الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لبنان وشبح الحرب الأهليةصابرين ستار

صابرين ستار جبار

2021 / 10 / 15
مواضيع وابحاث سياسية


أن ما يعيشه لبنان من أوضاع اقتصادية مربكة ومختلة على الصعد كافة، وأوضاع سياسية تسيطر عليها الروح الطائفية البحتة أكثر من الروح التوافقية المعلنة، تجعل شبح الحرب الأهلية والتي انطلقت في عام 1975 من منطقة عين الرمانة، تلوح بالأفق لكي تشب من جديد إذا لم تحاول السلطات الفعلية من تنفيذية وتشريعية وقضائية أخذ زمام الأمور بيدها، وحصر السلاح بيد الدولة وجعل الجيش سلطة محايدة لا يحابي جهة أو حزب أو تكتل سياسي معين، فأن ما شهده اليوم لبنان من أحداث وفي ذات المنطقة التي انطلقت منها شرارة الحرب الأهلية في عام 1975 (عين الرمانة) وهي منطقة تعد بمثابة الحد الفاصل مابين الطوائف الاجتماعية اللبنانية (الشيعية، والسنية، والمسيحية، والدرزية)، فوقوع احداث اليوم في ذات المنطقة يجعل اللبنانين في حيرة وقلق اجتماعي وسياسي من وقوع حرب أهلية ثانية وبروز اتفاق طائف ثاني.
لذا فلبنان بحاجة إلى إعادة ترتيب الأوراق من جديد وعلى الصعد كافة، فعلى الصعيد الخارجي لبنان بحاجة إلى أن يضع حدود للتدخلات الخارجية، تلك التدخلات التي جعلت من البعض من زعماء الكتل والاحزاب السياسية اللبنانية تعطي وتجعل الولاء للخارج أولية وأهمية على مصلحة لبنان بحجة أن تلك الولاءت توفر الحماية لبنان من العدوان الاسرائيلي، لذا فالمطلوب جعل الولاء لبنان فقط، وموضوع الولاء لا يرتبط فقط بالصعيد الخارجي بل أيضاً على الصعيد الداخلي فالولاء لبعض الاحزاب والكيانات لدى الغالبية من اللبنانيين مقدمة على موضوع الولاء لبنان.
أما على الصعيد الداخلي فأن لبنان بحاجة إلى إيمان أبنائة به كوطن قائم بذاته موجود على أرض الواقع لذا يجب على اللبنانيين التخلي عن النظريات الفنييقية والفرنسية، والإيمان بأن لبنان وطن يحتضن الطوائف كافة بغض النظر عن التسميات والأنتماءات المختلفة، فضلاً عن حاجة لبنان واللبنانين إلى السلم الأهلي وحصر السلاح بيد الدولة (وأن كانت هذه المهمة عسيرة لكنها ليست مستحيلة لمن إرادة للبنان أن يتعافى من جراحه)، بالأضافة إلى فرض روح المواطنة والوطنية وجعل اللبنانيين يشعرون بأن لبنان وطنهم لا وطن الطوائف الذي فرضته عليهم الظروف القاهرة، وتوفير الأمن والاستقرار والحياة المعيشية الكريمة لكل المواطنين.
لبنان لا يستطيع تحمل حرب أهلية ثانية تفتك به وتستمر لسنوات، لذا فالمطلوب من القوى والتكوينات السياسية التخلص من الولاءت الخارجية والايمان بأن لبنان وطن قائم، وترك الروح الطائفية، التي فتكت ولا تزال تفتك بالنسيج الاجتماعي والسياسي اللبناني، المثال السبيط على هذه الروح احداث اليوم التي برزت من عين الرمانة وهي منطقة فاصلة بين الطوائف اللبنانية الرئيسة والتي إعادة احياء المشهد في ذاكرة اللبنانيين حينما كانت هذه المنطقة أشبه بمعسكرات مقسمة طائفياً وسياسياً بين أحزاب وتيارات المسلمين والمسيحيين.
هذا وقد كان السبب الرئيس في هذه الأحداث التحقيق في انفجار مرفأ بيروت والذي لا يراد له أن يكتمل، لأسباب لا يعلمها ألا المسبب في هذه الأحداث، على الرغم من التصريحات التي تظهر بين فترة وأخرى بأن بنترات المونيوم، غير مرتبطة بحزب أو تحالف أو تكتل سياسي معين أي أنها لا تمس حزب الله وحركة أمل على وجه التحديد فلما هذا التصعيد من قبلهم واتهام القاضي طارق البيطار بالتسيس لجهة معينة أو أنه يريد إعادة التحقيقات الدولية بمقتل رفيق الحريري ما الربط بين الموضعين المرفأ ورفيق الحريري وبالتالي المطالبة بتنحيته كما تم تنحيت القاضي (فادي صوان) والذي سبقه في موضوع التحقيق ذاته، في مقابل القوى السياسية المطالبة بتنحيت البيطار من التحقيق في قضية مرفأ بيروت تقف قوى سياسية أخرى تدعوا إلى عدم الخوف من ترهيب وتوعيد حزب الله وحركة أمل، وأن على الحكومة اللبنانية تحمل مسؤوليتها في رفض الترهيب، وفي مقدمة هذه القوى السياسية نجد حزب القوات اللبنانية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مسلحون يستهدفون قواعد أميركية من داخل العراق وبغداد تصفهم با


.. الجيش الإسرائيلي يعلن حشد لواءين احتياطيين -للقيام بمهام دفا




.. مخاوف من تصعيد كبير في الجنوب اللبناني على وقع ارتفاع حدة ال


.. لماذا| ما أسباب الخلاف بين إيلون ماسك ورئيس الوزراء الأسترال




.. مظاهرة لعائلات المحتجزين الإسرائيليين أمام وزارة الدفاع