الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قصص وحواديت من العالم القديم (27/27) شارلمان

محمد زكريا توفيق

2021 / 10 / 6
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات


ثيودوريك. سانت باتريك. كلوفيس.

لازالت روما موجودة كمدينة. لكنها لم تعد المدينة الإمبراطورية، عاصمة العالم، ومقر السلطة. لقد مست هجمات البرابرة جمالها وروعتها إلى حد كبير. هي تحمل حتى يومنا هذا، جروح وتشوهات الغزاة والبرابرة الذين لا يرحمون.

إيطاليا الآن يحكمها قوطي آخر. هو ثيودوريك. ولد في ألمانيا، بعد عامين من وفاة أتيلا. من عرق ملكي، ابن ثيودمير، ملك أمالي، وخلف والده على العرش.

عندما حكم إيطاليا، رفض لقب الإمبراطور، لكنه قبل لقب الملك. وكان يتعامل باحترام واضح مع شريكه في الإمبراطورية، أناستاسيوس، إمبراطور القسطنطينية.

كان بلاطه، في رافينا، رائع، يجري وفقا لآداب روما القديمة. وكان عهده عهد سلام ظلل الإمبراطورية، وشهد تسامحا مع الدين الكاثوليكي.

زار روما، ونظر بإعجاب وتبجيل إلى آثارها الرائعة، رغم ما أصابها من تشويهات بسبب الحروب. شاهد عمود تراجان، ومسرح بومبي، ومدرج تيتوس. ورأى بإعجاب، أربعة عشر قناة تمد روما بالمياه. لذلك، عين مسؤولا، كان عمله الوحيد، هو الحفاظ على الآثار الفنية والمباني العريقة.

ثم قام بإمداد العديد من المدن بالكنائس والقصور والمباني العامة الأخرى. كان يقيم أساسا في رافينا، حيث كان يقضي وقته في زراعة بستانه بنفسه. كما أنه شجع الزراعة، وأدار أعمال المناجم، وجفف مستنقعات بونتين.

كانت هذه الأهوار بالقرب من روما، وكان الهواء الرطب الناشئ عنها في بعض الأحيان غير صحي للغاية. من خلال هذه الإدارة الجيدة، جاء الرخاء، ورخصت الأسعار. ومع رواج الحالة الاقتصادية، تحسنت أخلاق الناس، وأصبحت من المقولات الشائعة، أنه يمكن ترك حقيبة مملوءة بالذهب في الحقل دون خوف من السرقة.

في هذا الوقت، دخل الفرنجة إلى المسيحية. كلوفيس، ملك الفرنجة، كان قد هزم الحاكم الروماني، واستولى تماما على بلاد الغال. تزوج كلوتيلدا، ابنة ملك بورجوندي، وخلع والدها لكي يكون هو سيد تلك المملكة.

كانت كلوتيلدا مسيحية، كما كان جميع البورجونديين. أقنعت زوجها بالدخول في المسيحية. وعندما أصبح كلوفيس مسيحيا، عام 496 م، حذت جميع رعاياه حذوه.

مع كلوفيس، يبدأ تاريخ فرنسا. لقد نقح قوانين ساليتش المستعارة من ألمانيا. من هذه القوانين، استبعاد المرأة من الحكم. وبالتالي لا توجد أنثى في أي وقت، أمكنها ارتداء تاج فرنسا.

هزم ثيودوريك كلوفيس في المعركة، ولكن بعد ذلك، عقد معاهدة سلام معه. أصبحت باريس الآن هي عاصمة فرنسا. ثم توفي كلوفيس، عام 511م، بعد تقسيم مملكته بين أبنائه الأربعة.

من خلفاء كلوفيس، لم يكن أي منهم يستحق الذكر. إلى أن جاء "بيبين لو بريف"، حفيد تشارلز مارتيل، وصار ملكا، بموجب أمر من البابا. عندما توفي بيبين، عام 768 م، ترك اثنين من أبنائه، تشارلز وكارلومان، تقاسما مملكته. لكن كارلومان يموت بعد والده بوقت قصير. فيصبح تشارلز هو الحاكم الوحيد. تشارلز هو نفسه شارلمان، صاحب الشخصية الفريدة في التاريخ.

