الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الفصل الأخير _ النظرية الجديدة

حسين عجيب

2021 / 10 / 16
العولمة وتطورات العالم المعاصر


الواقع _ والوجود الإنساني ؟!
الخطوة الأولى على طريق المعرفة ، تتمثل بالمحاولة المتجددة لمعرفة ما نجهل ، وتحديده .
أعتقد أنني وجدتها _ الحركة الثلاثية للواقع والكون ( الوجود الشامل ) .
الحركة الدورانية للمكان بالتلازم مع الجدلية العكسية بين الحياة والزمن .
....
لو أخذنا كلمتين شبه معروفتين جوهانسبرغ وبانكوك على سبيل المثال ...
أعرفهما بالاسم فقط ، وأظن أن أغلب القراء مثلي بنفس الطريقة ، والدرجة ، التي كان يعرف بها القديس أوغستين الزمن أو الوقت :
( طبعا أعرف ما هو الزمن ، ...ولكن لو سألني أحد عن تعريف الزمن أو تحديد جوابي أكثر ، سأقول فقط : لا أعرف ، إذا كنت صادقا ) .
بسهولة يمكن معرفة المزيد عن المدينتين ، بمساعدة غوغل مثلا .
لكن لسوء الحظ ، ذلك غير ممكن بالنسبة للزمن أو الوقت .
....
من يجرب أن يضع كلمة زمن أو وقت على غوغل ، ستزداد حيرته مع درجة جهله للزمن ( طبيعته ، وحركته ، واتجاهه ، وسرعته ، وأنواعه ) .
نفس المتاهة تدور فيها كلمة " الواقع " ...
....
معرفة الزمن لا تكفي وحدها لمعرفة الواقع ، هي شرط لازم وغير كاف .
الواقع يتضمن الحركة العكسية بين الحياة والزمن ، بالإضافة إلى الماضي والمستقبل وعلاقتهما المزدوجة أيضا ، والمتعاكسة بين الحياة والزمن .
1
أنواع الزمن الحقيقي أو مراحله ثلاثة ، لا تقبل الزيادة ولا النقصان .
الماضي أو الحاضر أو المستقبل .
مع أنه لكل من الماضي والمستقبل تقسيمات عديدة ، ممكنة وصحيحة .
بينما الحاضر مفرد ، وشبه مجهول .
يعرف الحاضر بدلالة أبعاده الثلاثة بالتزامن : الحياة والزمن والمكان ( الحضور والحاضر والمحضر ) .
....
الماضي حدث من قبل ، وهذا متفق عليه في مختلف الثقافات واللغات .
لكن بعد معرفتنا بأن الزمن يأتي من المستقبل ، وليس من الماضي كالحياة ، تحدث صدمة عقلية للقارئ _ ة .
لكن للأسف ، أغلب القراء لا يحتملونها ، وينكصون إلى موقف الانكار .
تشبه الفكرة ( الخبرة ) دوران الأرض حول الشمس ، حيث تشكل المغالطة الشعورية مشكلة مزمنة ، موروثة ومشتركة .
...
يمكن تصنيف الماضي عبر ثلاث فترات :
1 _ الماضي القديم ، أو الموضوعي .
2 _ الماضي الشخصي ، أو الفردي .
3 _ الماضي الجديد .
الصنف الأول ( الماضي القديم ) ، أيضا ثلاثة أقسام :
1 _ قبل نشوء الحياة .
2 _ قبل نشوء الانسان .
3 _ قبل ولادة الفرد .
الصنف الثاني ( الماضي الشخصي ، أو الحديث ) .
يبدأ من لحظة الولادة إلى الحاضر المباشر ، أو اليوم الحالي .
الصنف الثالث والأهم ( الماضي الجديد ) ، يتضمن بقية العمر وهو نسبي بطبيعته .
يتحدد الماضي _ بمختلف أصنافه أو مستوياته – بالمجال بين الأزل والحاضر المباشر ( أو اليوم الحالي ) .
2
المستقبل يقابل الماضي ، لكن العلاقة الحقيقية بينهما ما تزال شبه مجهولة بالكامل .
ونحن لانعرف العلاقة بينهما سوى بدلالة الحاضر .
لكن ، وبشكل منطقي فقط يمكن تحديد المستقبل ، بالمجال بين الحاضر وبين الأبد .
....
بدوره المستقبل يقبل التصنيف الثلاثي :
1 _ المستقبل الموضوعي ، ويشمل المجال بين الأبد وبين موت الفرد .
2 _ المستقبل الفردي ( أو القريب ) ، ويتحدد بالمجال بين لحظة الموت وبين الحاضر المباشر .
3 _ المستقبل القديم ، وهو نفسه الماضي الجديد ، أيضا الحاضر الزمني .
هذا المجال الخاص ، والمباشر بطبيعته ، يتحدد بحركة التقويم اليومية أو السنوية .
....
الحاضر يمثل المجال بين الماضي والمستقبل ، ويتحدد بدلالتهما معا .
3
أصل الانسان مفهوم ميتافيزيقي ، يتعذر التحقق منه بشكل منطقي أو علمي ، ويتعذر الاتفاق بشأنه .
بينما أصل الفرد مصطلح حديث ، علمي ، وهو ظاهرة تقبل الملاحظة والاختبار والتعميم بلا استثناء .
أصل الفرد يمتد بين اللانهايتين الموجبة والسالبة ، أو بين الأبد والأزل ، أو بين الحياة والزمن .
....
....
ملحق وخاتمة _ تفسير الواقع ؟

