الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


اللفظ والفعل في الثقافة العربية السائدة

فايز الخواجا

2021 / 10 / 7
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


@@لماذا في ثقافتنا اغتال اللفظ الفعل؟؟؟
هناك كما اعتقد عدة اسباب طويلة ومركبة
اللغة العربية لم تتكون من خلال التفاعل مع الواقع والحوار معه والدخول في معارك لتغيير ملامح وجهه وهذا لا يأتي الا بالفعل
اللغة العربية وليدة النص القرءاني وافراز للفقه والنص القرءاني هو نص لا يترك اي مجال للانسان في تغيير الواقع من خلال فعل ايجابي او من خلال عمل موجه نحو تطويره والا فاين فقه العمل؟؟؟ هذا من جانب ومن جانب آخر الفهم الخاطيء والمروع للقضاء والقدر والارادة الالهية بمعزل عن عمل الانسان في الحياة وتطويرها.
من هنا جاءت اللغة هي لغة بيان ولفظيات وحكايات وقصص ووصفيات وهذا ترحيل للغة الوصف والهجاء والمدح والفخر والغزل في اتجاهات لفظية غيبية ضمن الخوافي والغيبيات...
وهناك مسألة هامة ان الاقتصاد الرعوي من جهة واقتصاد التكسب من سطح الحياة بدون الدخول الى تغيير هذا السطح قد عزز الجانب اللفظي التسطيحي
تفضلوا... هذا منشور لي حول تلك المسألة منذ سنة انشره للمره الثانية لمن يريد ان يقرأ ويفهم ويعتبر
@@@ذوبان الفعل في الالفاظ واغتياله من خلالها في ثقافتنا: قد يكون العنوان جديدا وطرحه ايضا جديد.. لانه يمثل متنا مقلقا جدا لي ولكثير من الاخوة.. على ضوء ما حدث ويحدث في اوطاننا...
قبل فترة زمنية ليست بالقصيرة قرأت مقالا لاحد موظفي الجامعة العربية المتنفذين حيث قال: (ان مؤتمرات القمم العربية لقاءات ثم كلام ثم توصيات ثم ادراج للحفظ او العمل عكسها تماما.)...!!!
لم انس ما قاله ابدا خصوصا انني شاركت في عشرات ورشات العمل والندوات والحوارات والنقاشات السياسية والثقافية وطرح توصيات ولكنها في النهاية ضراط على البلاط مع اعتذاري للتعبير... لكنه المناسب لواقع الحال...
والسؤال الذي كان يراودني دائما لماذا ولماذا ولماذا؟؟؟
واخذ عقلي يبحث ويحفر عن الاجابه في تراثنا وايدولوجيته واشاراته ورموزه ومفرداته وفهمه ومقارباته..عسى ولعل ان التقط اجابة معقوله ومقنعة.. واستمر بحثي وتفكيري واخيرا اعتقد انني وجدتها كما قال ارخميدس وجدتها وجدتها... لكن ما هي وكيف؟؟؟
اعد للتراث الاسلامي لانه شكل ثقافتنا وتركيبتنا العقلية وخريطتها الذهنية وتوجهاتها واتجاهاتها.. واخذت منه ثلاثة عناصر..
كن فيكون. ارادة الله وقدرته. موقع الانسان منهما.. والفهم الخاطيء لها واسقاط هذا الفهم وتمثله في العقل والفكر والسلوك.... طبعا بالنسبة للانسان المسلم العادي والبسيط ولو كان يحمل اعلى الشهادات ويعتلي اعلى المناصب في الحكم...
كن فيكون عبارة تعني امرا الهيا من المنظار الديني لحصول شيء او امر ما فيحصل او يحدث.. وهذه مسألة ذو دلالات مجازية قدمت لعقل القرون الوسطى لتقريب القدرة المطلقة لله الى عقله وقدراته الادراكية والاستيعابية. ويلاحظ هنا ان الامر الالهي يتعدى مفهوم الفعل او العمل ... لكن كيف تمثله عقل المسلم؟؟؟
سوف اعالجه في نهاية المنشور...
ارادة الله ومشيئته للاسف قدمتا في التراث الاسلامي بطريقةمشوهة ضبابية لا تتفق مع الحد الادني من المنطق وهذا لا يتفق مع ماهية العقل الكوني وتجلياته في قوانين الكون والوجود حيث اعتقد ذلك.. فتم تصوير ارادته خارج تجلياته بقوانينه وهذا مخالف للعقول غير انني اقول ان التقديم كان تابعا لطبيعة العقول التي تستقبل والتي كان الخطاب موجها له ولمعرفتها ولادراكاته ومستوياتهما.. فالكون والوجود منضبط تابع لقوانين ولا يسير بفوضى او على المزاج العشوائي.. .