جوستينيان. بيليساريوس:

لقد رأينا الإمبراطورية الغربية قد وقعت في أيدي البرابرة. دعونا الآن نستفسر كيف كان حال الأباطرة الشرقيون. إذا نظرنا إلى خريطة العالم، سنرى أن القسطنطينية تقع إلى الشرق من روما، وبالتالي نفهم لماذا يطلق عليها مقر الإمبراطورية الشرقية.

فيما يلي قائمة بأسماء الأباطرة الشرقيين، بدءا من أركاديوس وصولا الى جوستينيان الأول.

أركاديوس عام 395 م، ثيودوسيوس 408، مارسيان 450، ليو العظيم 457 م، ليو الثاني 474، زينو 474.
بعد نهاية الإمبراطورية الغربية:
أناستاسيوس 491، جوستين الأول 518، جوستينيان الأول 527.

تميزت فترة حكم جوستينيان بالعديد من الأحداث المثيرة للاهتمام، سواء في امبراطوريته الشرقية أو في أجزاء أخرى من العالم.

جستنيان، خلف عمه جوستين. كان شابا من أصل غامض، ولكن عمه أخذه مبكرا من قريته الأصلية، وتلقى تعليمه في القسطنطينية، وتبناه، وسماه خلفا له. ويقال إن جوستين كان هو نفسه جاهلا لدرجة أنه لم يكن يعرف حتى الأبجدية.

ثيودورا، زوجة جوستينيان، كانت شخصية فريدة جدا. ولكن أخطاءها كانت كثيرة.

كان من حسن حظ جستنيان، أن له جنرال شجاع وماهر اسمه بيليساريوس. كان بيليساريوس ناجحا بقدر ما كان شجاعا. كان منضبطا وصارما بين قواته.

بالقرب من معسكره، لم تسرق تفاحة من الأشجار، ولا تعدي أي جندي على حقل من الحقول. هزم الفرس، وقمع تمردا في القسطنطينية. كما أنه هزم جليمار، ملك أفريقيا، وأخذ منه عاصمته قرطاجة عام 534 م.

المغاربة (المور)، كانوا في الأصل من سكان موريتانيا القديمة. انتشروا في شمال أفريقيا بأكملها، وغزوا إسبانيا، واحتفظوا بها لعدة قرون. قام المغاربة بمهاجمة الرومان، لكنهم هزموا وعادوا إلى صحاريهم وجبالهم.

كان بيليساريوس ناجحا بنفس القدر في إيطاليا. استعاد العديد من المدن من سيطرة القوط، وجعل نفسه سيد روما. عرض عليه تاج إيطاليا، لكنه رفض بشدة العرض المغري. في عام 546، توتيلا من القوط، في غياب بيليساريوس، نهب روما. لكن هذا الجنرال الشجاع، مرة أخرى استعاد المدينة من البرابرة.

بعد حياة طويلة ومجيدة، وبسبب غيرة جوستينيان من شهرته وأعماله المجيدة، تعامل معه باحتقار وفتور. إلى درجة أنه قام بمحاكمته بتهمة التآمر ضد حياة الإمبراطور.

توفي بيليساريوس في سن متقدمة، عام 565 م. ولكن، لم يكن أعمى ولا متسولا في الطرقات، كما كانت تقول الشائعات. إلا أن الإمبراطور، كان قد صادر ممتلكاته. جستنيان نفسه لم يعش طويلا بعد موت الجنرال الذي قدم له الكثير من الخدمات، والذي عامله ظلما بسبب الغيرة.

بعد وقت قصير من وفاة بيليساريوس، استقر اللومبارد، وهي أمة من الألمان أو الاسكندنافيين، في إيطاليا، وامتلكوا جزءا كبيرا منها. وجعلوا بافيا عاصمتهم. بقية إيطاليا كانت لا تزال يحكمها إكسارخ، نيابة عن الإمبراطور، الذي كان مقر إقامته في رافينا.

نال جستنيان احترام الأجيال القادمة، بسبب تجميعه لمدونة قوانين. هي مجموعة قوانين مختارة بعناية من قوانين روما القديمة. سرعان ما انتشرت في كل أنحاء أوروبا.

كنيسة آيا صوفيا، في القسطنطينية (اسطنبول)، والتي يتحدث عنها الركبان، أسسها وبناها جوستينيان في خمس سنوات، وتم افتتاحها عام 537م. ثم قلبت مسجدا، ثم متحف. الآن هي مسجد. تعد من أبرز الأمثلة على العمارة البيزنطية والزخرفة العثمانية.

