الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


دور السموم البيئية في سُعَارِ الوباء الكوني لبدانة الأطفال

مصعب قاسم عزاوي
طبيب و كاتب

(Mousab Kassem Azzawi)

2021 / 10 / 17
الصحة والسلامة الجسدية والنفسية


تعريب فريق دار الأكاديمية للطباعة والنشر والتوزيع لملخص محاضرة قدمها الطبيب مصعب قاسم عزاوي باللغة الإنجليزية في مركز التثقيف الصحي المستمر في لندن.

لقرون طويلة كان يُنظر إلى السمنة على أنها علامة على الصحة والثروة، كونها تومي إلى تناول كميات كافية أو حتى مفرطة من الطعام. استمرت تلك الصورة النمطية في العديد من الثقافات حول العالم، حيث لا يزال الطفل السمين يُفتخر به باعتباره «صورة الصحة المثالية»، ولسوء الحظ، الواقع مختلف تماماً.
اليوم، ينتشر وباء عالمي لسمنة الأطفال، مع ظهور أنماط مستحدثة من السمنة المرضية ومرض السكري من النمط الثاني، والتي كانت موجودة سابقاً فقط في البالغين والآن أصبحت مشاهدة في الأطفال في جميع أنحاء العالم. تضاعفت السمنة لأكثر من ثلاثة أضعاف بين الأطفال في العالم الغربي منذ سبعينيات القرن المنصرم. مرض السكري من النوع 2، وأمراض القلب، والسرطانات، ومشاكل المفاصل والحركة هي أيضاً من عواقب السمنة وهي الآن تصيب صحة العديد من الأطفال على المستوى الكوني في العالم المتقدم والكثير من المجتمعات متوسطة الدخل في دول العالم النامي.
تخلق «البيئات الحضرية المهندسة» اليوم أسلوب حياة أكثر سكوناً وخمولاً لأطفالنا مقارنة بأطفال الأجيال السابقة. ينتج عن نمط السكن الحضري مع الملاعب الخارجية والحدائق ومناطق المشي غير الآمنة جيلاً من الأطفال الذين يعودون من المدرسة إلى الأماكن الآمنة في الداخل، حيث يتكون جل وقت لعبهم من مشاهدة التلفزيون، ولعب ألعاب الحاسوب، وتناول وجبات خفيفة من الوجبات التجارية ذات السعرات الحرارية العالية. تتطلب مجتمعات الضواحي المترامية الأطراف التي لا توجد بها أرصفة للمشاة ولا توجد مراكز بلدية أو قروية على مسافة قريبة اللجوء إلى ركوب السيارات للوصول إلى ضروريات الحياة مثل محلات البقالة ومراكز التسوق والمدارس والملاعب والمتنزهات البعيدة. يؤدي الافتقار إلى مساحات اللعب الطبيعية المثيرة للاهتمام في الهواء الطلق مثل المساحات الخالية أو مسارات الغابات أو الواجهات البحرية والتي يتمتع الطفل فيها بحرية استكشاف العالم مع أطفال آخرين إلى زيادة اضطراب نقص الانتباه والقلق والاكتئاب والسمنة.
علاوة على ذلك، بدأت الأبحاث في إلقاء الضوء على بعض العوامل الأخرى التي قد تساهم في السمنة. ترتبط بعض حالات التعرض المبكر للمواد الكيميائية البيئية التي يمكن أن تعمل «كمواد مسببة للسمنة» لدى الأطفال والبالغين. تم ربط السمنة أيضاً بتدخين الأم أثناء الحمل، والتعرض لمركبات ثنائي الفينيل متعدد الكلور PCBs والفثالات، وكلاهما موجود عالمياً في بيئتنا وفي أجسامنا جميعاً تقريباً، حيث تلك الأخيرة جزء أساسي من معظم مشتقات البلاستيك التي نستخدمها في حيواتنا المعاصرة؛ بالإضافة إلى مبيدات الآفات الكلورية العضوية، مثل ثنائي كلورو ثنائي فينيل ثلاثي كلورو الإيثان DDT، الموجود في أبدان معظم الناس في جميع أنحاء العالم اليوم حيث أنه ينتقل على المستوى الكوني باستمرار عبر الإمدادات الغذائية العالمية التي تنتقل الأغذية و المنتجات الغذائية بين بلد و آخر. لا يزال هناك مبيد آفات آخر، وهو الليندين (أو سداسي كلور البنزين HCB) موجوداً بكثرة في بيئتنا الحيوية المعاصرة، وهو عنصر متهم بشدة في زيادة استعداد الأطفال للإصابة بالسمنة المرضية وعقابيلها المهولة. في الآونة الأخيرة، تم أيضاً ربط تلوث الهواء، الذي يحمل حمولة من المواد الكيميائية السامة المتعددة، بالسمنة بين الأطفال والبالغين أيضاً.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. -بيتزا المنسف-.. صيحة أردنية جديدة


.. تفاصيل حزمة المساعدات العسكرية الأميركية لإسرائيل وأوكرانيا




.. سيلين ديون عن مرضها -لم أنتصر عليه بعد


.. معلومات عن الأسلحة التي ستقدمها واشنطن لكييف




.. غزة- إسرائيل: هل بات اجتياح رفح قريباً؟ • فرانس 24 / FRANCE