الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل أساء ماكرون للإسلام حقا؟

عبدالله عطية شناوة
كاتب صحفي وإذاعي

2021 / 10 / 8
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي


لم أكن يوما من المعجبين بالشاب الفرنسي الذي يسكن الأليزيه إيمانويل ماكرون، وكنت ولا أزال أراه ثعلبا سياسيا ماكرا، أبعد ما يكون عن أية مبادئ سامية. لكني لست ممن يقيمون الآراء أنطلاقا من موقفي المسبق من أصحابها. لهذا فاني لا أرى أن حديثه عن أزمة الدين الإسلامي تجاوزا على الحقيقة. ومن ينكر وجود الأزمة أو يقلل من فداحتها وعمقها وشمولها أنما يختار أن يسلك سلوك النعامة التي تخفي رأسها في الرمال خوفا من مواجهة الخطر، وهو يشيح بوجهه عن الحقيقة خوفا من مواجهتها.

ألا يكفي الدمار الذي تركته حركات التشدد، التي تصادر الأسلام، في عشرات البلدان ذات الأغلبية الأسلامية، دليلا على وجود الأزمة؟
وهل من دليل على الأزمة أبلغ من أن ملايين المسلمين يبحثون عن ملاذات آمنة لهم، خارج بلدانهم بعد أن أحرقتها صراعات على خلفية دينية وطائفية؟
أي مظهر للأزمة أسطع من كون الطوائف والفرق الأسلامية تتحاور مع بعضها بالرشاشات والعبوات الناسفة، بالتكفير والإغتيال والقتل؟
أي تعبير عن الأزمة أكثر وضوحا من أن بلدانا ذات أغلبية أسلامية تحترب فيما بينها على مدى سنوات طوال: الحرب العراقية ـ الأيرانية ثمان سنوات، حرب اليمن سبع سنوات حرب ليبيا. والحرب المستعرة في سوريا منذ عشر سنوات، ناهيك عن نموذج الدولة الداعشية؟

أي كوارث لم تحدث بعد في بلدان الغالبيات الإسلامية وننتظر حدوثها حتى نعترف بوجود أزمة؟
لو كانت الصراعات التي تجري في مجتمعاتنا على قضايا سياسية وأقتصادية لأعتبرناها صراعات سياسية، لكنه صراعات بين مسلمين يرون أن من الواجب فرض رؤيتهم عن الإسلام على الآخرين، وأسقاط الأنظمة السياسية التي لا تعتمد تلك الرؤية، وهذا ما يؤكد أن الصراع دينيا، وأن الأزمة دينية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - من يسئ للإسلام؟
محمد مدحت بسلاما ( 2021 / 10 / 9 - 10:30 )
سيّد عبد الله، شكرا على هذا المقال. الإسلام ليس بحاجة لغير المسلمين للإساءة إليه أو لفضح عقائده وتناقضاته ومآسيه. دود الخلّ منه وفيه. القر آن يكفي وشيوخ الإسلام يقرّفون الناس من هذا الدين.


2 - الصديق محمد مدحت بسلاما
عبدالله عطية شناوة ( 2021 / 10 / 9 - 15:00 )
الإسلام مثل أية عقيدة أخرى، يمكنها أن تتطور إيجابيا في حال تطور وعي معتنقيها ومواكبته للحياة وما تشهده من تطور معرفي وعلمي وقيمي، وسعيهم الى تطوير العقيدة بما يتوافقه مع ذلك التطور، وإبقاء جانبها الروحي الذي يوفر له سلاما داخليا. وبالعكس في حال تحجر وعيهم، فانها تتطور سلبا، فيدخلون هم وعقائدهم في أزمات لا يزيدها الزمن إلا تعقيدا، ولا تفضى سوى الى الخراب والدمار.

اخر الافلام

.. تشدد مع الصين وتهاون مع إيران.. تساؤلات بشأن جدوى العقوبات ا


.. جرحى في قصف إسرائيلي استهدف مبنى من عدة طوابق في شارع الجلاء




.. شاهد| اشتعال النيران في عربات قطار أونتاريو بكندا


.. استشهاد طفل فلسطيني جراء قصف الاحتلال الإسرائيلي مسجد الصديق




.. بقيمة 95 مليار دولار.. الكونغرس يقر تشريعا بتقديم مساعدات عس