لم يشأ جستنيان أن يبني كنيسته على الطراز المألوف، وكان يبحث عن طراز بيزنطي جديد. لذلك كلف مهندسين معماريين من آسيا الصغرى لبناء هذا الصرح الضخم.

يقال إن ملاكا ظهر للإمبراطور في المنام وأمره ببناء هذه الكاتدرائية. من هنا جاء اسمها: آيا صوفيا أو "الحكمة الإلهية". الإمبراطور نفسه كان مهندسا معماريا. وكان يلبس ملابس العمال التيل ويشرف على البناء ويوجه آلاف العمال بنفسه يوميا.

الكاتدرائية خارج البناء تبدو عادية، لكنها من الداخل شيء رائع. لأنها بنيت لكي تنافس هيكل سليمان الذي كان موجودا بالقدس قبل تدمير الهيكل.

في الوسط، توجد قبة عظيمة، حولها أنصاف قباب وأقواس. الجدران مزينة بالفسيفساء والصور، تبين مشاهد من الإنجيل وتحكي قصصا عن حياة القديسين.

المعابد الوثنية تم نهبها وتجريف نقوشها ونقل أعمدتها لكي تبني بها آيا صوفيا. هنا أعمدة من الرخام على كل شكل ولون. المنابر والهياكل والأبواب من العنبر والعاج وخشب الأرز.

المذبح الذهبي، مطعم بالعقيق واللؤلؤ والياقوت والماس. الكنيسة توجت بصليب من الذهب الخالص. في ليلة كريسماس عام 548م، وهب جستنيان كنيسته بعد اتمامها إلى الرب. نزل من عربته الحربية، فاردا ذراعيه ودخل الكنيسة وهو يجري نحو المذبح قائلا: "المجد للرب. يا سليمان، لقد تفوقت عليك"

ظلت آيا صوفيا، لقرون عديدة، أجمل الكنائس البيزنطية في العالم. إلى أن فتح الأتراك القسطنطينية عام 1453م. ماذا يفعل الأتراك المسلمون بكنيسة مسيحية حتى وإن كانت آيا صوفيا؟

قاموا بغسل الكنيسة من الداخل بماء الورد. صور القديسين تم طلاؤها باللون الأبيض، وعليها ركبت صفائح مكتوبة بآيات قرآنية. الصليب المصنوع من الذهب الخالص الذي كان يعتلي قبة الكنيسة، بدل بالهلال رمز الإسلام. أيا صوفيا تم تحويلها من كنيسة مسيحية إلى جامع إسلامي.

أثرت المصنوعات المختلفة الرومان الآن، وفي عهد جوستينيان، بدأت تنسج الملابس من الحرير. أحضرت ديدان القز من الصين سرا. كان يخبأ البيض داخل العصي والهراوات، حتى لا يلاحظه الصينيون. الذين كانوا يمنعون نقل هذه الصناعة خارج حدود بلادهم.

التجارة مع الصين كانت تتم عن طريق البحر والبر على حد سواء. السفر عن طريق البر، طويل وشاق. الطريق البحري كان يبدأ من سواحل الصين إلى سومطرة، ثم جزيرة سيلان، ثم الخليج الفارسي، ومن هناك إلى القسطنطينية.

ولد الرسول محمد في مكة المكرمة، عام 570 م، أو ما يقرب من ست سنوات بعد وفاة بيليساريوس.

توفي محمد بسبب الحمى في المدينة المنورة، عن عمر 63 عاما، سنة 632 م. ومنذ ذلك الحين، انتشر الإسلام ووصل إلى بلاد فارس، وشبه الجزيرة العربية، وشمال أفريقيا.

المغاربة، أو البربر، تم دخولهم في الإسلام عام 712 م. بعد حوالي ثمانين عاما من وفاة محمد، غزوا إسبانيا، وأسسوا مملكة في قرطبة، عام 756 ميلادية، بعد وقت قصير من ولادة شارلمان.

كان الساراسين، أو العرب، تحت قيادة العديد من الخلفاء، يهاجمون أوروبا وآسيا. أخذوا القدس وغزوا مصر ونهبوا ثروتها، وأحرقوا مكتبة الإسكندرية الشهيرة. ثم استولوا على جزيرة قبرص.

في جزيرة رودس، وجدوا تمثالا هائلا للإله أبولو، فدمروه. وقد كان واحدا من عجائب الدنيا السبع في العالم. ودمروا جزيرة صقلية، وهاجموا القسطنطينية، لكنهم لم يتمكنوا من أخذ هذه المدينة.

