الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قراءة في الانتخابات العراقية المبكرة ومخرجاتها

صابرين ستار جبار

2021 / 10 / 11
مواضيع وابحاث سياسية


جرت اليوم المصادف 10/10/2021 الانتخابات العراقية المبكرة والتي جاءت بعد مخاض عسير راح ضحيته العشرات من الأبرياء المطالبين بوطن تتوفر به الحقوق البسيطة والتي تكلف لهم العيش بسلام وأمان، وبموجب قانون الانتخابات الجديد، فالعراق يقسم إلى 83 دائرة انتخابية، وأصوات المقترعين سيحصل عليها المرشح مباشرة، وان الذي يفوز هو من حصل على أعلى اصوات الناخبين، وان المرشحين سيتنافسون على (329) مقعداً منها (83) مقعد مخصص للنساء ضمن نظام (الكوتا) مقعد واحد في كل دائرة انتخابية بما يقارب الربع من اعضاء مجلس النواب العراقي و(9) مقاعد مخصصة للمكونات الأخرى من المسيحيين والصائبة والشبك والأيزيدية والكرد الفيلية، هذا وقد تم تقسيم مقاعد مجلس النواب على المحافظات وفق حدودها الإدارية نظراً لعدم وجود تعداد سكاني من قبل المفوضية العليا المستقلة للانتخابات وهي كالآتي: (69 مقعد في محافظة بغداد، و31 في نينوى، و25 في البصرة، و19 في ذي قار، و18 في السليمانية، و17 في بابل، و15 في أربيل، و15 في الأنبار، و14 في ديالى، و12 في كركوك، و11 في واسط، و11 في كربلاء، و12 في النجف، و12 في صلاح الدين، و11 في دهوك، و11 في الديوانية، و10 في ميسان، و7 في المثنى).
هذا وقد تضمنت انتخابات اليوم مشاركة(789) مرشحاً من المستقلين، و(110) حزب سياسي و(22) تحالف توزعت بحسب المكونات الأساسية الثلاث أبرزهم الآتي:
1- الكتلة الصدرية: يترأسها السيد مقتدى الصدر، ومرشيحه من ضمن التيار الصدري، وعددهم 95 مرشح.
2- ائتلاف دولة القانون: يترأسه نوري المالكي رئيس الوزراء ،ويضم حزب الدعوة الإسلامية وحركة البشائر والاتحاد الإسلامي لتركمان العراق، وحركة إرادة ومعاً للقانون وحركة بداية، وعدد مرشيحه 72 مرشح.
3- تحالف قوى الدولة الوطنية: يترأسه السيد عمار الحكيم رئيس تيار الحكمة، ويضم أيضا ائتلاف النصر والإصلاح ، وتيار المد العراقي والمؤتمر الوطني وتيار وطنيون، وعدد مرشيحه 87 مرشح.
4- قادمون للتغيير: يترأسه حسين الرماحي، وعدد مرشيحه 182مرشح.
5- ائتلاف الفتح والبناء: يضم أجنحة سياسية لعدد من الفصائل المسلحة وأحزاب وحركات، أهمها، منظمة بدر، وتجمع السند برئاسة، وحركة الصادقون، والمجلس الإسلامي الأعلى، ومنظمة العمل الإسلامي، وحركة الجهاد والبناء، وكتائب سيد الشهداءـ وعدد مرشيحه73 مرشح.
6- حركة حقوق: يترأسها حسين مؤنس أو "أبو علي العسكري" الناطق باسم كتائب حزب الله العراق وعدد مرشيحه 32 مرشح.
7-تحالف عزم العراق: يترأسه خميس الخنجر، ويضم المشروع العربي برئاسته، خميس الخنجر، وحزب الحل برئاسة، وحزب الوفاء، وحزب المسار المدني، والكتلة العراقية الحرة، والتجمع المدني للإصلاح، وحزب التصدي وحزب المجد العراقي، وعدد مرشيحه 123 مرشح.
8- تحالف تقدم الوطني: يترأسه محمد الحلبوسي، ويضم حزب التقدم برئاسته، والخيار العربي وتجمع التعاون وحزب الحق الوطني ومقتدرون للسلم والبناء وتجمع نهضة جيل والمبادرة الوطنية، وعدد مرشيحه 104 مرشح.
9- تحالف العقد الوطني: يترأسه رئيس هيئة الحشد الشعبي فالح الفياض، ويضم حركة عطاء برئاسته والحزب الإسلامي العراقي، وحزب الثبات العراقي وتيار الإصلاح الوطني وتجمع رجال العراق وحزب الوارثون الإسلامي والحزم الوطني، وسيخوض الانتخابات بـ 80 مرشح.
10- تحالف جبهة الإنقاذ: يترأسه أسامة النجيفي.
11- تحالف المشروع الوطني العراقي: يترأسه جمال الضاري.
12- الحزب الديمقراطي الكردستاني: يترأسه مسعود البارزاني رئيس إقليم كردستان السابق، وتنحصر قائمة المرشحين على أعضاء الحزب وعدد مرشيحه 55 مرشح في 11 محافظة داخل وخارج إقليم كردستان.
13- تحالف كردستان: يترأسه لاهور شيخ كنجي ويضم الاتحاد الوطني الكردستاني برئاسة بافل الطالباني، وحركة التغيير الكردستانية برئاسة نوشيروان مصطفى، والجبهة التركمانية العراقية وحزب العدالة التركماني العراقي.
14- ائتلاف الوطنية.
15- حزب الحق المدني التركماني.
16- وحزب القرار التركماني.
17-وحركة الوفاء التركمانية.
18- حزب تركمان ايلي.
19- حزب الإرادة التركماني.
20- الحركة القومية التركمانية.
اضافة إلى الاحزاب والمكونات التي برزت إلى المشهد السياسي العراقي احزاب من رحم الحركة الاحتجاجية المعروفة باسم "انتفاضة تشرين" (الأول/ أكتوبر) 2019، ومنها حركة "نازل آخذ حقي" برئاسة مشرق الفريجي، وعدد مرشيحها 19 مرشح، وحركة امتداد برئاسة علاء الركابي وعدد مرشيحها 38 مرشح.
لاتهم الاعداد الهائلة للتحالفات والاحزاب المستقلة وغير المستقلة المشاركة في انتخابات اليوم بقدر ما يهم مخرجات هذه الانتخابات فالكل يعلم ان هذه الانتخابات قد جاءت تلبية لمطالب شعبية واسعة راغبة بتغيير المشهد السياسي العراقي نحو الافضل، وعليه فأن البحث والقراءة في المشهد السياسي العراقي الذي جرت في الانتخابات ومن خلال الاطلاع على الحملات الاعلانية الانتخابية للتحالفات والاحزاب المشاركة وبرامجها الانتخابية والتي لا تختلف كثيراً عن ماعلنته هذه التحالفات والاحزاب في الدورات الانتخابية السابقة ، إضافة إلى طبيعة هذه الأحزاب والقوى والشخصيات المشاركة في الترشيح لعضوية البرلمان من حيث المقبولية والقدرة والفاعلية نستطيع ان نقول أن هذه الانتخابات سوف لا تأتي بفرز جديد ألا تغيرات بسيطة من حيث التوافقية السياسية، فعلى سبيل المثال نجد ان الكتلة الصدرية ستكون الكتلة الحاصلة على أكثرية مقاعد مجلس النواب العراقي وبفارق بسيط عما حصلت عليه في الدورة البرلمانية السابقة، وبعدها يأتي تحالف دولة القانون في المركز الثاني، ومن ثم تحالف تقدم تقدم برئاسة محمد الحلبوسي في المركز الثالث من حيث عدد الاصوات، وتحالف قوى الدولة الوطنية بالمركز الرابع، كما سيشهد الحزب الديمقراطي الكردستاني زيادة فيما سيحصل عليه من مقاعد، بينما نجد ان تحالف عزم بزعامة خميس الخنجر فالمقاعده ستكون كمقاعد الدورة البرلمانية السابقة ان لم تقل عنها، بينما سيعمد تحالف متحدون لأسامة النجيفي إلى التحالف مع تقدم او عزم، لقلة ما سيحصل عليه من مقاعد.
وسيكون نصيب الاحزاب الصغيرة والمستقلة وتلك التي افرزتها حركة تشرين التحالف مع بقية الاحزاب والتحالفات السياسية المسيطرة في الدورة البرلمانية السابقة والتي ستبقى مسيطرة أيضاً في هذه الدورة، أي ان هذه الاحزاب ستكون بمثابة القوة المعدلة للتوازنات والتي ستلجأ إليها التحالفات الأخرى بغية تشكيل ما يسمى بالكتلة البرلمانية الأكبر.
لذا فأن هذه ما تفرزه هذه الانتخابات من مخرجات سوف لا تشكل فارقاً عما سبقتها من الدورات البرلمانية السابقة فالروح التوافقية في توزيع المناصب واستحقاق المكونات السنية والشيعية والكردية والأقليات ستبقى كما كانت عليها في الدورات السابقة أي سوف لا نشهد أي تغيير في التوافقية وفي الروح التقليدية، من حيث رئاسة البرلمان سنية بامتياز مع سحبها من يد محمد الحلبوس ورئاسة الوزراء شيعية بامتياز مع سحبها من يد مصطفى الكاظمي ورئاسة الجمهورية كردية بامتياز مع بقاءها وبنسبة كبيرة جداً للحزب الديمقراطي الكردستاني وهناك حظوظ كبيرة جداً للرئيس العراقي الحالي برهم صالح في البقاء بمنصبه، وفي حالة عدم التوافق فأن المرشح الاقرب للرئاسة نيجيرفان بارزاني، بينما نجد أن الوزرات سوف تقسم على وفق استحقاقات للمكونات أيضاً أي لا وجود لما يسمى بالمواطنة، بل الذي سوف نشهده هو مجرد ابراز وجوه جديدة ضمن الكتل والتحالفات الكبرى والمسيطرة على المشهد السياسي.
مع ذلك فأن كل مخرجات العملية الانتخابية ستكون مرتبطة إلى جانب التوافقات الداخلية بالعلاقات والاتفاقات والتوافقات الخارجية على الصعيدين الاقليمي والدولية، للدول ذات المصالح والمنافع بالأرض العراقية، فالحكومة العراقية القادمة سوف لن تختلف عن سابقاتها كثيرين من حيث الآلية والإجراءات المتبعة وأن الاختلاف سوف يكون فقط في استبعاد بعض الوجوه ووضعها في المتحف السياسي لوهلة من الزمن، والمجيء بوجوه سياسية شابة متحكمة بها من قبل التحالفات والكيانات والاحزاب التقليدية الكبرى المسيطرة على المشهد السياسي العراقي من 2003 وإلى الوقت الراهن، الحل الوحيد الذي باستطاعته أن يقلب ويغير المعادلة السياسية في العراق ومن جذورها هو تغيير أو تعديل الدستور والذي تكون من أولى نتائجه تغيير النظام السياسي القائم في العراق ومن ثم الحد من العلاقات الخارجية الاقليمية والدولية ذات المصالح في الأرض العراقية عند هذه النقاط فقط سيشهد العراق واقع ووضع سياسي نستطيع أن نقول عليه جديد وذا منفعة كبرى وخادم للعراقيين بمختلف أطيافهم ومكوناتهم.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حماس تواصلت مع دولتين على الأقل بالمنطقة حول انتقال قادتها ا


.. وسائل إعلام أميركية ترجح قيام إسرائيل بقصف -قاعدة كالسو- الت




.. من يقف خلف انفجار قاعدة كالسو العسكرية في بابل؟


.. إسرائيل والولايات المتحدة تنفيان أي علاقة لهما بانفجار بابل




.. مراسل العربية: غارة إسرائيلية على عيتا الشعب جنوبي لبنان