الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


جائزة نوبل للآداب 2021

نادية خلوف
(Nadia Khaloof)

2021 / 10 / 8
الادب والفن


الجوائز الأدبية تخضع اليوم للتصويت ، و أحياناً يكون التّصويت لا علاقة له بالقيمة الأدبية ، أو الفنيّة ، ونحن نرى بأم أعيننا أن الجوائز في الوطن العربي في جميع المجالات بعيدة عن الموهبة . في الحقيقة أنه ومنذ يومين و أنا أبحث عن الحائز لجائزة نوبل للآداب عبد الرزاق قرنة ، أو كما يسمونه غورناه ، لم أسمع به قبل فوزه بالجائزة . قرأت عن أسباب منحه جائزة نوبل فكان الجواب: تقديرا لسرده "المتعاطف والذي يخلو من أي مساومة لآثار الاستعمار ومصير اللاجئين العالقين بين الثقافات والقارات"، بحسب لجنة التحكيم التي أشادت بـ"تمسكه بالحقيقة وإحجامه عن التبسيط."
ويتساءل المهتمون بالشأن الثقافي : لماذا قرنة؟
ولماذا لم يتم اختيار من يكتب بلغته الأم ، وليس بلغة القوة الاستعمارية ، فالناطقون بالانكليزية الحاصلون على نوبل كثر ؟
أو لماذا لا تكافئ نوبل سلمان رشدي ، الأكثر وضوحًا لتقليد ما بعد الاستعمار ، والذي عاش بموجب فتوى تهدد حياته لأكثر من 30 عاماً منذ "آيات شيطانية"
لست أنا من يتساءل ، بل بعض الصحافيين المحايدين في السّويد.
ولد عبد الرزاق جرنة عام 1948 في زنجبار ، وعاش في المملكة المتحدة منذ عام 1968 ، ويقوم بتدريس اللغة الإنجليزية والدراسات الأدبية في جامعة كنت. دافع عن أطروحته عام 1982 وكتب مقالات علمية عن الكتابة ما بعد الاستعمار وفعل مثله سلمان رشدي وجوزيف كونراد وجامايكا كينكيد وزوي ويكومب.
كتبت أولريكا ستاهر المحررة الثقافية في صحيفة أفتون بلادت السويدية مقالاً ختمته بالتعبير التالي :" لكن عند الحديث عن والهجرة ، لا يزال من المفارقات أنه عندما يتم الثناء على كاتب بشكل أكثر دقة غير غربي ، فإنه قد تأقلم في أوروبا لفترة طويلة.تكون الأكاديمية قد احتفظت بنظاراتها الأنانية ."
بالنسبة لي كان الأمر ممتعاً حيث خالف التكهنات الصحفية التي لم يكن القرنة منها . فهو من زنجبار حيث للعرب حضور قوي ، وزنجبار متعددة الثقافات، لكنّه بنفس الوقت إنكليزي له مكانة علمية ممميزة في الجامعة حتى لو كان متقاعداً اليوم .
ما يلفت النّظر في جائزة نوبل ، ربما كما جميع الجوائ العالمية أنها غامضة في التعليق على سبب الجائزة ، وربما قائل : لماذا ليس أدونيس ، وهو مرشّح العرب الدّائم إلى الجائزة ، وهو فعلاً يمثّل الذهن العربي الذي يبحث عن الوصول إلى السطح ، من جهتي : لا أعرف الجواب، لكنّني قرأت مرة في الصحافة الغربية السويدية عن أدونيس فصعقت عن تحليلات الكاتب لشخصه ، وكأنه عاشره لعمر . سواء فاز القرنة ، أ و غيره ، سوف يبقى الأدب و الفن هما غذاء الرّوح فحتى الكتّاب المرتبطين بسلطات بلدانهم القمعية ولا يخرجون عن سياقاتها قدموا لنا بعض الأشياء التي تمتعنا جزئياً بها .
إن فوز القرنة بجائزة نوبل للآداب -رغم الاختلاف حوله-يرضي الباحثين عن الفكر ربما ، رغم أنه من أصول مهاجرة ، لكنّه عاش حياة نشطة ، كان مجتهداً لم يتوقف خلال رحلة حياته عن السعي للعلم ، وهناك الكثير يشبهونه من بين المهاجرين ، لكن الجائزة واحدة ولن تمنح لكل من يشبهه.
في تصريحاته الأولى بعد الفوز قال القرنة إنه ممتن للأكاديمية، وأضاف: "إنه أمر رائع، إنها جائزة كبيرة، وسط لائحة ضخمة من الكتاب الرائعين، ما زلت أحاول استيعاب الأمر."
لاحظت أن جميع الأشخاص الذين ينالون جائزة نوبل في أي مجال هم مجتهدون ، ووصلوا في الغرب إلى أماكن مرموقة إن كانوا من أصول مهاجرة مثل القرنة . أو وصلوا عن طريق حكوماتهم ربما مثل نجيب محفوظ ، لكنهم جميعاً قدّموا أدباً جميلاً .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. سماع دوي انفجارات في أصفهان وتبريز.. ما الرواية الإيرانية؟


.. عاجل.. وفاة الفنان الكبير صلاح السعدنى عن عمر يناهز 81 عاما




.. وداعا العمدة.. رحيل الفنان القدير صلاح السعدنى


.. وفاة الفنان الكبير صلاح السعدني عن عمر يناهز 81 عامًا




.. المتحدة للخدمات الإعلامية تنعى الفنان الكبير صلاح السعدني