الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كامل عبد الرحيم‎ : تأسيس حزب في العراق.

عبد الحسين سلمان
باحث

(Abdul Hussein Salman Ati)

2021 / 10 / 19
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


اخترنا العنوان مباشراً لندخل بالحيثيات بعدها ، فقد تكون الانتخابات الأخيرة هي آخر انتخابات في النظام المؤسَس عام 2003 ، حيث انتهى التداول السلمي للسلطة ، وفي الحق إن آخر الانتخابات هي انتخابات عام 2018 عندما احتضر النظام وكادت انتفاضة تشرين أن تعلن وفاته ليحصل التلكؤ المعروف أو خطة الإنقاذ التي قادها ويقودها رئيس الوزراء الكاظمي وفريقه ، وبقراءة بسيطة لما يجري فإن الأزمة الحالية ستمتد وقد يتم تصالح المتنازعين و توافقهم مؤقتاً ، لكن النظام بحاجة إلى تغيير حقيقي أو في الأقل إصلاح جذري وليس الإصلاح الذي يرفعه البعض من قلب النظام ومن مركز أزمته ، وباستمرار تلك القراءة ، نرى أن الوقت جاء للعمل السياسي الحقيقي عبر أحزاب وتيارات ونشاطات لا تفكر بالغنيمة بل بالنضال الحقيقي والجاد ، وقد كان تشويه العمل السياسي نحو الارتزاق وتسمين الهياكل السياسية التي جاء به الاحتلال أو التي هرولت معه ، كان هذا التشويه مقصوداً لإفراغ العمل السياسي من مضمونه المعروف .

ولكي يكون الإنسان أميناً لنفسه وابناً شرعياً لعصره عليه تلمس واستقبال الأنواء الجديدة التي ستعصف بالبلاد المنكوبة ، وأظنُ وأعتقد بأن الوقت ملائم والأجواء مواتية للعمل السياسي الدائب . كما أن آليات هذا العمل قد تغيّرت فلم يعد الحزب الكلاسيكي مثلما عرفناه سابقاً في العراق أو جواره ، مثل أحزاب الشيوعي والبعث والوطني الديمقراطي أو القومي والإسلامي ، فانتهى عصر المركزية الديمقراطية التي تعني ديكتاتورية القيادات وتأليهها وعبادة الشخصية ، بل حان انتقال روح العصر إلى داخل بنية هذه الأحزاب حيث حرية التكتلات والتوجهات وإتاحتها وإعطاؤها حق التعبير عن نفسها عبر كل الوسائل التي تراها مناسبة ، ما نحتاجه من كل هذه الهياكل البالية هو أن العضو لا يجب أن يتوقع أو يوعد بوظيفة أو أجر أو مغنم أو إيفاد ، بالعكس على العضو أن يدفع اشتراكاً حتى لو كان هذا الاشتراك رمزياً كأن يكون ألف دينار مثلاً ، حزب بلا نظام داخلي متزمت بل لوائح مرنة وضوابط متغيّرة ، عمله تحت الأضواء إلا ما يراه مهدداً لأمن أعضائه ، وستكون هذه دريئة لإبعاد الانتهازيين والفضوليين وأرباب المقاهي وقاتلي أوقات الفراغ بأية مصيدة .
برنامج الحزب ، هو برنامج انتفاضة تشرين ، لكنه لن يكون معبراً أو ناطقاً عنها ، بمعنى إحياء العقيدة الوطنية العراقية ومن ثم تعريفها عبر الحوار و ورشات العمل ، وبالتالي تحديد الوسائل النضالية والعملية من أجل ذلك ، ولا ينبغي لنا الآن التحديد الناجز والنهائي للبرنامج فهذا الأخير نتاج عمل كل أعضائه ، وقد يبدو الأمر غريباً ، لكن هذا سيوفى بالشرح وبالتفصيل ، معالم البرنامج إذن ، إصلاح النظام السياسي جذرياً أو تغييره التام عبر العمل الموروث من انتفاضة تشرين ، أي العمل السلمي والمبادر والشجاع ، لن يعترف هذا الحزب بالطبع بالدستور القائم وسيتعامل معه كما يتعامل مع الطبقة السياسية ، أي كعائق وعقبة حقيقية .

بالطبع سنواجه بحملات تهديد و تخوين وإحباط وسخرية ، لكن هذه المرة لن يخيفنا شيء ، سنمضي بهذا الأمر حتى لو كان آخر شيء نفعله في هذا العالم ، عنواننا معروف ومسار حياتنا اليومية كذلك ولن نغيّرها ، سيكون اسم الحزب المقترح الأولي هو (حزب نهضة وطن ) وستتم مناقشة الاسم وبرنامج الحزب التفصيلي وهيكليته ووسائل عمله عن طريق ثلاثة مؤتمرات أو لقاءات الأول استشاري والثاني تمهيدي والثالث للإشهار والإعلان ، وسنبدأ حملة لقاءات ومشاورات ونتقبل رغبات المساهمة في التأسيس عبر الوسائل العادية ومنها على رسائل الماسينجر ، وسنهتم بكل الرسائل لكن ليس بالضرورة الرد عليها .

لا أعتقد أن مثلبة في تاريخنا أو حياتنا تمنعنا من المساهمة في هذا ، لكن الدعوة مفتوحة للجميع ، ولا نريده حزباً للملائكة ، لكنه بالتأكيد لن يكون حزب شياطين والعمر يمضي لنهايته وقد تكون هذه آخر صرخة .

الموقعون
1 كامل عبد الرحيم كاظم....كاتب
2 الدكتور علي العنبوري. ... طبيب عام
3 منتظر كاظم....طالب ماجستير فلسفة...بصرة
4 فاضل الحسني...ناشط واعلامي مقيم في ألمانيا
5 تحسين علي جابر...روائي ومعاون طبي
6 أكرم عذاب....ناشط تشريني
7 مزهر الرمضان...أستاذ متقاعد...البصرة








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - على غرار حزب المؤتمر الوطني الهندي
منير كريم ( 2021 / 10 / 19 - 16:32 )
تحية للاستاذ عبد الحسين المحترم
هذه فكرة ممتازة
قفزت الى ذهني تجربة حزب المؤتمر الوطني الهندي فهو نموذج للعالم الثالث وقد حقق نجاحات عظيمة في وضع الهند على طريق البناء والتنمية والتنوير والديمقراطية رغم التخلف المنتشر والفقر الشديد
شكرا جزيلا لك

اخر الافلام

.. عقوبات أميركية على مستوطنين متطرفين في الضفة الغربية


.. إسرائيلي يستفز أنصار فلسطين لتسهيل اعتقالهم في أمريكا




.. الشرطة الأمريكية تواصل التحقيق بعد إضرام رجل النار بنفسه أما


.. الرد الإيراني يتصدر اهتمام وسائل الإعلام الإسرائيلية




.. الضربات بين إيران وإسرائيل أعادت الود المفقود بين بايدن ونتن