أعقاب أنسحاب القوات الإسرائيلية من المناطق التي كانت تحتلها لكي تتموضع في شريط حدودي ، جنوب و جنوب شرق مجرى نهر الليطاني ، على طمأنة الناس بأن ظهور بوادر النهضة والإزدهار مرتكز على دعائم صلبة ، و ليس غيمة صيف عابرة .و ما يدعم هذا التفاؤل هي ورشة الإعمار الكبيرة التي انطلقت في العاصمة وطلب المصارف المتزايد على العملة الوطنية مقابل معدلات فائدة عالية ،كونها تحظى بتغطية قوية بالدولار النفطي .

من المعروف أن الأمور أخذت في سنوات 2005 ـ 2006 ـ2007 منعطفا جديدا ( اغتيال السيد رفيق الحريري ـ أنسحاب الجيش السوري من لبنان ـ حرب تموز ـ أحداث 7 أيار ) تعبيرا عن إرادة بدأت تتضح بعد غزو العراق في سنة 2003 ، لدى الولايات المتحدة و أسرائيل ، بالإنتقال إلى مرحلة الحسم في موضوع إعادة رسم خريطة المنطقة بحيت تلائم مشروع الشرق الأوسط الجديد الذي أعلن عنه أكثر من ناطق باسم الإدارة الأميركية .

لست هنا في صدد تناول هده المسألة ، فما اود قوله هو أن اللبنانيين يعيشون منذ تلك الفترة حربا مرهقة ذات تكلفة لا تطاق ، أدّت من و جهة نظري إلى نتائج كارثية لجهة الإنحلال الأخلاقي و الإنساني على صعيد الفرد و الجماعة ،انسجاما مع النظرية الأميركية عن " الخير و الشر" و عن تجهيل " مجتمعات الأشرار " و إعادتها إلى " العصر الحجري " وصولا إلى درجة من التراجع يفقد " الأشرار" عند بلوغها القدرة على التفكير و استنباط حلول لأزماتهم و التعارف و التعاون فيما بينهم ، فيتنازعون و يقتتلون إلى حد إبادة أنفسهم بانفسهم ، إستكمالا لسيرورة الإبادة التي يبادر إلى إطلاقها أصحاب مشروع الشرق الأوسط الجديد .

لا شك في أن سرقة شبه الدولة ثم إعلان إفلاسها يندرجان في إطار سيرورة " التجهيل " . فمن المعلوم أن أهل الحكم ظلّوا يخادعون الناس عن سلامة الوضع المالي حتى عشية اليوم الذي أعلنوا فيه فجأة ، أنهم فقدوا تغطية العملة الوطنية . الغريب في الأمر ، أن الحكام و حاشياتهم في الإدارات العامة و المصارف تمكنوا من نقل ودائعهم بالدولار إلى المصارف الغربية ، بينما حبست المصارف المحلية ودائع الناس بالدولار ، أو سمحت لهم باسترجاعها تدريجيا بالعملة الوطنية على أساس سعر للدولار تضعه هذه المصارف ، يقل كثيرا عن سعره المتداول في السوق .

تجدر الاشارة في هذه المسألة أيضا إلى أن المصرف المركزي يحاول و سط هذا الخضم التحكم بسعر الدولار ، فعمد إلى إصدار كميات من الأوراق المالية و إغراق السوق السوداء بها ودفع رواتب موظفي الدولة منها . نجم عنه ،بطريقة غير مباشرة ، حلول الدولار عمليا مكان العملة الوطنية في السوق ، كنتيجة منطقية لفقدان الثقة بها .

مجمل القول أن قطاعا واسعا من السكان ، موظفون مثلا ، صاروا يتقاضون رواتبهم بعملة لا قيمة لها ، و في المقابل لم يتأثر الحكام و الزعماء و أرهاطهم و المستوردين الحصريين بالأزمة المالية ، لانهم استطاعوا الحصول على ودائعهم في المصارف ، بالدولار "المدعوم " ( 1500 ليرة ، بينما سعر الدولار في السوق السوداء 20000 الف ليرة ) . بكلام أكثر وضوحا فرض على قطاع واسع من السكان العيش من دون " عملة وطنية " في بلاد صار الدولار فيها هو العملة المتداولة في السوق ، في حين أن مصادر الدولار في خارج البلاد : ودائع الحكام في المصارف الأجنبية ، الجاليات الوطنية في الخارج ، و المنظمات اغير الحكومية . و لكن من المعروف أنه لا يحق إدخال " الدولار " إلى البلاد إلا للذين يحق لهم إخراجه أو " تهريبه ". ( للحديث بقية)








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مليار شخص ينتخبون.. معجزة تنظيمية في الهند | المسائية


.. عبد اللهيان: إيران سترد على الفور وبأقصى مستوى إذا تصرفت إسر




.. وزير الخارجية المصري: نرفض تهجير الفلسطينيين من أراضيهم | #ع


.. مدير الاستخبارات الأميركية: أوكرانيا قد تضطر للاستسلام أمام




.. وكالة الأنباء الفلسطينية: مقتل 6 فلسطينيين في مخيم نور شمس ب