ولكن كيف تمثل العقل المسلم كل من النقطتين السابقتين؟؟؟ دعونا نحلل
يقول علماء النفس التحليلي وعلى رأسهم سيجموند فرويد ان الاشارات والرموز التي تسقط على عقل الانسان تصنف في خانات الافكار التي تعبر عن كل ما يسقط على العقل من خلال المحيط الذي يعيش فيه وهذه الاشارات والرموز قسم منها يترسب في قاع ملفات الدماغ في منطقة اللاوعي او منطقة اللاشعور وقسم منها يكون حاضرا في الوعي...
وما خزن في اللاوعي يظهر بين الفينة والاخرى على شكل تداعيات لفظية او سلوكيات منبثقة من افكار او حاجات مكبوته في منطقة اللاشعور...
هذه الاسقاطات تعمل عملها بهدوء من منطقة اللاشعور... وتتسلل رغما عن الشعور.. وتتمظهر او تتجلى في..
المفردة يكفي لفظها... او يكفي كتابتها... او ترديدها..وتصبح وكأنها واقعا حيا تتنفس وتتحرك وتعمل في الواقع... حالة لا شعورية تستولي على الوعي والشعور..
وانا لمستها طيلة حياتي في الاعلام العربي...
من خطب الى اناشيد الى تحريضات الى ادعية...
جميعها اسقاطات لما ذكرته سابقا باختصار..
حيث يتم الحديث عن الوطن الفاظا في حين ان يقتل ويمزق في الواقع..
ويتم الكلام عن الفساد في ورشات العمل والندوات وضرورة مكافحته وهو يستشري ويتجذر..
من هنا يذوب الفعل ويختفي
وهذا اسس لثقافة صوتية تقوم بتوليد وانتاج ذاتها في العقول تترحل وراثيا. ومن اعراضها
@للاسف الثقافة العربية ليست ثقافة عقل وتحليل وربط علاقات.. ومن ثم استنتاجات هي ثقافة تقوم على المفردات والصوتيات والخطب والفخر والهجاء وترديد ثوابت في التراثيات والمقدسات بدون وعي او ادراك لغياب العقل
وما علينا فقط الا ان نرصد مخرجات الفيس بوك من تعليقات او منشورات ونقوم بعملية تحليل حيث نجد القشور والتسطيحات والتكرارات والاجترارات.. فالثقافة لها تعاريف مختلفة حسب الموضوع الذي يتناولها وكل شعب له ثقافة ولكل انسان له ثقافة في محاورها المختلفة من الاتجاهات والتوجهات الى الاستجابات الى الافعال الى القيم والعادات الى المنظومات التي يعرفها. وتم استدخالها الى عقله من المحيط الى ادوات التفكير وانماطه ان وجد... وتقاس الثقافات بدرجة تطورها مع تطور الحياة ومع تغير فهمها وطرق التعامل معها باتجاه التناغم مع هذا التطور والتحكم فيه لمصلحة الانسان وهنا منطقة القتل والفرق بين ثقافة واخرى
والتعليم لا يعني اكتساب ثقافة جديدة انما يعني تعلم القراءة والكتابة من جهة ودراسة موضوع ما ولو بشكل سطحي ونجاح بالعافية من اجل الوظيفة وكسب قيمة اجتماعية ان كان بالامكان.. بدون اجراء اي تغييرات على اعادة النظر بعمق حول الثقافة المسيطرة التي كان هذا المتعلم من مخرجاتها وهذا يكون نادرا جدا في المجتمعات ذات الثقافة المقولبة التي تقوم على التخويف والارهاب والاقصاء.. من هنا عدم وجود عقلية نقدية وثقافة حديثتين في مجتمعاتنا..
حيث يكون المتعلم والذي يحمل اعلى الشهادات في مجتمعاتنا في فهمه للشان العام وللظواهر الاجتماعية والسياسية ونظرته اليها تماما كالانسان الجاهل والبسط بل يردد نفس المفردات ونفس الاستجابات.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. #shorts - 49- Baqarah


.. #shorts - 50-Baqarah




.. تابعونا في برنامج معالم مع سلطان المرواني واكتشفوا الجوانب ا


.. #shorts -21- Baqarah




.. #shorts - 22- Baqarah