1
كيف لم ينتبه قراء _ وقارئات رياض الصالح الحسين الكثر ، أيضا قراء أنسي الحاج الأكثر كما أتوقع ، إلى موقفهما من الواقع والزمن _ الجديد المختلف ، والمغاير كليا _ للموقف التقليدي والسائد في الثقافتين العربية والعالمية على السواء ؟
لأكن صريحا ، مع أن الاعتراف محرج لي ، لا أتذكر قراءتي ( قراءاتي ) لقصيدة رياض التي تعتبر أن سهم الزمن يعاكس فرضية نيوتن . والتي تمثل الموقف الثقافي العالمي الحالي ، بما فيه موقف العلم والفلسفة .
....
يسهل فهم ذلك وتفسيره ، بعد تقسيم الموقف المعرفي الجديد إلى ثلاثة خطوات بدل الاثنتين فقط .
اكتشف أنسي ورياض ، وعدد غير معروف ، من الفلاسفة والشعراء والمثقفين في العالم وفي العربية كما تبين ذلك بالأدلة أن اتجاه حركة الزمن بعكس الموقف السائد . لكنهما ، لم يكملا الفكرة إلى آخرها .
....
أتذكر وبوضوح شديد جدا ، أكثر من القبلة الأولى ، لحظة فهمي الجديد لحركة مرور الزمن ( من المستقبل إلى الماضي ، عبر الحاضر ) .
كنت أظن أنني الأول ، والوحيد ، الذي اكتشف ذلك .
غرور نرجسي بلا شك ، واعتذر عنه .
....
حتى الخمسين ، كنت أعتقد أنني شخص محدود الذكاء . ( متوسط ) .
يشوب معرفتي الحالية ، الأقرب إلى الموضوعية ، بعض شطحات الغرور المعيبة والمخجلة بالفعل .
( أتخيل أحيانا أنني بدرجة ذكاء أعلى من أينشتاين )
....
لنتذكر أن جنون العظمة ، حالة متقدمة من عقدة النقص لا أكثر ولا أقل .
2
اكتشاف الجدلية العكسية بين الزمن والحياة ، نتيجة الحوار المفتوح منذ سنوات ، ويمثل الحظ الطيب أكثر من تسعين بالمئة منه ، والباقي للثقافة والمثابرة التي تحصلت عليها بعد الخمسين .
....
بعد فهم العلاقة الصفرية بين الزمن والحياة : الزمن + الحياة = الصفر .
أو س + ع = الصفر .
يتكشف الواقع ، بدرجة غير مسبوقة من الوضوح والانسجام .
....
الحركة مزدوجة ، ليست خطية أو أحادية فقط .
هذا هو مفتاح اللغز المزدوج ، لغز الزمن _ ولغز الواقع بالتزامن .
3
( لا أنت ولا أنا ...
لا أحد يعرف حدود جهله ) .
....
....
خاتمة النظرية الجديدة

