الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
وقفة مع العوار ...
محمد ناجي
(Muhammed Naji)
2021 / 10 / 7
مواضيع وابحاث سياسية
تَتابع انظمة الاستبداد والطغيان ، بمختلف مسمياتها ، ادى الى انتشار وشرعنة وسيادة نهج وثقافة وقيم الاستبداد في كل مفاصل المجتمع العراقي ، والتي اكتسبت بمرور الزمن والتكرار صفة مقدسة ، وبالنتيجة أدت إلى اصابة الانسان والمجتمع والعقل السياسي والثقافي والديني بالعمى والعور وفقدان الذاكرة ... ولم يفلت من هذا المصير الّا ماندر من أصحاب العقول النيرة ، والضمير الحي .
اليوم كما بالأمس نلاحظ التضليل والخداع والارتزاق في بازار الانتخابات . ومع الشعور بالخوف والهلع من ارتفاع نسبة المقاطعة المتوقعة ، وما تعنيه من سحب الغطاء السياسي والإعلامي و(ليس الدستوري) عن النظام ، ترتفع معها الترديد بطريقة دينية وعشائرية لمقولة : الانتخاب واجب ، والمواطن وحده وليس غيره من يتحمل مسؤولية الفشل !
وهنا من الضروري الاشارة إلى :
١ في النظام الديمقراطي الحقيقي ، وليس ديمقراطية سوق مريدي أو ربع الله ، الانتخاب حق وليس واجب ، ولو كان واجب فالقانون يفرض عقوبة على من لا يقوم بالواجب .
٢ المسؤول عن الفشل هو (المنظومة والعقل السياسي والثقافي والديني العراقي) ، والذي لا يمكن أن ننتظر منها غير عرض بضاعتها الفاسدة في البازار ، وأن تطلب من الناس أن يختاروا (الأفضل من بين الفاسدين) الذين تعرضهم عليهم ! والمفارقة الخبيثة أن (منظومة الفساد …) تعود وتحمّل الناس مسؤولية فشلها لأنهم أختاروا من بضاعة الفساد التي عرضتها عليهم هي وليس غيرها ، وهي تحملهم المسؤولية حتى لو امتنعوا بتاتا عن المشاركة في الاختيار ، لأنهم يرون أن الخلل في النظام برمته ، وأن الانتخاب ليس سوى جزء منه ، ولن يأتي بجديد غير تدوير وجوه الفساد ! فالمعادلة عندها هي : تريد أرنب أخذ أرنب … تريد غزال اخذ ارنب !
٣ من الواضح للعيان أن المواطن ، وبعد أن مر أكثر مما يكفي من الزمن ، وتكرار التجارب السلبية ، فقد الثقة بهذه (المنظومة والعقل السياسي والثقافي والديني العراقي) ، وطالب ولايزال يطالب بتغييرها ، فنزل وتظاهر في الشارع ، واليوم يستخدم أسلوب آخر من أساليب التعبير عن الرأي والموقف والعمل السياسي السلمي واللاعنف وهو مقاطعة الانتخابات ، وربما لاحقا العودة لاستخدام الاساليب الاخرى وهي التظاهر - الإضراب - العصيان المدني ... والتي تتعمد منظومة الفشل وحبربشيتها انكارها واستنكارها وتشويهها وشيطنتها .
والخلاصة : نكرر التأكيد أن الامتناع عن المشاركة في الانتخابات حق ، وهو هنا يمثل إعلان براءة من نظام الفشل والفساد والفاسدين ، واعادة للقرار المسلوب الى صاحبه الطبيعي وهو المواطن . أما من يريد المشاركة في الانتخابات فهو حر ، ولكن ليبتعد عن نهج وعقلية التخندق العشائري البائس (نحن-هم … أبيض-أسود …) وتخوين الآخر والحط من رأيه ، وتسويق أوهام ومخاطر عن الطريق المسدود ، والحرب الأهلية ، والقتال الشيعي-الشيعي … وغيرها ، ورمي التهمة على عاتق الناخب الممتنع وليس نظام الفساد - شلع قلع - المسؤول الأول والأخير عما جرى ويجري وسيجري في خراب العراق !
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. مهاجمة وزير الأمن القومي الإسرائيلي بن غفير وانقاذه بأعجوبة
.. باريس سان جيرمان على بعد خطوة من إحرازه لقب الدوري الفرنسي ل
.. الدوري الإنكليزي: آمال ليفربول باللقب تصاب بنكسة بعد خسارته
.. شاهد رد مايك جونسون رئيس مجلس النواب الأمريكي عن مقتل أطفال
.. مظاهرة أمام شركة أسلحة في السويد تصدر معدات لإسرائيل