الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ألا ليتهم يتآمرون على دين الله !

اسكندر أمبروز

2021 / 10 / 15
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


عندما يختلط أي عاقل متنور اليوم مع أمّة بول البعير في دولنا الموبوئة بهذا الدين , يتبادر اليه إرهاصات عديدة عن مرض اجتماعي وأوهام جماعية يعيش فيها ملايين لا بل مليارات البشر من أمّة رضاع الكبير , حيث يظهرون بمظهر الذي يقطن في عالم مواز لعالمنا , وكون آخر غير الذي نعيش فيه , وهذا يتبلور بشكل مستمر من خلال نظرية أو نظريات المؤامرة اللانهاية لها !

فمن بث السم الإعلامي الاسلامي لهذا العته على قنوات الاعلام العربي المختلفة , الى بثّه ونشره على منابر النباح الديني يوم الجمعة , الى نقله كالثقافة والقصص والحكايات بين الناس , كلها أشكال مختلفة لذات الطاعون الخطير والعقلية الخطيرة المؤمنة بكل هذا العته والخيالات التآمرية المضحكة.

فمنهم من يدعي تآمر العالم على دين بول البعير , ومنهم من يدعي وجود منظمات عالمية يهودية علمانية صهيونية ماسونية شيطانية إلحادية...الخ , تتعاون لسحق الدين البول بعيري ليل نهار , وتريد النيل منه ومن أتباعه ودواعشه المخلصين !

وللإنصاف فإن جميع الأديان فيها نوع من هذا العته التآمري فالمسيحي يدعي ذات الأمر واليهودي المتشبث بديانته أيضاً يدعي ذات الادعاء , ولكن من حيث الحجم والتأثير , فإن عقلية المؤامرة البول بعيرية هي الأخطر والأسوأ , ولكن وبحكم أن التفكير صفة منعدمة عند هذه الأشكال , فإنهم لا يأخذون ادعائاتهم ذاتها بعين الاعتبار والمنطق والعقل والنتائج والقياس.

فلو افترضنا جدلاً أن المؤامرات هذه على دين رضاع الكبير صحيحة , فلماذا لا نرى نتائجها على أرض الواقع ؟ فلو كانت بهذا الحجم الذي يدعيه هؤلاء الرعاع , لتم سحق دين بول البعير من الوجود من مئات السنين , ولتم القضاء عليه ومسحه من الكرة الأرضية بشكل حاسم ناسف لا رجعة فيه ! والأمثلة على هذا حاضرة من خلال التاريخ البشري , فتوحّد الدول ضد أيديولوجيا معيّنة وتنسيقها معاً وتعاونها لمحاربة تلك الأيديولوجيا سينسف ذلك الفكر من الوجود بلمح البصر , أو على الأقل بفترة قصيرة جداً !

فتعاون بعض الدول والشعوب سحق النازية في الحرب العالمية الثانية من الوجود ونسفها كفكر وأيديولوجيا بشكل تامّ , وتعاون حلف شمال الأطلسي ضد الشيوعية أنهكها ونسفها فكرياً ومادياً وسياسياً بشكل تامّ الى أن سقطت بسقوط الهها الأكبر متمثلاً بالاتحاد السوفييتي , وتحول من بقي شيوعياً للرأسمالية والتصرفات السياسية السليمة , مما أدى لموت تلك الأيديولوجيا بشكل كامل.

وهذا كلّه تم تطبيقه مع أمم ودول لها من القوّة والبأس ما يهز العالم بأسره , فما بالكم لو تآمرت الأمم والدول على دين وعقيدة أسفه من السفاهة ؟ ودول تدعمها أضعف من الضعف ذاته ؟ وأوهن شعوب وطأت الكرة الأرضية ؟ فلو تآمر العالم كما يدعون على دينهم السقيم والسخيف , لتم دحره في سنوات لا بل أشهر , وخير دليل على هذا هو التأثير العظيم لأفراد وأدوات بسيطة كالنقّاد لدين رضاع الكبير على مواقع التواصل المختلفة , والذين نسفوه وضربوه في سويداء القلب , دافعين بالملايين لرؤيته على حقيقته ورميه من الشباك.

فما بالكم بدول وحكومات وإعلام وأموال طائلة ؟ فلو أراد العالم نسف الاسلام لنسفه منذ قرون , ولو كان هنالك تآمر حقيقي لما بقي هنالك اسلام , وألا ليتهم يتآمرون لارتاحت البشرية من هذا الطاعون والفساد والفجور الأخلاقي الداعشي.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي