الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بين حمار حمورابي وشيخ زياد بن ابيه

ابراهيم أحمد السلامي

2006 / 8 / 22
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


باديء ذي بدء لاتتسرعوا بالحكم علي ولتتحملوا مافي أقوالي من قسوة ومرارة فالصراحة وقبول الرأي الاخر هما الطريق الصحيح لاكتشاف قوتنا اوضعفنا لذا اسمحوا لي ان اطرح افكاري كما ترآت لي فأقول

ليس غريبا ما يحدث في العراق من قتل وتفجير وتهجير وهجومات مسلحة من مجاميع بلا هوية وذبح للاسرى واختطاف بلا سبب كل شيء اضحى في هذا البلد مخيف ومرعب فالموت المجاني الذي يترقب الناس بسبب طائفتهم او دينهم او معتقدهم فيقتلون بلا رحمة وبدم بارد تحت يافطة نصرة الاسلام الذي لم ينصره المسلمون يوما ما.

كل يوم في العراق نشم رائحة شواء جثة ادمي ونتلمس حرارة دم مراق تحت ذرائع شتى ولكنها لاتمت الى الانسانية او الرحمة بشىء.

ولنا ان نتسائل ترى هل ادمن العراقيون القتل؟

ام هل عشقوا الدماء ؟

وهل ان القتل وحبهم للدماء متأصل فيهم ام انه طاريء عليهم؟

للاجابة على هذة الاسئله وغيرها لابد لنا ان نرجع عقود وقرون طويلة الى الوراء لنستعرض حركة التأريخ الدامي منذ نشأت الحضارات في بلاد وادي الرافدين حتى اخر قدم اجنبية وطأته وليس مهما هنا ان نحدد التاريخ او نستعرض احداثه بتسلسلها الطبيعي فالذي يهمنا هنا هو سايكولوجية الانسان العراقي في بلاد وادي الرافدين.

يروى ان الاسكندر المقدوني حينما قدم الى العراق فقد طابت نفسه لهذا البلد لما فيه من مياه متدفقه وحدائق غناء وبساتين عامره وهواء عليل طلب نصيحة فلاسفة اليونان ان يسعفوه بالاجابه ان كان يستطيع الاقامة في هذا البلد واتخاذه عاصمة لملكه ام لا؟ فاجابة الفلاسفة بقولهم انه لايمكنه الاقامة فيه اواتخاذة عاصمة لملكة فقال لهم لماذا؟ قالوا له ان اهل العراق اهل شقاق ونفاق قال الاسكندر سأستبدل اهلة واستعيض عنهم بشعوب اخرى قال الفلاسفة ان استطعت ان تغير ماءه وهوائه فأقم فيه.

وقال معاوية وهويوصي ابه يزيد بعد ان اخضع البلاد والعباد بجبروته وأخذ البيعة له قال له اما اهل العراق فأنهم كبغي لعوب كل يوم لها فراش فحذار منهم وان بدت منهم معارضه فاروي بدمهم نصل سيفك.

اذا نحن العراقيين تهنا بين فلسفة التشريد التي جادت بها قريحة الاسكندر المقدوني وبين نصيحة معاويه لولده بسفك دمائنا .ونحن حائرون بين قادتنا ورؤسائنا وخلفائنا وفقهائنا ومن شدة الاضطهاد لم نعد نميز بين الناقة والبعير.

يقول الكثير من المؤرخين ان العراقيين هم اول من اكتشف الكتابة هذا حق ولكن من يقرأ بنود مسلة حمورابي سيجد فيها ان حياة الانسان العراقي لاتساوي قيمة حمار من الحمير الحكوميه او تلك التي خصصت للالهه فقد قضت احدى بنود مسلة حمورابي بقتل العراقي الذي يتجرأ على سرقة حمار من معبد الالهه فالحمار اذا اغلى من حياة العراقيين كما هو عليه الحال اليوم فكل شيء اليوم اصبح باهض الثمن في العراق من وقود وكهرباء وماء وغيرها باستثناء دماء العراقيين فانها ارخص الاشياء في هذا البلد الغريب.

قرون طويلة ونحن نقتل بلا ذنب وبلا سبب حتى ترسخت فينا عقيدة الخوف التي اضحت منهجا في سلوكنا اليومي وعلى عكس شعوب العالم القديم ما خلقنا الهتنا الا لنتضرع اليها من اجل ان تحمينا من هواجس الخوف المتنامي في اعماق خيالنا كالعشب، ولا اعلم كم من الطغاة مروا علينا في العصور القديمه منذ عصر البابليين والاشوريين والاكديين وغيرهم فكل الطغاة استباحوا دمائنا واعراضنا واموالنا ولم تكبح جماحهم دمعة طفل او صراخ ام ثكلى او استغاثة شيخ هرم ولم يعد في بالنا ان هناك من حكم فينا بالعدل.

كنا كالاغنام تحت رحمة الطغاة نصوغ اجمل المدائح بعضمتهم ونكتب احلى القصائد العصماء بكرمهم وبطولاتهم فهم اولياء رزقنا والهة اقدارنا فلابد ان نسبح بحمدهم ليل نهار لم نقم باية ثورة ضد اي طاغية فقد كنا سهلو الانقياد والطاعة اما ماتسمى بثوراتنا فكانت تحكمها ظروف الطاغية التي تحيط به فأن شعرنا بضعفه وتدهور دولته تمردنا عليه وقاتلنا بلا هواده


الى اللقاء في القسم القادم



















التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. احمد النشيط يصرح عن ا?ول راتب حصل عليه ????


.. تطور لافت.. الجيش الأوكراني يعلن إسقاط قاذفة استراتيجية روسي




.. أهم ردود الفعل الدولية حول -الرد الإسرائيلي- على الهجوم الإي


.. -حسبنا الله في كل من خذلنا-.. نازح فلسطين يقول إن الاحتلال ت




.. بالخريطة التفاعلية.. كل ما تريد معرفته عن قصف أصفهان وما حدث