الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


خصومات حول جائزة نوبل وجوائز أخرى. واقع المترجم العربي مقارنة بالاحتواء الكندي للغات العالم

جاكلين سلام
كاتبة صحفية، شاعرة، مترجمة سورية-كندية

(Jacqueline Salam)

2021 / 10 / 17
الادب والفن


ما هي مشكلة المثقف العربي مع جائزة نوبل كل عام!
بانوراما حول الجوائز والترجمة وكيف تعاملت دولة كندا مع اللغات والحضارات الأخرى
بخصوص الترجمة إلى اللغة العربية
كل عام وحين اقتراب الإعلان عن جائزة نوبل للآداب، يتصاعد إيقاع النقد والتهكم والتوقعات حول من سيحصل ولماذا. وهذه الموجة يزداد تصاعدها عربيا مع إعلان الفائز (ة) بالجائزة. وأعتقد إنها مسألة إيجابية مهمكا اختلفت الآراء وتضاربت. ولكن أمقت تلك التي تصل إلى حد الشتيمة للآخر على صفحات سوشال ميديا، فيسبوك وتويتر...
واستغرب، لماذا يستغرب القراء العرب والصحفيين هذا العام من عدم توفر كتب الروائي عبد الرزاق قرنح الحائز على نوبل 2021، بالترجمة العربية؟
هل يكون كل الحق على المترجمين العرب لتقصيرهم في تعريب الأدب العالمي بأقل كلفة أو مجانا، فيما حاشية الحكام العرب ودائرتهم منشغلون بسرقة خيرات بلادهم وإيداعها في المصارف الأوربية، لحين سقوطهم ذات يوم؟!
هل نستثني أحدا؟
للأسف، المؤسسة الثقافية العربية، تكاد تصير تابعا للحاكم، أو هي كذلك بصورة مبطنة.
***
الترجمة من لغات العالم إلى العربية مسألة شاقة. لا أحد سوى من مارس الترجمة يعرف كم تحتاج إلى وقت وبحث ودقة ومهارة وأمانة. وحده المترجم يعرف كم قليلة تلك المكافأة (الفلوس مقابل خدمة الترجمة) التي تدفع مقابل هذا الجهد الذي يجب أن يقترن بالموهبة والدقة والصبر.
***
هناك عرب مترجمون أكفاء، يسخرون وقتهم لترجمة مقالات متفرقة فقط من أجل الحصول على دخل مادي إضافي. ونادرا ما يجدون مؤسسة تدعمهم كي يواظبوا السعي والانتاج الجيد.
وقلة قليلة عرفت كيف تجد الدعم والواجهة والمؤسسة الداعمة نوعا ما.
***
لو أن لدي ما يكفي من الوقت والمغريات لترجمت هذا الكتاب لأهميته بنظري. العنوان: مت فارغا

***
مرة قدمت فكرة نشر ترجمة كتاب لجهة عربية، كانت المكافأة المقترحة مخزية بكل معنى الكلمة. تراجعت عن المشروع وما تزال الترجمات في ذاكرة الكمبيوتر، ولم أتوانى عن ترجمة مقتطفات ونشرها في الصحافة العربية -حسب الظرف والطلب.
لا شك سأحاول تقريبا معاودة التجربة والبحث عن ناشر.
**
اللغات حضارات
كل لغة تجلب معرفة وتضيف جسرا بين الشعوب وفلسفاتها كي يسهل التواصل والأخذ والعطاء.
وكلما تعملنا وأتقنا لغة الآخر نصبح أقوى معرفيا وعلميا. وللأسف موجات التعريب العربي كانت آثارها سلبية علينا جميعا. أتذكر في سوريا حين تم تعريب الكتاب الجامعي وأسماء المحلات التجارية...بحجة الحفاظ على اللغة العربية من الاندثار. ولأسف، يحصل الاضمحلال والقتل والإندثار المعرفي والحقيقي بكل الصيغ والصور.
تعلم اللغات الأخرى لا يقتل اللسان الأول واللغة الأولى لمن يرغب في صيانة لغته وتنقيتها.
اللغة الانكليزية في كندا مثلا- البلد الذي أقيم فيه، لم تفقد رونقها وثقلها العالمي في الوقت الذي تحتضن فيه المهاجرين واللاجئين ولغاتهم الأصلية. بل وتشجعهم على تعليم أولادهم اللغة الأم، وتسمح لهم بترخيص مدارس لتعليم اللغات، ومنها العربية. ولهذا تزدهر هذه البلاد وتفتح الباب لتبدل المعارف في جو سلمي قائم على الاحترام والتكافؤ/ رغم عثرات الواقع.
***
وهذه قائمة أسباب تجعلني شخصيا أكن كل الاحترام لدولة كندا.
1- تجد في جامعاتها فرعا لتدريس الآدب السرياني، يشرف عليه الدكتور أمير حراق، من أصول سريانية عراقية. جامعة تورنتو
2- تجد في جامعاتها فروعا لأداب عالمية أوربية ومشرقية: الأدب الفارسي، الأدب الهندي، آداب اوربا الشرقية باختلاف لغاتها
3- تجد في جامعاتها فرعا لتدريس الأدب العبري
4- تجد فروعا لتدريس أدب الكنديين الأوائل- الهنود الحمر إلى جوار الأدب والثقافة الانكليزية والفرنسية

