الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


التحولات

بديع الآلوسي

2021 / 10 / 15
الادب والفن


(1 ) .. حياة طارئة
الرحمة ياإلهي ، نحن ضامئون ، ضامئون جدا ً
نحن هنا .. ومضة من الزمن ، لكننا هنا الآن ، ومضة كافية كي نضحك فيها ، ونخجل ، ونحب ، وننتقم ، ونغني ، ونهزم ، ونحب .. ومضة كافية أن نمارس فيها قصص مريرة ومنها لذيذة . كذلك ننعم بضوء الشمس او الضحك مع ثائر في زمن القتلة ، أونبتهج بأبتسامة طفل بريء او مراقبة الحياة الهشة في وجه عجوز هرمة ، هكذا تطول الحياة ، ونندهش ، ونفكر بثمار الضحكات المجنونة ، ومنا من يمارس مغامرات روحية ، ومنا يسأل بجزع : متى تنجلي ؟، ومنا من يعتقد نحن هنا لنتفحص ثلاث كلمات ( البساطة / النزاهة / المثابرة ) ، وبعضنا يتوجهون الى الحرب او العمل بوجوه متجهمة كئيبة ، نتعلق بالأمل وندخل جنان العبادة لنتطهر ، نسأل بعضنا عن ملامح الله ، ومنا يراقب الصغيرات الجميلات ، يا لها من حياة ، طاقة غامضة و حكايات عن سماوات مزيفة ، مخيف هذه الفوضى المقدسة ، كنا نبكي لاننا لا نعرف ماذا نفعل ، ومنا من يلازمه القلق على خريف العاطفة ، ولكن جميعنا الصالحين منا والطالحين نردد نفس السؤال : لماذا نطرد من هذه الدنيا العجيبة الغريبة الساحرة ؟، هكذا نطرد من هنا بعد ان تنعمنا أو أدمنا على سعادات تشبه ضحكات راقصة …
(2 ) عتمة مغلقة الأبواب
الرحمة ياإلهي ، إنطفأ اللهيب.. وجف القلب ….
نحن لسنا هنا ، تعكر الزمن وتشظى ، وبدأت رحلتنا الرهيبة ، نزولا ً افقيا ً ، وتراتيل ، وتمطر الدنيا حزنا ً اسود ، في ديارالقبر او الا هنا لم نعد سعداء او تعساء ، في ذلك الحيز لا حب ولا كراهية ، لا خير ولا شر ، ولا ولادة حيث المنايا وجع ، وهنا أنتهى الغضب وانتهى الحب الزائف والحقيقي ايضا ً ، هنالك في الظلمة المطبقة لم نعد نستنشق رائحة الارض الرطبة او العطور الشذية للفاتنات، لم نربح سوى عزلتنا الوافرة .. لم نعد نذكر كيف ذرفت دموعها العذراء الحالمة ، انتهى زمن الطموحات النبيلة او الاسفار الجليلة ، وكذلك ما عاد من يقول لنا : صباح الخير يا عشاق المطر ، هنا في اللاهنا يهمس الشيطان في آذاننا كلماته الجارحة الساخرة : هل قام الدود بخدمتكم على افضل وجه ؟، كم نحن فضيعون ومساكين صارت كلمة (( تحلل ) تثير نفورنا وتخدش ارواحنا ، هكذا نثقب عين الزمن ، نقحم ُ في ناصية الحلم ، لكن الرب لنا بالمرصاد ، رافعا ً بصره الخازر وعصاه الغليضة ، يصيبنا بوخزات من ذبذبات مؤنبة ، منا من سمع ومنا من ظل فاغر الفم ، في ثانية بطيئة صاح الصوت المجلجل : ايها الإنسان لا تقلق ، سيكون الأمر على ما يرام باقل من أغماضة عين .
( 3 ) الانبعاث بعد الإغفاءة
الرحمة ياإلهي ،نحن والملائكة في حلم غامض
في الهنالك او الفردوس ، انتقالات زمكانية خاطفة الى حد الدهشة ، لم يكن هنالك سوى الارواح العائدة من رحلتها المعفرة بالتراب ، رحلتها الطويلة في التيه الأبدي، لا احد بحاجة الى النوم ، ارواح مترنحة لاتفكر سوى بهذا الضوء الخاطف الساطع البهيج ، وجوه قد استعادت نضارتها ، في بواكير الهناء الأبدي ، صار الزمكان شيئا ً متوحدا ً ، اختفت الالوان ، لا عشب اخضر ولا اعلام سوداء ، نعوم في فضاء ابيض كالضباب ، هو الهدوء الهائل يدفع بنا الى التساؤل : لماذا كل ذلك ؟ ..
حياة ابدية شهية يتدبر الرب كل شيء . … منا من يقف حائرا ً، ومنا من يحاول فك هذا الغموض ، حيث لا قمر ولا شمس ، من اين ولد كل هذا البياض ؟، ها هنا حيث لا نعلم إذا ما كنا على قيد الحياة وا حتى اذا ما كنا نملك خيوط الذاكرة، منا من بدأ يعثر على الخفة والحيوية ، ومنا ما زال يرغب في طرح ذلك السؤال : لماذا جيء بي إلى هذا المكان الحارق كالثلج ؟ . ولكن بعد آلاف الدهور المضغوطة تحول كل شيء الى صمت شاحب ، منا من داهمه الضحر الرهيب ، وصار يقول بهمس : يا إلهي ، لماذا الأبدية مملة كموسيقى بلا هوية ، لكن عاشقا ً يقظ اضاف : لماذا الجنة كلوحة سريالية ساذجة .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تكريم إلهام شاهين في مهرجان هوليود للفيلم العربي


.. رسميًا.. طرح فيلم السرب فى دور العرض يوم 1 مايو المقبل




.. كل الزوايا - -شرق 12- فيلم مصري يشارك في مسابقة أسبوع المخرج


.. الفيلم اللبنانى المصرى أرزة يشارك فى مهرجان ترايبيكا السينما




.. حلقة #زمن لهذا الأسبوع مليئة بالحكايات والمواضيع المهمة مع ا