" لماذا لا تكتب ما يفهم ؟
لماذا لا تفهم ما يكتب ! "

1
هذا النص بصورة خاصة ، يتطلب من القارئ _ة ، الانتقال إلى موقف القراءة الإيجابية _التفاعلية والمنفتحة على الجديد والمجهول بالفعل .
بعبارة ثانية ،
مستوى القراءة السلبية وبكل اشكالها ، تمنع القارئ _ة من تقبل الجديد ، وخاصة في موضوع غامض بطبيعته ومربك مثل الزمن ، حيث يتلازم الجهل مع الرهبة والخوف .
مثال تطبيقي :
الزمن ثلاثة أنواع ( مراحل ) متعاقبة ، يتعذر الإضافة عليها أو اختزلها .
وهذه الفكرة مصدر سوء فهم دائم .
مثلا ، لا يوجد نوع رابع ( حقيقي ) من الزمن ، مستقل وخارج تقسيمات الماضي أو الحاضر أو المستقبل . وهذا خطأ شائع في الثقافة العالمية ، خاصة في النقد الأدبي والفلسفة . ومثاله البارز غاستون باشلار :
( للزمن أبعاد ، للزمن كثافة ) .
بالمقابل ، لا يمكن أن يوجد شكل أحادي أو ثنائي من الزمن ( بدون البعد الثالث ، الذي قد يكون أحد الثلاثة : الماضي أو الحاضر أو المستقبل ) .
وهذا خطأ وقع فيه الثلاثة الكبار في الفيزياء ، نيوتن حين أهمل الحاضر واعتبره عديم القيمة والأهمية معا ، واينشتاين حين أهمل الماضي والمستقبل عبر تركيزه المفرط على الحضور فقط ، ويشاركهما ستيفن هوكينغ أيضا في الاعتقاد الخطأ ، في أن سهم الزمن ينطلق من الماضي إلى المستقبل ( بينما العكس هو الصحيح ، المستقبل مصدر الزمن ) .
2
حركة الواقع أم حركة الحياة أم حركة الزمن ؟
كلنا نعرف الأمس المحدد خلال 24 ساعة السابقة ، بالإضافة إلى الماضي الشخصي ( من لحظة الولادة إلى الآن ) .
....
ما هو الأمس ، وكيف يتشكل بالفعل ؟
يستهلك العالم كله إلى اليوم ، بما فيهم أنت وأنا ، فرضية نيوتن حول سهم الزمن : من الماضي إلى المستقبل .
رغم التشكيك بوجود الزمن نفسه ، أيضا في اتجاه حركته ، ما يزال الموقف الثقافي العالمي يقوم على تلك الفرضية ( الخاطئة ) .
3
تذكير مكرر بقصيدة رياض الصالح الحسين :
الغد يتحول إلى اليوم
واليوم يصير الأمس
وأنا بلهفة
أنتظر الغد الجديد .
السؤال الأول حول رياض نفسه ، وموقفه الغريب من الزمن !
أرغب بمناقشة هذا السؤال بشكل تفصيلي ، عبر نص خاص .
لكن السؤال الفضيحة حول القراءة لذلك النص ، هل من المعقول أن أحدا لم يلفته ذلك الموقف ، الجديد كليا لا على الثقافة العربية بل العالمية أيضا ؟!
....
هل من المعقول أنني وحدي الذي يرى !
كل انسان ، كرر ذلك التساؤل الاستنكاري مرات بينه وبين نفسه .
4
هل الكائن الحي ، هو من يغادر الأمس وينتقل إلى يوم جديد ، أم العكس كما لاحظ رياض خاصة وبطريقة غامضة وغير مفهومة إلى اليوم ؟