مكتبة جامعة للحضارات واللغات
تجد في مكتبة ( روبرتس ) التابعة لجامعة تورنتو في كندا، أقساما هائلة تضم كتبا بكل لغات العالم ومنها العربية. ومتوفرة لطلاب دراسات الألسنية والاداب العالمية. يمكن لأي شخص أن يستعير من المكتبة بموجب بطاقة استعارة حتى وان لم يكن طالبا في الجامعة - ويدفع ثمن البطاقة.
***
حين وصلت الى كندا، تعرفت على المكتبة وعملت اشتراكا وقرأت فيها مخطوطات ومطبوعات الأدب العربي المسموحة والممنوعة. قرأت هناك روايات وشعرا وبحوثا ونقدا وتراثا، وديانات...
***
سبق ان أجريت حوارات مع اساتذة في جامعات كندية نشرت في الشبكة الالكترونية-المعنية بالثقافة. وكذلك حللت ضيفة على عدد من هذه الجامعات للحوار حول الادب والثقافة العربية وحرية التعبير، وما إليه.
***
الجوائز الأدبية تثير الشهية الإبداعية، والغيظ، والغضب، والفرح، والتظلم والتشكي و... كل حسب منظوره الايديولجي والشخصي أو حسب معاييره المعرفيخ وتجربته( هو -هي) .
***
أمنيتي أن تقوم كل دولة عربية بإطلاق جوائز لكل فروع المعرفة والعلوم والاداب، وتقوم بدعم الكتاب ومشاريعهم الثقافية الابداعية التي ستساعد على خلق لبنة اجتماعية انسانية متينة. وحينها سيفهم الفرد تارخ وتراثه ولن يخشى عليه من الضضياع إذا درس وتثقف واستقى من اللغات العالمية ومعارفها.
***
اللغات حضارات شفاهية ومكتوبة. التاريخ يكتبه المنتصرون وتجدهم يخنقون اللغات والتراث السابق أو يحاولون طمس معالمه ما أمكن.
سوريا مثلا، لو كانت الدولة كريمة منذ زمن بعيد مع مواطنيها بكل أقلياتهم، وسمحت بتعليم اللغاة السريانية والكردية وثقافتها لما شعر أبناء تلك القوميات على قلتهم بالغبن والاضطهاد والتهميش.

الحوار الصحي الفكري على اختلافه يحفز على المزيد من البحث والمنافسة النظيفة في كل العلوم.
كل جائزة تكريم له عائدات مادية ومعنوية على الكاتب المبدع (هو وهي) وبلده الذي أنتج فيه إبداعا قيما.

جاكلين سلام، شاعرة، كاتبة ومترجمة سورية- كندية








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - عن الترجمة والتعريب
عبد الفادي ( 2021 / 10 / 17 - 22:18 )
شكرا استاذة جاكلين على هذه المعلومات المفيدة . بسبب الظروف الأجتماعية والدينية التي يعيشها المترجم العربي ينعكس ذلك على اعمال المترجم وتجعلة يتدخل في معاني النص ومحتوى الكتاب المراد ترجمته الى العربية ، فأحيانا يتلاعب المترجم بالمرادفات اللغوية حسب ما يريدها هو او يضع اضافات لم يهدف اليها المؤلف الأجنبي فتظهر الترجمة وكأن المترجم العربي يعيد تأليف الكتاب حسب ذوقه وتربيته الأجتماعية والدينية ، وعندما يقرأ القارئ نص الكتاب بلغته الأصلية تتزعزع ثقة القارئ بالمترجم العربي ، وطبعا انا لا اعني كل المترجمين ، اما موضوع التعريب ، فالتعريب ساندوه الحكّام العرب الذين جاؤوا من خلفية متدنية ثقافيا وأكاديميا ، وكان الغرض من التعريب هو اظهار الحاكم وطنيته المزيفة في حرصه على اللغة والقومية العربية ، والذي حدث خاصة في تعريب الكتب العلمية كانت مهزلة بكل المقاييس ، فالتعريب يشبه من يسرق حقوق المؤلف لكتاب معين ثم ينسب المادة للغته مما تكون النتيجة ضعيفة ومشوهة ، ونتائج التعريب كانت سيئة جداً خاصة للطالب الذي اراد اكمال دراسته في الخارج ، تحياتي استاذة جاكلين


