الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


جمعية الحياة المسرحية مدرستنا الأولى ... التماعة 9

محمد نور الدين بن خديجة

2021 / 10 / 10
الادب والفن


ـ





ـ

ــ جمعية الحياة المسرحية مدرستنا الأولى ...التماعة 9
التماعات الذاكرة..
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ




من مسرح الحياة إلى الحياة المسرحية .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ



ـ غالبا ما طفولتنا تحدد وتصنع مصائرنا ...
في حي السبتيين فتجت عيني على سماء مراكش ... بمنزل عتيق كان في الأصل فندقا من الفنادق العتيقة يقال كان يمتلكه قائد من قواد قبيلة أوريكة الأمازيغية ويعرف بالقايد الاوريكي ..وجزؤه الأكبر أعيد بناؤه وأصبح يسمى ــ درب النصر ــ فقط الدرب العتيق بالسبتيين هو درب السقاية .. أما دربنا فسمي درب الجديد واسمه يدل على أنه ليس بعتاقة درب السقاية .
اللعب حين بدأ يشتد عودي مع الأقران في الدرب حيث يتجاوز عددنا أحيان الثلاثين طفلا ... ولكن متعني كانت في خلوتي ... كانت أمي الثانية ـ جامة الأمازيغية ــ تأخطني عندها وتضع لي أعواد الدوم خيث كان زوجها يصنع منها الحصائر .. ألعب بتلك الأعواد ووأتخيلها شخوصا وأجري حوارات بينها وأحيانا معارك ... لمدة ساعات أحيانا .. كما كنت ألعب بحبوب نسميها ــ الكيكر ــ تنبث وسط حقول القمح .. أعد منها جيوشا تتعارك فيما بينها ... بقيت معي هذه اعادة بين الفينة والأخرى حتى بلغت الخامسة عشرة ..فكان الاخوة ينعثوني ب المجنون والمعتوه .... لم أعرف سر تلك الرغبة الجامحة في التخيل ... ــ شخوصا واحداثا ووقائع ...ـــ . فيما بعد ستبدأ معي حرفة الكتابة وستقلل نسبيا من هذا اللعب الجنوني وذاك في سن الثالثة عشر ... حيث سأبدأ محاولات وخربشات ..بل وكتابة قصة طويلة نسبيا بأحداث لم أعد أتذكرها ..ز وغالبا متأثرة بالمسلسلات المصرية وخاصة البدوية والصعيدية منها.. لأني كنت أتذكر بأن الحوارات كنت أجريها بالعامية المصرية ...فيما بعد سأكتب نص زجليا على غرار قصيدة ـــ ناكر لحسان ــ من شعر الملحون والتي كانت تغنيها فرقة جيل جيلالة ــ ولكن أتذكر أنني ركزت فيها على انتقاد الوضعية الاجتماعية التي كنا نعيشعلويعيشها جل المغاربة أنذاك من فقر وقمع ورهاب عارم من تجبر السلطة .

من غناء جيل جلالة ....https://www.youtube.com/watch?v=xGp6gA3sEXo
من هنا ستصبح الكتابة عندي بشكل دائم من فترة الإعدادي ... ستبدا الكتابة تعوض اللعب التخيلي العارم الذي تاخر معي ..مما كان يجعل الآخرين يظنون بي مسا من الجنون ..
هذه الكتابة ذات البعد الاجتماعي والسياسي بدأت معي من البوادر الأولى للكتابة ...فتأثير البيت كان عاملا من عوامل هذا الاتجاه ... أولا الأب كان مقاوما واعتقل واستشهد إلى جانبه رفيقه ـــ مولاي علي بركاتو ـــ بعد تعذيب طويلا انتهى باطلاق الكلاب عليه فكانت النهاية .. وبالمناسبة هو أخ محمد بركاتو الذي سيستشهد كذلك بداية الاستقلال بمنطقة تسمى ببوسرحان بقبيلة أولاد أبي السباع إلى جانب مولاي الشافعي والقايد البشير المطاعي وغيرهم بعد معركة ليلية بالسلاح سنة 1960 شهر رمضان .. أقبروا هناك بدون قبور أو شواهد إلى أن حدد مكان دفنهم مع فترة التنواب والمصالحة . كانت هته الأحاديث تتردد ببيتنا ونحن صغارا لأنها مرتبطة بالعائلة ... لعبة الأقدار هي ما أفلت الوالد لأنه في تلك الأثناء استقر بسلا ... كما أن السبعينات كانت سنوات الفوران اليساري .. وجريدة المحرر التي كان يديرها الشهيد عمر بن جلون كان يأتي بها الوالد يوميا للبيت وبدافع الفضول كنت أقرأ فيها مايثيرني وإن بعفوية ودون وعي سياسي . بالمناسبة الأب كون نفسه عصاميا بعد دروس لمحو الأمية تابعها في سلا مع أحد المدراء وهو من نفس القبيلة ... ورغم ذلك لم يكملها لأنه سينتقل لمراكش لأسباب صحية حيث أصيب بالربو .. فترك عمله ومصالحه وعاد لمراكش ليبدأ من جديد ... وهنا كان قدري الجميل أن أولد بهذه المدينة الفاتنة الجميلة مراكش وبحي متميز حي السبتيين ...
هذا الحي كما قلت سابقا حي فرجوي بامتياز بل وهذه سمة من سمة الاحياء العتيقة ... والنكثة تمشي في الشارع على عواهنها بتلقائية ...وكل الشخوص يشاركون في مسرحية الحياة دون حسيب او رقيب من مخرج مزعوم ... السوق الذي كان الوالد يشغل فيه ورشة لصناعة البنادق والمسدسات والسيوف التقليدية ـــ والذي فيما بعد سيفتتح به بزارا .. هذه السوق كان مسرحا مفتوحا بشكل دائم ...ربما في أي لحظة من لحظات اليوم سيواجهك موقف ساخر وجد مضحك ...في أحد أيام رمضان الحارة وسط النهار ... سيأخذ ــــ ف .. ـــ مظرقة خشبية بحجم كبير ويطرق بها على صينية نحاسية بحجم كبير ... ــ ف ـــ من أصول فاسية صاحب ورشة صناعة الأواني النحاسية ..يشتغل معه العديد من الصناع ... المهم أخذ يطرق ويطرق بتعمد ولا أحد يتدخل ... سيخرج ــ ع ـــ من ورشة الصوف الكبيرة التي يمتلكها ــ الحاج س ــ من أصول فاسية و كذلك ... وع يستغل عنده سيأخذ نفارا ــ آلة نفخ نحاسية تقليدية وسينفخ فيها دون تعب يزداد الضجيج وياندان بعضهما ,,, يتتالى النفخ والطرق ويرتفع ... السي ـــ ع السباعي ـــ وهو المشهور بقفشاته ومواقفه الطريفة كان بالقرب من باب حديدي غير مستعمل .. سيأخذ بدوره ععصا ضخمة ويطرق بها على الباب ... أصبح الموقف أكثر طرافة وأكثر صخبا ... بعد هذا الانفعال الرمضاني سينقلب الأمر إلى ضحك وسخرية ... هكذا المراكشي ..والحديث يطول والطرائف كثيرة والموقف والمقال لايسمح لضيق المقام ..
إإذن هي الفرجة الشعبية الدائمة هي المحفز للاتجاه للمسرح لاحقا دون أن أعي الأمر ...وهنا أتذكر أني كتبت مايشبه النص المسرحي قبل أن امارس المسرح أو أعيه ..وضبطت حوارات وشخوص أنطلاقا من كتابات للكاتبة الجزائرية أحلام مستغانمي كنت قرأتها بمجلة أقلام العراقية والتي كان يحضرها إلى جاني مجلات أخرى أخي المرحوم أحمد والذي كان يشتغل مع أبي حيث لم يتمم دراسته ...
أبرز شخوص حي السبتيين ــ عمر المنسوم ـــ والذي لايمكن ذكر السبتيين دون التوقف عنده أحد الأعضاء البارزين في فن الدقة وكان دراجا ماهرا يعزف على القراقب وهي آلة أيقاعية حديدية ذات أصول زنجية وهي الأساس المهم لضبط إيقاع الدقة .زز كما أنه مزاول محترف لفن دردبة الكناوي ...وهذا الفن متوارث لذى عائلة المنسوم .... هناك شخصية الملحون العظيمة المرحوم والشاعر بنعمر الملحوني توفي بداية السبعينات ... وغيرهم وغيرهم من شخوص أثثت هذا الفضاء المسرحي المفتوح وأثرت في ضائقتنا الفنية المتجدرة في الموروث الشعبي القوي قبل انفتاحنا على أدب النخبة مع المدرسة الحديثة .



ـــ على طريقة الكيت كات قبل الكيت كات ..
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

انتهينا من تدريب مسرحي قرب معمل الخميرة مابين الخامسة والسابعة مساء .. فهممنا بالافتراق ...لكن نور الدين معين فاجأنا بطلب ملح .. أنه يريد أن يمتطي دراجة هوائية ...ك
ـــ كيف ؟ ولم ؟ .. ربما تساءل بعضنا وباندهاش .. ولو لم يصرح بذلك ..
ـــ كيف يامعين وأنت مكفوف ؟!.. قلناها في طويتنا .. أصر إصرارا حادا على امتطائها ... بالفعل امتطاها ضغط على الدواسات وتحركت الدراجة الفتيات يصرخن خوفا .. لأن الشارع ممتليء بالدراجات والسيارات ..كنت أحاذيه وأمسك بالمقود .. لكنه كان يصرخ ويدفعني صارخا : حيد حيد لدين امك .. وأنا أصر على مرافقته .. لم ينزل حتى كادت أرواحنا تختنق خوفا ... نزل أخيرا مبتسما نشوانا في حين توقف الدم في عروقنا ....
هو ذاك نزر الدين معين .. اللطيف اللبق العذب ... والعنيد المغامر الحاد الطبع أحيانا ... أليس ذاك هو الفنان الحقيقي ... وكذاك كان عازفا ملحنا متميزا ... مناضلا في صفوف المكفوفين لحد التهور في مظاهراتهم التي هزت الرباط في التسعينات ...
فيما بعد مشهد الدراجة الهوائية سأفاجأ بنفس الموقف بعد مشاهدتي لفيلم ـــالكيت كات ــ والذي ضخص فيه المرحوم محمد عبد العزيز دور الأب المكفوف . ال
في المسرح كذلك سيفاجئنا بنقاشه للعروض المسرحية التي كانت تقدم ويحضر لمتابعتها ... سيسأل احد المتتبعين باستغراب : ــ هل يرى ؟...
إنه يرى بعين البصيرة التي لاتخطيء هدفها ... وإن أخطأت فخير الخطائين التوابون ...
أو تاب معين أو تبنا .؟!...
تلك حكاية أخرى سنرويها لكم ...لو سمحت ذاكرة الكلام المباح ... على قدر ما تسمح به الإباحة في الحديث .. فدولاب المحظور يدور .. وما يعن في الخاطر أكثره مغمور ..





ــــ محمد نور الدين بن خديجة
10 أكتوبر 2021 مراكش المغرب .

لجزء
ـــ من هوامش الذاكرة :

ــ حي السبتيين

https://www.youtube.com/watch?v=ZrJoPSMRBk0 ، الجزء الأول
https://www.youtube.com/watch?v=PpxKvWUAWMw الجزء الثااني



*الحومة ساكنة ف البال *
"" "" ""




كيف صرت والحومة ساكنة ف البال
ايلا نويت نتيه بين الرجلين
وايلا مشيت تديني طريق لهوال
كنت صغير كل مافي زين
ياايام الزين و تخبلت في لخبال
تابع طير امابيلا نتخايل يدي جنحين
لاطير طرت ولاقبلتني حيلة لخيال
مازال دروبك تجرني بخيط متين
للكارة بالعيط لحيالة تجرني مازال
لرمانك ياتشاخ دمعتي ف لعين تنين
مازال دمعتي حلوة سايلة من هيجة لحوال
آه يازمان كيف تولي يفرح قلبي لحزين
تتحمدش في ليام نلبس دربالة لهبال
ياماغوس فين سربيس صباحك فين
بن عمر شيخ الملحون بينا بارز كالهلال
المنسوم نسمة السويقة كولو لي نمشي فين
تاه الممشى ياحومة وغالت بينا لغوال
دببت بي لقصيدة علمني ترابها لحنين
صيدتني كلمصيدة جرتني حلاوة لقوال
ياتراب الدار عقلني كيف ننسى جرحي جرحين
جرح لعمر وكيف ثمر يانخلة عمري وشحال
وشحال من عمري خسرتو وحسبت الواحد باثنين
شحال من جراح تعرفني وتقولي جرحك مازال
جرح لقصيدة عقلني وهبالي تمرغ ف الطين
طين الحومة سولني جاوبت بآلف سؤال
كيف وكيف وعلاش ولين
هجرتيني ونكرتيني ياعشقك وشحال قتال
ياقصيدة يامصيدة وكيف تردي لي دين
دين صغري وسركوسي وماجرى بدسارة لفعال
لو يمكن يالهبيلة نجعل من عمري عمرين
نرجع ليك وترجعي لي بخناثك زاهية ودلال


زجل : محمد نور الدين بن خديجة

من قصائد الحنين التي كتبتها عن حي السبتيين مرتع طفولتي :








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - من الدراج الى العراج
محمد نور الدين بن خديجة ( 2021 / 10 / 10 - 21:05 )

لتصحيح
صاحب الة القراقب في الدقة المراكشية يسمى العراج وليس الدراج يضبط ايقاع الدقة بل وقد يكسر تعريجة
من يفسد الايقاع ــ آلة ايقاعية من الطين ــ
أنظر فن الدقةhttps://www.youtube.com/watch?v=joUd2FOYP90

اخر الافلام

.. كيف أصبحت المأكولات الأرمنيّة جزءًا من ثقافة المطبخ اللبناني


.. بعد فيديو البصق.. شمس الكويتية ممنوعة من الغناء في العراق




.. صباح العربية | بصوته الرائع.. الفنان الفلسطيني معن رباع يبدع


.. الأسود والنمور بيكلموها!! .. عجايب عالم السيرك في مصر




.. فتاة السيرك تروى لحظات الرعـــب أثناء سقوطها و هى تؤدى فقرته