اللسان اللاتيني لم يعد يتحدث به في إيطاليا. من المفترض أن وجود الغرباء قد غير تدريجيا لغة عامة الناس، وأخيرا أصبحت اللغة المنطوقة بشكل عام مختلفة بشكل أساسي عن لغة روما القديمة، لكن تم الحفاظ عليها في الكتابات القديمة. اللغة الإيطالية تختلف كثيرا عن اللاتينية.

بينما كان الإسلام ينتشر، كان القديس أوغسطين، في إنجلترا، يدعوا الغزاة السكسون إلى الديانة المسيحية. إنجلترا، كانت مقسمة في ذلك الوقت إلى العديد من الإمارات، كل منها يحكمها أميرها.

شارلمان.

بوفاة أخيه، أصبح شارلمان الملك الوحيد للفرنجة، لما يقرب من خمسين عاما. استمر هذا الملك العظيم في الحكم، وقام بالتوسع من خلال الفتوحات الجديدة.

كان والده، بيبين، قد وضع، أو ربما أعاد فقط، خطة البرلمان العادي، الذي كان يجتمع مرة واحدة في السنة، وجعله يعقد مرتين كل عام. أعضاء البرلمان كانوا من ثلاث فئات: رجال الدين، النبلاء، عامة الشعب.

اسم البرلمان في الماضي، كان هو "بطل مارس"، أو "حقل مارس"، لأنه عقد في الأصل في حقل، في الأول من شهر مارس. وكانوا يجرون فيه جميع أعمالهم العامة. والملك، كان له صوت واحد فقط، مثل باقي الأعضاء. لكن في زمن شارلمان، كان الملك يحظى بالمزيد من السلطة والنفوذ.

أدخل شارلمان النظام الإقطاعي إلى فرنسا، بعد أن عرفه عندما غزا اللومبارد، الذين كانوا يمارسونه، وربما هم من اخترعوه أولا. ووعد اللوردات والبارونات العظماء، الذين تلقوا من الملك هدايا القلاع والأراضي، في المقابل، بتجنيد الجنود إلى الميدان، حتى يخوضوا معارك الملك الذي أثراهم. واشترط أيضا أن يقوم العامة بتسليح أنفسهم، دفاعا عن اللوردات.

شارلمان، بعد أن أخضع اللومبارد، تم تتويجه ملكا لإيطاليا، عام 774 م. ثم جعل نفسه سيد جزء من ألمانيا. وهاجم وهزم العديد من القبائل القوطية. ثم طرد الهون وأخذ جزيرة سردينيا وبعض مقاطعات إسبانيا.

في يوم عيد الميلاد، عام 800 م، كرسه البابا ليو الثالث إمبراطور الغرب. لكن، لأنه لم يكن يقيم في روما، أصبحت الإمبراطورية الغربية عند وفاته، أكثر قليلا من اسم. وكانت معروفة في وقت لاحق، باسم "الإمبراطورية الألمانية".

قسم شارلمان دولته إلى مقاطعات، كل مقاطعة تحتوي على عدد معين من البلدان.

خلال فترة حكمه، كانت تصنع الزجاج والصوف والحديد بنجاح. وكان لديه سفن حربية متمركزة عند مصب كل نهر كبير.

شجع التجارة، ومنح الكثير من الاهتمام إلى الفنون والموسيقى. وتعلم الفرنسيون من الإيطاليين العزف على الأرغن. لقد حمى الأدب وكافأ رجال المواهب.

كان شارلمان أنيسا في الحياة الخاصة. حض أولاده على ممارسة الألعاب الرياضية، وبناته على ممارسة الفنون المحلية. وكن يقضين أوقاتهن في الغزل والتطريز، والمهن الأخرى بسيطة.

توفي شارلمان في السنة الثانية والسبعين من عمره، عام 814 م. ترك سلطانه في إيطاليا لحفيده برنارد، وبقية ممتلكاته إلى لويس لو ديبونير، ابنه الوحيد الباقي على قيد الحياة.

هارون الرشيد، أو هارون العادل، خليفة المسلمين في ذلك الوقت، كانت دولته لها نفس الازدهار والثراء والنفوذ. وقام المنصور، سلفه، ببناء مدينة بغداد الشهيرة، على ضفاف نهر دجلة، وجعلها عاصمة الخلافة.