2 - الترجمه انقذتني معيشياايام دراستي وعرفتني على كبار
الدكتور صادق الكحلاوي ( 2021 / 10 / 18 - 04:06 )
الشخصيات والمؤسسات الثقافية والاجتماعية والسياسية الهامة
ربما اني من اقدم المترجمين العرب فقد وصلت بولندا عام 1956 كاءول طالب عربي لهذه البلاد الجميله وشعبها الكريم-وبعد سنة مكثفة من تعليم اللغة البولندية والتحضير للدراسة الجامعية بمستوى يقارب مستوى طلابها دخلت جامعة وارشو بعمر يقارب عمر خريجيها وقد كنت بلا اية مساعدة مالية من الاهل بصورة مطلقه-صحيح اني كنت اتمتع بزمالة اتحاد طلبتها ولكنها كانت تضمن شروطا متواضعه للحياة ولكن سرعان مااخذت تصلني طلبات الترجمه فهذا اتحاد النقابات البولنديه تاءتيه وفود عربيه لايعرف افرادها لغة غير العربية-وتنشر عنه اخبار ومقالات بالبلاد العربية يريد ترجمتها للبولنديه وكذالك الامر مع الحزب الحاكم بل واخذت تاءتي وفود حكوميه ثقافيه للتفاوض وتوقيع اتفاقيات يجب ان تكون نسخة منها بالعربية ناهيكم عن المؤتمرات السياسية والشبابية والطلابية التي تعقد ببولندا ووصل الامر-وقد انقذني هذا لسنوات من الفقر بل جعلني اجدد ملابسي واثاث شقتي-وذالك حينمااتصلت بي معامل صنع القطارات ببوزنان وظهر ان العراق عقد صفقة كبيره معها والامريتطلب ان تكون جميع التعليمات بالقطارات بالعربية


3 - حين يصبح التعريب-تخريبا
جاكلين سلام ( 2021 / 10 / 18 - 06:42 )
إضافة جميلة. والمشكلة وقعت وتقع حين يصبح التعريب- تخريبا يفقد النص الألصي من جمالياته.
المترجمون، ليسو متفرغين على الغالب
رغم ذلك هناك كتب قيمة أضيفت الى المكتبة العربية بحكم الهجود الفردية، قبل المؤسساتية.

مع التقدير
جاكلين


4 - أين تقيم؟!
جاكلين سلام ( 2021 / 10 / 18 - 20:04 )

تحياتي دكتور كحلاوي. تجربتك ثرية.
كن بخير
جاكلين


5 - شكرا استاذه جاكلين-انا من اهل تورنتو-تقاطع فيكتوري
الدكتور صادق الكحلاوي ( 2021 / 10 / 18 - 22:24 )
تقاطع فيكتوريا بارك وشبرد افنيو في عمارة ب20طابق وشقتي في ال18منها جدرانها من زجاج واسعة وتطل على شرق تورونتو الكبرى وشمالها وهي جديدة ولولا قصتها الخاصة لما كان بامكاني ان اسكنها فهي بمواصفاتها من نوع الكندو وفيها جميع الخدمات مجانا بما في ذالك التدفئة والتبريد المستقلان-ومثلها يتجاوز ايجار الشقه ال2700دولارا وانا ادفع حوالي ال1300
ولكن هنالك شرط لقبول المستاءجر-ان يكون بعمر ال59 فما فوق وسكنتها قبل مايزيد على ال9سنوات حينما كان عمري ال78سنه وانا اتذكر دائما دكتورا بالكيمياء عراقي الاصل الذي دلني على هذه العماره وهي تكتمل البناء فكنت من اوائل ساكنيها من السنيرز-ولكني حتى اليوم لااعرف سر تنازل مالكها وهي شركة كبرى تملك مئات العمارات بتورونتو-لانه كما يقال اس الراءسمالية هو الربح-فكيف تسنى لهذه الشركة العملاقه ان تتنازل عن مايفوق نصف الايجار لكبار السن=يقال ان الشركة الراءسمالية ارادت مغازلة الدوله في المساهمة في تنفيذ سياستها الاجتماعية في حقل خدمة الاباء والامهات الكنديين ويضاف لذالك ان هكذا شركه قد تحتاج احيانا الى قروض فمن الممكن ان تؤدي هذه المغازله لحصولها عالقروض الحكوميه ببلاش


6 - كندا كريمة رغم كل المصاعب
جاكلين سلام ( 2021 / 10 / 19 - 20:19 )

لك كل الامنيات بالصحة والسلام

اخر الافلام

.. الفيلم اللبنانى المصرى أرزة يشارك فى مهرجان ترايبيكا السينما


.. حلقة #زمن لهذا الأسبوع مليئة بالحكايات والمواضيع المهمة مع ا




.. الذكاء الاصطناعي يهدد صناعة السينما


.. الفنانة السودانية هند الطاهر: -قلبي مع كل أم سودانية وطفل في




.. من الكويت بروفسور بالهندسة الكيميائية والبيئية يقف لأول مرة