الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قادمة من الأساطير

نادية خلوف
(Nadia Khaloof)

2021 / 10 / 17
الادب والفن


قادمة من أساطير الأولين
من العالم السفلي
من الوطن الجميل
لو كنتم تدرون سحر ذلك العالم لما عتبتم عليّ!
تتهموني بالخيانة لعالم القبور
حتى أنا ندمت . فعالم الأحياء للأحياء
وأنا من الأساطير
من غبار التاريخ
من الخيال
من الزيف
نحتاج هنا لسرد أسطورة قبل النوم
يمتلئ بها عالمنا الرّوحي
نفخر لأننا لسنا من عالم اليوم
ننام بين القبور
تؤنسنا رائحة الجماجم
تولد إنانا
ويخرج دموزي إلى السّطح
لكننا في عيشنا هانئون
فالعالم السّفلي ممتع لنا
نلتصق به
يشدنا
نسميه حلماً ، نكذب على أنفسنا
بحثت عن العالم السفلي في الأساطير البابلية ، وكم كان يعجبني أن يعود دموزي إلى العالم العلوي . اعتقدت أنني كنت أقرأ الأسطورة ، رغم أني لا أجيد القراءة .
قصة عشقي للأسطورة و للعالم السفلي هي قصة انتماء، قصة وطن ، قصة متعه بالبحث عن المفقود من الأشياء ، قصة اعتناق دين الفقر.
عرفت أن دموزي قد سكن في عاصمة العالم السفلي في حيّ راق، وعرفت أيضاً أننا من العالم السفلي لذلك نعرف أساطيره .
كان يهيأ لي أنني أعيش بحريّة وكبرياء ، إلى أن قال لي أحدهم : لا تكابري كثيراً ، لا رحمة في العالم السفلي ، إلا إذا كنت ترغبين أن تكوني بطلة ، أو شهيدة، وتحتملي كل شيْ، لكنّني لا أحب البطولة ولا الشهادة ، ففي مرة سجنت ليوم وليلة ، لو استمر الأمر لانتحرت . ليس جميع الناس يستطيعون الاستمرار.
في العالم السّفلي الذي كنت أعيش فيه نتبارى على الصّمود، ونعتبر أن من يحصل على الخبز الطّازج خائن يجب محاسبته ، وعندما يحصل أحدهم على الخبز نتمسّح به ويحاسبنا . يبدو أن دموزي كان خائناً فعاشر نساء عالمنا ، و أنجب هذا العدد من الذرية . في مرّة رأيت ضوءاً في أعلى منزلي ، اعتقدت أنه نور الرّحمن ، حاولت أن أصل له ، فمررت بدوائر حلزونية ، لكن رجلي زلقت فسقطت قبل أن أصل السّطح. من يومها و أنا أسأل نفسي: هل أعيش في بئر؟ عرفت فيما بعد أنه ليس بئراً بل حفرة بحجم بئر. كتبت فيها قصائد عشق لرجل أحببته، فإذ به جنّياً ، لم أكن أعرف أنني تزوجت جنّي حتى خرجت إلى السطح، أردت أن أختبر المقدرة الإلهية، بسملت في حضوره فاختفى!
ما يربطني في ذلك البئر ذكريات جميلة ، مثل العتمة، والبحث عن الكنوز ، تشعر أن لحياتك معنى عندما تركض وراء رغيف خبز غير موجود ، تظنه يركض أمامك ، وتقبض على الريح. احتجت لخمسين علم حتى أصل إلى السّطح ، كدت أعود إليه بإرادتي ، لم أتعود على الحياة خارج البئر .
استغرق مني الصعود دهراً ،
والرحيل عمراً
أصابني الذّل
رافقتني نذالة على مدى عمر
فتحت على مكنونات قلبي
فإذ هي مكتوبة بالحبر الصيني
لا يمكن محوها
و بينما أحاول أن أخرجها
دافعت عن نفسها
صرعتني
اليوم أتمدد قرب البئر
لا أعرف إن كنت أعود له ثانية
فيه كانت حياتي
ذكرياتي التي أحاول أن أستعيدها
لا أراها
يبدو أنني عشت بلا ذكريات
كنت في عالم الأموات
عدت اليوم إلى السطح
دون حيلة ، أو أدوات
العيش هنا كالعيش هناك








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. شبيه عادل ا?مام يظهر فى عزاء الفنانة شيرين سيف النصر


.. وصول نقيب الفنانين أشرف زكي لأداء واجب العزاء في الراحلة شير




.. عزاء الفنانة شيرين سيف النصر تجهيزات واستعدادات استقبال نجوم


.. تفاعلكم : الفنان محمد عبده يطمئن جمهوره على صحته ويتألق مع س




.. المخرج التونسي عبد الحميد بوشناق يكشف عن أسباب اعتماده على ق