لقد تناوب العديد من الأمراء صولجان الإمبراطورية الشرقية منذ عهد جوستينيان. قسطنطين الخامس، قد أصبح إمبراطورا خلال حياة شارلمان. أمه، إيرين، التي استعادت عبادة الصور، أبقت ابنها، تحت سيطرتها الكاملة. وفي النهاية، قامت بقتله، لكي تعلن نفسها إمبراطورة عام 797 م.

يقال إنها كانت ترغب في أن تتحالف مع شارلمان، إما بزواج ابنها قسطنطين من إحدى بناته، أو بالزواج منه هو نفسه. لكن في عام 802 م، خلعت من العرش، وحبست في دير.

لم يمض وقت طويل بعد وفاتها، بدأ جنس جديد من الأتراك، من بلاد التتار، في الإغارة على إمبراطورية الشرق.

كانت أرموريكا، وهي مقاطعة في فرنسا، لها اسم بريتاني، لأن العديد من البريطانيين لجأوا إلى هناك من قوة هنجيست وهورسا، كما ذكرنا من قبل.

هذه كانت حالة العالم، في عهد شارلمان الطويل والمزدهر.

كانت إنجلترا تحكم بسبعة أمراء سكسون مستقلين. القديس أوغسطين كان مشغولا بتحويل السكسون إلى المسيحية.

بلد الفرنجة، تحت اسمها الجديد، فرنسا، كان يحكمه شارلمان بشكل جيد. وكان هذا العاهل العظيم، إمبراطور الغرب، وملك لجزء كبير من إسبانيا وألمانيا.

البابا ليو الثالث. كان أسقف روما أو البابا. وقد تم إدخال مجموعة جديدة من الرهبان إلى إيطاليا، تسمى بنديكتين، نسبة للقديس بنديكت، مؤسسهم.

المور، الذين غزوا جنوب إسبانيا، أصلحوا بلاطهم في قرطبة، تحت إشراف ملكهم، عبد الرحمن.

العرب كانوا يثيرون الرعب في كل أوروبا، والقدس كانت في حوزتهم، وبغداد عاصمتهم.

كان البيكس والأسكتلنديون في السلطة الكاملة في اسكتلندا.

ويقال إن الأيرلنديين كانوا يعيشون في حالة من رغد العيش والسلمية. البريطانيون، الذين كانوا يحتقرون نير الساكسون، لجأوا إلى جبال ويلز. لذلك، يتباهون بأنهم الوحيدون الحقيقيون، الذين جاءوا من نسل البريطانيين القدماء.

كانت إمبراطورية الشرق تتلاشى تدريجيا من مجدها السابق، بسبب سيطرة الملوك الضعفاء أو الأشرار.

أثينا، لم تعد مقر الفنون والعلوم كما كانت في الزمن القديم. عانت كثيرا من ويلات القوط، ولم يبق سوى القليل من روعتها القديمة. اليونان ومقدونيا، كانتا كل بدورها فريسة للبرابرة الغازية.

نهبت صقلية بالعرب. سيراكيوز، لم تعد تذكر إلا لعظمتها السابقة. مصر كانت محتلة وتنهب بالعرب كما كانت تنهب أيام الاحتلال الروماني. قرطاجة القديمة، لم يبق منها إلا بقايا.

سويسرا، كانت جزءا من مملكة أو مقاطعة بورجوندي، وبالتالي كانت تحت حكم شارلمان.

يعلن مؤرخو بولندا أن تلك المملكة كانت تحكمها منذ فترة طويلة ملوكها، أو دوقاتها، من عائلة ليسكو، وأن أول سيادة لها كانت ليخوس، 550 م.

استمرت الصين والهند بنفس الدرجة من القوة والحضارة التي كانت لديهما منذ فترة طويلة. كان يحكم الصين إمبراطور واحد، تاي تسونغ، واحد من أشهر وأفضل ملوكها.

توفى شارلمان في بداية القرن التاسع الميلادي 814 م.

النهاية
شكرا لمرورك الكريم








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين في معرض البندقية


.. الهجوم على رفح أم الرد على إيران.. ماذا ستفعل إسرائيل؟




.. قطر تعيد تقييم دورها كوسيط في المحادثات بين إسرائيل وحماس


.. إسرائيل تواصل قصف غزة -المدمرة- وتوقع المزيد من الضحايا




.. شريحة في دماغ مصاب بالشلل تمكّنه من التحكّم بهاتفه من خلال أ