أعتقد أن الحركة التعاقبية للزمن هي السبب ، وهي مصدر التغير الذي نشعر به جميعا ، لكننا نتجاهله لسوء الحظ .
....
الحركة الجدلية ، العكسية ، بين حركتي الحياة والزمن مصدر غموض الواقع ، والحركة التي ندركها ولا نفهمها .
بطريقة بعيدة وغير مباشرة ، يمكن تشبيه الأمر بالحركة المزدوجة بين عربتين في اتجاهين متعاكسين ، وبسرعة متساوية .
يبقى الفارق أننا نشعر بالحركة في المثال ، بينما في الواقع لا نشعر بالحركة لأسباب مجهولة ، وربما تكون العادة والتقليد أحدها .
5
يمكن التأكد بسهولة من حركتين ، هما غالبا حركة واحدة : حركة اقتراب المستقبل من الحاضر بنفس السرعة التي تقيسها الساعة ، وعكسها حركة ابتعاد الماضي عن الحاضر بنفس السرعة .
والمشكلة الأساسية في جهلنا للحاضر ، مع أننا تقدم أكثر من خطوة .
....
يتحدد الحاضر بشكل دقيق وموضوعي ، بين الأبد ( اقصى المستقبل ) وبين اللحظة الحالية التي تفصل بشكل موضوعي بين الماضي والمستقبل .
مثال على ذلك هذا اليوم خميس 14 / 10 2021 ، هو الآن الفاصل الموضوعي بين الماضي والمستقبل ، بالتزامن يمثل الحاضر المباشر .
بعد أقل من 24 ساعة سوف يصير في الماضي ، وجزءا من الماضي ، إلى الأبد .
6
الماضي الجديد أو المستقبل القديم أو الحاضر الزمني مترادفات على الأغلب ، أو تسميات لفترة انتقالية ما تزال غير واضحة ، وغير مفهومة سوى بشكل تقريبي وغامض . وهي تتمثل باليوم الحالي .
....
اليوم الحالي مزدوج بطبيعته ، نصفه الحي يأتي من الماضي والأمس ، ونصفه الزمني ( المقابل ) يأتي من المستقبل والغد .
وكل يوم آخر يشبه بقية الأيام القادمة ، باستثناء أيام الماضي _ فهي قد حدثت وانتهى الأمر _ وتمثل الوجود بالأثر فقط .
بعبارة ثانية ،
الزمن ، واليوم بجانبه الزمني خاصة ، يحدث عبر ثلاث حالات متعاقبة : المستقبل أو الغد كمرحلة أولى ، فاليوم الحالي أو الحاضر المباشر مرحلة ثانية ، والماضي ويوم أمس في المرحلة الثالثة والأخيرة .
وعلى العكس تماما حركة الحياة ، واليوم بجانبه الحي ، يحدث أيضا عبر ثلاثة حالات متعاقبة ومعاكسة للزمن : الماضي والأمس كمرحلة أولى ، فاليوم الحالي أو الحضور المباشر مرحلة ثانية ، والمستقبل ويوم الغد في المرحلة الثالثة والأخيرة .
....








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هل دعا نتنياهو إلى إعادة استيطان غزة؟ • فرانس 24 / FRANCE 24


.. روسيا تكثف الضغط على الجبهات الأوكرانية | #غرفة_الأخبار




.. إيران تهدد.. سنمحو إسرائيل إذا هاجمت أراضينا | #غرفة_الأخبار


.. 200 يوم من الحرب.. حربٌ استغلَّها الاحتلالِ للتصعيدِ بالضفةِ




.. الرئيس أردوغان يشارك في تشييع زعيم طائفة إسماعيل آغا بإسطنبو