الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المتغيرات السياسية في مغرب ما بعد انتخابات 2021

آدم روبي
ناشط حقوقي وسياسي مغربي وباحث سوسيولوجي

(Roubi Adam)

2021 / 10 / 7
السياسة والعلاقات الدولية


إن الاحداث المتسارعة والمفاجئة، التي عرفتها الانتخابات المغربية هذه السنة، تعد على الاقل على مستوى الشكل، احداث استثنائية لم تتكرر منذ انتخابات 17 ماي 1963 عندما أفرزت فوزًا للجبهة الموالية للمؤسسة الملكية جبهة الدفاع عن المؤسسات الدستورية (FDIC) التي تم إنشاؤها خلال بضعة أشهر من انتخاب الصديق المقرب والمستشار الخاص للملك الحسن الثاني أحمد رضا اجديرة، بما مجموعه 69 مقعدًا.
إن الطابع الحاد لهاته الاحداث اليوم الذي عرفته الانتخابات بعد الاطاحة بالحزب الذي كان على رأس الحكومة لمدة 10 سنوات المتمثل في الحزب الاسلامي العدالة والتنمية، وذلك عبر ولايتين ففي الولاية الاولى تم تقديم خدمات جليلة من طرف هذا الحزب للدولة، عبر الاجهاز على صندوق المقاصة، الاجهاز على قانون التقاعد.
اما الولاية الثانية فقد اتمم هذا الحزب خدماته للدولة عبر المصادقة عن "قانون الاطار 51،17" و فرض "التعاقد" لضرب التعليم العمومي، بالإضافة الى تحرير اسعار المحروقات. كما أنه وضع في الصورة لأعمال في نظر التابعين له انها تتعارض مع مرجعية هذا الحزب "الإسلاموية" مثل مشروع قانون 13/21 لتقنين زراعة القنب الهندي؛ "الكيف"، واختتمت هذه الحكومة ولايتها بالتطبيع مع الكيان الصهيوني، هذا العمل الاخير الذي يبين مدى مضي هذا الحزب في تقديم اي تنازل سواء على حساب الشعب المغربي او حتى على حساب قواعد حزبه والمتعاطفين معه، مقابل كسب رضى الدولة الشيء الذي اعتبره بعض المحللين السياسيين انه دفع العديد من التابعين لهذا الحزب بالتصويت العقابي لصالح احزاب اخرى وعلى راسها حزب اخنوش.
ان التخلي عن حزب العدالة والتنمية الذي خدم المخزن كل هذه الفترة بالإضافة الى الخدمات التي قدمها للمؤسسات المالية الدولية عبر تطبيق سياساتهم في العديد من القطاعات، لم يأتي الا مع سياق مختلف عن سياق 2011 الذي تولى خلاله هذا الحزب رئاسة الحكومة في ظل انتفاضات الربيع "العربي"، إنه سياق دولي لم يعد يشكل ضغط ضد الأنظمة في المنطقة العربية والمغاربية عموما. وهو سياق يختلف كذلك عن السياق الوطني والدولي الذي واكب تخلي المخزن عن حزب الاتحاد الاشتراكي بعد حكومة التناوب.
إن فقدان اغلب مقاعد الحزب "الإسلامي" بالرغم من أنه كان يطبق سياسات يمكن ادراجها بانها ليبرالية في مضمونها و لا تتلائم مع الطابع "الاسلاموي"، يمكن اعتباره بانه اذلال لهذا الحزب من طرف المخزن بعدما استوفى المهام الموكلة اليه وهي تهدئة المشهد السياسي الاحتجاجي العام الذي عرفه المغرب ما بعد انتفاضة 20 فبراير 2011. بحيث ان المخزن اليوم لم يعد بحاجة لمن يقيه او يخفف عنه ضغط الحركات الاحتجاجية، او ما يسمى ب"البارشوك"، وانما يبحث عمن سيطبق له سياساته وسياسات المؤسسات المالية الأجنبية بسلاسة وبأسرع وقت ممكن. تلك المشاريع التي تستدعي خوصصة القطاعات وبالتالي الزحف على مكتسبات للمواطن المغربي كانت في الامس القريب مجانية (الصحة، التعليم، صندوق المقاصة، التقاعد..).
الشيء الذي سيفرز لا محالة هبات شعبية مستقبلا، وهو الشيء الذي يحتم فتح نقاش حقيقي منفتح على كل القوى المناهضة للمخزن وتكثيف الجهود من اجل تأطير نضالات الكادحين واستيعابها مختلف اشكالها، حتى لا تتحول لفوضى لن تخدم بحال من الأحوال كل من له مصلحة في وطن يعيش فيه الانسان المغربي حياة كريمة وديمقراطية حقيقية.
إن كذلك بناء حزب الطبقة العاملة وعموم الكادحين/ات، الذي يقبل النهج الديمقراطي على الإعلان عليه، والذي يأتي بعد حملة المقاطعة الذي نظمها في العديد من المدن و القرى، والذي تعرض خلالها مناضلوه ومناضلاته للقمع و التضييق و الحصار من طرف السلطات تارة ومن طرف البلطجية تارة أخرى. سيكون هذا الحزب معبر حقيقي عن طموحات طبقة تشكل من حيث الكم أكبر طبقة جماهيرية بالمغرب و هي الطبقة العاملة، ويعتبر أداة ومهمة أساسية تمكن من الوصول لتلك الجماهير لإعطائها سبل تحقيق مطالبها وأهدافها في افق تحقيق التغيير المنشود الذي تطمح إليه و يطمح إليه كل من يؤمن بقوتها على التغيير.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. غرقُ مطارِ -دبي- بمياهِ الأمطارِ يتصدرُ الترند • فرانس 24 /


.. واقعة تفوق الخيال.. برازيلية تصطحب جثة عمها المتوفى إلى مصرف




.. حكايات ناجين من -مقبرة المتوسط-


.. نتنياهو يرفض الدعوات الغربية للتهدئة مع إيران.. وواشنطن مستع




.. مصادر يمنية: الحوثيون يستحدثون 20 معسكرا لتجنيد مقاتلين جدد